سلام امين تامول
30-10-2007, 10:16 PM
من بديهيات عقائد الإسلام الخلود في الآخرة لأهل الجنة وأهل النار، قال الله تعالى:
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (سورة البقرة: 39)
قال الصدوق (قدس سره) في الإعتقادات ص53: (اعتقادنا في الجنة أنها دار البقاء ودار السلامة، لا موتٌ فيها ولا هرم ولا سقم ولا مرض ولا آفة ولا زوال ولا زمانة ولا هم ولا غم ولا حاجة ولا فقر. وأنها دار الغنى ودار السعادة، ودار المقامة ودار الكرامة، لا يمس أهلها نصب ولا يمسهم فيها لغوب، لهم فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون. وأنها دارٌ أهلها جيران الله تعالى وأولياؤه وأحباؤه وأهل كرامته...
واعتقادنا في النار أنها دار الهوان ودار الانتقام من أهل الكفر والعصيان، ولا يخلد فيها إلا أهل الكفر والشرك).
-وقال في ص81: (اعتقادنا في قتلة الأنبياء وقتلة الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، أنهم كفار مشركون مخلدون في أسفل درك من النار. ومن اعتقد بهم غير ما ذكرناه، فليس عندنا من دين الله في شي)
-وفي البحار: 8 /361 عن عيون أخبار الرضا (عليه السلام):
(فيما كتب للمأمون من محض الإسلام: إن الله لا يدخل النار مؤمناً وقد وعده الجنة، ولايخرج من النار كافراً وقد أوعده النار والخلود فيها، ومذنبو أهل التوحيد يدخلون النار ويخرجون منها والشفاعة جائزة لهم.
-وفي تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) ص578: (قال الله تعالى: وما هم بخارجين من النار)
كان عذابهم سرمداً دائماً، وكانت ذنوبهم كفراً، لاتلحقهم شفاعة نبي ولا وصي، ولا خيِّر من خيار شيعتهم).
- وقال الطوسي في تفسير التبيان: 2/524: (الخلود في اللغة هو طول المكث، ولذلك يقال: خلده في السجن وخلد الكتاب في الديوان. وقيل للأثافي: خوالد مادامت في موضعها، فإذا زالت لا تسمى خوالد.والفرق بين الخلود والدوام: أن الخلود يقتضي في)
كقولك خلد في الحبس، ولايقتضي ذلك الدوام، ولذلك جاز وصفه تعالى بالدوام دون الخلود.
إلا أن خلود الكفار المراد به التأبيد بلا خلاف بين الأمة... ومعنى خلودهم فيها استحقاقهم لها دائماً مع ما توجبه من أليم العقاب، فأما من ليس بكافر من فساق أهل الصلاة، فلا يتوجه إليه الوعيد بالخلود).
... عقيدة السنيين ...
روت مصادر السنيين تشويشات من تأثير رأي عمر، لكنها روت ما يوافق القرآن شبيهاً بما في مصادرنا كما في البخاري:7/203، من حديث طويل:
(عن أنس قال قال رسول الله (ص): يجمع الله الناس يوم القيامة فيقولون لو استشفعنا على ربنا حتى يريحنا من مكاننا... فأرفع رأسي فأحمد ربي بتحميد يعلمني ثم أشفع فيحد لي حداً، ثم أخرجهم من النار وأدخلهم الجنة، ثم أعود فأقع ساجداً مثله في الثالثة أو الرابعة حتى ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن. وكان قتادة يقول عند هذا: أي وجب عليه الخلود).
وقد فسرت مصادرهم عبارة (إلا من حبسه القرآن) بالتأبيد..كما في البخاري:8/183، وفي:5/147: (إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود... إلا من حبسه القرآن يعني قول الله تعالى:خالدين فيها).
* وفي هذه العقيدة الأساسية تدخَّل عمر بن الخطاب أيضاً، فقال إن أهل النار ليسوا مخلدين فيها، فالنار تفنى وينقل أهلها إلى الجنة!!
* وقد وافقه على ذلك ابن تيمية! وعلله تلميذه ابن القيم بأن النار كالسجن لابد أن تخرب بمرور الوقت، فلا يبقى لأهلها مكان إلا الجنة!
قال السيوطي في الدر المنثور:3/350: (وأخرج ابن المنذر عن الحسن عن عمر قال: لو لبث أهل النار في النار كقدر رمل عالج لكان لهم يوم على ذلك يخرجون فيه). انتهى!!
وعالج: صحراء رملية ذارية بين نجد والبحرين.
وقد تحمس لرأي عمر ابن قيم الجوزية في رسالته حادي الأرواح، ومن المتأخرين محمد رشيد رضا في تفسير المنار:8/68، حيث أورد في كتابه رسالة ابن قيم كلها، وهي نحو خمسين صفحة، ومدح ابن القيم وغلا فيه لأنه مفكر إسلامي نابغة استطاع أن يحل المشكلة ويثبت رأي الخليفة بخمسة وعشرين دليلاً، رصف كلامها رصف الخطيب المكثر!
وتدور رسالة ابن قيم المدرسة الجوزية على محور واحد هو أن النار تفنى كما يخرب السجن، فلا يبقى محل لأهلها إلا أن ينقلوا إلى الجنة!!
لكن الشوكاني تشجع وألف رسالة في الرد على عمر وابن تيمية، قال في مقدمة فتح القدير:1/9: (للشوكاني مؤلفات، منها كتاب نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار.... وكشف الأستار في إبطال القول بفناء النار). انتهى.
وقد أخذ عمر عقيدته هذه من اليهود ولم يأخذ بتكذيب القرآن لهم، ففي سيرة ابن هشام:2/380: (قال ابن إسحاق: وحدثني مولى لزيد بن ثابت عن عكرمة أو عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال: قدم رسول الله (ص) المدينة واليهود تقول: إنما مدة الدنيا سبعة آلاف سنة، وإنما يعذب الله الناس في النار بكل ألف سنة من أيام الدنيا يوماً واحداً في النار من أيام الآخرة، وإنما هي سبعة أيام ثم ينقطع العذاب!!
فأنزل الله في ذلك من قولهم: (وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لا تَعْلَمُونَ. بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (سورة البقرة:80 ـ 81)
أي خلداً أبداً. (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (سورة البقرة:82) أي من آمن بما كفرتم به وعمل بما تركتم من دينه فلهم الجنة خالدين فيها، يخبرهم أن الثواب بالخير والشر مقيم على أهله أبداً ولا انقطاع له).
... الأسئلة ...
1 ـ هل توافقون على رأي عمر بفناء النار وانتهاء العقاب في الآخرة؟
2 ـ بماذا تفسرون تبني عمر لهذه العقيدة اليهودية مع تكذيب القرآن لها؟!
من كتاب ألف سؤال وإشكال على المخالفين لأهل البيت الطاهرين
للشيخ علي الكوراني العاملي
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (سورة البقرة: 39)
قال الصدوق (قدس سره) في الإعتقادات ص53: (اعتقادنا في الجنة أنها دار البقاء ودار السلامة، لا موتٌ فيها ولا هرم ولا سقم ولا مرض ولا آفة ولا زوال ولا زمانة ولا هم ولا غم ولا حاجة ولا فقر. وأنها دار الغنى ودار السعادة، ودار المقامة ودار الكرامة، لا يمس أهلها نصب ولا يمسهم فيها لغوب، لهم فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون. وأنها دارٌ أهلها جيران الله تعالى وأولياؤه وأحباؤه وأهل كرامته...
واعتقادنا في النار أنها دار الهوان ودار الانتقام من أهل الكفر والعصيان، ولا يخلد فيها إلا أهل الكفر والشرك).
-وقال في ص81: (اعتقادنا في قتلة الأنبياء وقتلة الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، أنهم كفار مشركون مخلدون في أسفل درك من النار. ومن اعتقد بهم غير ما ذكرناه، فليس عندنا من دين الله في شي)
-وفي البحار: 8 /361 عن عيون أخبار الرضا (عليه السلام):
(فيما كتب للمأمون من محض الإسلام: إن الله لا يدخل النار مؤمناً وقد وعده الجنة، ولايخرج من النار كافراً وقد أوعده النار والخلود فيها، ومذنبو أهل التوحيد يدخلون النار ويخرجون منها والشفاعة جائزة لهم.
-وفي تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) ص578: (قال الله تعالى: وما هم بخارجين من النار)
كان عذابهم سرمداً دائماً، وكانت ذنوبهم كفراً، لاتلحقهم شفاعة نبي ولا وصي، ولا خيِّر من خيار شيعتهم).
- وقال الطوسي في تفسير التبيان: 2/524: (الخلود في اللغة هو طول المكث، ولذلك يقال: خلده في السجن وخلد الكتاب في الديوان. وقيل للأثافي: خوالد مادامت في موضعها، فإذا زالت لا تسمى خوالد.والفرق بين الخلود والدوام: أن الخلود يقتضي في)
كقولك خلد في الحبس، ولايقتضي ذلك الدوام، ولذلك جاز وصفه تعالى بالدوام دون الخلود.
إلا أن خلود الكفار المراد به التأبيد بلا خلاف بين الأمة... ومعنى خلودهم فيها استحقاقهم لها دائماً مع ما توجبه من أليم العقاب، فأما من ليس بكافر من فساق أهل الصلاة، فلا يتوجه إليه الوعيد بالخلود).
... عقيدة السنيين ...
روت مصادر السنيين تشويشات من تأثير رأي عمر، لكنها روت ما يوافق القرآن شبيهاً بما في مصادرنا كما في البخاري:7/203، من حديث طويل:
(عن أنس قال قال رسول الله (ص): يجمع الله الناس يوم القيامة فيقولون لو استشفعنا على ربنا حتى يريحنا من مكاننا... فأرفع رأسي فأحمد ربي بتحميد يعلمني ثم أشفع فيحد لي حداً، ثم أخرجهم من النار وأدخلهم الجنة، ثم أعود فأقع ساجداً مثله في الثالثة أو الرابعة حتى ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن. وكان قتادة يقول عند هذا: أي وجب عليه الخلود).
وقد فسرت مصادرهم عبارة (إلا من حبسه القرآن) بالتأبيد..كما في البخاري:8/183، وفي:5/147: (إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود... إلا من حبسه القرآن يعني قول الله تعالى:خالدين فيها).
* وفي هذه العقيدة الأساسية تدخَّل عمر بن الخطاب أيضاً، فقال إن أهل النار ليسوا مخلدين فيها، فالنار تفنى وينقل أهلها إلى الجنة!!
* وقد وافقه على ذلك ابن تيمية! وعلله تلميذه ابن القيم بأن النار كالسجن لابد أن تخرب بمرور الوقت، فلا يبقى لأهلها مكان إلا الجنة!
قال السيوطي في الدر المنثور:3/350: (وأخرج ابن المنذر عن الحسن عن عمر قال: لو لبث أهل النار في النار كقدر رمل عالج لكان لهم يوم على ذلك يخرجون فيه). انتهى!!
وعالج: صحراء رملية ذارية بين نجد والبحرين.
وقد تحمس لرأي عمر ابن قيم الجوزية في رسالته حادي الأرواح، ومن المتأخرين محمد رشيد رضا في تفسير المنار:8/68، حيث أورد في كتابه رسالة ابن قيم كلها، وهي نحو خمسين صفحة، ومدح ابن القيم وغلا فيه لأنه مفكر إسلامي نابغة استطاع أن يحل المشكلة ويثبت رأي الخليفة بخمسة وعشرين دليلاً، رصف كلامها رصف الخطيب المكثر!
وتدور رسالة ابن قيم المدرسة الجوزية على محور واحد هو أن النار تفنى كما يخرب السجن، فلا يبقى محل لأهلها إلا أن ينقلوا إلى الجنة!!
لكن الشوكاني تشجع وألف رسالة في الرد على عمر وابن تيمية، قال في مقدمة فتح القدير:1/9: (للشوكاني مؤلفات، منها كتاب نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار.... وكشف الأستار في إبطال القول بفناء النار). انتهى.
وقد أخذ عمر عقيدته هذه من اليهود ولم يأخذ بتكذيب القرآن لهم، ففي سيرة ابن هشام:2/380: (قال ابن إسحاق: وحدثني مولى لزيد بن ثابت عن عكرمة أو عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال: قدم رسول الله (ص) المدينة واليهود تقول: إنما مدة الدنيا سبعة آلاف سنة، وإنما يعذب الله الناس في النار بكل ألف سنة من أيام الدنيا يوماً واحداً في النار من أيام الآخرة، وإنما هي سبعة أيام ثم ينقطع العذاب!!
فأنزل الله في ذلك من قولهم: (وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لا تَعْلَمُونَ. بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (سورة البقرة:80 ـ 81)
أي خلداً أبداً. (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (سورة البقرة:82) أي من آمن بما كفرتم به وعمل بما تركتم من دينه فلهم الجنة خالدين فيها، يخبرهم أن الثواب بالخير والشر مقيم على أهله أبداً ولا انقطاع له).
... الأسئلة ...
1 ـ هل توافقون على رأي عمر بفناء النار وانتهاء العقاب في الآخرة؟
2 ـ بماذا تفسرون تبني عمر لهذه العقيدة اليهودية مع تكذيب القرآن لها؟!
من كتاب ألف سؤال وإشكال على المخالفين لأهل البيت الطاهرين
للشيخ علي الكوراني العاملي