عابر سبيل سني
24-11-2013, 06:57 PM
التقدمية: بقلم يوسف بلحاج رحومة
إثارة المسألة اليهودية من طرف إخوان تونس، بالتوازي مع حراك إعلامي من خلال قناة حنبعل التي قدمت برنامجا شُعبويا حول يهود تونس ودرجة اندماجهم في المجتمع التونسي… هذه التحركات ليست في معزل عن نشاط مخابراتي مُعقّد تخوضه المخابرات السعودية بالتنسيق مع شق من اللوبي الصهيوني وشق من المحافظين الأمريكيين ذوي العداء للإيديولوجية الإخوانية. فالعالم يشهد تجاذبات إستراتيجية عنيفة هذه الأيام، بل هناك ثورة إستراتيجية ساخنة تساهم في خلط الأوراق وتشكيل مشهد استراتيجي عالمي جديد. فالعالم يتغير ويسير نحو الاندماج أو بمعنى أصح “تداخل” بين الشرق والغرب. كما أن منطق التحالفات والأقطاب والمحاور في طريقه نحو الزوال بل أصبح موروثا يحاول إسقاط نفسه على واقع لا يقبله. وهذا ما لم يفهمه إخوان تونس الذين دخلوا في لعبة المحاور البائدة التي أسسوا قواعدها وتهيئوا لها منذ سنوات، وهذا يعود لأسباب إيديولوجية وتكتيكية باعتبار غياب تقاليدهم في الحكم وانعدام نفوذهم في الدولة العميقة التونسية. هذا الواقع الجديد جعل إيران تتحرك وتتفاعل مع المعطيات الجديدة بدخولها في لعبة “اعتدال” من أجل إزالة حالة الانغلاق ولفتح نوافذ على العالم الغربي بما هو متاح. أما تركيا فلقد وجدت نفسها في مأزق بعد خسارتها الإستراتيجية الموجعة في مصر وسوريا، لذلك فهي تتحرك دبلوماسيا في إيران وروسيا والصين من أجل التكيف مع هذا الواقع الجديد، كما أن رفعها لشعارات مساندتها للإخوان يدخل في باب التسويق السياسي-الحقوقي سعيا نحو الخروج بأخف الأضرار من اللعبة الإخوانية-الأطلسية التي تلفظ أنفاسها الأخيرة.
من جهة أخرى فهمت الإمارات العربية المتحدة اللعبة فاتخذت خطا معتدلا، أما الجانب القطري فلقد وقع إخماده من طرف الجناح الجمهوري المتشدد في الولايات المتحدة بالتنسيق مع المخابرات السعودية، فأصبحت هذه الأخيرة هي الرائدة في منطقة الخليج.
العقدة الأساسية بقيت متركزة حول الثنائي الشهير إسرائيل التي تدار بعقيدة وإيديولوجية تقوم على التماهي بين التلمودية والصهيونية، والمملكة السعودية التي تدار بعقيدة وإيديولوجية تقوم على التماهي بين الحنبلية والوهابية. والإشكال القائم اليوم هو أن هذين الكيانين يستمدان شرعية وجودهما من هذه العقائد التي ستزول أو بمعنى أصح ستتنافر مع الواقع وتسير نحو الفناء في صورة حدوث هذا التغيير الإستراتيجي العالمي الذي يقوم على “التداخل” بين الشرق والغرب. وما نراه اليوم من إثارة الجانب الإسرائيلي لمسألة النووي الإيراني هو في الحقيقة سعي نحو بقاء هذا التوتر والتنافر مع الجانب الإيراني أكثر منه خوف من القنبلة الذرية الإيرانية، فبقاء هذا التناقض يعتبر من القواعد الأساسية لتفعيل إيديولوجية الكيان الصهيوني وإيجاد شرعية وجودها (ليس وجود الدولة والشعب). أما الجانب السعودي فيسعى لتفعيل التناقض المذهبي وتصديره من خلال الزحف الوهابي …
يوسف بلحاج رحومة
إثارة المسألة اليهودية من طرف إخوان تونس، بالتوازي مع حراك إعلامي من خلال قناة حنبعل التي قدمت برنامجا شُعبويا حول يهود تونس ودرجة اندماجهم في المجتمع التونسي… هذه التحركات ليست في معزل عن نشاط مخابراتي مُعقّد تخوضه المخابرات السعودية بالتنسيق مع شق من اللوبي الصهيوني وشق من المحافظين الأمريكيين ذوي العداء للإيديولوجية الإخوانية. فالعالم يشهد تجاذبات إستراتيجية عنيفة هذه الأيام، بل هناك ثورة إستراتيجية ساخنة تساهم في خلط الأوراق وتشكيل مشهد استراتيجي عالمي جديد. فالعالم يتغير ويسير نحو الاندماج أو بمعنى أصح “تداخل” بين الشرق والغرب. كما أن منطق التحالفات والأقطاب والمحاور في طريقه نحو الزوال بل أصبح موروثا يحاول إسقاط نفسه على واقع لا يقبله. وهذا ما لم يفهمه إخوان تونس الذين دخلوا في لعبة المحاور البائدة التي أسسوا قواعدها وتهيئوا لها منذ سنوات، وهذا يعود لأسباب إيديولوجية وتكتيكية باعتبار غياب تقاليدهم في الحكم وانعدام نفوذهم في الدولة العميقة التونسية. هذا الواقع الجديد جعل إيران تتحرك وتتفاعل مع المعطيات الجديدة بدخولها في لعبة “اعتدال” من أجل إزالة حالة الانغلاق ولفتح نوافذ على العالم الغربي بما هو متاح. أما تركيا فلقد وجدت نفسها في مأزق بعد خسارتها الإستراتيجية الموجعة في مصر وسوريا، لذلك فهي تتحرك دبلوماسيا في إيران وروسيا والصين من أجل التكيف مع هذا الواقع الجديد، كما أن رفعها لشعارات مساندتها للإخوان يدخل في باب التسويق السياسي-الحقوقي سعيا نحو الخروج بأخف الأضرار من اللعبة الإخوانية-الأطلسية التي تلفظ أنفاسها الأخيرة.
من جهة أخرى فهمت الإمارات العربية المتحدة اللعبة فاتخذت خطا معتدلا، أما الجانب القطري فلقد وقع إخماده من طرف الجناح الجمهوري المتشدد في الولايات المتحدة بالتنسيق مع المخابرات السعودية، فأصبحت هذه الأخيرة هي الرائدة في منطقة الخليج.
العقدة الأساسية بقيت متركزة حول الثنائي الشهير إسرائيل التي تدار بعقيدة وإيديولوجية تقوم على التماهي بين التلمودية والصهيونية، والمملكة السعودية التي تدار بعقيدة وإيديولوجية تقوم على التماهي بين الحنبلية والوهابية. والإشكال القائم اليوم هو أن هذين الكيانين يستمدان شرعية وجودهما من هذه العقائد التي ستزول أو بمعنى أصح ستتنافر مع الواقع وتسير نحو الفناء في صورة حدوث هذا التغيير الإستراتيجي العالمي الذي يقوم على “التداخل” بين الشرق والغرب. وما نراه اليوم من إثارة الجانب الإسرائيلي لمسألة النووي الإيراني هو في الحقيقة سعي نحو بقاء هذا التوتر والتنافر مع الجانب الإيراني أكثر منه خوف من القنبلة الذرية الإيرانية، فبقاء هذا التناقض يعتبر من القواعد الأساسية لتفعيل إيديولوجية الكيان الصهيوني وإيجاد شرعية وجودها (ليس وجود الدولة والشعب). أما الجانب السعودي فيسعى لتفعيل التناقض المذهبي وتصديره من خلال الزحف الوهابي …
يوسف بلحاج رحومة