sofiane222dz
30-12-2013, 10:54 PM
بعد أن ظن كثيرون أن تجربة أردوغان تعبر عن فطنة وإحاطة كبيرين وانها حققت نموا اقتصاديا ورفاها اجتماعيا واسعين ها نحن نرى كيف تقترب التجربة من حافة الهاوية أو نهاية المشهد الفاجعة.. وذلك بعد ان فقد هذا النموذج القدرة على الصمود على ثوابت الهوية والانتماء التي تعطي للفعل قيمته في الميزان الحضاري.
حاول أردوغان التسلل إلى الحكم مهملا التركيز على عناصر الهوية ومضطربا في تحديد جبهة الحلفاء والأعداء وبدا كأن الحكم مطلب في ذاته، الأمر الذي دفع حزب العدالة إلى إغفال عناصر أساسية في مسألة الهوية والانتماء الحضاري وظل أتاتورك باني العلمانية ومحارب الإسلام واللغة العربية رمزا في دولة أردوغان وتقزيم القضية الفلسطينية والكيان الصهيوني لدرجة انه قبل بدور الوساطة بين سوريا والكيان الصهيوني.
وجدت الإدارة الأمريكية في تجربة أردوغان فرصتها لتضليل الأمة وأحزابها فأخذت الأجهزة الإعلامية التابعة لها في العالم بالترويج لقبول الغرب بنموذج إسلامي معتدل كالنموذج الأردوغاني.. نموذج يقيم الصداقة مع الأمريكان ويعترف بإسرائيل ويلعب على أوتار الديمقراطية الغربية وذلك لإسقاط اي نموذج إسلامي او قومي يتصدى للمشروع الأمريكي في المنطقة و لا يقر بشرعية وجود اسرائيل.. وسال لعاب كثير من الإسلاميين والسياسيين في المنطقة العربية لما اعتبروه نجاحا لتجربة رائدة.. ووجدت تركيا كل الأبواب مفتحة لها في الخليج العربي وعلى رأسه السعودية وفي دول الجوار وانتعش الاقتصاد التركي وذلك كرشوة غربية لكي تقوم تركيا بأدوار حاسمة باعتبارها جزءا من الحلف الأطلسي.
لم يكن وعي أردوغان استراتيجيا ولم تكن إحاطته بالسياسة كافية لإدراك ان هناك مراحل في السياسة الأمريكية وتشابكات وان أيام شهر العسل مع الأمريكان لطالما تنتهي بحسرة وألم.. ولعل أردوغان ومن كان في اتجاهه يدرك هذه الحقائق الآن ولكن بعد فوات الأوان..
اكتشف أردوغان ان الغرب والأمريكان خانوا خط الاعتدال والديمقراطية في المنطقة لاسيما بعد صمت الغرب المذهل تجاه ما يحصل في مصر.. وشعر أردوغان بغصة أليمة جراء إخراج الإخوان المسلمين من الحكم في مصر، وكانت هذه بمثابة نكبة لمشروعه وفجأة اكتشف ان حلفاءه في المنطقة العربية انقلبوا عليه، حيث اتخذت المملكة السعودية موقفا تصادميا مع أردوغان الذي كان يحلم بأن نصر الإخوان المسلمين في مصر صنع له أفقا كبيرا على صعيد الكتلة العربية والإسلامية، وهذا ما جعله يتصرف باندفاع غير منطقي تجاه سوريا والعراق متقاطعا مع الغربيين..
ولكن بعد ان أخرج الإخوان من قصر الرئاسة في مصر وحدث التصادم مع تركيا بخصوص الشأن المصري، وبعد أن تراجعت حدة الموقف الغربي في موضوع سوريا اتضح لأردوغان ان الغرب بدأ يتخلى عن الديمقراطية في منطقتنا وعن خيار الاعتدال الإسلامي الذي خدم الغرب بصورة من الصور في مرحلة ما.. وقبل ان يستفيق من ذهول المشهد فجروا له التناقضات الثقافية ففر إلى إيران التي تحتاجه لفك الحصار ويحتاجها للحفاظ على بقية وجوده.. إلا أنه من الصعب التكهن بقدرته على السيطرة على ما سينجم عن تحريك أمريكيا لفتح الله جولان.. إنها التجربة المقامرة التي أودت بمرسي وتكاد تطوح بأردوغان.. إذ لابد من البدء برفض شرعية اسرائيل وبالتأكيد على هوية الشعب واتجاهه.. هذا والله يتولانا برحمته.
حاول أردوغان التسلل إلى الحكم مهملا التركيز على عناصر الهوية ومضطربا في تحديد جبهة الحلفاء والأعداء وبدا كأن الحكم مطلب في ذاته، الأمر الذي دفع حزب العدالة إلى إغفال عناصر أساسية في مسألة الهوية والانتماء الحضاري وظل أتاتورك باني العلمانية ومحارب الإسلام واللغة العربية رمزا في دولة أردوغان وتقزيم القضية الفلسطينية والكيان الصهيوني لدرجة انه قبل بدور الوساطة بين سوريا والكيان الصهيوني.
وجدت الإدارة الأمريكية في تجربة أردوغان فرصتها لتضليل الأمة وأحزابها فأخذت الأجهزة الإعلامية التابعة لها في العالم بالترويج لقبول الغرب بنموذج إسلامي معتدل كالنموذج الأردوغاني.. نموذج يقيم الصداقة مع الأمريكان ويعترف بإسرائيل ويلعب على أوتار الديمقراطية الغربية وذلك لإسقاط اي نموذج إسلامي او قومي يتصدى للمشروع الأمريكي في المنطقة و لا يقر بشرعية وجود اسرائيل.. وسال لعاب كثير من الإسلاميين والسياسيين في المنطقة العربية لما اعتبروه نجاحا لتجربة رائدة.. ووجدت تركيا كل الأبواب مفتحة لها في الخليج العربي وعلى رأسه السعودية وفي دول الجوار وانتعش الاقتصاد التركي وذلك كرشوة غربية لكي تقوم تركيا بأدوار حاسمة باعتبارها جزءا من الحلف الأطلسي.
لم يكن وعي أردوغان استراتيجيا ولم تكن إحاطته بالسياسة كافية لإدراك ان هناك مراحل في السياسة الأمريكية وتشابكات وان أيام شهر العسل مع الأمريكان لطالما تنتهي بحسرة وألم.. ولعل أردوغان ومن كان في اتجاهه يدرك هذه الحقائق الآن ولكن بعد فوات الأوان..
اكتشف أردوغان ان الغرب والأمريكان خانوا خط الاعتدال والديمقراطية في المنطقة لاسيما بعد صمت الغرب المذهل تجاه ما يحصل في مصر.. وشعر أردوغان بغصة أليمة جراء إخراج الإخوان المسلمين من الحكم في مصر، وكانت هذه بمثابة نكبة لمشروعه وفجأة اكتشف ان حلفاءه في المنطقة العربية انقلبوا عليه، حيث اتخذت المملكة السعودية موقفا تصادميا مع أردوغان الذي كان يحلم بأن نصر الإخوان المسلمين في مصر صنع له أفقا كبيرا على صعيد الكتلة العربية والإسلامية، وهذا ما جعله يتصرف باندفاع غير منطقي تجاه سوريا والعراق متقاطعا مع الغربيين..
ولكن بعد ان أخرج الإخوان من قصر الرئاسة في مصر وحدث التصادم مع تركيا بخصوص الشأن المصري، وبعد أن تراجعت حدة الموقف الغربي في موضوع سوريا اتضح لأردوغان ان الغرب بدأ يتخلى عن الديمقراطية في منطقتنا وعن خيار الاعتدال الإسلامي الذي خدم الغرب بصورة من الصور في مرحلة ما.. وقبل ان يستفيق من ذهول المشهد فجروا له التناقضات الثقافية ففر إلى إيران التي تحتاجه لفك الحصار ويحتاجها للحفاظ على بقية وجوده.. إلا أنه من الصعب التكهن بقدرته على السيطرة على ما سينجم عن تحريك أمريكيا لفتح الله جولان.. إنها التجربة المقامرة التي أودت بمرسي وتكاد تطوح بأردوغان.. إذ لابد من البدء برفض شرعية اسرائيل وبالتأكيد على هوية الشعب واتجاهه.. هذا والله يتولانا برحمته.