المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تتسع طائرة المالكي المتوجهة إلى واشنطن لنصف مليون؟


د. حامد العطية
28-10-2013, 11:40 PM
هل تتسع طائرة المالكي المتوجهة إلى واشنطن لنصف مليون؟

د. حامد العطية

بعد أيام سيزور رئيس الوزراء المالكي واشنطن، وقبل أيام قليلة بينت نتائج دراسة منشورة في أمريكا بأن عدد ضحايا الاحتلال الأمريكي للعراق وبالحسابات العلمية يقدر بنصف مليون.
كان العرب قبل الإسلام يعتقدون بأن طائراً يسمونه الهامة يخرج من رأس القتيل يصرخ اسقوني اسقوني حتى يؤخذ بثأره، الهامة خرافة، وظفها العرب في الجاهلية، فهي تذكرة بضرورة الاقتصاص من القتلة، وتحذير لمن تراوده نفسه بالعدوان.
ثم جاء الإسلام الحضاري ليستبدل الخرافة بالمعرفة والثأر بالعدل والعرف بالشريعة.
لا أمريكا ولا المالكي يكترثان لنصف مليون عراقي، وجلهم من الأبرياء، أزهق أرواحهم الاحتلال الأمريكي، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ولا يتوقع أحد من المالكي مطالبة أمريكا بسيادة القانون، وهو شعار جماعته الانتخابي، كما لا تقيم أمريكا وزناً للعدالة في تعاملها مع دول وشعوب العالم، وآخر دليل على ذلك تجسسها حتى على حلفائها.
في أمريكا والغرب هنالك نشطون في حقوق الإنسان لا يكفون عن المطالبة بمحاكمة الرئيس الأمريكي السابق بوش بتهمة قتل عراقيين أبرياء، كما استجوبت لجنة تحقيق بريطانية رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير حول ممارسات القوات البريطانية في العراق أثناء الاحتلال، لكن حكومة العراق تكيل المديح والثناء لحكومتي أمريكا وبريطانيا على "تحريرهما" العراق وتتجنب الخوض في موضوع الضحايا ولعلها تعدهم كلهم مع الإرهابيين.
من المستغرب أن يزور المالكي أمريكا طالباً مساعدتها في حماية العراقيين من الإرهاب، وهو نفس الإرهاب الذي استدعاه الرئيس السابق بوش للمنازلة على الأرض العراقية، وفي الوقت الذي نتبين فيه بأن أمريكا قتلت نصف مليون عراقي. تدعي أمريكا بأنها تحارب الإرهاب لكنها في الواقع تروضه وتستغله لتحقيق مصالحها، أمريكا في خندق واحد مع الإرهابيين الوهابيين التكفيريين في سورية، وتطمح في أفغانستان لاقناعهم بالتحالف معها أو على الأقل مهادنتها، وكل رعاة الإرهاب في المنطقة وعلى رأسهم نظام آل سعود أدوات أمريكية، ولو شاءت لقطعت رأس الأفعى الإرهابية في الخليج فأراحت العراق والعالم، لكنها تريدهم ورقة للضغط على الخصوم والحلفاء على حد سواء وتنفيذ مآربها الخبيثة في اضعاف وتقسيم المنطقة، وما دام الإرهابيون ينؤون بأنفسهم عن تهديد الكيان الصهيوني فستتركهم أمريكا ليعيثوا فساداً وتخريباً في العراق وسورية وبقية دول المنطقة، وهو ما تريده أمريكا وثبت لجميع العراقيين بعد الاحتلال.
في فيتنام حارب الأحياء والأموات قوات الاحتلال الأمريكي، الأحياء في جبهات القتال، والأموات عبر وسائل الإعلام، فقد كان لصور الضحايا من المدنيين وقعاً كبيراً على نفوس الأمريكيين، حركت فيهم مشاعر الذنب والاشمئزاز من الحرب، وما زالت ذاكرة الملايين من الأمريكيين وغيرهم تختزن صورة طفلة صغيرة مذعورة وعلى جسدها الغض آثار حروق تهيم على وجهها هاربة من جحيم احتراق قريتها الصغيرة وأهلها بقنابل النابالم الحارقة، وبسبب هذه الصور والتقارير الإخبارية شهدت المدن الأمريكية مظاهرات عنيفة، اهتزت لها بنية المجتمع الأمريكي بأكمله، وتخوف البعض من انهيار شامل، وكانت موجة الاحتجاجات الشعبية ورفض التجنيد الاجباري عاملاً رئيسياً في هزيمة وانسحاب القوات الامريكية، ولكن الأمريكيين لم ينسوا أو يغفروا لأنفسهم، وطاردت لعنة حرب فيتنام الأمريكيين إلى بلادهم، وظهرت نتائجها المرعبة في عدد جرائم القتل الوحشية التي اقترفها أمريكيون عائدون من الحرب، وفضل البعض منهم الانتحار على الحياة مع العذاب النفسي، ومن لم يقتل أو ينتحر عاش مكتئباً منبوذاً من الناس وعاجزاً نفسياً عن العمل.
الإحياء أعلى وأسمى قيمة في الإسلام، وهو متميز بين كل الإديان في اعتبارها قيمة كونية، إذ حق الحياة في الإسلام مكفول للجميع، من مسلمين وغيرهم، لذا فإن أول واجب على المسلم الحفاظ على حياة البشر ومنع الأذى عنهم، وهي قيمة مفقودة في العراق، إذ يقتل العشرات بالمعدل يومياً فلا ترف جفن مسؤول ولا نرى ولو ارتجاجاً خفيفاً في بركة المجتمع العراقي الراكدة، حتى أصوات الاحتجاج والاستنكار ندرت وخبت، وهي الدليل على استهانتنا بقدسية الحياة البشرية، والتي قد تكون لها نتائج مدمرة على المجتمع العراقي، ومن يستهن بالأحياء يكره ذكر الموتى، فلا ذكرى للأبرياء الذين حصد أرواحهم الاحتلال، وأغلب ضحايا الاحتلال من الأبرياء، وكثير منهم قتل بطرق وحشية، لا تقل في فظاعتها عن جرائم الحرب الأمريكية في فيتنام، لكننا في العراق لا نقيم وزناً لضحايانا من الاحتلال وما جره علينا من إرهاب، نطمس ذكراهم، نمحي صورهم، ننسى أسمائهم، والمهرجانات الغنائية الراقصة أهم عند حكومتنا من إنشاء متحف للصور أو نصب ينصف هؤلاء الأبرياء ولو بالذكرى.
مصير زيارة المالكي لواشنطن الفشل المحتم، لأن أمريكا تريد عراقاً ضعيفاً وقابلاً للتقسيم عندما تحين الفرصة وتسمح الظروف، وللإرهاب الذي تدعمه أمريكا أو تتغاضى عنه دور هام في هذا الصدد، لذلك سيرجع المالكي خالي الوفاض، وبما أن الأحياء من العراقيين لاهون عن الأخطار المصيرية التي تحاصرهم لذا لا خيار أمامنا سوى الاستغاثة بالأموات، وبالتحديد أرواح نصف مليون عراقي قتلهم الاحتلال الأمريكي، ونطلب منهم التوجه لأمريكا – وهم كانوا في وطنهم نسياً منسياً في الحياة قبل الممات - ليقضوا مضاجع الأمريكيين، لعل الشعور بالذنب يتحرك في نفوسهم، فيزدادوا اشمئزازاً وكراهية للحروب، ويمنعوا حكومتهم من شنها أو اشعال فتيلها، ويوقفوا دعمها لرعاة الإرهابيين في المنطقة، لذلك أهيب بأرواح العراقيين الذين قتلهم الاحتلال والإرهاب الصعود إلى طائرة المالكي المتوجهة إلى واشنطن، ولو ضاق المكان فلينزل المالكي ووفده ويترك الطائرة للأرواح فهي أكثر قدرة على التأثير على الأمريكيين وحكومتهم من المالكي وكل القاطنين في المنطقة الخضراء.
27 تشرين الأول 2013م
(للإسلام غايتان عظمتان هما الإحياء والاصلاح، ووسيلة كبرى وهي التعلم)

أبو يوسف التميمي ...
29-10-2013, 09:35 PM
- أيّها الحُـزنُ الذي يغشى بِـلادي
أنا من أجلِكَ يغشاني الحَـزَنْ
أنتَ في كُلِّ مكـانٍ أنتَ في كُلِّ زَمـَنْ .
دائـرٌ تخْـدِمُ كلّ الناسِ مِـنْ غيرِ ثَمـَنْ .
عَجَبـاً منكَ .. ألا تشكو الوَهَـنْ ؟!
أيُّ قلـبِ لم يُكلّفكَ بشُغلٍ ؟
أيُّ عيـنٍ لم تُحمِّلكَ الوَسَـنْ ؟
ذاكَ يدعـوكَ إلى استقبالِ قَيـدٍ
تلكَ تحـدوكَ لتوديـعِ كَفَـنْ . تلكَ تدعـوكَ إلى تطريـزِ رُوحٍ
ذاكَ يحـدوكَ إلى حرثِ بَـدَنْ .
مَـنْ ستُرضي، أيّها الحُـزنُ، ومَـنْ ؟!
وَمتى تأنَفُ من سُكنى بـلادٍ أنتَ فيهـا مُمتهَـنْ ؟!
- إنّني أرغـبُ أن أرحَـلَ عنهـا
إنّمـا يمنعُني حُـبُّ الوَطـنْ !
من روائع احمد مطر
---------
الدكتور حامد العطية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فلنلتمس لاخينا عُذراً فولايته الثانية على وشك الإنتهاء ..
ولا بُد من رحلة مراسيم جديده تُقدّم بها صنوف الطاعه و الرضوخ لساسة البيت الأبيض لعلّهم يمنون عليه بأربع سنين أُخَرْ !!
فقد قيل بالأمثال الثالثة ثابته !!
خصوصاً مع دخول حمودي المُعترك الأمني ونجاحاته الباهرة فيه !!
ولعل أمريكا تمُن علينا بنصف مليون كفن لمن ستلتهمهم السيارات المُفخخه والأحزمة الناسفه في عامنا القادم في ختام تلك الرحلة الميمونه !!!
فالموت والحزن وجهان لعملة العراق منذُ سنينٍ خلت ...
ولا بُد أن يحصل كل مواطن على كفن مجاني وليكُن " مكرَمَه " ما دامت الإنتخابات البرلمانية على الأبواب !!
وإسمح لي يا سيدي أن أختم لاحمد مطر
فكلُ ما أعرِفهُ .. أني مواطنْ
وبلاديَ من أغنى بلادِ العالمينْ
و أنا جائعْ ..
وأطفاليْ حُـفاة ٌ..
و بيتيْ مؤجرْ
وبراميلُ النفطِ تُهدرْ ..
كل حينْ
والملايين تُبّذرْ ..
في حياضِ ِالآخرينْ
وأنا ابن الأرض ِ
مدْينْ ..
:e076:

جعفر المندلاوي
29-10-2013, 10:08 PM
العزيز الدكتور حامد العطية السلام عليكم
يمكن وصف الديبلوماسية العراقية اليوم - وعذرا للكلمة - بالمراهقة السياسية بل الغباء السياسي ،، فبدلاً من اتخاذ مواقف واضحة ومضادة ممن يمارسون القتل والتدمير في العراق ،، نراها تلهث لارضائهم ، فتغازل هذا الطرف ، وتفتح ذراعها للآخرى ،، وتركض لارضاء تلك .. مع ان العراق ليس بحاجة لهم .. وبامكانه العيش بكرامة كما تعيش غيرها من الدول التي لا زالت خارج السيطرة الامريكية وهي معروفة دوليا ،، وتلك كوبا لا زالت عصية عليهم وهي على تخوم دولتهم ..
او تلك السياية تُثبت نظرية التبعية ......... وكلاهما مرّ ...
مع التحية والود

س البغدادي
29-10-2013, 10:09 PM
لاني عراقي ،،،ومن هذا البلد ،،،
ساصبر ،،
ساصبر ،،الى ان يمل الصبر مني ،
ساصبر ،،
حتى يقول العالم عني ،،
مل الصبر منه ،،
لاني من العراق ،،
سابقى ،،
ولن ارحل عنه ،،
لانه قدري ،،،
ومماتي ،،
لاني من العراق ،،،
ولن اتراجع ،،ولن انهزم ،،
وانظر الى الوراء ،،
كما يفعل الاخرون ،،،
ماقارب النصف قرن ،،
وانا في العراق ،،
ولم اتركه لحظة ،،
كما فعل الاخرون ،،،
لاني من العراق ،،،
سابقى ،،وساصبر ،،
الى ان يحين الدهر،،،
امره ،،

د. حامد العطية
31-10-2013, 05:00 AM
أخي العزيز الأستاذ الفاضل أبو يوسف التميمي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم وجه أعضاء في الكونجرس اتهاماً للمالكي بالطائفية وتهميش السنة وحملوه المسؤولية عن تنامي الإرهاب السني في العراق، تصور يا أخي العزيز وقاحة وفجور الأمريكيين: الشيعة يقتلون بالمئات شهرياً وصهاينة أمريكا يتهمون الشيعة بالمسؤولية عن ذلك، أليس المالكي من صادق على الاتفاقية الأمنية مع أمريكا وتصالح مع البعثيين السنة واستجاب لكل ابتزازات الأكراد السنة وصال وجال على الشيعة؟ وهل هنالك مهمشون في العراق أكثر من ملايين الشيعة من الفقراء والعاطلين عن العمل والمهجرين؟ وهل يحق للمهمش أن يصبح إرهابياً في عرف أمريكا؟
توفي خمسة أبناء لجدتي، الواحد تلو الأخر، كلهم ماتوا في الصغر، ثم رزقت بالسادس، سمته كافي الموت أو كافي، فعاش، لذلك اقترح على المالكي بعد فشل كافة خططه الأمنية وخذلان أمريكا له أن يبادر بعد عودته من زيارة أمريكا غير الميمونة للطلب من كافة العراقيين الشيعة تغيير أسمائهم إلى كافي.
عندما قيل ومن الحب ما قتل لا بد أن يكون المقتول المعني عراقي شيعي والمحبوب هو العراق.
دمت بكل خير يا أخي العزيز ودامت إضافاتك المبدعة وتعليقاتك القيمة
أخوك
حامد

د. حامد العطية
31-10-2013, 05:03 AM
أخي العزيز الفاضل الأستاذ جعفر المندلاوي وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في خطاب السيد حسن نصر الله الأخير قال: (المسؤولية الوطنية تفترض منع حصول التفجير والقيام بكل الخطوات والإجراءات الحاسمة لمنع حصول تفجير في أي منطقة وفي أي مكان في لبنان) وفي خطبة للنائب اللبناني الشيعي حسن يعقوب مؤخراً قال: (لا مكان للضعفاء تحت الشمس، حيث أن الأتراك ما كانوا ليحرروا المخطوفين لولا خطف الطيارين التركيين) هذه معايير للنجاح وضعها أنجح الناس بين الشيعة، ولو قسنا أداء قادة شيعة العراق وبالأخص رئيس الوزراء المالكي على هذه المعايير الواضحة لتوصلنا إلى نتيجة بأنهم لا يتحلون بالمسؤولية وهم وشيعة العراق من الضعفاء الذين ليس لهم مكان تحت الشمس، والسبب هو ما تفضلت وبينته في تعليقك الرائع فهم يلهثون لإرضاء أمريكا وأدواتها في السعودية والأردن وتركيا، ولا يتقنون سوى أسلوب (الحرمصة) أو التوسل والتذلل في السياسة والدبلوماسية
دمت بكل خير
أخوك
حامد

د. حامد العطية
31-10-2013, 05:05 AM
أخي العزيز الأستاذ الفاضل المبدع س البغدادي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصبر على المصائب من عزم الأمور ولكن يبدو بأن حالنا ينطبق عليه أيضاً بيت الشعر الشعبي المغنى (أنا شبيدي كله من إيدي) فالواقع أن مصائبنا ليست قدراً مكتوباً أو بلاءً منزلاً وإنما هي من صنع أيدينا، فبينما تسارع الحكومة الإيرانية لإعدام 16 إرهابياً بعد يوم أو يومين من استشهاد عدد مماثل من جنودها بهجوم إرهابي تتلكأ الحكومة العراقية في تنفيذ أحكام الإعدام على الإرهابيين والبعض منهم ينجو من الموت هرباً أو بالرشوة.
كل الشكر والتقدير على التعليق الرائع
ودمت بكل خير
أخوك
حامد

الباحث الطائي
31-10-2013, 08:38 AM
السلام عليكم
موضوع وقضية مهمة

لعلي اظن سيرجع المالكي ومعه كفنه المعد له او لبعض الرموز السياسية
المرحلة القادمة لعلها " الفوضى السياسية الحكومية الخلاقة "
وهي مدخل لعناوين مهمة
- الحرب الطائفية
- التقسيم المناطقي حسب المحافضات . سنية وشيعية

فللننتضر ونراقب