سجاد اللخفاجي
18-11-2013, 10:58 AM
مجلة تايم الامريكية : الصدرخرج اقوى بعد عمليات " صولة الفرسان "..وخرج المالكي ضعيفا.. عسكريا وسياسيا
اعترفت مجلة تايم الامريكية في عددها الاخير، بان المالكي فشل في عملياته العسكرية التي اعد لها ووزراؤه لتوجيه ضربة قاضية لجيش المهدي ، بل خرج الصدر وجيشه اقوى من قبل ، ولعل ذلك يشبه خروج حزب الله من الحرب التي شنتها اسرائيل عليه في تموز عام 2006 . ومن الواضح الآن ان المالكي، وليس الصدر، هو الضعيف عسكريا، وغير قادر على السيطرة على عناصر تآلفه السياسي.
واعترف كاتب المقال ، تشارلز غرين: بان الصدر ظهر زعيما قويا هادئا رغم الخطاب الذي استخدمته الحكومة تجاهه ، وعودة الحياة الى وضعها الطبيعي حال صدور بيان مقتدى الصدر تؤكد بان انصاره مازالوا متماسكين وهو يمثل لهم زعيما مطاعا ، ولم يظهروا مجموعات متفرقة موزعة كما وصفتهم تقارير وتحليلات محلية
وغربية .
كان من المفترض ان يؤكد الهجوم العسكري العراقي في البصرة قوة وسلطة الحكومة المركزية في بغداد، لكنه كشف عن استمرار قوة ونفوذ رجل الدين الشاب المناوئ لأمريكا مقتدى الصدر.
فقد تمكنت ميليشياته المعروفة باسم »جيش المهدي« من الصمود عدة ايام في قتالها العنيف ضد جنود الحكومة المدعومين بقوة جوية امريكية وبريطانية، غير ان الامر الاكثر اهمية من الطريقة، التي استخدمتها تلك الميليشيات في قتالها، هي الطريقة التي توقفت بها عن القتال.
ففي يوم الاحد الماضي اصدر الصدر امرا لأفراد جيش المهدي للامتناع عن الظهور في الشوارع بأسلحتهم، والتوقف عن مهاجمة المنشآت الحكومية.
وما ان مر وقت قصير حتى توقف القتال على نحو تام تقريبا.
ورأى كثيرون من المراقبين السياسيين في هذا ردا منذرا بالسوء على السؤال الذي طالما اثاره المراقبون العسكريون الامريكيون وهو: هل الصدر لا يزال قائدا لحركة موحدة وقوة عسكرية؟
الجواب على هذا علي ما يبدو: نعم.
فبينما كان العديد من الضباط والجنود الامريكيين يعتقدون ان جيش المهدي تحول الى مجموعات صغيرة مشرذمة تعمل كل واحدة منها على هواها ومنها عصابات اجرامية، يبين القتال الاخير في البصرة ان تلك الميليشيات تُصغي عندما يتحدث الصدر.
هذه السلطة الواضحة تتباين تماما بالطبع مع ضعف رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الذي كان سافر الى البصرة بنفسه مع وزراء أمنه للاشراف على العملية شخصيا.
لكن بعد ايام قليلة من القتال المكثف مدد المالكي الموعد الذي كان قد حدده للميليشيات للاستسلام وتسليم اسلحتها مقابل مبلغ من المال، لكن على الرغم من هذا، احتفظت هذه الميليشيات عند اعلان قرار وقف اطلاق النار بتلك الاسلحة ولم تسلمها.
من الواضح الآن ان المالكي، وليس الصدر، هو الضعيف عسكريا، وغير قادر على السيطرة على عناصر تآلفه السياسي.
والحقيقة ان الصدر يجد نفسه الآن في موقف ممتاز في حلبة السياسة وخارجها، فهو لا يزال جزء من المؤسسة الحاكمة ومناوئ لها في وقت واحد.
فعلى الرغم من القتال، لم يسحب ابدا حلفاءه من الحكومة، أو يسحب تأييده للمالكي في البرلمان، وهو امر كان بالامكان عمله. كما لم يطالب كل انصاره بالانسحاب من البرلمان أو العمل خارج اطار النظام السياسي الراهن. وبذا، يبرهن الصدر على نحو متزايد عن براعته سياسيا.
ففي الصيف الماضي امر الوزراء، الذين كان اختارهم بنفسه، بالخروج من حكومة المالكي بعد رفض رئيسها تحديد جدول زمني لانسحاب الجنود الامريكيين من العراق، وبدا بذلك بنظر الرأي العام العراقي كرجل يحافظ على مبدئه في رفض الاحتلال.
غير ان مقاطعته للحكومة لم تخفف من تأثيره عليها، فكل الوزارات التي ترأسها حزبه مرة لا تزال مليئة باتباعه الذين لا يزالون يعملون لتوفير وظائف للموالين لهم ويديرون ماكينة الصدر السياسية.
وهكذا لم يعد الصدر قوة عسكرية فحسب بل ولا يزال ايضا مصدرا للرعاية السياسية.
بل بمقدوره الآن ان يلعب دور الضحية بالقول ان المالكي والامريكيين هاجموه وهاجموا انصاره بينما كان يحافظ من جانب واحد على وقف اطلاق النار.
ويستطيع الصدر القول ايضا انه زعيم وطني حقيقي يخشاه الامريكيون والمالكي جدا. بل مثل حزب الله في لبنان بعد الغزو الاسرائيلي عام 2006، يستطيع جيش المهدي اليوم الاعلان انه حقق الانتصار لمجرد صموده واستمراره بعد الهجوم العنيف الذي شنته الحكومة عليه بدعم عسكري امريكي.
استراتيجيا، جاءت دعوة الصدر لوقف اطلاق النار في وقت ملائم.
فقد تزامنت عمليا لتحقيق اقصى قدر من الكسب السياسي مع احتفاظه بقدراته العسكرية.
وهذا درس استفاد منه في تجربة حديثة سابقة. ففي عام 2004 تكبدت ميليشيات الصدر خسائر جسيمة بشريا وماديا في قتالها المرير مع الجنود الامريكيين ومشاة البحرية الامريكية. الا ان الصدر ما لبث ان اصبح بعد ذلك رمزا للمقاومة الشيعية للاحتلال العسكري الامريكي، وتمكن من خلال سمعته هذه من دخول عالم السياسة.
والآن، في الوقت الذي بدأ فيه نجمة يخبو ويصبح على الهامش في الفترة الاخيرة، جاء هجوم الحكومة العراقية الاخير ليُلمع صورته كزعيم مناضل يتحدى الولايات المتحدة والحكومة العراقية، التي ترفض طرد الامريكيين من بلاده، وبذلك ، بات الصدر اقوى بعد صولة الفرسان.
المصدر : مجلة تايم الامريكية – بقلم تشارلز غرين – تعريب نبيل زلف
http://www.nahrainnet.net/news/124/ARTICLE/11273/2008-04-03.html
اعترفت مجلة تايم الامريكية في عددها الاخير، بان المالكي فشل في عملياته العسكرية التي اعد لها ووزراؤه لتوجيه ضربة قاضية لجيش المهدي ، بل خرج الصدر وجيشه اقوى من قبل ، ولعل ذلك يشبه خروج حزب الله من الحرب التي شنتها اسرائيل عليه في تموز عام 2006 . ومن الواضح الآن ان المالكي، وليس الصدر، هو الضعيف عسكريا، وغير قادر على السيطرة على عناصر تآلفه السياسي.
واعترف كاتب المقال ، تشارلز غرين: بان الصدر ظهر زعيما قويا هادئا رغم الخطاب الذي استخدمته الحكومة تجاهه ، وعودة الحياة الى وضعها الطبيعي حال صدور بيان مقتدى الصدر تؤكد بان انصاره مازالوا متماسكين وهو يمثل لهم زعيما مطاعا ، ولم يظهروا مجموعات متفرقة موزعة كما وصفتهم تقارير وتحليلات محلية
وغربية .
كان من المفترض ان يؤكد الهجوم العسكري العراقي في البصرة قوة وسلطة الحكومة المركزية في بغداد، لكنه كشف عن استمرار قوة ونفوذ رجل الدين الشاب المناوئ لأمريكا مقتدى الصدر.
فقد تمكنت ميليشياته المعروفة باسم »جيش المهدي« من الصمود عدة ايام في قتالها العنيف ضد جنود الحكومة المدعومين بقوة جوية امريكية وبريطانية، غير ان الامر الاكثر اهمية من الطريقة، التي استخدمتها تلك الميليشيات في قتالها، هي الطريقة التي توقفت بها عن القتال.
ففي يوم الاحد الماضي اصدر الصدر امرا لأفراد جيش المهدي للامتناع عن الظهور في الشوارع بأسلحتهم، والتوقف عن مهاجمة المنشآت الحكومية.
وما ان مر وقت قصير حتى توقف القتال على نحو تام تقريبا.
ورأى كثيرون من المراقبين السياسيين في هذا ردا منذرا بالسوء على السؤال الذي طالما اثاره المراقبون العسكريون الامريكيون وهو: هل الصدر لا يزال قائدا لحركة موحدة وقوة عسكرية؟
الجواب على هذا علي ما يبدو: نعم.
فبينما كان العديد من الضباط والجنود الامريكيين يعتقدون ان جيش المهدي تحول الى مجموعات صغيرة مشرذمة تعمل كل واحدة منها على هواها ومنها عصابات اجرامية، يبين القتال الاخير في البصرة ان تلك الميليشيات تُصغي عندما يتحدث الصدر.
هذه السلطة الواضحة تتباين تماما بالطبع مع ضعف رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الذي كان سافر الى البصرة بنفسه مع وزراء أمنه للاشراف على العملية شخصيا.
لكن بعد ايام قليلة من القتال المكثف مدد المالكي الموعد الذي كان قد حدده للميليشيات للاستسلام وتسليم اسلحتها مقابل مبلغ من المال، لكن على الرغم من هذا، احتفظت هذه الميليشيات عند اعلان قرار وقف اطلاق النار بتلك الاسلحة ولم تسلمها.
من الواضح الآن ان المالكي، وليس الصدر، هو الضعيف عسكريا، وغير قادر على السيطرة على عناصر تآلفه السياسي.
والحقيقة ان الصدر يجد نفسه الآن في موقف ممتاز في حلبة السياسة وخارجها، فهو لا يزال جزء من المؤسسة الحاكمة ومناوئ لها في وقت واحد.
فعلى الرغم من القتال، لم يسحب ابدا حلفاءه من الحكومة، أو يسحب تأييده للمالكي في البرلمان، وهو امر كان بالامكان عمله. كما لم يطالب كل انصاره بالانسحاب من البرلمان أو العمل خارج اطار النظام السياسي الراهن. وبذا، يبرهن الصدر على نحو متزايد عن براعته سياسيا.
ففي الصيف الماضي امر الوزراء، الذين كان اختارهم بنفسه، بالخروج من حكومة المالكي بعد رفض رئيسها تحديد جدول زمني لانسحاب الجنود الامريكيين من العراق، وبدا بذلك بنظر الرأي العام العراقي كرجل يحافظ على مبدئه في رفض الاحتلال.
غير ان مقاطعته للحكومة لم تخفف من تأثيره عليها، فكل الوزارات التي ترأسها حزبه مرة لا تزال مليئة باتباعه الذين لا يزالون يعملون لتوفير وظائف للموالين لهم ويديرون ماكينة الصدر السياسية.
وهكذا لم يعد الصدر قوة عسكرية فحسب بل ولا يزال ايضا مصدرا للرعاية السياسية.
بل بمقدوره الآن ان يلعب دور الضحية بالقول ان المالكي والامريكيين هاجموه وهاجموا انصاره بينما كان يحافظ من جانب واحد على وقف اطلاق النار.
ويستطيع الصدر القول ايضا انه زعيم وطني حقيقي يخشاه الامريكيون والمالكي جدا. بل مثل حزب الله في لبنان بعد الغزو الاسرائيلي عام 2006، يستطيع جيش المهدي اليوم الاعلان انه حقق الانتصار لمجرد صموده واستمراره بعد الهجوم العنيف الذي شنته الحكومة عليه بدعم عسكري امريكي.
استراتيجيا، جاءت دعوة الصدر لوقف اطلاق النار في وقت ملائم.
فقد تزامنت عمليا لتحقيق اقصى قدر من الكسب السياسي مع احتفاظه بقدراته العسكرية.
وهذا درس استفاد منه في تجربة حديثة سابقة. ففي عام 2004 تكبدت ميليشيات الصدر خسائر جسيمة بشريا وماديا في قتالها المرير مع الجنود الامريكيين ومشاة البحرية الامريكية. الا ان الصدر ما لبث ان اصبح بعد ذلك رمزا للمقاومة الشيعية للاحتلال العسكري الامريكي، وتمكن من خلال سمعته هذه من دخول عالم السياسة.
والآن، في الوقت الذي بدأ فيه نجمة يخبو ويصبح على الهامش في الفترة الاخيرة، جاء هجوم الحكومة العراقية الاخير ليُلمع صورته كزعيم مناضل يتحدى الولايات المتحدة والحكومة العراقية، التي ترفض طرد الامريكيين من بلاده، وبذلك ، بات الصدر اقوى بعد صولة الفرسان.
المصدر : مجلة تايم الامريكية – بقلم تشارلز غرين – تعريب نبيل زلف
http://www.nahrainnet.net/news/124/ARTICLE/11273/2008-04-03.html