الرحيق المختوم
12-12-2013, 10:40 AM
مقابلة صحفية مع الأستاذ بناهيان، حول مسيرة الأربعين الحسيني عليه السلام
http://8pic.ir/images/41157001741914332466.jpg (http://8pic.ir/)
الكل يعرف الشيخ بناهيان بمراسم دعاء الندبة و أيام الجمعة و مواضيع الانتظار. فما الذي جاء بالشيخ بناهيان إلى مسيرة الأربعين؟
أولا لدينا رواية و اضحة عن الإمام العسكري (عليه السلام)في شأن زيارة الأربعين حيث قد اعتبرها الإمام من علائم الشيعة. يبدو أن هناك غاية و غرض خاص في هذا الاعتبار و هو أن تصبح هذه الزيارة موعدا سنويا لموالي أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)و الشيعة جميعا، و قد تبلور هذا الموعد بشكل عفوي. إنني قد حظيت بالتوفيق للحضور في هذه المناسبة منذ عدة سنين و أشعر بالحسرة و الحرمان إن لم أحضر بين هذا الكمّ الهائل من عشاق أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)في هذه المناسبة و اُحرَم زيارة الأربعين، خاصة و قد ذكر أجر عظيم في الرواية للمشي في هذه الزيارة، و إني عندما عشت الأجواء الروحانية الموجودة في هذا المسير و جدتها تناظر مسيرات أيام الجبهة و الدفاع المقدس التي كانت جهادا في سبيل الله.
كل من يعيش تجربة زيارة الأربعين و مسيرتها خاصة، ينبغي أن ينقل هذه التجربة إلى غيره، و عند ذلك سوف تتلهف قلوب المشتاقين إلى مثل هذه الزيارة. يستطيع الناس أن يشعروا بنور هذه الزيارة حتى من خلال استماع ذكريات زيارة الأربعين. كما أننا عندما نقلنا هذه التجربة إلى أيّ من الشباب رأينا أنهم قد امتلأوا شوقا لإدراك زيارة الأربعين حتى و إن كانوا أهل زيارة الحسين (عليه السلام)، و بعض الشباب الذين لم يكونوا مداومين على الزيارة أصبحوا من المداومين على زيارة كربلاء المقدسة.
نحن في أيام محرم لدينا تاسوعاء و عاشوراء و ليلة الحادي عشر (شام غريبان)، فما الداعي من تعظيم الأربعين إلى هذا الحد؟ ماذا في يوم الأربعين و لم يكن في باقي أيام العزاء؟
إن و جود اليوم الذي يجتمع فيه كلّ مقيمي عزاء الحسين (عليه السلام)في كربلاء كموعد عظيم، لا يمكن أن يقاس من حيث النتائج الاجتماعية و الدولية بباقي الزيارات في طول السنة. إن و صية أئمة أهل البيت (عليهم السلام)في زيارة الأربعين تحكي عن علمهم بمجيء اليوم الذي يحتشد فيه الملايين من المحبين في سبيل إدراك زيارة الأربعين. لقد تمت هذه التوصية من قبل الإمام الأخير الذي كان حاضرا بين شيعته أي الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، و يشعر الإنسان أن هناك ميزة معينة في هذه التوصية حيث يبدو أن أهل البيت (عليهم السلام)كانوا يرغبون أن يجعلوا يوم الأربعين موعدا في كربلاء الحسين (عليه السلام(.
لقد تبلور هذا الموعد بتوصية أهل البيت و بشكل عفوي. ثم إن محبي الحسين و المصابين بمصيبة الحسين (عليه السلام)يودّون لو كلما يزورون كربلاء يجدونها تعجّ بالعجيج و الضجيج و المشاعر، فإذا زار الإنسان كربلاء و وجدها هادئة ساكنة بلا تلك الضجة و المشاعر الحسينية، قد يشعر بالغربة، بينما عندما تنتعش هذه الضجة الحسينية في كربلاء و تبلغ ذروتها في الأربعين و تجسّد يوم عاشوراء من جديد، عند ذلك تصبح زيارة الحسين (ع)في تلك الأجواء تختلف عن باقي الزيارات بمختلف أبعادها.
لقد و صانا أئمة أهل البيت (عليهم السلام)كرارا بالمشي إلى الزيارة و وعدونا بالمغفرة و الأجر العظيم على الخطوة الواحدة حتى و إن كان الراحل قد انطلق من مسافة بعيدة. لقد جاء في الروايات أن من زار حرم أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)تصافحه الملائكة عند رجوعه و تقول له لقد غفر لك ما مضى في حياتك و بدأت حياتك من جديد. لم تقتصر التأكيدات على المشي في زيارة الأربعين على رواية أو روايتين بل هي أكثر من ذلك. يبدو من خلال هذه الروايات أنه قد أعدّ أئمة الهدى (عليهم السلام)خطة للزمن الذي يكثر فيه عدد نفوس الشيعة و تزداد مكنتهم و قدرتهم و تمتلئ الصحاري و البوادي أطراف كربلاء بالبيوت لزوار أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، إذ أهل البيت كانوا يوّصون و هم ينظرون إلى الأفق البعيد و المستقبل، لا أنهم كانوا يوصون بشيء و یعدون الماشين على الأقدام بأجور دون أن يلاحظوا هذا الكم الهائل من الناس.
طبعا قد أشير مسبقا في روايات أهل البيت إلى أجر المشي في مثل زيارة المدينة المنورة أو المكة المكرمة لأداء فريضة الحج أو العمرة. في ذلك الحين الذي كان أئمة الهدى (عليهم السلام)يوصون بالذهاب مشيا، لم يكن هناك فرق كبير بين سرعة الوصول بين المشي و الركوب، و لكن سيرة أولياء الله كانت تقتضي أن يدعوا المراكب و يمشوا على أقدامهم. إن هذا العمل يترك آثارا عميقة في و جود الإنسان و كل من خاض هذا الدرب عاش هذا الشعور و هذه التجربة.
سماحة الشيخ لا يخفى على أحد أن هذه الثورة الإسلامية قد انطلقت من قضية عاشوراء و كان لمراسم أربعينيات شهداء الثورة دور كبير في انتصار هذه الثورة. فبرأيكم ما هو دور تعظيم ذكرى الأربعين الحسيني في اسمرارية الثورة و حفظها؟
نحن في ذكرى الأربعين نجعل شعارنا الحسيني شعارا عالميا. نحن في هذا الحشد الضخم الذي يمثل أضخم اجتماع شيعة أهل البيت بمناسبة ملحمة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)نستطيع أن نعزز القيم الحسينية في المجتع الشيعي. عندما تترسخ قيم ملحمة أبي عبد الله الحسين (ع)و تزداد عمقا في المجتمع الشيعي عند ذلك نستطيع أن نشاهد نتائجها الثمينة على مختلف الأبعاد. و أحد آثارها هو معاداة الاستكبار. أحد آثارها معاداة الظلم. أحد هذه الآثار هو الازدياد في الاهتمام بالدين.
ما هي الجوهرة التي حصّل عليها الأستاذ بناهيان في مسيرة الأربعين و التي بودّه أن يشارك فيها غيره من المشتاقين إلى المعارف العالية لأهل البيت؟
عندما يذوب الإنسان في مسيرة الأربعين كالقطرة في أمواج البحر يعيش تجربة من الفناء في الله و الذهاب ضحية لأهل البيت. و بالتأكيد كل إنسان سيعيش هذه التجربة المعنوية بحسبه. عندما يشعر الإنسان بكل و جوده بالتعب في مسيره إلى كربلاء الحسين (عليه السلام)و تتألم رجله، تزداد علاقته الروحية بأبي عبد الله الحسين (عليه السلام). و أساسا ما لم تبذل من نفسك لن تصل إلى الكمال.
لقد حدد أهل البيت علائم المؤمن و جعلوا زيارة الأربعين إحداهن، ما هو السرّ في ذلك؟
اعتقد أنهم أرادوا أن يأسسوا موعدا. لقد جاء في رواياتنا أنه حتى و إن كان أحد من أهل الجنة، أما إذا لم يذهب إلى زيارة الحسين (عليه السلام)سيستقر في الدرجات النازلة من الجنة و لا يسمح له أن يرتقي إلى الدرجات العالية. طبعا كل هذا فيما لو دخل الجنة، و لا يستطيع الشيعي أن يدخل الجنة من دون زيارة كربلاء الحسين (عليه السلام)إذ هناك روايات كثيرة تؤكد على زيارة الحسين (عليه السلام)بشكل عام، و هناك روايات كثيرة تؤكد على المشي في الزيارة بشكل عام و هناك رواية و احدة تؤكد على زيارة الأربعين بشكل خاص. فإذا جاء شيعي فطن و جمع بين هذه الروايات، سيحصل على موعد دولي.
في مسيرة الأربعين بإمكانكم أن تشاهدوا رأس مال اجتماعي كبير للعالم الشيعي في كسر هيمنة الاستكبار، و ذلك من خلال ازدياد ثقة الشيعة بأنفسهم و هويتهم و عزتهم. لاحظوا هؤلاء الشيعة في هذا الميعاد الذي تكوّن بإشارة أهل البيت (عليه السلام)، فإنكم لا تجدون في و جوههم أثرا من الحزن و الأسى أو الغربة و الوحشة، بل يشعرون بالعزة و السرور. يستطيعون أن يفتخروا بإمامهم الحسين (عليه السلام). إن هذه المسيرة مجال للشعور بالهوية الشيعية و الدينية، و الإنسان الذي يشعر بهذه الهوية سيزداد تشيعا.
ليس التشيع أوسع من نطاق حوار عقائدي أو نظري و حسب، بل كذلك هو أوسع من نطاق مجموعة من الأعمال العبادية أو الأخلاقية. إن التشيع يجعل من و جود الإنسان كلّه مؤمنا متأسيا بأهل البيت المعصومين الطاهرين (عليهم السلام)، و لا يشعر الإنسان في مكان بهذه الهوية الشيعية و الحسينية مثل زيارة الأربعين. كما أنكم ما لم تذهبوا إلى الحج لا تستطيعون أن تشعروا بهويتكم الإسلامية و تعيشونها بشكل كامل. عندما يحضر الإنسان في هذا الميعاد الكبير يسهل عليه إدراك هويته الشيعية و الحسينية.
إن تحضر أنت في الأربعين و مسيرته، هناك تشعر حقا من نحن، نحن مقيموا عزاء الحسين (عليه السلام)، نحن محبوا أهل البيت (عليه السلام)، نحن شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام)نملك هوية. سوف ترتكز هذه الهوية في عمق و جود الإنسان و إنها من أهم عوامل ترسيخ و تنمية المعنوية في الشيعة.
http://8pic.ir/images/41157001741914332466.jpg (http://8pic.ir/)
الكل يعرف الشيخ بناهيان بمراسم دعاء الندبة و أيام الجمعة و مواضيع الانتظار. فما الذي جاء بالشيخ بناهيان إلى مسيرة الأربعين؟
أولا لدينا رواية و اضحة عن الإمام العسكري (عليه السلام)في شأن زيارة الأربعين حيث قد اعتبرها الإمام من علائم الشيعة. يبدو أن هناك غاية و غرض خاص في هذا الاعتبار و هو أن تصبح هذه الزيارة موعدا سنويا لموالي أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)و الشيعة جميعا، و قد تبلور هذا الموعد بشكل عفوي. إنني قد حظيت بالتوفيق للحضور في هذه المناسبة منذ عدة سنين و أشعر بالحسرة و الحرمان إن لم أحضر بين هذا الكمّ الهائل من عشاق أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)في هذه المناسبة و اُحرَم زيارة الأربعين، خاصة و قد ذكر أجر عظيم في الرواية للمشي في هذه الزيارة، و إني عندما عشت الأجواء الروحانية الموجودة في هذا المسير و جدتها تناظر مسيرات أيام الجبهة و الدفاع المقدس التي كانت جهادا في سبيل الله.
كل من يعيش تجربة زيارة الأربعين و مسيرتها خاصة، ينبغي أن ينقل هذه التجربة إلى غيره، و عند ذلك سوف تتلهف قلوب المشتاقين إلى مثل هذه الزيارة. يستطيع الناس أن يشعروا بنور هذه الزيارة حتى من خلال استماع ذكريات زيارة الأربعين. كما أننا عندما نقلنا هذه التجربة إلى أيّ من الشباب رأينا أنهم قد امتلأوا شوقا لإدراك زيارة الأربعين حتى و إن كانوا أهل زيارة الحسين (عليه السلام)، و بعض الشباب الذين لم يكونوا مداومين على الزيارة أصبحوا من المداومين على زيارة كربلاء المقدسة.
نحن في أيام محرم لدينا تاسوعاء و عاشوراء و ليلة الحادي عشر (شام غريبان)، فما الداعي من تعظيم الأربعين إلى هذا الحد؟ ماذا في يوم الأربعين و لم يكن في باقي أيام العزاء؟
إن و جود اليوم الذي يجتمع فيه كلّ مقيمي عزاء الحسين (عليه السلام)في كربلاء كموعد عظيم، لا يمكن أن يقاس من حيث النتائج الاجتماعية و الدولية بباقي الزيارات في طول السنة. إن و صية أئمة أهل البيت (عليهم السلام)في زيارة الأربعين تحكي عن علمهم بمجيء اليوم الذي يحتشد فيه الملايين من المحبين في سبيل إدراك زيارة الأربعين. لقد تمت هذه التوصية من قبل الإمام الأخير الذي كان حاضرا بين شيعته أي الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، و يشعر الإنسان أن هناك ميزة معينة في هذه التوصية حيث يبدو أن أهل البيت (عليهم السلام)كانوا يرغبون أن يجعلوا يوم الأربعين موعدا في كربلاء الحسين (عليه السلام(.
لقد تبلور هذا الموعد بتوصية أهل البيت و بشكل عفوي. ثم إن محبي الحسين و المصابين بمصيبة الحسين (عليه السلام)يودّون لو كلما يزورون كربلاء يجدونها تعجّ بالعجيج و الضجيج و المشاعر، فإذا زار الإنسان كربلاء و وجدها هادئة ساكنة بلا تلك الضجة و المشاعر الحسينية، قد يشعر بالغربة، بينما عندما تنتعش هذه الضجة الحسينية في كربلاء و تبلغ ذروتها في الأربعين و تجسّد يوم عاشوراء من جديد، عند ذلك تصبح زيارة الحسين (ع)في تلك الأجواء تختلف عن باقي الزيارات بمختلف أبعادها.
لقد و صانا أئمة أهل البيت (عليهم السلام)كرارا بالمشي إلى الزيارة و وعدونا بالمغفرة و الأجر العظيم على الخطوة الواحدة حتى و إن كان الراحل قد انطلق من مسافة بعيدة. لقد جاء في الروايات أن من زار حرم أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)تصافحه الملائكة عند رجوعه و تقول له لقد غفر لك ما مضى في حياتك و بدأت حياتك من جديد. لم تقتصر التأكيدات على المشي في زيارة الأربعين على رواية أو روايتين بل هي أكثر من ذلك. يبدو من خلال هذه الروايات أنه قد أعدّ أئمة الهدى (عليهم السلام)خطة للزمن الذي يكثر فيه عدد نفوس الشيعة و تزداد مكنتهم و قدرتهم و تمتلئ الصحاري و البوادي أطراف كربلاء بالبيوت لزوار أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، إذ أهل البيت كانوا يوّصون و هم ينظرون إلى الأفق البعيد و المستقبل، لا أنهم كانوا يوصون بشيء و یعدون الماشين على الأقدام بأجور دون أن يلاحظوا هذا الكم الهائل من الناس.
طبعا قد أشير مسبقا في روايات أهل البيت إلى أجر المشي في مثل زيارة المدينة المنورة أو المكة المكرمة لأداء فريضة الحج أو العمرة. في ذلك الحين الذي كان أئمة الهدى (عليهم السلام)يوصون بالذهاب مشيا، لم يكن هناك فرق كبير بين سرعة الوصول بين المشي و الركوب، و لكن سيرة أولياء الله كانت تقتضي أن يدعوا المراكب و يمشوا على أقدامهم. إن هذا العمل يترك آثارا عميقة في و جود الإنسان و كل من خاض هذا الدرب عاش هذا الشعور و هذه التجربة.
سماحة الشيخ لا يخفى على أحد أن هذه الثورة الإسلامية قد انطلقت من قضية عاشوراء و كان لمراسم أربعينيات شهداء الثورة دور كبير في انتصار هذه الثورة. فبرأيكم ما هو دور تعظيم ذكرى الأربعين الحسيني في اسمرارية الثورة و حفظها؟
نحن في ذكرى الأربعين نجعل شعارنا الحسيني شعارا عالميا. نحن في هذا الحشد الضخم الذي يمثل أضخم اجتماع شيعة أهل البيت بمناسبة ملحمة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)نستطيع أن نعزز القيم الحسينية في المجتع الشيعي. عندما تترسخ قيم ملحمة أبي عبد الله الحسين (ع)و تزداد عمقا في المجتمع الشيعي عند ذلك نستطيع أن نشاهد نتائجها الثمينة على مختلف الأبعاد. و أحد آثارها هو معاداة الاستكبار. أحد آثارها معاداة الظلم. أحد هذه الآثار هو الازدياد في الاهتمام بالدين.
ما هي الجوهرة التي حصّل عليها الأستاذ بناهيان في مسيرة الأربعين و التي بودّه أن يشارك فيها غيره من المشتاقين إلى المعارف العالية لأهل البيت؟
عندما يذوب الإنسان في مسيرة الأربعين كالقطرة في أمواج البحر يعيش تجربة من الفناء في الله و الذهاب ضحية لأهل البيت. و بالتأكيد كل إنسان سيعيش هذه التجربة المعنوية بحسبه. عندما يشعر الإنسان بكل و جوده بالتعب في مسيره إلى كربلاء الحسين (عليه السلام)و تتألم رجله، تزداد علاقته الروحية بأبي عبد الله الحسين (عليه السلام). و أساسا ما لم تبذل من نفسك لن تصل إلى الكمال.
لقد حدد أهل البيت علائم المؤمن و جعلوا زيارة الأربعين إحداهن، ما هو السرّ في ذلك؟
اعتقد أنهم أرادوا أن يأسسوا موعدا. لقد جاء في رواياتنا أنه حتى و إن كان أحد من أهل الجنة، أما إذا لم يذهب إلى زيارة الحسين (عليه السلام)سيستقر في الدرجات النازلة من الجنة و لا يسمح له أن يرتقي إلى الدرجات العالية. طبعا كل هذا فيما لو دخل الجنة، و لا يستطيع الشيعي أن يدخل الجنة من دون زيارة كربلاء الحسين (عليه السلام)إذ هناك روايات كثيرة تؤكد على زيارة الحسين (عليه السلام)بشكل عام، و هناك روايات كثيرة تؤكد على المشي في الزيارة بشكل عام و هناك رواية و احدة تؤكد على زيارة الأربعين بشكل خاص. فإذا جاء شيعي فطن و جمع بين هذه الروايات، سيحصل على موعد دولي.
في مسيرة الأربعين بإمكانكم أن تشاهدوا رأس مال اجتماعي كبير للعالم الشيعي في كسر هيمنة الاستكبار، و ذلك من خلال ازدياد ثقة الشيعة بأنفسهم و هويتهم و عزتهم. لاحظوا هؤلاء الشيعة في هذا الميعاد الذي تكوّن بإشارة أهل البيت (عليه السلام)، فإنكم لا تجدون في و جوههم أثرا من الحزن و الأسى أو الغربة و الوحشة، بل يشعرون بالعزة و السرور. يستطيعون أن يفتخروا بإمامهم الحسين (عليه السلام). إن هذه المسيرة مجال للشعور بالهوية الشيعية و الدينية، و الإنسان الذي يشعر بهذه الهوية سيزداد تشيعا.
ليس التشيع أوسع من نطاق حوار عقائدي أو نظري و حسب، بل كذلك هو أوسع من نطاق مجموعة من الأعمال العبادية أو الأخلاقية. إن التشيع يجعل من و جود الإنسان كلّه مؤمنا متأسيا بأهل البيت المعصومين الطاهرين (عليهم السلام)، و لا يشعر الإنسان في مكان بهذه الهوية الشيعية و الحسينية مثل زيارة الأربعين. كما أنكم ما لم تذهبوا إلى الحج لا تستطيعون أن تشعروا بهويتكم الإسلامية و تعيشونها بشكل كامل. عندما يحضر الإنسان في هذا الميعاد الكبير يسهل عليه إدراك هويته الشيعية و الحسينية.
إن تحضر أنت في الأربعين و مسيرته، هناك تشعر حقا من نحن، نحن مقيموا عزاء الحسين (عليه السلام)، نحن محبوا أهل البيت (عليه السلام)، نحن شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام)نملك هوية. سوف ترتكز هذه الهوية في عمق و جود الإنسان و إنها من أهم عوامل ترسيخ و تنمية المعنوية في الشيعة.