أم عباس 5
04-11-2013, 02:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم الى قيام يوم الدين
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها والعن ظالميها الى قيام يوم الدين
((الحسين عليه السلام هو أعظم رمز للثورة ))
أن بعض رموز المعارضة في البحرين قد أنحرفت عن نهج ثورة الحسين عليه السلام وهو أعظم ثورة ومنه نتعلم الثورة ,وأضاعت دماء الشهداء أمام العدو بشعارات الذل والمسكنه لأنها لا تملك ثقة ويقينا لان ينصرنا الله فلا غالب, مما سنح ذلك لآل خليفة الفرصه في زيادة اعتقالها للثوار وسفكها للدماء و اهانة الشعب وكرامته بكل الأساليب الاستفزازية والوحشية .
وبأي حق تتكلم هذه الرموز بأسم الشعب وتطالب بالاصلاح وتأمرنا بالسلميه , فالشعب يريد اسقاط النظام.
ولأن الشعب البحراني ضحى وما زال يضحي, ووقف ضد العدو الطاغي والظالم حمد عليه لعائن الله فلا نريد أن نجعل من هذه الرموز التي حملت شعار الذل والمسكنه رمزا لنا , فقد حرق القرآن ,وهدمت المساجد والحسينيات, و تجرع الشعب الألم,وقتل من قتل ,وجرح من جرح ,وسجن من سجن,وهتكت الأعراض ,وأهينت الكرامات, وما زالت هذه الرموز الجبانه تأمر بالسلميه وتطالب بالاصلاح, ولأن الشعب البحراني الأصيل هو الذي لم يقف يوما في وجه العدو ,اما هؤلاء المنافقين فهم الذين وقفوا أمامهم مرات عدة بصورة الابتاسمه والبشاشه ,والله سبحانه وتعالى يصف المنافقين في قوله : ((مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا )) (143_النساء).
قال الله عزوجل في القرآن الكريم : ((وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِى الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ)) (الأنعام-116 ).
و الامام علي عليه السلام يقول: ((لا تستوحش طريق الحق لقلة سالكيه فإن الناس قد اجتمعوا على مائدة جوعها كثير وشبعها قليل)) .
صحيح أن الامام الحسين عليه السلام لم يبدأ بحرب وقتال ولكن الامام الحسين عليه السلام لم يجعل العرضات تنتهك ودافع عن عرضه وحرمه ,و لم يقبل بحكم الطاغية, ولم يتصالح مع الطاغية ,بل أن الحسين عليه السلام أقبل على الوليد وقال «أيها الأمير، إنَّا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، بنا فتح الله، وبنا ختم، ويزيد فاسق، فاجر شارب الخمر، قاتل النفس المحترمة معلن بالفسق والفجور، مثلي لا يبايع مثله».و بهذه الكلمات أعلن الحسين عليه السلام ثورته على الحكم الأموي ,ولهذا علينا ان لا نتعلق برموز سياسية وننسى أهدافنا السامية من أجل اثارة شفقة الآخرين واعجابهم بسلميتنا.
فان كنا لا نملك سلاحا أو سيفا فهذا ليس عذرا , فالمطلوب هو المقاومة بكل قوة وبكل أشكالها ,فان الدم سوف ينتصر ,أما السلمية والانهزامية , أوالحوار والاصلاح ,أو التنازل عن أصول العقيدة باسم الشعارات البراقة أو الوحدة الاسلاميه فكل ذلك لا توفيق فيه, ولا يزيد العدو علينا الا ظلما, واهانة, واستحقارا, وشماتة.
ولكن أريد أن أستوقفكم هنا لماذا نضحي بأرواحنا ونجعل الدماء تسيل ؟!!
الى هذه الدرجة أرواحنا رخيصه مقابل مطالب دنيا دنية مهلكة زائلة فانية !!
لماذا لا نجعل لنا الهدف السامي هو الذي نسعى اليه ,أي أن تكون ثورتنا, ومقاومتنا ,ودماءنا القادمه, لأجل القرآن الذي حرق ,والمساجد والمآتم التي تهدمت ,ولأجل هؤلاء الأطفال, والشباب ,والرجال , والنساء ,والكهول, الذين سالت دماءهم على هذه الأرض,ولأجل من عذبوا في السجون الذين ضاقوا مرارة العيش, و للوقوف ضد الظالمين آل خليفه وآل سعود عليهم لعائن الله, بل واقتداءا بالحسين عليه السلام ,وسترون النصر قريبا .
قال الامام علي عليه السلام : (إن كُنتُم لا مَحالَةَ مُتَعَصِّبينَ، فتَعَصَّبوا لِنُصرَةِ الحَقِّ، وإغاثَةِ المَلهوفِ).
محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب رفعه، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : إنّ الله عزّ وجلّ فرض الجهاد وعظّمه وجعله نصره وناصره، والله ما صلحت دنياً ولا دين إلاّ به. (الكافي 5: 8; وسائل الشيعة 11: 9).
فمن يجعل هدفه لله وفي سبيل أهل البيت عليهم السلام ينتصر باذن الله وببركات أهل البيت عليهم السلام
قال الله عزّ وجلّ في محكم كتابه: {إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}. (محمد-7).
أما من ينحرف عن نهج ثورة الحسين عليهم السلام متعمدا ومستندا الى ترهات من غير دليل شرعي وهو يعرف قدرهم ومكانتهم فلا ينصره الله.
لابد أن يكون الحسين عليه السلام هو شعارنا, وهو نهجنا, وهو غايتنا .
اننا نريد أن نكون أصحاب مقاومة ,ونخوة,وغيرة ,و عزة ,وكرامة ,وليس غايتنا شفقة أو عطف الآخرين, هكذا تعلمنا من أبي الفضل العباس عليه السلام والامام الحسين عليه السلام.
قال الله عزوجل في القرآن الكريم: (﴿ وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ﴾) (هود-113).
فكيف لهذه الرموز أن تنحرف عن نهج ثورة الحسين عليه السلام, بأي ترهات ,فالحسين عليه السلام ليس فقط عاشوراء بل لا قيمة لذهابنا للحسينيات اذا تركنا أهداف ثورة الحسين عليه السلام, فهو العبرة على مر العصور , و والذي فلق الحبة وبرأ النسمة من تعلم من الحسين عليه السلام ما ضاع ولا ذل وربح الدنيا والاخره.
ولو كان الأمر على عمامة وأسم يقال ورجال يصرخون ويظهرون بأصوات الرجال لكان أسهل مما يكون وأبسط من أي شي آخر انما المراد هو الدليل والبرهان أما الترهات واللف والدوران فهذا لا مقام له عندنا.
قال الامام علي عليه السلام : ((ان الحق لا يعرف بالرجال,اعرف الحق تعرف أهله))(مجمع البيان ج1 ص211).
و ان مما يزيد الأمر ألما أن بعض من هؤلاء الرموز ,لم تنحرف عن نهج ثورة الحسين عليه السلام فقط بل أنحرفت أيضا عن نهج محمد و آل محمد صلوات الله عليهم الذي يقوم على البراءة من اعداءهم وليس فقط الولاية لهم لترويجهم لعائشة عدوة الله ومحمد وآله بأنها أم المؤمنين .
فلماذا تميلون أين ما مال الغصن
وأما فان عائشه تلقب بأم المؤمنين فعلى ماذا!!
على حرابها للامام علي عليه السلام
أم على ضربها السهام على جنازة الامام الحسن عليه السلام ومنعها من دفنه بجانب رسول صلى الله عليه وآله
أم على ايذائها لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله
أم على تسببها في قتل الآلاف أم ...
جاء في ((صحيح بخاري من مصادر المخالفين))-فرض الخمس-ماجاء بيوت أزواج النبي(ص)وما –رقم الحديث 2873): ((حدثنا موسى بن اسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن عبدلله (ر) قال : قام النبي(ص) خطيبا فأشار نحو مسكن عائشة فقال هنا الفتنة ثلاثا من حيث يطلع قرن الشيطان))
كان طلحة والزبير وعائشة من كبار رموز أهل الخلاف ,ومع ذلك حين جار قوم منهم من أهل البصرة الى الصادق عليه السلام وسألوه : ((ما تقول في حرب علي وطلحة والزبير وعائشة ؟ قال عليه السلام : ما تريدون بذلك ؟قالوا : نريد أن نعلم ذلك.قال عليه السلام : اذن تكفرون يا أهل البصرة !عائشة كبير جرمها!عظيم اثمها!ما أهرقت محجمة الا واثم ذلك في عنقها وعنق صاحبيها!قالوا : انك جئتنا بأمر عظيم لا نحتمله!قال عليه السلام: وما طويت عنكم أكثر! أما انكم سترجعون الى اصحابكم وتخبرونهم بما أخبرتكم فتكفرون أعظم من كفرهم))! (دلائل الامامة للطبري,ص261).
أخرج الكليني عن الحسين بن ثوير وأبي سلمة السراج قالا :سمعنا أبا عبدلله عليه السلام وهو يلعن في دبر كل مكتوبة أربعة من الرجال وأربعا من النساء,أبوبكر وعمر وعثمان ومعاوية, وعائشة وحفصة وهند وأم الحكم أخت معاوية )). (الكافي ج3 ص342 ).
فاما ان تتفكروا وتدققوا واما ان تجمدوا عقلكم وتميلوا أين مال الغصن
وان كانت الثورة تحتاج الى تدقيق وتخطيط فانه لا يوجد شيء في الحياة يحتاج الى تدقيق وتفصيل كمثل الدين
والذي فرطتت فيه هذه الرموز البترية ((البترية هم الذين يجمعون بين ولاية أهل البيت عليهم السلام وولاية أعداءهم)).
فقد روى الكشّي عن سُدير قال: ”دخلت على أبي جعفر (الباقر) عليه السلام معي سلمة بن كهيل وجماعة، وعند أبي جعفر عليه السلام أخوه زيد بن علي، فقالوا لأبي جعفر عليه السلام: نتولّى عليا وحسنا وحسينا ونتبرّأ من أعدائهم؟ قال: نعم. قالوا: نتولى أبا بكر وعمر ونتبرّأ من أعدائهم؟ قال: فالتفت إليهم زيد بن علي فقال لهم: أتتبرؤون من فاطمة؟! بترتم أمرنا بتركم الله! فيومئد سُمُّوا البترية“. (رجال الكشي ص236).
قيل للصادق عليه السلام: انّ فلاناً يواليكم الا أنّه يضعف عن البرائة من عدوكم ,فقال (عليه السلام): هيهات كذب من ادعي محبتنا ولم يتبرء من عدونا. (بحارالانوار: ج 27، ص 58، ح 19 ).
قال الله عزوجل : { لَا تَجِد قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَالْيَوْم الْآخِر يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّه وَرَسُوله وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانهمْ أَوْ عَشِيرَتهمْ } (المجادلة-22).
وان كنتم غرتكم كثرة العدد ,والأصوات الصارخة ,والعمامة الزائفة, بل حتى التهريجات, فاليكم قول الامام علي عليه السلام ,,
من خطبة الإمام أمير المؤمنين الامام علي عليه السلام في أواخر عمره الشريف,حيث يقول:وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَهُ أَنَّكُمْ فِي زَمَانٍ الْقَائِلُ فِيهِ بِالْحَقِّ قَلِيلٌ ؛ وَاللِسَانُ عَنِ الصِّدْقِ كَلِيلٌ ؛ واللاَزِمُ لِلْحَقِّ ذَلِيلٌ ؛ أَهْلُهُ مُعْتَكِفُونَ عَلَي الْعِصْيَانِ ، مُصْطَلِحُونَ عَلَي الإدْهَانِ . فَتَاهُمْ عَارِمٌ ؛ وَشَائِبُهُمْ آثِمٌ ؛ وَعَالِمُهُمْ مُنَافِقٌ ؛ وَقَارِئُهُمْ مُمَاذِقٌ . لاَيُعَظِّمُ صَغِيرُهُمْ كَبِيرَهُمْ ؛ وَلاَ يَعُولُ غَنِيُّهُمْ فَقِيرَهُمْ. «نهج البلاغة» الخطبة 231 ؛ ومن شرح عبده ، طبع مصر ، ج 1 ، ص462
فمما هو مطلوب علينا هو التعايش مع الآخرين فلا يظلم أحدا الآخر, أما كتم الحقيقة وابطال الحق واحقاق الباطل ,أو التنازل عن أصول عقيدتنا باسم الوحدة الاسلامية من أجل أن يرضى عنا الناس فهذا مرفوض,لأنه لو كان الأمر كذلك لاختلط الحق بالباطل . قال الله عزوجل : ((إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ)) (البقرة -159).
و ليكن شعارنا
((الله أكبر)) و ((لبيك يا حسين))
ونهجنا
الحســــــــــــــين عليه السلام
ولأننا على الحق ,فلا يهمنا ان وقع الموت علينا أو وقعنا عليه.
قال الامام الحسين عليه السلام: (( إنَّه قدْ نَزَل من الأمر ما تَرَون ، وإنّ الدنيا قد تغيَّرت وتنكَّرت ،وأدبَر مَعروفُها.. ألاَ تَرَون أن الحقِّ لا يُعمَل به ،والباطلِ لا يُتناهى عنه ، لَيرغَب المؤمنُ في لقاء ربِّه فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة ، والحياة مع الظالمين إلاّ بَرَماً )).
وصلى الله على سيدنا وحبيب قلوبنا أبي القاسم المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم الى قيام يوم الدين
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
نسألكم الدعاء
في أمان الله
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم الى قيام يوم الدين
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها والعن ظالميها الى قيام يوم الدين
((الحسين عليه السلام هو أعظم رمز للثورة ))
أن بعض رموز المعارضة في البحرين قد أنحرفت عن نهج ثورة الحسين عليه السلام وهو أعظم ثورة ومنه نتعلم الثورة ,وأضاعت دماء الشهداء أمام العدو بشعارات الذل والمسكنه لأنها لا تملك ثقة ويقينا لان ينصرنا الله فلا غالب, مما سنح ذلك لآل خليفة الفرصه في زيادة اعتقالها للثوار وسفكها للدماء و اهانة الشعب وكرامته بكل الأساليب الاستفزازية والوحشية .
وبأي حق تتكلم هذه الرموز بأسم الشعب وتطالب بالاصلاح وتأمرنا بالسلميه , فالشعب يريد اسقاط النظام.
ولأن الشعب البحراني ضحى وما زال يضحي, ووقف ضد العدو الطاغي والظالم حمد عليه لعائن الله فلا نريد أن نجعل من هذه الرموز التي حملت شعار الذل والمسكنه رمزا لنا , فقد حرق القرآن ,وهدمت المساجد والحسينيات, و تجرع الشعب الألم,وقتل من قتل ,وجرح من جرح ,وسجن من سجن,وهتكت الأعراض ,وأهينت الكرامات, وما زالت هذه الرموز الجبانه تأمر بالسلميه وتطالب بالاصلاح, ولأن الشعب البحراني الأصيل هو الذي لم يقف يوما في وجه العدو ,اما هؤلاء المنافقين فهم الذين وقفوا أمامهم مرات عدة بصورة الابتاسمه والبشاشه ,والله سبحانه وتعالى يصف المنافقين في قوله : ((مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا )) (143_النساء).
قال الله عزوجل في القرآن الكريم : ((وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِى الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ)) (الأنعام-116 ).
و الامام علي عليه السلام يقول: ((لا تستوحش طريق الحق لقلة سالكيه فإن الناس قد اجتمعوا على مائدة جوعها كثير وشبعها قليل)) .
صحيح أن الامام الحسين عليه السلام لم يبدأ بحرب وقتال ولكن الامام الحسين عليه السلام لم يجعل العرضات تنتهك ودافع عن عرضه وحرمه ,و لم يقبل بحكم الطاغية, ولم يتصالح مع الطاغية ,بل أن الحسين عليه السلام أقبل على الوليد وقال «أيها الأمير، إنَّا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، بنا فتح الله، وبنا ختم، ويزيد فاسق، فاجر شارب الخمر، قاتل النفس المحترمة معلن بالفسق والفجور، مثلي لا يبايع مثله».و بهذه الكلمات أعلن الحسين عليه السلام ثورته على الحكم الأموي ,ولهذا علينا ان لا نتعلق برموز سياسية وننسى أهدافنا السامية من أجل اثارة شفقة الآخرين واعجابهم بسلميتنا.
فان كنا لا نملك سلاحا أو سيفا فهذا ليس عذرا , فالمطلوب هو المقاومة بكل قوة وبكل أشكالها ,فان الدم سوف ينتصر ,أما السلمية والانهزامية , أوالحوار والاصلاح ,أو التنازل عن أصول العقيدة باسم الشعارات البراقة أو الوحدة الاسلاميه فكل ذلك لا توفيق فيه, ولا يزيد العدو علينا الا ظلما, واهانة, واستحقارا, وشماتة.
ولكن أريد أن أستوقفكم هنا لماذا نضحي بأرواحنا ونجعل الدماء تسيل ؟!!
الى هذه الدرجة أرواحنا رخيصه مقابل مطالب دنيا دنية مهلكة زائلة فانية !!
لماذا لا نجعل لنا الهدف السامي هو الذي نسعى اليه ,أي أن تكون ثورتنا, ومقاومتنا ,ودماءنا القادمه, لأجل القرآن الذي حرق ,والمساجد والمآتم التي تهدمت ,ولأجل هؤلاء الأطفال, والشباب ,والرجال , والنساء ,والكهول, الذين سالت دماءهم على هذه الأرض,ولأجل من عذبوا في السجون الذين ضاقوا مرارة العيش, و للوقوف ضد الظالمين آل خليفه وآل سعود عليهم لعائن الله, بل واقتداءا بالحسين عليه السلام ,وسترون النصر قريبا .
قال الامام علي عليه السلام : (إن كُنتُم لا مَحالَةَ مُتَعَصِّبينَ، فتَعَصَّبوا لِنُصرَةِ الحَقِّ، وإغاثَةِ المَلهوفِ).
محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب رفعه، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : إنّ الله عزّ وجلّ فرض الجهاد وعظّمه وجعله نصره وناصره، والله ما صلحت دنياً ولا دين إلاّ به. (الكافي 5: 8; وسائل الشيعة 11: 9).
فمن يجعل هدفه لله وفي سبيل أهل البيت عليهم السلام ينتصر باذن الله وببركات أهل البيت عليهم السلام
قال الله عزّ وجلّ في محكم كتابه: {إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}. (محمد-7).
أما من ينحرف عن نهج ثورة الحسين عليهم السلام متعمدا ومستندا الى ترهات من غير دليل شرعي وهو يعرف قدرهم ومكانتهم فلا ينصره الله.
لابد أن يكون الحسين عليه السلام هو شعارنا, وهو نهجنا, وهو غايتنا .
اننا نريد أن نكون أصحاب مقاومة ,ونخوة,وغيرة ,و عزة ,وكرامة ,وليس غايتنا شفقة أو عطف الآخرين, هكذا تعلمنا من أبي الفضل العباس عليه السلام والامام الحسين عليه السلام.
قال الله عزوجل في القرآن الكريم: (﴿ وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ﴾) (هود-113).
فكيف لهذه الرموز أن تنحرف عن نهج ثورة الحسين عليه السلام, بأي ترهات ,فالحسين عليه السلام ليس فقط عاشوراء بل لا قيمة لذهابنا للحسينيات اذا تركنا أهداف ثورة الحسين عليه السلام, فهو العبرة على مر العصور , و والذي فلق الحبة وبرأ النسمة من تعلم من الحسين عليه السلام ما ضاع ولا ذل وربح الدنيا والاخره.
ولو كان الأمر على عمامة وأسم يقال ورجال يصرخون ويظهرون بأصوات الرجال لكان أسهل مما يكون وأبسط من أي شي آخر انما المراد هو الدليل والبرهان أما الترهات واللف والدوران فهذا لا مقام له عندنا.
قال الامام علي عليه السلام : ((ان الحق لا يعرف بالرجال,اعرف الحق تعرف أهله))(مجمع البيان ج1 ص211).
و ان مما يزيد الأمر ألما أن بعض من هؤلاء الرموز ,لم تنحرف عن نهج ثورة الحسين عليه السلام فقط بل أنحرفت أيضا عن نهج محمد و آل محمد صلوات الله عليهم الذي يقوم على البراءة من اعداءهم وليس فقط الولاية لهم لترويجهم لعائشة عدوة الله ومحمد وآله بأنها أم المؤمنين .
فلماذا تميلون أين ما مال الغصن
وأما فان عائشه تلقب بأم المؤمنين فعلى ماذا!!
على حرابها للامام علي عليه السلام
أم على ضربها السهام على جنازة الامام الحسن عليه السلام ومنعها من دفنه بجانب رسول صلى الله عليه وآله
أم على ايذائها لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله
أم على تسببها في قتل الآلاف أم ...
جاء في ((صحيح بخاري من مصادر المخالفين))-فرض الخمس-ماجاء بيوت أزواج النبي(ص)وما –رقم الحديث 2873): ((حدثنا موسى بن اسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن عبدلله (ر) قال : قام النبي(ص) خطيبا فأشار نحو مسكن عائشة فقال هنا الفتنة ثلاثا من حيث يطلع قرن الشيطان))
كان طلحة والزبير وعائشة من كبار رموز أهل الخلاف ,ومع ذلك حين جار قوم منهم من أهل البصرة الى الصادق عليه السلام وسألوه : ((ما تقول في حرب علي وطلحة والزبير وعائشة ؟ قال عليه السلام : ما تريدون بذلك ؟قالوا : نريد أن نعلم ذلك.قال عليه السلام : اذن تكفرون يا أهل البصرة !عائشة كبير جرمها!عظيم اثمها!ما أهرقت محجمة الا واثم ذلك في عنقها وعنق صاحبيها!قالوا : انك جئتنا بأمر عظيم لا نحتمله!قال عليه السلام: وما طويت عنكم أكثر! أما انكم سترجعون الى اصحابكم وتخبرونهم بما أخبرتكم فتكفرون أعظم من كفرهم))! (دلائل الامامة للطبري,ص261).
أخرج الكليني عن الحسين بن ثوير وأبي سلمة السراج قالا :سمعنا أبا عبدلله عليه السلام وهو يلعن في دبر كل مكتوبة أربعة من الرجال وأربعا من النساء,أبوبكر وعمر وعثمان ومعاوية, وعائشة وحفصة وهند وأم الحكم أخت معاوية )). (الكافي ج3 ص342 ).
فاما ان تتفكروا وتدققوا واما ان تجمدوا عقلكم وتميلوا أين مال الغصن
وان كانت الثورة تحتاج الى تدقيق وتخطيط فانه لا يوجد شيء في الحياة يحتاج الى تدقيق وتفصيل كمثل الدين
والذي فرطتت فيه هذه الرموز البترية ((البترية هم الذين يجمعون بين ولاية أهل البيت عليهم السلام وولاية أعداءهم)).
فقد روى الكشّي عن سُدير قال: ”دخلت على أبي جعفر (الباقر) عليه السلام معي سلمة بن كهيل وجماعة، وعند أبي جعفر عليه السلام أخوه زيد بن علي، فقالوا لأبي جعفر عليه السلام: نتولّى عليا وحسنا وحسينا ونتبرّأ من أعدائهم؟ قال: نعم. قالوا: نتولى أبا بكر وعمر ونتبرّأ من أعدائهم؟ قال: فالتفت إليهم زيد بن علي فقال لهم: أتتبرؤون من فاطمة؟! بترتم أمرنا بتركم الله! فيومئد سُمُّوا البترية“. (رجال الكشي ص236).
قيل للصادق عليه السلام: انّ فلاناً يواليكم الا أنّه يضعف عن البرائة من عدوكم ,فقال (عليه السلام): هيهات كذب من ادعي محبتنا ولم يتبرء من عدونا. (بحارالانوار: ج 27، ص 58، ح 19 ).
قال الله عزوجل : { لَا تَجِد قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَالْيَوْم الْآخِر يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّه وَرَسُوله وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانهمْ أَوْ عَشِيرَتهمْ } (المجادلة-22).
وان كنتم غرتكم كثرة العدد ,والأصوات الصارخة ,والعمامة الزائفة, بل حتى التهريجات, فاليكم قول الامام علي عليه السلام ,,
من خطبة الإمام أمير المؤمنين الامام علي عليه السلام في أواخر عمره الشريف,حيث يقول:وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَهُ أَنَّكُمْ فِي زَمَانٍ الْقَائِلُ فِيهِ بِالْحَقِّ قَلِيلٌ ؛ وَاللِسَانُ عَنِ الصِّدْقِ كَلِيلٌ ؛ واللاَزِمُ لِلْحَقِّ ذَلِيلٌ ؛ أَهْلُهُ مُعْتَكِفُونَ عَلَي الْعِصْيَانِ ، مُصْطَلِحُونَ عَلَي الإدْهَانِ . فَتَاهُمْ عَارِمٌ ؛ وَشَائِبُهُمْ آثِمٌ ؛ وَعَالِمُهُمْ مُنَافِقٌ ؛ وَقَارِئُهُمْ مُمَاذِقٌ . لاَيُعَظِّمُ صَغِيرُهُمْ كَبِيرَهُمْ ؛ وَلاَ يَعُولُ غَنِيُّهُمْ فَقِيرَهُمْ. «نهج البلاغة» الخطبة 231 ؛ ومن شرح عبده ، طبع مصر ، ج 1 ، ص462
فمما هو مطلوب علينا هو التعايش مع الآخرين فلا يظلم أحدا الآخر, أما كتم الحقيقة وابطال الحق واحقاق الباطل ,أو التنازل عن أصول عقيدتنا باسم الوحدة الاسلامية من أجل أن يرضى عنا الناس فهذا مرفوض,لأنه لو كان الأمر كذلك لاختلط الحق بالباطل . قال الله عزوجل : ((إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ)) (البقرة -159).
و ليكن شعارنا
((الله أكبر)) و ((لبيك يا حسين))
ونهجنا
الحســــــــــــــين عليه السلام
ولأننا على الحق ,فلا يهمنا ان وقع الموت علينا أو وقعنا عليه.
قال الامام الحسين عليه السلام: (( إنَّه قدْ نَزَل من الأمر ما تَرَون ، وإنّ الدنيا قد تغيَّرت وتنكَّرت ،وأدبَر مَعروفُها.. ألاَ تَرَون أن الحقِّ لا يُعمَل به ،والباطلِ لا يُتناهى عنه ، لَيرغَب المؤمنُ في لقاء ربِّه فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة ، والحياة مع الظالمين إلاّ بَرَماً )).
وصلى الله على سيدنا وحبيب قلوبنا أبي القاسم المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم الى قيام يوم الدين
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
نسألكم الدعاء
في أمان الله