س البغدادي
21-11-2013, 08:08 PM
هاني عازار ـ وكالة آسيا
هل تجرؤ مملكة آل سعود على مخالفة المصلحة الاميركية؟ وهل يعتقد العاقل حقا بأن مملكة تعتمد في امنها واستمرارها ووجودها على الحماية الاميركية يمكن لها ان تشن حربا تضر بمصالح الاميركيين في سورية والعراق ولبنان؟ … وهل من مصلحة الاميركيين ان تحارب السعودية بسلاح الارهاب والتكفير والفتنة المذهبية ضد شعبي سورية ولبنان ومعهم شعب العراق؟
منطق الأمور هو ان المصالح الدولية معقدة و تصرفات الدول الكبرى ليست مبسطة ولا حادة في خياراتها، سلما او حربا ، ابيض أو اسودا، وتجربة الصراع السوفياتي الأميركي في الحرب الباردة تعلمنا دروسا بأن التوافق والتقارب حول ضرورة عدم خوض صراح حامي لا يعني نهاية الصراع بوسائل اخرى. لذا من الطبيعي ان التقارب البسيط حتى الان والغير مكتمل بين ايران والولايات المتحدة لا يعني ان الاميركيين اصبحوا دعاة خير وعاملين لما فيه راحة الايرانيين وحلفائهم في سورية وفي لبنان.
ليس في واشنطن جمعيات خيرية، واصحاب القرار لا ينظرون الى الضحايا البشرية الا كما نظر الغزاة الأوروبيين لسكان اميركا واستراليا الاصليين، نظرة لا تعتبرهم سوى نوع من البشر خلاصه بقبول المستعمر او بالموت.
اذا هامش السعوديين في اللعب على افادة الاميركيين من خلال اجندة الحقد السعودي الخاصة مستمر، و المؤذي في الامر، أن الامر هذه المرة لا يتعلق بعملية سعودية لإرضاء الاميركيين كما كانت حربهم في افغانستان، تلك الحرب التي اوجدت القاعدة من رحم تزواج التدين الوهابي الظلامي بالمال النفطي بالرضى الاميركي والرعاية المخابراتية للسي آي ايه ممثلة بالمخابرات الباكستانية.
الحرب المستمرة على محور المقاومة ليست ضد المصلحة الاميركية ولكنها ايضا ليست بطلب اميركي، بل يمكن القول ان غضا اميركا للنظر سيستمر ما استمر العنف السعودي المستخدم للإرهابيين قادرا على الامساك بمفاتيح تنظيمات خطيرة مثل داعش والنصرة وكتائب الجيش الحر المتنافرة(واغلبها لا يفترق في فكر وممارسة عناصره بالنتائج الاجرامية عن داعش).
“آسيا” استطلعت اراء عدد من الخبراء البريطانيين بالشأنين السعودي والارهابي وحصلت على التفاصيل التالية:
يرى واحد من كبار الخبراء الدوليين في عالم الارهاب ريتشارد بارنت ( عمل مع الامم المتحدة ومع الحكومة البريطانية على وضع الاستراتيجيات الخاصة بمكافحة الارهاب) أن الاميركيين لا يستطيعون الضغط على السعوديين في الأوضاع الحالية الا في حال تضررت مصالحهم، فالسعودية ليست ادارة بلا عقل ولا تدبير بيد الاميركيين بل للسعوديين مصالحهم الخاصة وطموحاتهم وهم دولة محورية لو كان لديها قدرة مستقلة على حماية نفسها لما كان للأميركيين التأثير نفسه عليها، ومع ذلك فأن القرار السعودي بخصوص النظام السوري حاسم في قراره اسقاط الاسد حتى لو تراجع الاميركيون عن هذا الهدف لا حبا بالاسد بل التزاما مع الروس.
ويؤكد بارنت ” الاميركيين لا يمانعون ان تستمر الحرب السعودية على الاسد حتى اسقاطه بشرط ان لا تستلم الحكم مكانه قوى هدامة مثل داعش او جبهة النصرة اللتان لا ترتبطان بتنظيم القاعدة عضويا بل فكريا وتستفيد من التنظيم الدولي في حشد المقاتلين ولا تلتزم بشكل تام بأوامره.
ويرى الباحث البريطاني ” ان الاميركيين يسعدهم ان يتفاهموا مع ايران حول الملف النووي وحول ملفات اقليمية مثل القضية الفلسطينية الاسرائيلية والصراع في العراق وسورية ولكنهم لن يعملوا للضغط على السعوديين لوقف حربهم على ايران وحلفائها في سورية والعراق.
وعن الخوف من انتصار القاعدة في سورية قال برنت:
” الخطوط الاميركية الحمراء في سورية هي عدم سقوط البلاد بيد تنظيم ارهابي واحد وعدم تحول الاراضي السورية الى منطلق لعمليات ضد اسرائيل واوروبا” وما عدا ذلك فطالما ان موازين القوى لا تجعل من الوضع السوري قريبا من هذا السيناريو الخطير نظرا لتماسك الجيش النظامي فأن افضل وضع للأميركيين هو ترك السعوديين يمولون حربا طاحنة تستهلك القوى المناهضة للاميركيين سواء تنظيمات الارهاب الاسلامي السنية او الشيعية او حتى ايران ونظام بشار الاسد.
الا تخشى اميركا انفلات الوضع؟
يقول الخبير البريطاني:
هناك خشية اميركية بالتأكيد لذا تفاهم الاميركيون مع الروس على ضبط الاوضاع السورية وفقا لستاتيكو يؤمن مصالح البلدين، وفي حال اتفق الاميركيون مع الايرانيين ايضا في المستقبل القريب فليس من المؤكد ان تضغط اميركا على السعودية لوقف حربها الخاصة لأن ذلك سيكون كمن يقدم خدمة لاعدائه حتى ولو حكمت التفاهم بين الخصوم في ملفات فأن ملفات اساسية تبقى محل صراع دائم.
احد الديبلوماسيين البريطانيين السابقين ممن عملوا في السعودية (من قدمنا له اكد انه ضابط استخبارات سابق) رأى بأن النظام السعودي لديه استقلالية عن القرار الاميركي بالتفاهم مع روسيا ومع ايران، واذا لم تحقق السعودية مصالحها من التفاهم المذكور فلن تلتزم به الا بضغط اميركي شديد غير وارد حاليا من قبل واشنطن لذا الامور مرشحة للاستمرار، ستستمر السعودية في قتال النظامين السوري والايراني وسيتوسع النزاع ولن يتوقف الا في حال قررت ايران تحريك عملائها داخل السعودية لموازنة التفوق السعودي الامني في ساحات سورية واليمن والعراق ولبنان.
هل تستطيع ايران اختراق الامن و العمق السعودي؟
يجيب الديبلوماسي العتيق (78 عاما):
من الصعب التحرك ضد النظام السعودي داخليا في غياب البنية التحتية والبيئة الحاضنة وشيعة المنطقة الشرقية معزولين عن التأثير جغرافيا وديمغرافيا لكن ما قد يؤذي السعودية هو اعمال ارهابية لها طابع الاضرار بالمنشآت النفطية او تحريك قوات الحوثيين المتعاملين والممولين بالكامل من ايران.
اذا حرب السعودية على محور – ايران سورية مستمرة.
أنباء آسيا
هل تجرؤ مملكة آل سعود على مخالفة المصلحة الاميركية؟ وهل يعتقد العاقل حقا بأن مملكة تعتمد في امنها واستمرارها ووجودها على الحماية الاميركية يمكن لها ان تشن حربا تضر بمصالح الاميركيين في سورية والعراق ولبنان؟ … وهل من مصلحة الاميركيين ان تحارب السعودية بسلاح الارهاب والتكفير والفتنة المذهبية ضد شعبي سورية ولبنان ومعهم شعب العراق؟
منطق الأمور هو ان المصالح الدولية معقدة و تصرفات الدول الكبرى ليست مبسطة ولا حادة في خياراتها، سلما او حربا ، ابيض أو اسودا، وتجربة الصراع السوفياتي الأميركي في الحرب الباردة تعلمنا دروسا بأن التوافق والتقارب حول ضرورة عدم خوض صراح حامي لا يعني نهاية الصراع بوسائل اخرى. لذا من الطبيعي ان التقارب البسيط حتى الان والغير مكتمل بين ايران والولايات المتحدة لا يعني ان الاميركيين اصبحوا دعاة خير وعاملين لما فيه راحة الايرانيين وحلفائهم في سورية وفي لبنان.
ليس في واشنطن جمعيات خيرية، واصحاب القرار لا ينظرون الى الضحايا البشرية الا كما نظر الغزاة الأوروبيين لسكان اميركا واستراليا الاصليين، نظرة لا تعتبرهم سوى نوع من البشر خلاصه بقبول المستعمر او بالموت.
اذا هامش السعوديين في اللعب على افادة الاميركيين من خلال اجندة الحقد السعودي الخاصة مستمر، و المؤذي في الامر، أن الامر هذه المرة لا يتعلق بعملية سعودية لإرضاء الاميركيين كما كانت حربهم في افغانستان، تلك الحرب التي اوجدت القاعدة من رحم تزواج التدين الوهابي الظلامي بالمال النفطي بالرضى الاميركي والرعاية المخابراتية للسي آي ايه ممثلة بالمخابرات الباكستانية.
الحرب المستمرة على محور المقاومة ليست ضد المصلحة الاميركية ولكنها ايضا ليست بطلب اميركي، بل يمكن القول ان غضا اميركا للنظر سيستمر ما استمر العنف السعودي المستخدم للإرهابيين قادرا على الامساك بمفاتيح تنظيمات خطيرة مثل داعش والنصرة وكتائب الجيش الحر المتنافرة(واغلبها لا يفترق في فكر وممارسة عناصره بالنتائج الاجرامية عن داعش).
“آسيا” استطلعت اراء عدد من الخبراء البريطانيين بالشأنين السعودي والارهابي وحصلت على التفاصيل التالية:
يرى واحد من كبار الخبراء الدوليين في عالم الارهاب ريتشارد بارنت ( عمل مع الامم المتحدة ومع الحكومة البريطانية على وضع الاستراتيجيات الخاصة بمكافحة الارهاب) أن الاميركيين لا يستطيعون الضغط على السعوديين في الأوضاع الحالية الا في حال تضررت مصالحهم، فالسعودية ليست ادارة بلا عقل ولا تدبير بيد الاميركيين بل للسعوديين مصالحهم الخاصة وطموحاتهم وهم دولة محورية لو كان لديها قدرة مستقلة على حماية نفسها لما كان للأميركيين التأثير نفسه عليها، ومع ذلك فأن القرار السعودي بخصوص النظام السوري حاسم في قراره اسقاط الاسد حتى لو تراجع الاميركيون عن هذا الهدف لا حبا بالاسد بل التزاما مع الروس.
ويؤكد بارنت ” الاميركيين لا يمانعون ان تستمر الحرب السعودية على الاسد حتى اسقاطه بشرط ان لا تستلم الحكم مكانه قوى هدامة مثل داعش او جبهة النصرة اللتان لا ترتبطان بتنظيم القاعدة عضويا بل فكريا وتستفيد من التنظيم الدولي في حشد المقاتلين ولا تلتزم بشكل تام بأوامره.
ويرى الباحث البريطاني ” ان الاميركيين يسعدهم ان يتفاهموا مع ايران حول الملف النووي وحول ملفات اقليمية مثل القضية الفلسطينية الاسرائيلية والصراع في العراق وسورية ولكنهم لن يعملوا للضغط على السعوديين لوقف حربهم على ايران وحلفائها في سورية والعراق.
وعن الخوف من انتصار القاعدة في سورية قال برنت:
” الخطوط الاميركية الحمراء في سورية هي عدم سقوط البلاد بيد تنظيم ارهابي واحد وعدم تحول الاراضي السورية الى منطلق لعمليات ضد اسرائيل واوروبا” وما عدا ذلك فطالما ان موازين القوى لا تجعل من الوضع السوري قريبا من هذا السيناريو الخطير نظرا لتماسك الجيش النظامي فأن افضل وضع للأميركيين هو ترك السعوديين يمولون حربا طاحنة تستهلك القوى المناهضة للاميركيين سواء تنظيمات الارهاب الاسلامي السنية او الشيعية او حتى ايران ونظام بشار الاسد.
الا تخشى اميركا انفلات الوضع؟
يقول الخبير البريطاني:
هناك خشية اميركية بالتأكيد لذا تفاهم الاميركيون مع الروس على ضبط الاوضاع السورية وفقا لستاتيكو يؤمن مصالح البلدين، وفي حال اتفق الاميركيون مع الايرانيين ايضا في المستقبل القريب فليس من المؤكد ان تضغط اميركا على السعودية لوقف حربها الخاصة لأن ذلك سيكون كمن يقدم خدمة لاعدائه حتى ولو حكمت التفاهم بين الخصوم في ملفات فأن ملفات اساسية تبقى محل صراع دائم.
احد الديبلوماسيين البريطانيين السابقين ممن عملوا في السعودية (من قدمنا له اكد انه ضابط استخبارات سابق) رأى بأن النظام السعودي لديه استقلالية عن القرار الاميركي بالتفاهم مع روسيا ومع ايران، واذا لم تحقق السعودية مصالحها من التفاهم المذكور فلن تلتزم به الا بضغط اميركي شديد غير وارد حاليا من قبل واشنطن لذا الامور مرشحة للاستمرار، ستستمر السعودية في قتال النظامين السوري والايراني وسيتوسع النزاع ولن يتوقف الا في حال قررت ايران تحريك عملائها داخل السعودية لموازنة التفوق السعودي الامني في ساحات سورية واليمن والعراق ولبنان.
هل تستطيع ايران اختراق الامن و العمق السعودي؟
يجيب الديبلوماسي العتيق (78 عاما):
من الصعب التحرك ضد النظام السعودي داخليا في غياب البنية التحتية والبيئة الحاضنة وشيعة المنطقة الشرقية معزولين عن التأثير جغرافيا وديمغرافيا لكن ما قد يؤذي السعودية هو اعمال ارهابية لها طابع الاضرار بالمنشآت النفطية او تحريك قوات الحوثيين المتعاملين والممولين بالكامل من ايران.
اذا حرب السعودية على محور – ايران سورية مستمرة.
أنباء آسيا