الاشتري
24-12-2013, 12:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على الحسين الوجيه وجده وابيه وامه واخيه والتسعة ألمعصومين من ذريته والعن اعدائه اجمعين
أيمكن أن تكون زيارة جابر لكربلاء في ذلك التّاريخ مصادفة، أم أنّ جابراً تعمّد زيارة الإمام الحسين في اليوم الأربعين بعد استشهاده لاعتبارات تتعلّق بزمن محدّد وعدد محدّد؟ هل تناهى إلى سمعه ما رواه الأئمّة عليهم السلام نقلاً عن رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عمّا له علاقة بالأربعين؟
يتكرّر ذكر العدد الأربعين في القرآن الكريم وفي الأحاديث الشّريفة، وكذلك في تفاسير كثيرة لآيات بيّنات عند المفسرّين على اختلاف مذاهبهم، فعلى سبيل المثال، ورد في القرآن الكريم:
﴿وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ﴾البقرة:51.
﴿قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ﴾ المائدة: 26.
﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ﴾ الأعراف: 142.
﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ الأحقاف: 15.
أمّا الأحاديث الوارد فيها ذكر "الأربعين"، فتكاد لا تحصى، واخترنا منها بعض ما له علاقة بالبكاء على الميت:
- عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ الأرض لتبكي على المؤمن أربعين صباحاً.
- عن الإمام محمد الباقر (عليه السلام) أنّه قال: إنّ السّماء بكت على الحسين أربعين صباحاً.
- عن الإمام الصّادق(عليه السلام) أنّه قال: إنّ السّماء بكت على الحسين أربعين صباحاً بالدّم، والأرض بكت عليه أربعين صباحاً بالسّواد، والشّمس بكت عليه أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة، والملائكة بكت عليه أربعين صباحاً، وما اختضبت امرأة منّا ولا ادّهنت ولا اكتحلت ولا رجّلت حتّى أتانا رأس عبيد الله بن زياد وما زلنا في عبرة من بعده.
وفي تفسير آيات القرآن الكريم نجد تكراراً للعدد "الأربعين"، عند المفسّرين المسلمين، شيعة وسنّة، من ذلك ما رواه الطّباطبائيّ عند الحديث عن مقتل ابن آدم(عليه السلام) على يد أخيه وشرح الأسباب والنتّائج، في الآيات: 27، 28، 29، 30، 31 في سورة المائدة:«انصرف آدم يبكي على هابيل أربعين يوماً وليلة».
ومما قاله الماورديّ في "النّكت والعيون" في قوله تعالى: ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِم السَّمَاءُ وَالأَرْضُ﴾ الدّخان/29: «أنّ السّماء والأرض تبكيان على المؤمن أربعين صباحاً ؛ قاله مجاهد».
ومن لطائف المعارف التي أوردها وِل ديورانت Durant Will في موسوعة: قصّة الحضارة في حديثه عن زراعة الزّيتون في اليونان القديمة:«أنّ شجرة الزّيتون لا تُؤتي أُكلها إلّا بعد ستّة عشر عاماً من زرعها، ولا يُكتمل نُموّها إلّا بعد أربعين».
- هدم قبر الحسين (ع) وتبيان موضعه بعد أربعين يوماً:
عندما هَدم المتوكل القبر الشّريف، ظنّ وأعوانه أنهم بهذه الطّريقة سيحولون بين النّاس وبين زيارة الإمام الحسين عليه السّلام.
صحيح أنّ رجال المتوكّل منعوهم من الاقتراب من ذلك الموضع الشّريف، ونكّلوا بمن تحدّاهم، إلاّ أنّ العناية الإلهيّة تدخّلت فلم يندرس المكان، وعُرف موضع دفن الإمام عليه السّلام، فقد ذكر ابن كثير(ت 774 هـ) في البداية والنّهاية، ج11/580:«أنّ الماء لـمّا أُجري على قبر الحسين لِيُمَحى أثره نضب الماء بعد أربعين يوماً، فجاء أعرابيّ من بني أسد، فجعل يأخذ قبضة قبضة ويشمّها حتى وقع على قبر الحسين، فبكى وقال:بأبي أنت وأمي، ما كان أطيبك وأطيب تربتك!! ثم أنشأ يقول:
أَرادوا لِيَخْفوا قَبْرَهُ عَنْ عَدُوِّهِ فَطيبُ تُرابِ القَبْرِ دَلَّ عَلى القَبْرِ»
ويروي الأصفهانيّ(ت 356هـ) في مقاتل الطالبيّين، ضمن "ذكر أيّام المتوكّل ومن ظهر فيها فقتل أو حبس" فيقول:«(...) محمد بن الحسين الأشنانيّ، قال:بَعُدَ عهدي بالزّيارة في تلك الأيّام خوفاً، ثمّ عملت على المخاطرة بنفسي فيها، وساعدني رجل من العطّارين على ذلك، فخرجنا زائرين نكمن النّهار ونسير اللّيل حتّى أتينا نواحي الغاضريّة، وخرجنا منها نصف اللّيل فسرنا بين مسلحتين، وقد ناموا، حتّى أتينا القبر فخفي علينا، فجعلنا نشمّه ونتحرّى جهته حتّى أتيناه، وقد قلع الصّندوق الذي كان حواليه وأُحرق، وأُجري الماء عليه فانخسف موضع اللِّبن وصار كالخندق، فزرناه وأكببنا عليه، فشممنا منه رائحة ما شممت مثلها قط كشيء من الطّيب، فقلت للعطّار الذي كان معي: أيّ رائحة هذه؟ فقال:لا والله ما شممت مثلها كشيء من العطر، فودّعناه وجعلنا حول القبر علامات في عدّة مواضع.
اللهم صل على الحسين الوجيه وجده وابيه وامه واخيه والتسعة ألمعصومين من ذريته والعن اعدائه اجمعين
أيمكن أن تكون زيارة جابر لكربلاء في ذلك التّاريخ مصادفة، أم أنّ جابراً تعمّد زيارة الإمام الحسين في اليوم الأربعين بعد استشهاده لاعتبارات تتعلّق بزمن محدّد وعدد محدّد؟ هل تناهى إلى سمعه ما رواه الأئمّة عليهم السلام نقلاً عن رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عمّا له علاقة بالأربعين؟
يتكرّر ذكر العدد الأربعين في القرآن الكريم وفي الأحاديث الشّريفة، وكذلك في تفاسير كثيرة لآيات بيّنات عند المفسرّين على اختلاف مذاهبهم، فعلى سبيل المثال، ورد في القرآن الكريم:
﴿وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ﴾البقرة:51.
﴿قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ﴾ المائدة: 26.
﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ﴾ الأعراف: 142.
﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ الأحقاف: 15.
أمّا الأحاديث الوارد فيها ذكر "الأربعين"، فتكاد لا تحصى، واخترنا منها بعض ما له علاقة بالبكاء على الميت:
- عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ الأرض لتبكي على المؤمن أربعين صباحاً.
- عن الإمام محمد الباقر (عليه السلام) أنّه قال: إنّ السّماء بكت على الحسين أربعين صباحاً.
- عن الإمام الصّادق(عليه السلام) أنّه قال: إنّ السّماء بكت على الحسين أربعين صباحاً بالدّم، والأرض بكت عليه أربعين صباحاً بالسّواد، والشّمس بكت عليه أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة، والملائكة بكت عليه أربعين صباحاً، وما اختضبت امرأة منّا ولا ادّهنت ولا اكتحلت ولا رجّلت حتّى أتانا رأس عبيد الله بن زياد وما زلنا في عبرة من بعده.
وفي تفسير آيات القرآن الكريم نجد تكراراً للعدد "الأربعين"، عند المفسّرين المسلمين، شيعة وسنّة، من ذلك ما رواه الطّباطبائيّ عند الحديث عن مقتل ابن آدم(عليه السلام) على يد أخيه وشرح الأسباب والنتّائج، في الآيات: 27، 28، 29، 30، 31 في سورة المائدة:«انصرف آدم يبكي على هابيل أربعين يوماً وليلة».
ومما قاله الماورديّ في "النّكت والعيون" في قوله تعالى: ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِم السَّمَاءُ وَالأَرْضُ﴾ الدّخان/29: «أنّ السّماء والأرض تبكيان على المؤمن أربعين صباحاً ؛ قاله مجاهد».
ومن لطائف المعارف التي أوردها وِل ديورانت Durant Will في موسوعة: قصّة الحضارة في حديثه عن زراعة الزّيتون في اليونان القديمة:«أنّ شجرة الزّيتون لا تُؤتي أُكلها إلّا بعد ستّة عشر عاماً من زرعها، ولا يُكتمل نُموّها إلّا بعد أربعين».
- هدم قبر الحسين (ع) وتبيان موضعه بعد أربعين يوماً:
عندما هَدم المتوكل القبر الشّريف، ظنّ وأعوانه أنهم بهذه الطّريقة سيحولون بين النّاس وبين زيارة الإمام الحسين عليه السّلام.
صحيح أنّ رجال المتوكّل منعوهم من الاقتراب من ذلك الموضع الشّريف، ونكّلوا بمن تحدّاهم، إلاّ أنّ العناية الإلهيّة تدخّلت فلم يندرس المكان، وعُرف موضع دفن الإمام عليه السّلام، فقد ذكر ابن كثير(ت 774 هـ) في البداية والنّهاية، ج11/580:«أنّ الماء لـمّا أُجري على قبر الحسين لِيُمَحى أثره نضب الماء بعد أربعين يوماً، فجاء أعرابيّ من بني أسد، فجعل يأخذ قبضة قبضة ويشمّها حتى وقع على قبر الحسين، فبكى وقال:بأبي أنت وأمي، ما كان أطيبك وأطيب تربتك!! ثم أنشأ يقول:
أَرادوا لِيَخْفوا قَبْرَهُ عَنْ عَدُوِّهِ فَطيبُ تُرابِ القَبْرِ دَلَّ عَلى القَبْرِ»
ويروي الأصفهانيّ(ت 356هـ) في مقاتل الطالبيّين، ضمن "ذكر أيّام المتوكّل ومن ظهر فيها فقتل أو حبس" فيقول:«(...) محمد بن الحسين الأشنانيّ، قال:بَعُدَ عهدي بالزّيارة في تلك الأيّام خوفاً، ثمّ عملت على المخاطرة بنفسي فيها، وساعدني رجل من العطّارين على ذلك، فخرجنا زائرين نكمن النّهار ونسير اللّيل حتّى أتينا نواحي الغاضريّة، وخرجنا منها نصف اللّيل فسرنا بين مسلحتين، وقد ناموا، حتّى أتينا القبر فخفي علينا، فجعلنا نشمّه ونتحرّى جهته حتّى أتيناه، وقد قلع الصّندوق الذي كان حواليه وأُحرق، وأُجري الماء عليه فانخسف موضع اللِّبن وصار كالخندق، فزرناه وأكببنا عليه، فشممنا منه رائحة ما شممت مثلها قط كشيء من الطّيب، فقلت للعطّار الذي كان معي: أيّ رائحة هذه؟ فقال:لا والله ما شممت مثلها كشيء من العطر، فودّعناه وجعلنا حول القبر علامات في عدّة مواضع.