م_علي
11-12-2013, 10:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
http://www.alsada.org/up/do.php?imgf=2013_1386743191671.jpg (http://www.alsada.org/up/do.php?imgf=2013_1386743191671.jpg)
اطلالة على الحديث النبوي الشريف
" حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسيناً "
هذا الحديث الشريف رواه الشيعة والسنة، ولسنا بصدد الاطناب وسرد المصادر التي رواها الجانبان، وإن كنا سنذكر بعضها في نهاية المقال، إلاّ انّ ما نريد الوقوف عنده، هو معنى ومغزى هذا الحديث النبوي الشريف، الذي تسالم الطرفان على قطعية صدوره عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لنرى هل صدق من يدّعي بأنه يحب الحسين (عليه السلام)، وغير راض بما لحق به (عليه السلام) وبأهل بيته من قتل وسبي ونهب وسلب، أم انها مجرد لقلقة لسان فحسب، حيث أحبوه بألسنتهم وقتلوه بأفعالهم؟!
نسمع دائما الكثير ممن يدّعون بأنهم يحبون الحسين (عليه السلام)، ولكن حينما يسمعون مثلبة لـ(يزيد)، أو يسمعون أحداً يذكر (يزيد) بسوء، نلاحظ الامتعاض وعدم الرضا، بل والدفاع عن قاتل الحسين؟!
لو رجعنا قليلاً إلى الحديث الشريف وتأملناه تأملاً موضوعياً، تأملاً بلاغياً، تأملاً لغوياً، تاركين الكلمات تنطق لوحدها، بعيداً عن أي تشنج وتعصب، نجد أن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) جاء بصيغة الدعاء، والطلب من الله سبحانه بأن يحب كل من أحب الحسين (عليه السلام)، حيث قال (صلى الله عليه وآله): "أحب الله من أحب حسيناً"، و(الحب) بمعناه الحقيقي هو الاتباع، قال تعالى على لسان عيسى بن مريم: " قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " (آل عمران: 31).
نلاحظ انّ الآية الشريفة قرنت (الحب) بـ(الاتباع)، وإلا فلا معنى ولا قيمة للحب الذي تتبعه أعمالٌ لا يرضى بها المحبوب !!
يقول الشافعي:
تَعْصِي الإِله وَأنْتَ تُظْهِرُ حُبَّــه ****** هـذا محــالٌ فــي القياس بديعُ
لَــوْ كانَ حُبُّكَ صَادِقــاً لأَطَعْتَهُ ****** إنَّ الْمُحِـــبَّ لِمَـن يُحِبُّ مُطِيعُ
فأين الطاعة يا ترى؟!
وأين الحب؟!
وأين الاتباع؟!
وأين الامتثال لقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ؟!
ونحن نرى أناساً يترحمون على قاتل ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أو ذاك الذي إذا ذكر عنده (يزيد) بسوء انتفض قائلاً: حسابه على الله، وهو بهذا لا يريد أن يتخذ موقفاً من قاتل الحسين (عليه السلام)، ظناً منه انّ مثل هذا الموقف سينجيه، ويحسب هذا من التقوى والابتعاد عن ذكر الناس بسوء، وما هذا إلا من تلبيس إبليس اللعين، لأنّ كتاب الله سبحانه هو الفيصل بين الحق والباطل، يقول تعالى: " مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ". ويقول تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا "، وما من شك ولا ريب ولا شبهة ان قاتل الحسين (عليه السلام) قد آذى الرسول أيما إيذاء، وآلمه أيما ألم، وأبكاه أيّما بكاء!!
وبعد هذا ، على المسلم أن يقرر من يوالي، ومن يتبع ؟
هل يتبع ويترحم على (يزيد) الذي آذى الرسول وأبكاه ؟!
أم يتبع القرآن الذي يقول: " إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ "..
وأخيراً يقول الله سبحانه وتعالى: " قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ".
فهل أن قتل سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله) من مودّة الرسول ؟!!
وهل امتثل ــ من يدّعي حب الحسين ــ لهذه الآية وأطاع الله سبحانه فيما أنزل من القرآن ؟!!
بأي جواب سيجيبون ؟ وبأي لسان سيعتذرون، ولاتَ ساعةَ مَنْدَمٍ.
بعض المصادر التي ذكرت الحديث:
1 ـ البخاري - الأدب المفرد - باب معانقة الصبي، ح376.
2 مسند أحمد - مسند العشرة المبشرين بالجنة - ومن مسند علي بن أبي طالب - رقم الحديث : ( 543).
3 ـ مسند أحمد - مسند العشرة المبشرين بالجنة، مسند أبي هريرة، رقم الحديث: (7537 ).
4 ـ سنن الترمذي - المناقب - مناقب علي (ع) - رقم الحديث: ( 3666 ).
5 ـ سنن إبن ماجه - المقدمة - فضل الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب - رقم الحديث : ( 140 ).
6 ـ الطبراني - المعجم الكبير - باب الحاء، الحديث 2525.
7 ـ الهيثمي - مجمع الزوائد - باب مناقب الحسين بن علي - ج 9 ص179، ح 15064
من اصدارات مكتبة الروضة الحيدرية
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
http://www.alsada.org/up/do.php?imgf=2013_1386743191671.jpg (http://www.alsada.org/up/do.php?imgf=2013_1386743191671.jpg)
اطلالة على الحديث النبوي الشريف
" حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسيناً "
هذا الحديث الشريف رواه الشيعة والسنة، ولسنا بصدد الاطناب وسرد المصادر التي رواها الجانبان، وإن كنا سنذكر بعضها في نهاية المقال، إلاّ انّ ما نريد الوقوف عنده، هو معنى ومغزى هذا الحديث النبوي الشريف، الذي تسالم الطرفان على قطعية صدوره عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لنرى هل صدق من يدّعي بأنه يحب الحسين (عليه السلام)، وغير راض بما لحق به (عليه السلام) وبأهل بيته من قتل وسبي ونهب وسلب، أم انها مجرد لقلقة لسان فحسب، حيث أحبوه بألسنتهم وقتلوه بأفعالهم؟!
نسمع دائما الكثير ممن يدّعون بأنهم يحبون الحسين (عليه السلام)، ولكن حينما يسمعون مثلبة لـ(يزيد)، أو يسمعون أحداً يذكر (يزيد) بسوء، نلاحظ الامتعاض وعدم الرضا، بل والدفاع عن قاتل الحسين؟!
لو رجعنا قليلاً إلى الحديث الشريف وتأملناه تأملاً موضوعياً، تأملاً بلاغياً، تأملاً لغوياً، تاركين الكلمات تنطق لوحدها، بعيداً عن أي تشنج وتعصب، نجد أن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) جاء بصيغة الدعاء، والطلب من الله سبحانه بأن يحب كل من أحب الحسين (عليه السلام)، حيث قال (صلى الله عليه وآله): "أحب الله من أحب حسيناً"، و(الحب) بمعناه الحقيقي هو الاتباع، قال تعالى على لسان عيسى بن مريم: " قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " (آل عمران: 31).
نلاحظ انّ الآية الشريفة قرنت (الحب) بـ(الاتباع)، وإلا فلا معنى ولا قيمة للحب الذي تتبعه أعمالٌ لا يرضى بها المحبوب !!
يقول الشافعي:
تَعْصِي الإِله وَأنْتَ تُظْهِرُ حُبَّــه ****** هـذا محــالٌ فــي القياس بديعُ
لَــوْ كانَ حُبُّكَ صَادِقــاً لأَطَعْتَهُ ****** إنَّ الْمُحِـــبَّ لِمَـن يُحِبُّ مُطِيعُ
فأين الطاعة يا ترى؟!
وأين الحب؟!
وأين الاتباع؟!
وأين الامتثال لقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ؟!
ونحن نرى أناساً يترحمون على قاتل ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أو ذاك الذي إذا ذكر عنده (يزيد) بسوء انتفض قائلاً: حسابه على الله، وهو بهذا لا يريد أن يتخذ موقفاً من قاتل الحسين (عليه السلام)، ظناً منه انّ مثل هذا الموقف سينجيه، ويحسب هذا من التقوى والابتعاد عن ذكر الناس بسوء، وما هذا إلا من تلبيس إبليس اللعين، لأنّ كتاب الله سبحانه هو الفيصل بين الحق والباطل، يقول تعالى: " مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ". ويقول تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا "، وما من شك ولا ريب ولا شبهة ان قاتل الحسين (عليه السلام) قد آذى الرسول أيما إيذاء، وآلمه أيما ألم، وأبكاه أيّما بكاء!!
وبعد هذا ، على المسلم أن يقرر من يوالي، ومن يتبع ؟
هل يتبع ويترحم على (يزيد) الذي آذى الرسول وأبكاه ؟!
أم يتبع القرآن الذي يقول: " إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ "..
وأخيراً يقول الله سبحانه وتعالى: " قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ".
فهل أن قتل سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله) من مودّة الرسول ؟!!
وهل امتثل ــ من يدّعي حب الحسين ــ لهذه الآية وأطاع الله سبحانه فيما أنزل من القرآن ؟!!
بأي جواب سيجيبون ؟ وبأي لسان سيعتذرون، ولاتَ ساعةَ مَنْدَمٍ.
بعض المصادر التي ذكرت الحديث:
1 ـ البخاري - الأدب المفرد - باب معانقة الصبي، ح376.
2 مسند أحمد - مسند العشرة المبشرين بالجنة - ومن مسند علي بن أبي طالب - رقم الحديث : ( 543).
3 ـ مسند أحمد - مسند العشرة المبشرين بالجنة، مسند أبي هريرة، رقم الحديث: (7537 ).
4 ـ سنن الترمذي - المناقب - مناقب علي (ع) - رقم الحديث: ( 3666 ).
5 ـ سنن إبن ماجه - المقدمة - فضل الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب - رقم الحديث : ( 140 ).
6 ـ الطبراني - المعجم الكبير - باب الحاء، الحديث 2525.
7 ـ الهيثمي - مجمع الزوائد - باب مناقب الحسين بن علي - ج 9 ص179، ح 15064
من اصدارات مكتبة الروضة الحيدرية