المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاصلاح و دوره في المجتمع - الشيخ حسن اللامي


حسن الخشيمي
27-10-2013, 05:47 PM
الاصلاح و دوره في المجتمع - الشيخ حسن اللامي

قال تعالى
( فمن ءامن واصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) الانعام 48

المقدمة :
نشاهد في مجتمعاتنا الكثير من الفساد الذي يكاد ان يدخل في كل بيت عربي و كل مدرسة و كل جامعة سواء كان للناس الاعتيادية او للحكام او لرجال الاعمال او غير هذه الشخصيات , و نحن نجلس متفرجين على هذا الفساد الذي طغى على الناس و صار من الصعب التخلص منه و الرجوع الى الفطرة السليمة , لكن لو حاولنا ان نضع حلاً لما يحصل هل سننجح ؟ و كيف نستطيع ان نضع الحلول ؟ و ما هي هذه الحلول ؟ , السبيل الوحيد للخلاص من هذا الامر هو السعي و بذل الجهود الكبيرة للاصلاح في هذا المجتمع , لا اريد التفرع بالموضوع من الان , قبل التفرع اريد ان اكمل مقدمة بسيطة عن كلمة الاصلاح و ما تعني في اللغة و كم مرة ذكرت في القران , فأن الاصلاح يأتي من الصلاح رجل قام بأصلاح هذه الساعة فرضاً فانتقلت من العطل الى الصلاح أزالة الفساد و اعادة الامور الى الصواب او الصلاح و يوجد انواع كثيرة من الاصلاح منها الاصلاح الاجتماعي و هذا ما سنتكلم عنه و يوجد ايضاً الاصلاح السياسي و الاصلاح الاقتصادي و الى اخر انواعه فلا يهمنا ذكر الانواع ما يهمنا الان هو الاصلاح الاجتماعي , ذكرت كلمة اصلاح في القران 200 مرة و مقابلها الفساد ايضاً ذكرت 50 مرة .

الروابط و الجسور
توجد روابط و جسور كثيرة جداً في القران الكريم بين الاصلاح و امور اخرى سنذكر بعضها للاستفادة منها و ان كان الامر لا يهمنا في هذا الموضوع كثيراً
1 – الرابط بين الاصلاح و الايمان : يوجد رابط او جسر كبير جداً بين الاصلاح و الايمان فان المصلح الذي يعزم على العمل في اصلاح المجتمع يجب ان تتوفر به خصلة جداً مهمة و هي خصلة الايمان , لان الانسان الذي يريد ان يصلح المجتمع لابد ان يصلح فسه اولاً و لا يستطيع ان يصلح نفسه الا ان يتوفر به الايمان الحقيقي بالاصلاح و من الامثلة في القران الكريم على الاصلاح قوله تعالى [فمن ءامن واصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ] الانعام 48 الاية التي افتتحنا بها الموضوع في بداية البحث , فأن الله عز و جل يركز على الايمان بقوله فمن امن و اصلاح , يعني من هذه الاية نستطيع ان نفهم بأن الاصلاح لا يكتمل الا بالايمان بل لا يمكن العمل بالاصلاح الا بعد الايمان
2 – الرابط بين الاصلاح و التقوى : و الرابط الثاني الذي قد يكون اهم بكثير جداً من الرابط الاول او الجسر الاول هو التقوى , لكن ماذا يقصد بالتقوى ؟ و لماذا ذكرناه ثانياً و لم نذكره اولاً اذا كان اهم من الاول ؟ الجواب على ذلك بسيط جداً فان التقوى هي الحذر , تارة يكون عمل لا توقف و لا حذر فينتج الهلاك لا محالة , و تارة يكون حذر بلا عمل فينتج ايضاً الهلاك , لكن التارة الاخرى يكون عمل بحذر فينتج الاصلاح الحقيقي و الصافي من الشوائب و المشاكل فهذا هو المفهوم للتقوى اي تتقدم بالعمل لكن تحذر من الوعورة الموجودة في طريق هذا العمل التي قد تذهب بك الى الهلاك لا سامح الله و من الامثلة في القران قوله تعالى ( فمن اتقى واصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) الاعراف 35 كما ذكرنا الخطوة الثانية هي التقوى فمن اتقى و اصلح لم يقل الله عز و جل فمن اصلح و اتقى لان الاهم قبل الاصلاح ان تخطط قبل العمل و تعلم اين الوعورة في الاصلاح حتى تتقيها
3 – الرابط بين الاصلاح و العفو : و الرابط الثالث و ايضاً هو من الروابط او الجسور المهمة في مسيرة الاصلاح , و هو ان تعفو عن غيرك لكي يعفى عنك في يوم من الايام , و قد بينت الروابات و الايات القرانية ان العفو هو من مميزات الاصلاح و قد يكون من الامور الاعلامية الناجحة لنجاح الاصلاح تصور انك تسمع عن رجل يقوم بالاصلاح في المجتمعات لكن لا يعفو عن الناس هل تذهب اليه لكي تساعده في المسيرة الاصلاحية ؟ بينما عندما تسمع برجل مؤمن يعفو عن الناس و يكسبهم الى مسيرته الشريفة ستذهب اليه باقدامك دون ان يدعوك الى حركته , هذا هو الفرق بين من يعفوا عن الناس و من لا يعفوا عنهم , و من امثلة العفو و الاصلاح في القران قوله تعالى ( فمن عفا واصلح فاجره على الله ) الشورى 40 نعم فمن عفا و اصلح فبالعفو يتم الاصلاح

من هو المصلح ؟
مر في التاريخ الكثير من المصلحين الذين قاموا بحملات كبيرة جداً تهتم في اصلاح المجتمعات الفاسدة و الامثلة كثيرة جداً و من هذه الامثلة هي رسالة الانبياء , و من اهم الشخصيات التي مارست الاصلاح و انتجت انتاج كبير جداً هي شخصية الرسول محمد صلى الله عليه و اله فقد اخرج الناس من الجاهلية عبادة الاصنام و قتل النساء الى عبادة الله الواحد الاحد جل و علا

كيف ينتشر الفساد ؟
من الامور التي تساعد على انتشار الفساد في كل مكان هو ترك الاصلاح , فترى كل شخص يترك مسؤولياته الخطيب يسهو عن عمله و الاستاذ يسهو عن عمله و الطالب يسهو عن عمله الى ان ترى الفوضة قد حلت في المجتمع و لا تستطيع معالجتها بسهولة بل تحتاج الى نبي كالنبي يوسف عليه السلام و لا اعتقد انه ينفع الا بالتضحية بالانفس و المال و العيال و النساء كما فعل امامنا الحسين عليه صلوات الله , فقد كانت مسيرته الاصلاحية لا تنجح الا بأن يضحي بنفسه و باخيه و بماله و باطفاله و باخته العقيلة زينب عليها السلام .


نسأل الله عز و جل ان يجعلنا من المصلحين في هذه المجتمع ببركة محمد و اله