د. حامد العطية
14-10-2013, 08:22 PM
جريمة الأمير السعودي وتأسيس الحزب العلوي اللبناني
د. حامد العطية
تعرفت عليه أواخر ستينات القرن الماضي، كان طالباً يدرس العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية، وللتعارف قصة، بدأت بخلاف وانتهت بتوافق، ثم سمعنا بالخبر المؤلم، علي عيد في المستشفى، مصاب بطعنة سكين، والجاني أمير سعودي، التقيا بالصدفة في مكان عام، ودار بينهما نقاش، اختلفا في الرأي، استشاط غضب الأمير السعودي فأقدم غيلة وغدراً على طعن زميلنا علي عيد اللبناني العلوي من طرابلس.
في ذلك الحين كان للدولة اللبنانية هيبة، فلم تتردد في القبض على الأمير السعودي الجاني وايداعه السجن، وظل رهن الاعتقال حتى تحسنت صحة المجني عليه وقبل بالتنازل عن حقه القانوني الشخصي مقابل تعويض بمئات الألاف من الليرات اللبنانية، وكان مبلغاً ضخماً في حسابات ذلك الزمن.
بعدها بفترة قصيرة التقيت علي عيد أمام أحد المطاعم القريبة من الجامعة وكان يتوكأ على عكازة، فحمدنا الله على سلامته.
ثم سرعان ما أسس علي عيد حزباً سياسياً، يحمل اسم الحزب الديمقراطي اللبناني العربي، للدفاع عن حقوق الطائفة العلوية في لبنان، وهي طائفة غير معترف بها في حينه، وهذا الاعتراف شرط لحصولها على حقوق سياسية مثل انتخاب عضو يمثلها في البرلمان، وبالفعل فقد نجح في الحصول على هذا الاعتراف بعد حين، وانتخب عضواً في البرلمان اللبناني في التسعينيات.
الحزب الديمقراطي اللبناني العربي هو اليوم الخصم اللدود لأتباع الحريري والجماعات السلفية وغيرهم من أتباع آل سعود في طرابلس، وقد حاول أعداء العلويين مراراً وتكراراً الهجوم على جبل محسن، حيث يسكن العلويون، لكنهم وفي كل مرة ينهزمون بفعل صمود أنصار علي عيد.
رب ضارة نافعة، إذ لولا جريمة الأمير السعودي لما حصل علي عيد على تعويض ضخم، استغله في تمويل حزبه ونشر الوعي بين أهله من الطائفة العلوية، وهكذا ارتدت حماقة الأمير السعودي على أنصار آل سعود في مدينة طرابلس.
ما زال حكام وأمراء آل سعود يتعاملون بحماقة مع العلويين في المنطقة، وذلك بتدخلهم السافر في سورية، وولوغهم في دم شعبها، وتحريض كهنتهم على إبادة العلويين، وهم كما يبدوغافلون أو مستهينون بحوالي ثلاثين مليون علوي متوزعين بين تركيا وسورية ولبنان، ومن الطبيعي تنامي الوعي الطائفي بينهم، واشتداد سخطهم على السعودية وحكامها، واصطفافهم مع أعدائها، وهكذا تتوسع رقعة العداء لآل سعود، في العالمين العربي والإسلامي، لأنهم حمقى وسفهاء، والسفيه عدو نفسه.
14 تشرين الأول 2013م
(للإسلام غايتان عظمتان هما الإحياء والاصلاح، ووسيلة كبرى وهي التعلم)
د. حامد العطية
تعرفت عليه أواخر ستينات القرن الماضي، كان طالباً يدرس العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية، وللتعارف قصة، بدأت بخلاف وانتهت بتوافق، ثم سمعنا بالخبر المؤلم، علي عيد في المستشفى، مصاب بطعنة سكين، والجاني أمير سعودي، التقيا بالصدفة في مكان عام، ودار بينهما نقاش، اختلفا في الرأي، استشاط غضب الأمير السعودي فأقدم غيلة وغدراً على طعن زميلنا علي عيد اللبناني العلوي من طرابلس.
في ذلك الحين كان للدولة اللبنانية هيبة، فلم تتردد في القبض على الأمير السعودي الجاني وايداعه السجن، وظل رهن الاعتقال حتى تحسنت صحة المجني عليه وقبل بالتنازل عن حقه القانوني الشخصي مقابل تعويض بمئات الألاف من الليرات اللبنانية، وكان مبلغاً ضخماً في حسابات ذلك الزمن.
بعدها بفترة قصيرة التقيت علي عيد أمام أحد المطاعم القريبة من الجامعة وكان يتوكأ على عكازة، فحمدنا الله على سلامته.
ثم سرعان ما أسس علي عيد حزباً سياسياً، يحمل اسم الحزب الديمقراطي اللبناني العربي، للدفاع عن حقوق الطائفة العلوية في لبنان، وهي طائفة غير معترف بها في حينه، وهذا الاعتراف شرط لحصولها على حقوق سياسية مثل انتخاب عضو يمثلها في البرلمان، وبالفعل فقد نجح في الحصول على هذا الاعتراف بعد حين، وانتخب عضواً في البرلمان اللبناني في التسعينيات.
الحزب الديمقراطي اللبناني العربي هو اليوم الخصم اللدود لأتباع الحريري والجماعات السلفية وغيرهم من أتباع آل سعود في طرابلس، وقد حاول أعداء العلويين مراراً وتكراراً الهجوم على جبل محسن، حيث يسكن العلويون، لكنهم وفي كل مرة ينهزمون بفعل صمود أنصار علي عيد.
رب ضارة نافعة، إذ لولا جريمة الأمير السعودي لما حصل علي عيد على تعويض ضخم، استغله في تمويل حزبه ونشر الوعي بين أهله من الطائفة العلوية، وهكذا ارتدت حماقة الأمير السعودي على أنصار آل سعود في مدينة طرابلس.
ما زال حكام وأمراء آل سعود يتعاملون بحماقة مع العلويين في المنطقة، وذلك بتدخلهم السافر في سورية، وولوغهم في دم شعبها، وتحريض كهنتهم على إبادة العلويين، وهم كما يبدوغافلون أو مستهينون بحوالي ثلاثين مليون علوي متوزعين بين تركيا وسورية ولبنان، ومن الطبيعي تنامي الوعي الطائفي بينهم، واشتداد سخطهم على السعودية وحكامها، واصطفافهم مع أعدائها، وهكذا تتوسع رقعة العداء لآل سعود، في العالمين العربي والإسلامي، لأنهم حمقى وسفهاء، والسفيه عدو نفسه.
14 تشرين الأول 2013م
(للإسلام غايتان عظمتان هما الإحياء والاصلاح، ووسيلة كبرى وهي التعلم)