rafedy
11-12-2013, 07:41 AM
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
قصه استشهاد الامام الحسن ابن علي ابن ابي طالب عليهم السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
لم يكتف معاويه لعنه الله بالصلح مع الامام الحسن عليه السلام بل حاول قتل الامام الحسن عليه السلام و القضاء عليه , فدس اليه السم ثلاث مرات ونجا منها الامام , وفي المرة الرابعة طلب معاويه لعنه الله سما قاتلا من ملك الروم , واتصل بجعيدة ( او جعدة ) بنت الاشعث , زوجة الامام الحسن عليه السلام , حيث وعدها معاويه لعنه الله ان يزوجها من ولده يزيد لعنه الله ان هي قتلت الامام الحسن عليه السلام , فقبلت اللعينه ان تسم الامام الحسن عليه السلام , فلما ارتكبت جريمتها و دست السم للامام الحسن عليه السلام غدر بها معاويه , فطالبته بالوفاء بعهده لها , فقال : اني اخاف على ولدي ان تقتليه كما قتلتي سيد شباب اهل الجنة , واذا كنت لم تبال بقتل ابن بنت رسول الله , فهل تبالين بقتل ولدي؟
نعم وضعت الخبيثة السم في شربة من لبن , وكان الامام الحسن عليه السلام صائما , فلما صار وقت الافطار , قدمت اليه جعدة ذلك اللبن المسموم , فشربه الامام فلما سرى السم في بدنه الشريف واذا به قد تغير لونه , واحس بامعائه كانها تقطع بالسكاكين , وتشرح بالمواس , فدعا في هذه الحال بطشت وصار يتقيا دما , فدخل عليه جنادة بن ابي اميه , راه و الطشت بين يديه يقذف فيه احشائه قطعة بعد قطعة فقال: سيدي هلا عالجت نفسك؟ فقال عليه السلام : بماذا اعالج الموت؟ لقد سقيت السم ثلاث مرات وهذة الرابعة .
فلما وصل الخبر الى الامام الحسين عليه السلام دخل على اخيه فراه و الطشت بين يديه يتقيا دما جلس عنده و ضمه اليه ثم قال عليه السلام : اخي ابا محمد من الذي سقاك السم ؟ ومن اين دهيت ؟ قال الامام الحسن عليه السلام : اخي وما تريد منه ؟ دعني اخاصمه يوم القيامه بين يدي ربي , اخي ان الذي قتلني لواحد , ولكن لا يوم كيومك ابا عبد الله يزدلف اليك ثلاثون الفا فيقتلونك ويسبون ذراريك .
وقال الامام الحسن للحسين عليهما السلام : اخي ابا عبد الله بحقي عليك لاترهق في امري ملء محجمة دما , دعني اخاصمه بين يدي ربي يوم القيامة , ولكن يا اخي اذا انا قضيت نحبي فغسلني وحنطني بفاضل حنوط جدي رسول الله صل الله عليه و اله فانه من كافور الجنة , واحملني على سريري الى حرم جدي رسول الله صل الله عليه و اله لاجدد به عهدا , واعلم يا ابن ام ان القوم سيظنون انكم تريدون دفني عند قبر جدي فيمنعونكم من ذلك , فبحقي عليك يا اخي لا ترهق في امري ملء محجمه دما .
بينما هما في هذا الكلام واذا بالحنين و الانين خلف الباب , واذا بالعقيله زينب وباقي الهاشميات جئن لعيادة الحسن , التفت الامام الحسن عليه السلام الى اخيه الحسين عليه السلام قال : اخي ابا عبد الله نح هذا الطشت عني لئلا تراه اختنا زينب عليها السلام.
فلما دخلت العقيله زينب عليها السلام وقد وقع بصرها على ذلك الطشت وفيه احشاء اخيها الحسن , صاحت واأخاه وا حسناه.
اخذ الامام الحسين بتجهيز الامام الحسن عليهما السلام كما اوصاه , فغسله و كفنه و حنطه بفاضل حنوط رسول الله صل الله عليه و اله , وصلى عليه ثم وضعه على سريره واهله يبكون و ينتحبون , ولكن هل استراح الامام الحسن عليه السلام من كيد هذه الامة ومن ظلم الناس له ؟
حمل الامام الحسين و بني هاشم عليهم السلام الامام الحسن الزكي عليه السلام على سريره حيث انهم اقبلوا يحملون جنازة الامام الحسن عليه السلام قاصدين قبر النبي صل الله عليه و اله , ليجددوا له عهدا بزيارة قبر جده , فاقبل مروان بن الحكم لعنه الله حتى دخل على عائشه اخزاها الله و لعنها وقال : و الله لئن دفن الحسن عند جده لاتبقى فضيلة لابيك وصاحبه , فقومي وامنعي من دفن الحسن عند رسول الله , فاقبلت عائشة لعنها الله و اصلاها راكبة على بغل في جمع من بني امية لعنهم الله اجمعين يقدمهم مروان وهو ينادي : يارب هيجا هي خير من دعة , ايدفن عثمان باقصى المدينة ويدفن الحسن عند قبر رسول الله ؟
هذا وعائشة لعنه الله عليها و على ابيها و صاحبه تنادي : الله الله يا بني هاشم لاتدفنوا في بيتي من لا احب .
ومن هو الحسن حتى لا تحبيه؟ اليس هو ريحانه رسول الله صل الله عليه و اله وسبطه الذي حبه ايمان و بغضه كفر و نفاق . الم يقول رسول الله صل الله عليه و اله عن الامامان الحسن والحسين (ع): (من أحبهما أحببته، ومن أحببته أحبه الله، ومن أحبه الله أدخله جنات النعيم، ومن أبغضهما أو بغى عليها أبغضته، ومن أبغضته أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله عذاب جهنم وله عذاب مقيم) تاريخ ابن عساكر ج14 ص156 ـ المعجم الكبير ج3 ح2655 ص50 ـ مجمع الزوائد ج9 ص181 وقريب منه في مستدرك الصحيحين ج3 كتاب معرفة الصحابة ص181ـ كفاية الطالب ص422- 423.
وعن حذيفة قال: رأينا في وجه رسول الله ‚ السرور يوماً من الأيام فقلنا: يا رسول الله لقد رأينا في وجهك السرور قال: (وكيف لا أسر وقد أتاني جبريل (ع) فبشرني أن حسناً وحسيناً سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما أفضل منهما)تاريخ ابن عساكر ج2ص209 ـ ذخائر العقبى ص129.
وفي لفظ آخر: (وأبوهما خير منهما)سلسة الأحاديث الصحيحة ج2ص444ـ تاريخ ابن عساكر ج13 ص209 ـ البداية والنهاية ج8 ص35 ـ المعجم الكبير ج3 ح2617 ص39 وج19 ح650 ص292 ـ كنز العمال ج13 ح554 ص97 ـ فرائد السمطين ج2 ص99 ـ تاريخ بغداد: ج1 ص150 ـ مجمع الزوائد ج9 ص183 ـ الجامع الصغير ج1 ح3837 ص441 ـ الصواعق المحرقة ص191 ـ ميزان الاعتدال ج4 ص149ـ كفاية الطالب الباب 97 ص341.
وعلّق الحاكم على هذا الحديث قائلاً: هذا حديث صحيح بهذه الزيادة ولم يخرجاهمستدرك الصحيحين ج3 ص182.
وعن زيد بن أرقم قال: قال النبي (ص) لعلي وفاطمة والحسن والحسين: (أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم)جاء في الحديث بألفاظ متقاربة تختلف بين لفظ الخطاب للحاضر أو الغائب في: فرائد السمطين: ج2 ص83 ـ كتاب الحسين بن علي لابن العديم ص35 ـ المعجم الكبير ج3 ح2619 ـ 2620 ـ 2621 ص40 جامع الأصول ج9 ح6707 ص158 ـ سنن ابن ماجة ج1 ص52 ـ وقريب من لفظه في البداية والنهاية ج8 ص36 ـ الصواعق المحرقة الباب الحادي عشر ص144 ـ كنز العمال ج13 ح471 ص84 ـ مناقب الإمام علي لابن المغازلي ص105 ـ تاريخ ابن عساكر ج13 ص218 ـ ج14 ص157 ـ مجمع الزوائد ج9 ص169 ـ سير أعلام النبلاء ج3 ص258ـ مطالب السؤول ص52.
وعن علي عليه السلام قال: إن النبي صل الله عليه و اله أخذ بيد حسن وحسين فقال: من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامةتاريخ ابن عساكر ج13 ص196 ـ جامع الأصول ج9 ح6706 ص157 ـ تذكرة الخواص ص211 فرائد السمطين ج2 ص26 ـ سير أعلام النبلاء ج3 ص254 ـ شرح مسند أحمد بن حنبل ج1 ح576 ص413 ـ الصواعق المحرقة الباب العاشر ص138 الباب الحادي عشر ص153 ـ المعجم الكبير ج3 ح2622 ص40 ـ 41 ح2654 ص50 ـ إسعاف الراغبين ص126.
وعن علي عليه السلام عن النبي صل الله عليه و اله قال: أنا وعلي وفاطمة وحسن وحسين مجتمعون ومن أحبنا يوم القيامة نأكل ونشرب حتى يفرّق بين العباد إسعاف الراغبين ص121 ـ122. فبلغ ذلك رجلاً من الناس، فسأل عنه فأخبرته، فقال: كيف بالعرض والحساب فقلت له: كيف كان لصاحب ياسين بذلك حين أدخل الجنة من ساعتهمجمع الزوائد ج9 ص174 ـ المعجم الكبير ج3 ح2623 ص41 وفي كنز العمال مختصراً ج13 ح472 ص84.
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صل الله عليه و اله : ليلة عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوباً: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي حب الله، الحسن والحسين صفوة الله، فاطمة أمة الله، على باغضهم لعنة الله تاريخ ابن عساكر ج14 ص170 ـ تاريخ بغداد ج1 ص274 ـ مقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص108 ـ فرائد السمطين ج2 ص73ـ كفاية الطالب ص423.
الم تعلم عائشه ان النبي صل الله عليه و اله سئل عن الكلمات التي تلقى آدم من ربه فتاب عليه، قال: سأله: (بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي) فتاب عليه
مناقب الإمام علي لابن المغازلي ص104 ـ 105 ـ ينابيع المودة ج2 ص248.
لم تعرف انه عن علي بن أبي طالب عليه الصلاة و السلام قال: قال رسول الله صل الله عليه و اله و سلم: والذي نفسي بيده لا تفارق روح جسد صاحبها حتى يأكل من ثمر الجنة أو من شجرة الزقوم، وحتى يرى ملك الموت، ويراني ويرى علياً، وفاطمة والحسن والحسين، فإن كان يحبنا، قلت: يا ملك الموت ارفق به فإنه كان يحبني وأهل بيتي، وإن كان يبغضني ويبغض أهل بيتي، قلت: يا ملك الموت شدد عليه فإنه كان يبغضني ويبغض أهل بيتي، لا يحبنا إلا مؤمن، ولا يبغضنا إلا منافق شقي مقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص109
ولكن لماذا العجب وقد فعلت ما هو اعظم:
لا غرو ان حاربت سبط الهدى فعلي ....... الكرار قدما اثارت اعظم المحن
وان تكن فعلت بالال ما فعلت ............... فذا البناء على ذاك الاساس بني
اقبل اليها محمد بن الحنفية قال لها : يوما تقاتلين ابي امير المؤمنين على جمل , وهذا اليوم تمنعين جنازة اخي الحسن من الدفن , و الله لولا وصية من اخي الحسن سبقت لعلمت ان هولاء اقصر باعا من ردنا عن ذلك . وجاء لها عبد الله بن العباس وقال : يا عائشة اما كفاك ان يقال يوم الجمل حتى اردت ان يقال يوم البغل ثم انشا يقول :
تجملت تبغلت ولو عشت تفيلت ......... لك التسع من الثمن و للكل تملكت
فغضبت من كلام ابن عباس وقالت لعنها الله : و الله لا يدفن الحسن عند جده ابدا او تجز هذة , واشارت الى شعرها , وكانت هذه الكلمه بمثابه كلمة السر بينها و بين بني امية , فلما قالت ذلك وجه الامويون سهامهم الى جنازة امامنا الحسن عليه افضل الصلاة و السلام ورموها حتى اصاب النعش سبعون سهما , فمد بنو هاشم ايديهم الى قوائم سيوفهم وارادوا القتال وكادت الفتنة ان تقع , ولكن الحسين اقبل ينادي فيهم : الله يا بني هاشم في وصية اخي الحسن لا تضيعوها و التفت واذا بابي الفضل العباس ابن امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهم السلام واضع يده على قائم سيفه وهو ينادي : يا بني هاشم اترمى جنازه اخي الحسن بالسهام وانتم تنظرون ؟
فاقبل اليه الحسين عليه السلام وضمه الى صدره وقال : اخي عباس ليس هذا يومك لك يوم اعظم من هذا اليوم , ( ويقصد يوم عاشوراء اي العاشر من شهر محرم سنه 61 هجري )
ثم عادوا بجنازة الامام الحسن ابن علي ابن ابي طالب عليهم الصلاة و السلام الى البقيع وانزلوا جثمانه الى قبره عليه افضل الصلاة و السلام , ونزل الامام الحسين عليه السلام الى القبر و دفن الامام الحسن المظلوم عليه السلام بجانب جدته فاطمة بنت اسد ام امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليهم السلام اجمعين ثم اهال التراب عليه , ولما فرغ الحسين من مواراة اخيه الحسن عليهما السلام , وتفرق المشيعون وبقي في اخوته و اهل بيته , جلس على قبر الامام الحسن عليه السلام يحثو التراب بأنامله وقد ارسل دموعه على خديه وهو يقول :
أأدهن راسي ام تطيب مجالسي .......... وخدك معفور وانت تريب
غريب واطراف البيوت تحوطه .......... ألا كل من تحت التراب غريب
بكائي طويل والدموع غزيرة ............. وانت بعيد والمزار قريب
وليس حريبا من أصيب بماله ............ ولكن من وارى اخاه حريب
اقامه اخوته من على قبر اخيه الحسن عليه الصلاة و السلام وجاءوا به الى المنزل يسلونه ويخففون عنه الم المصاب.
فالسلام على محمد و ال محمد و صل الله عليهم اجمعين و عجل الله فرج قائمنا المهدي المنتظر عليه السلام و اللعن الدائم على ظالمينهم الى قيام يوم الدين الذي تبلى فيه السرائر
و السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
قصه استشهاد الامام الحسن ابن علي ابن ابي طالب عليهم السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
لم يكتف معاويه لعنه الله بالصلح مع الامام الحسن عليه السلام بل حاول قتل الامام الحسن عليه السلام و القضاء عليه , فدس اليه السم ثلاث مرات ونجا منها الامام , وفي المرة الرابعة طلب معاويه لعنه الله سما قاتلا من ملك الروم , واتصل بجعيدة ( او جعدة ) بنت الاشعث , زوجة الامام الحسن عليه السلام , حيث وعدها معاويه لعنه الله ان يزوجها من ولده يزيد لعنه الله ان هي قتلت الامام الحسن عليه السلام , فقبلت اللعينه ان تسم الامام الحسن عليه السلام , فلما ارتكبت جريمتها و دست السم للامام الحسن عليه السلام غدر بها معاويه , فطالبته بالوفاء بعهده لها , فقال : اني اخاف على ولدي ان تقتليه كما قتلتي سيد شباب اهل الجنة , واذا كنت لم تبال بقتل ابن بنت رسول الله , فهل تبالين بقتل ولدي؟
نعم وضعت الخبيثة السم في شربة من لبن , وكان الامام الحسن عليه السلام صائما , فلما صار وقت الافطار , قدمت اليه جعدة ذلك اللبن المسموم , فشربه الامام فلما سرى السم في بدنه الشريف واذا به قد تغير لونه , واحس بامعائه كانها تقطع بالسكاكين , وتشرح بالمواس , فدعا في هذه الحال بطشت وصار يتقيا دما , فدخل عليه جنادة بن ابي اميه , راه و الطشت بين يديه يقذف فيه احشائه قطعة بعد قطعة فقال: سيدي هلا عالجت نفسك؟ فقال عليه السلام : بماذا اعالج الموت؟ لقد سقيت السم ثلاث مرات وهذة الرابعة .
فلما وصل الخبر الى الامام الحسين عليه السلام دخل على اخيه فراه و الطشت بين يديه يتقيا دما جلس عنده و ضمه اليه ثم قال عليه السلام : اخي ابا محمد من الذي سقاك السم ؟ ومن اين دهيت ؟ قال الامام الحسن عليه السلام : اخي وما تريد منه ؟ دعني اخاصمه يوم القيامه بين يدي ربي , اخي ان الذي قتلني لواحد , ولكن لا يوم كيومك ابا عبد الله يزدلف اليك ثلاثون الفا فيقتلونك ويسبون ذراريك .
وقال الامام الحسن للحسين عليهما السلام : اخي ابا عبد الله بحقي عليك لاترهق في امري ملء محجمة دما , دعني اخاصمه بين يدي ربي يوم القيامة , ولكن يا اخي اذا انا قضيت نحبي فغسلني وحنطني بفاضل حنوط جدي رسول الله صل الله عليه و اله فانه من كافور الجنة , واحملني على سريري الى حرم جدي رسول الله صل الله عليه و اله لاجدد به عهدا , واعلم يا ابن ام ان القوم سيظنون انكم تريدون دفني عند قبر جدي فيمنعونكم من ذلك , فبحقي عليك يا اخي لا ترهق في امري ملء محجمه دما .
بينما هما في هذا الكلام واذا بالحنين و الانين خلف الباب , واذا بالعقيله زينب وباقي الهاشميات جئن لعيادة الحسن , التفت الامام الحسن عليه السلام الى اخيه الحسين عليه السلام قال : اخي ابا عبد الله نح هذا الطشت عني لئلا تراه اختنا زينب عليها السلام.
فلما دخلت العقيله زينب عليها السلام وقد وقع بصرها على ذلك الطشت وفيه احشاء اخيها الحسن , صاحت واأخاه وا حسناه.
اخذ الامام الحسين بتجهيز الامام الحسن عليهما السلام كما اوصاه , فغسله و كفنه و حنطه بفاضل حنوط رسول الله صل الله عليه و اله , وصلى عليه ثم وضعه على سريره واهله يبكون و ينتحبون , ولكن هل استراح الامام الحسن عليه السلام من كيد هذه الامة ومن ظلم الناس له ؟
حمل الامام الحسين و بني هاشم عليهم السلام الامام الحسن الزكي عليه السلام على سريره حيث انهم اقبلوا يحملون جنازة الامام الحسن عليه السلام قاصدين قبر النبي صل الله عليه و اله , ليجددوا له عهدا بزيارة قبر جده , فاقبل مروان بن الحكم لعنه الله حتى دخل على عائشه اخزاها الله و لعنها وقال : و الله لئن دفن الحسن عند جده لاتبقى فضيلة لابيك وصاحبه , فقومي وامنعي من دفن الحسن عند رسول الله , فاقبلت عائشة لعنها الله و اصلاها راكبة على بغل في جمع من بني امية لعنهم الله اجمعين يقدمهم مروان وهو ينادي : يارب هيجا هي خير من دعة , ايدفن عثمان باقصى المدينة ويدفن الحسن عند قبر رسول الله ؟
هذا وعائشة لعنه الله عليها و على ابيها و صاحبه تنادي : الله الله يا بني هاشم لاتدفنوا في بيتي من لا احب .
ومن هو الحسن حتى لا تحبيه؟ اليس هو ريحانه رسول الله صل الله عليه و اله وسبطه الذي حبه ايمان و بغضه كفر و نفاق . الم يقول رسول الله صل الله عليه و اله عن الامامان الحسن والحسين (ع): (من أحبهما أحببته، ومن أحببته أحبه الله، ومن أحبه الله أدخله جنات النعيم، ومن أبغضهما أو بغى عليها أبغضته، ومن أبغضته أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله عذاب جهنم وله عذاب مقيم) تاريخ ابن عساكر ج14 ص156 ـ المعجم الكبير ج3 ح2655 ص50 ـ مجمع الزوائد ج9 ص181 وقريب منه في مستدرك الصحيحين ج3 كتاب معرفة الصحابة ص181ـ كفاية الطالب ص422- 423.
وعن حذيفة قال: رأينا في وجه رسول الله ‚ السرور يوماً من الأيام فقلنا: يا رسول الله لقد رأينا في وجهك السرور قال: (وكيف لا أسر وقد أتاني جبريل (ع) فبشرني أن حسناً وحسيناً سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما أفضل منهما)تاريخ ابن عساكر ج2ص209 ـ ذخائر العقبى ص129.
وفي لفظ آخر: (وأبوهما خير منهما)سلسة الأحاديث الصحيحة ج2ص444ـ تاريخ ابن عساكر ج13 ص209 ـ البداية والنهاية ج8 ص35 ـ المعجم الكبير ج3 ح2617 ص39 وج19 ح650 ص292 ـ كنز العمال ج13 ح554 ص97 ـ فرائد السمطين ج2 ص99 ـ تاريخ بغداد: ج1 ص150 ـ مجمع الزوائد ج9 ص183 ـ الجامع الصغير ج1 ح3837 ص441 ـ الصواعق المحرقة ص191 ـ ميزان الاعتدال ج4 ص149ـ كفاية الطالب الباب 97 ص341.
وعلّق الحاكم على هذا الحديث قائلاً: هذا حديث صحيح بهذه الزيادة ولم يخرجاهمستدرك الصحيحين ج3 ص182.
وعن زيد بن أرقم قال: قال النبي (ص) لعلي وفاطمة والحسن والحسين: (أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم)جاء في الحديث بألفاظ متقاربة تختلف بين لفظ الخطاب للحاضر أو الغائب في: فرائد السمطين: ج2 ص83 ـ كتاب الحسين بن علي لابن العديم ص35 ـ المعجم الكبير ج3 ح2619 ـ 2620 ـ 2621 ص40 جامع الأصول ج9 ح6707 ص158 ـ سنن ابن ماجة ج1 ص52 ـ وقريب من لفظه في البداية والنهاية ج8 ص36 ـ الصواعق المحرقة الباب الحادي عشر ص144 ـ كنز العمال ج13 ح471 ص84 ـ مناقب الإمام علي لابن المغازلي ص105 ـ تاريخ ابن عساكر ج13 ص218 ـ ج14 ص157 ـ مجمع الزوائد ج9 ص169 ـ سير أعلام النبلاء ج3 ص258ـ مطالب السؤول ص52.
وعن علي عليه السلام قال: إن النبي صل الله عليه و اله أخذ بيد حسن وحسين فقال: من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامةتاريخ ابن عساكر ج13 ص196 ـ جامع الأصول ج9 ح6706 ص157 ـ تذكرة الخواص ص211 فرائد السمطين ج2 ص26 ـ سير أعلام النبلاء ج3 ص254 ـ شرح مسند أحمد بن حنبل ج1 ح576 ص413 ـ الصواعق المحرقة الباب العاشر ص138 الباب الحادي عشر ص153 ـ المعجم الكبير ج3 ح2622 ص40 ـ 41 ح2654 ص50 ـ إسعاف الراغبين ص126.
وعن علي عليه السلام عن النبي صل الله عليه و اله قال: أنا وعلي وفاطمة وحسن وحسين مجتمعون ومن أحبنا يوم القيامة نأكل ونشرب حتى يفرّق بين العباد إسعاف الراغبين ص121 ـ122. فبلغ ذلك رجلاً من الناس، فسأل عنه فأخبرته، فقال: كيف بالعرض والحساب فقلت له: كيف كان لصاحب ياسين بذلك حين أدخل الجنة من ساعتهمجمع الزوائد ج9 ص174 ـ المعجم الكبير ج3 ح2623 ص41 وفي كنز العمال مختصراً ج13 ح472 ص84.
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صل الله عليه و اله : ليلة عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوباً: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي حب الله، الحسن والحسين صفوة الله، فاطمة أمة الله، على باغضهم لعنة الله تاريخ ابن عساكر ج14 ص170 ـ تاريخ بغداد ج1 ص274 ـ مقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص108 ـ فرائد السمطين ج2 ص73ـ كفاية الطالب ص423.
الم تعلم عائشه ان النبي صل الله عليه و اله سئل عن الكلمات التي تلقى آدم من ربه فتاب عليه، قال: سأله: (بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي) فتاب عليه
مناقب الإمام علي لابن المغازلي ص104 ـ 105 ـ ينابيع المودة ج2 ص248.
لم تعرف انه عن علي بن أبي طالب عليه الصلاة و السلام قال: قال رسول الله صل الله عليه و اله و سلم: والذي نفسي بيده لا تفارق روح جسد صاحبها حتى يأكل من ثمر الجنة أو من شجرة الزقوم، وحتى يرى ملك الموت، ويراني ويرى علياً، وفاطمة والحسن والحسين، فإن كان يحبنا، قلت: يا ملك الموت ارفق به فإنه كان يحبني وأهل بيتي، وإن كان يبغضني ويبغض أهل بيتي، قلت: يا ملك الموت شدد عليه فإنه كان يبغضني ويبغض أهل بيتي، لا يحبنا إلا مؤمن، ولا يبغضنا إلا منافق شقي مقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص109
ولكن لماذا العجب وقد فعلت ما هو اعظم:
لا غرو ان حاربت سبط الهدى فعلي ....... الكرار قدما اثارت اعظم المحن
وان تكن فعلت بالال ما فعلت ............... فذا البناء على ذاك الاساس بني
اقبل اليها محمد بن الحنفية قال لها : يوما تقاتلين ابي امير المؤمنين على جمل , وهذا اليوم تمنعين جنازة اخي الحسن من الدفن , و الله لولا وصية من اخي الحسن سبقت لعلمت ان هولاء اقصر باعا من ردنا عن ذلك . وجاء لها عبد الله بن العباس وقال : يا عائشة اما كفاك ان يقال يوم الجمل حتى اردت ان يقال يوم البغل ثم انشا يقول :
تجملت تبغلت ولو عشت تفيلت ......... لك التسع من الثمن و للكل تملكت
فغضبت من كلام ابن عباس وقالت لعنها الله : و الله لا يدفن الحسن عند جده ابدا او تجز هذة , واشارت الى شعرها , وكانت هذه الكلمه بمثابه كلمة السر بينها و بين بني امية , فلما قالت ذلك وجه الامويون سهامهم الى جنازة امامنا الحسن عليه افضل الصلاة و السلام ورموها حتى اصاب النعش سبعون سهما , فمد بنو هاشم ايديهم الى قوائم سيوفهم وارادوا القتال وكادت الفتنة ان تقع , ولكن الحسين اقبل ينادي فيهم : الله يا بني هاشم في وصية اخي الحسن لا تضيعوها و التفت واذا بابي الفضل العباس ابن امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهم السلام واضع يده على قائم سيفه وهو ينادي : يا بني هاشم اترمى جنازه اخي الحسن بالسهام وانتم تنظرون ؟
فاقبل اليه الحسين عليه السلام وضمه الى صدره وقال : اخي عباس ليس هذا يومك لك يوم اعظم من هذا اليوم , ( ويقصد يوم عاشوراء اي العاشر من شهر محرم سنه 61 هجري )
ثم عادوا بجنازة الامام الحسن ابن علي ابن ابي طالب عليهم الصلاة و السلام الى البقيع وانزلوا جثمانه الى قبره عليه افضل الصلاة و السلام , ونزل الامام الحسين عليه السلام الى القبر و دفن الامام الحسن المظلوم عليه السلام بجانب جدته فاطمة بنت اسد ام امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليهم السلام اجمعين ثم اهال التراب عليه , ولما فرغ الحسين من مواراة اخيه الحسن عليهما السلام , وتفرق المشيعون وبقي في اخوته و اهل بيته , جلس على قبر الامام الحسن عليه السلام يحثو التراب بأنامله وقد ارسل دموعه على خديه وهو يقول :
أأدهن راسي ام تطيب مجالسي .......... وخدك معفور وانت تريب
غريب واطراف البيوت تحوطه .......... ألا كل من تحت التراب غريب
بكائي طويل والدموع غزيرة ............. وانت بعيد والمزار قريب
وليس حريبا من أصيب بماله ............ ولكن من وارى اخاه حريب
اقامه اخوته من على قبر اخيه الحسن عليه الصلاة و السلام وجاءوا به الى المنزل يسلونه ويخففون عنه الم المصاب.
فالسلام على محمد و ال محمد و صل الله عليهم اجمعين و عجل الله فرج قائمنا المهدي المنتظر عليه السلام و اللعن الدائم على ظالمينهم الى قيام يوم الدين الذي تبلى فيه السرائر
و السلام عليكم و رحمه الله و بركاته