عبد العباس الجياشي
23-11-2013, 03:46 PM
هذا المآتم أقامه النبي صلى الله عليه وآله عندما أخبره الله عز وجل بما يجري على أهل بيه من الظلم والعدوان
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تبارك وتعالى نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
عن ابن عباس
قال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان جالسا ذات يوم إذا أقبل الحسن
( عليه السلام ) فلما رآه بكى
ثم قال : إلى إلى يا بنى ، فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليمنى ، ثم أقبل
الحسين ( عليه السلام ) فلما رآه بكى ثم قال إلى إلى يا بني فما زال يدنيه حتى أجلسه
على فخذه اليسرى ، ثم أقبلت فاطمة عليها السلام فلما رآها بكى ثم قال إلى إلى يا بنية
فأجلسها بين يديه ، ثم أقبل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فلما رآه بكى ، ثم قال إلى إلى يا
أخي فما زال يدنيه حتى أجلسه إلى جنبه الأيمن .
فقال له أصحابه : يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما ترى واحدا من هؤلاء إلا بكيت ، أو
ما فيهم من تسر برؤيته ؟ فقال ( عليه السلام ) : والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع
البرية إني وإياهم لاكرم الخلق على الله عز وجل ، وما على وجه الأرض
نسمة أحب إلى منهم .
أما علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فإنه أخي وشقيقي ، وصاحب الامر بعدي
وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة ، وصاحب حوضي وشفاعتي ، وهو مولى كل
مسلم وإمام كل مؤمن ، وقائد كل تقي ، وهو وصيي وخليفتي على أهلي و
أمتي في حياتي وبعد موتي ، محبه محبي ، ومبغضه مبغضي ، وبولايته صارت
أمتي مرحومة ، وبعداوته صارت المخالفة له منها ملعونة ، وإني بكيت حين أقبل
لأني ذكرت غدر الأمة به بعدي حتى أنه ليزال عن مقعدي وقد جعله الله
له بعدي ، ثم لا يزال الامر به حتى يضرب على قرنه ضربة تخضب منها لحيته
في أفضل الشهور " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من
الهدى والفرقان " .
وأما ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ، وهي
بضعة مني ، وهي نور عيني ، وهي ثمرة فؤادي ، وهي روحي التي بين جنبي ،
وهي الحوراء الا نسية متى قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله زهر نورها
لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض ، ويقول الله عز وجل لملائكته يا
ملائكتي انظروا إلى أمتي فاطمة سيدة إمائي قائمة بين يدي ترتعد فرائصها من خيفتي
وقد أقبلت بقلبها على عبادتي ، أشهدكم أني قد آمنت شيعتها من النار ، وإني
لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي ، كأني بها وقد دخل الذل بيتا وانتهكت
حرمتها ، وغصبت حقها ، ومنعت إرثها ، وكسرت جنبتها ، وأسقطت جنينها ،
وهي تنادي يا محمداه ، فلا تجاب ، وتستغيث فلا تغاث ، فلا تزال بعدي محزونة
مكروبة باكية تتذكر انقطاع الوحي عن بيتها مرة ، وتتذكر فراقي أخرى ، و
تستوحش إذا جنها الليل لفقد صوتي الذي كانت تستمع إليه إذا تهجدت بالقرآن
ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة ، فعند ذلك يؤنسها الله تعالى
ذكره بالملائكة ، فنادتها بما نادت به مريم بنت عمران فتقول : يا فاطمة " إن الله
اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين " يا فاطمة " اقنتي لربك واسجدي .
واركعي من الراكعين " .
ثم يبتدى بها الوجع ، فتمرض فيبعث الله عز وجل إليها مريم بنت عمران
تمرضها وتؤنسها في علتها ، فتقول عند ذلك : يا رب إني قد سئمت الحياة ، و
تبرمت بأهل الدنيا فألحقني بأبي ، فيلحقها الله عز وجل بي فتكون أول من
يلحقني من أهل بيتي ، فتقدم على محزونة مكروبة مغمومة مغصوبة مقتولة ، فأقول
عند ذلك " اللهم العن من ظلمها ، وعاقب من غصبها ، وذلل من أذلها ،
وخلد في نارك من ضرب جنبيها ، حتى ألقت ولدها " فتقول الملائكة عند ذلك
آمين .
وأما الحسن ( عليه السلام ) فإنه ابني وولدي ، ومني وقرة عيني ، وضياء قلبي ، وثمرة
فؤادي ، وهو سيد شباب أهل الجنة ، وحجة الله على الأمة ، أمره أمري ، وقوله
قولي ، من تبعه فإنه مني ، ومن عصاه فليس منى ، وإني لما نظرت إليه تذكرت
ما يجري عليه من الذل بعدي ، فلا يزال الامر به حتى يقتل بالسم ظلما وعدوانا
فعند ذلك تبكي الملائكة والسبع الشداد لموته ، ويبكيه كل شئ حتى الطير
في جو السماء ، والحيتان في جوف الماء ، فمن بكاه لم تعم عينه يوم تعمى العيون
ومن حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن القلوب ، ومن زاره في بقيعه ثبتت قدمه
على الصراط ، يوم تزل فيه الاقدام .
وأما الحسين ( عليه السلام ) فإنه منى ، وهو ابني وولدي ، وخير الخلق بعد أخيه
وهو إمام المسلمين ، ومولى المؤمنين ، وخليفة رب العالمين ، وغياث المستغيثين ،
وكهف المستجيرين ، وحجة الله على خلقه أجمعين ، وهو سيد شباب أهل الجنة
وباب نجاة الأمة ، أمره أمري ، وطاعته طاعتي ، من تبعه فإنه مني ، ومن عصاه
فليس مني ، وإني لما رأيته تذكرت ما يصنع به بعدي ، كأني به وقد استجار
بحرمي وقربي فلا يجار ، فأضمه في منامي إلى صدري وآمره بالرحلة عن دار
هجرتي ، وأبشره بالشهادة فيرتحل عنها إلى أرض مقتله وموضع مصرعه ، أرض .
كرب وبلاء ، وقتل وفناء ، تنصره عصابة من المسلمين أولئك من سادة شهداء أمتي
يوم القيامة ، كأني أنظر إليه وقد رمي بسهم فخر عن فرسه صريعا ثم يذبح كما
يذبح الكبش مظلوما ، ثم بكى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وبكى من حوله ، وارتفعت أصواتهم
بالضجيج ثم قام ( عليه السلام ) وهو يقول اللهم إني أشكو إليك ما يلقى أهل بيتي بعدي ،
ثم دخل منزله
المصادر
رواه الشيخ الصدوق في الأمالي ص 175 ، والديلمي في إرشاد القلوب ص 295 ، وابن قولويه في كامل الزيارات 145 ، وابن شاذان في الفضائل ص 9 ، والحلي في المحتضر ص110 ، وأبن نما في مثير الأحزان ص 12 والطبري في بشارة المصطفى ص 306 ، والمجلسي في البحار ج 28 ص 27 والحر العاملي في إثبات الهداية ج 1 ص 280 .
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تبارك وتعالى نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
عن ابن عباس
قال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان جالسا ذات يوم إذا أقبل الحسن
( عليه السلام ) فلما رآه بكى
ثم قال : إلى إلى يا بنى ، فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليمنى ، ثم أقبل
الحسين ( عليه السلام ) فلما رآه بكى ثم قال إلى إلى يا بني فما زال يدنيه حتى أجلسه
على فخذه اليسرى ، ثم أقبلت فاطمة عليها السلام فلما رآها بكى ثم قال إلى إلى يا بنية
فأجلسها بين يديه ، ثم أقبل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فلما رآه بكى ، ثم قال إلى إلى يا
أخي فما زال يدنيه حتى أجلسه إلى جنبه الأيمن .
فقال له أصحابه : يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما ترى واحدا من هؤلاء إلا بكيت ، أو
ما فيهم من تسر برؤيته ؟ فقال ( عليه السلام ) : والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع
البرية إني وإياهم لاكرم الخلق على الله عز وجل ، وما على وجه الأرض
نسمة أحب إلى منهم .
أما علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فإنه أخي وشقيقي ، وصاحب الامر بعدي
وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة ، وصاحب حوضي وشفاعتي ، وهو مولى كل
مسلم وإمام كل مؤمن ، وقائد كل تقي ، وهو وصيي وخليفتي على أهلي و
أمتي في حياتي وبعد موتي ، محبه محبي ، ومبغضه مبغضي ، وبولايته صارت
أمتي مرحومة ، وبعداوته صارت المخالفة له منها ملعونة ، وإني بكيت حين أقبل
لأني ذكرت غدر الأمة به بعدي حتى أنه ليزال عن مقعدي وقد جعله الله
له بعدي ، ثم لا يزال الامر به حتى يضرب على قرنه ضربة تخضب منها لحيته
في أفضل الشهور " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من
الهدى والفرقان " .
وأما ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ، وهي
بضعة مني ، وهي نور عيني ، وهي ثمرة فؤادي ، وهي روحي التي بين جنبي ،
وهي الحوراء الا نسية متى قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله زهر نورها
لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض ، ويقول الله عز وجل لملائكته يا
ملائكتي انظروا إلى أمتي فاطمة سيدة إمائي قائمة بين يدي ترتعد فرائصها من خيفتي
وقد أقبلت بقلبها على عبادتي ، أشهدكم أني قد آمنت شيعتها من النار ، وإني
لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي ، كأني بها وقد دخل الذل بيتا وانتهكت
حرمتها ، وغصبت حقها ، ومنعت إرثها ، وكسرت جنبتها ، وأسقطت جنينها ،
وهي تنادي يا محمداه ، فلا تجاب ، وتستغيث فلا تغاث ، فلا تزال بعدي محزونة
مكروبة باكية تتذكر انقطاع الوحي عن بيتها مرة ، وتتذكر فراقي أخرى ، و
تستوحش إذا جنها الليل لفقد صوتي الذي كانت تستمع إليه إذا تهجدت بالقرآن
ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة ، فعند ذلك يؤنسها الله تعالى
ذكره بالملائكة ، فنادتها بما نادت به مريم بنت عمران فتقول : يا فاطمة " إن الله
اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين " يا فاطمة " اقنتي لربك واسجدي .
واركعي من الراكعين " .
ثم يبتدى بها الوجع ، فتمرض فيبعث الله عز وجل إليها مريم بنت عمران
تمرضها وتؤنسها في علتها ، فتقول عند ذلك : يا رب إني قد سئمت الحياة ، و
تبرمت بأهل الدنيا فألحقني بأبي ، فيلحقها الله عز وجل بي فتكون أول من
يلحقني من أهل بيتي ، فتقدم على محزونة مكروبة مغمومة مغصوبة مقتولة ، فأقول
عند ذلك " اللهم العن من ظلمها ، وعاقب من غصبها ، وذلل من أذلها ،
وخلد في نارك من ضرب جنبيها ، حتى ألقت ولدها " فتقول الملائكة عند ذلك
آمين .
وأما الحسن ( عليه السلام ) فإنه ابني وولدي ، ومني وقرة عيني ، وضياء قلبي ، وثمرة
فؤادي ، وهو سيد شباب أهل الجنة ، وحجة الله على الأمة ، أمره أمري ، وقوله
قولي ، من تبعه فإنه مني ، ومن عصاه فليس منى ، وإني لما نظرت إليه تذكرت
ما يجري عليه من الذل بعدي ، فلا يزال الامر به حتى يقتل بالسم ظلما وعدوانا
فعند ذلك تبكي الملائكة والسبع الشداد لموته ، ويبكيه كل شئ حتى الطير
في جو السماء ، والحيتان في جوف الماء ، فمن بكاه لم تعم عينه يوم تعمى العيون
ومن حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن القلوب ، ومن زاره في بقيعه ثبتت قدمه
على الصراط ، يوم تزل فيه الاقدام .
وأما الحسين ( عليه السلام ) فإنه منى ، وهو ابني وولدي ، وخير الخلق بعد أخيه
وهو إمام المسلمين ، ومولى المؤمنين ، وخليفة رب العالمين ، وغياث المستغيثين ،
وكهف المستجيرين ، وحجة الله على خلقه أجمعين ، وهو سيد شباب أهل الجنة
وباب نجاة الأمة ، أمره أمري ، وطاعته طاعتي ، من تبعه فإنه مني ، ومن عصاه
فليس مني ، وإني لما رأيته تذكرت ما يصنع به بعدي ، كأني به وقد استجار
بحرمي وقربي فلا يجار ، فأضمه في منامي إلى صدري وآمره بالرحلة عن دار
هجرتي ، وأبشره بالشهادة فيرتحل عنها إلى أرض مقتله وموضع مصرعه ، أرض .
كرب وبلاء ، وقتل وفناء ، تنصره عصابة من المسلمين أولئك من سادة شهداء أمتي
يوم القيامة ، كأني أنظر إليه وقد رمي بسهم فخر عن فرسه صريعا ثم يذبح كما
يذبح الكبش مظلوما ، ثم بكى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وبكى من حوله ، وارتفعت أصواتهم
بالضجيج ثم قام ( عليه السلام ) وهو يقول اللهم إني أشكو إليك ما يلقى أهل بيتي بعدي ،
ثم دخل منزله
المصادر
رواه الشيخ الصدوق في الأمالي ص 175 ، والديلمي في إرشاد القلوب ص 295 ، وابن قولويه في كامل الزيارات 145 ، وابن شاذان في الفضائل ص 9 ، والحلي في المحتضر ص110 ، وأبن نما في مثير الأحزان ص 12 والطبري في بشارة المصطفى ص 306 ، والمجلسي في البحار ج 28 ص 27 والحر العاملي في إثبات الهداية ج 1 ص 280 .