المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أصحاب الإمام المهدي عليه السلام الخصوصيات الذاتية والفكرية


زهراء النور
06-01-2014, 09:26 AM
أصحاب الإمام المهدي عليه السلام
الخصوصيات الذاتية والفكرية(١)

http://www.m-mahdi.com/main/?page=files&filename=alentedar-404.jpg

بقلم: الحاج غسان الحاج عدنان حمودي/ محافظة العمارة
قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: (الم * ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ).
في كتاب كمال الدين ص ١٨ و٣٤٠، ح٢٠ روي عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال: (المتقون شيعة علي عليه السلام والغيب فهو الحجة الغائب عجل الله فرجه الشريف).
وفي كفاية الأثر ص٦٠ لأبي القاسم الخزاز بسنده عن جابر الأنصاري في حديث طويل ذكَر فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوصياءه بأسمائهم وقال:
(ثم يغيب عنهم إمامهم... فاذا عجل الله خروج قائمنا يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما مُلئت ظلماً وجوراً) ثم قال: (طوبى للصابرين في غيبته، طوبى للمتقين على محبته، أولئك وصفهم الله تعالى في كتابه وقال: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) ).
إذن من خلال هذه الآية المباركة وتلك الأحاديث الشريفة للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته الطيبين الطاهرين نستدل ان المتقين هم شيعة الإمام علي عليه السلام المقرين والمعترفين بولايته بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
بل ان مفردة المتقين بصورة خاصة هم الذين ترسخ الإيمان في صدورهم وتنزهت أنفسهم عن المحرمات والذنوب والذين وصلوا بعبادتهم وتزكية نفوسهم إلى أعلى مراتب الإيمان. ولذلك فقد وصفهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالإخوان وهي أعلى مرتبة من الأصحاب.
ففي كتاب يوم الخلاص ص ١٨٢ فقال صلى الله عليه وآله وسلم وعنده بعض أصحابه: (اللهم لقّني أخواني!! فقال له أصحابه: أما نحن اخوانك يا رسول الله؟! فقال: لا، انكم أصحابي، واخواني قوم في آخر الزمان آمنوا بي ولم يروني. لقد عرّفنيهم اللهُ بأسمائهم وأسماء آبائهم من قبل ان يخرجهم من أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم، ولأجدهم أشد على دينه من خرط القتاد في الليلة الظلماء أو كالقابض على جمر الغضّا!!... أولئك مصابيح الدُجى، ينجيهم الله من كل فتنةٍ غبراء مظلمة).
من ذلك نستنتج (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) هم الشيعة وبالخصوص هم أصحاب الإمام القائم عليه السلام وهم أخيار أمة رسول الله في آخر الزمان الذي ستكثر فيه الملاحم والفتن التي ذكرها نبينا الأكرم وأهل بيته الأطهار.
وهم المصداق الأجلى والأوضح لخطبة أمير المؤمنين عليه السلام في وصف المتقين كما جاءت في نهج البلاغة تحت رقم ١٩٣.
إذن فهذه حال المتقين وهم الصفوة المختارة لنصرة امامنا صاحب العصر والزمان عليه السلام. ومن الواضح لكل ذي بصيرة ان اهتمام الأحاديث الشريفة بأمر معين يتناسب مع أهميته وتأثيره في الهداية وتقريب العباد من مقاصده الشريفة، وهذا ما يصدق على قضية الإمام المهدي عليه السلام أيضاً. فالأحاديث الشريفة تعمدت إبراز بعض جوانبها وتسليط الأضواء عليها دون البعض الآخر لمقاصد مهمة ينبغي الانتباه إليها ومعرفتها والاهتمام بها بما يناسب مع اهتمام الأحاديث الشريفة بها، وفي ذلك مقدمة ضرورية للحصول على ثمار الهداية والصلاح المرجّو منها. ولذلك فانني سأتطرق إلى ثلاث صفات لأصحاب الإمام عليه السلام وهي:
أولاً: الصفات الذاتية
فيما يلي مجموعة من الأحاديث المنقولة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت الطيبين الطاهرين.
١ ـ في كتاب الأصول الستة عشر من الأصول الأولية في الروايات وأحاديث أهل البيت عليهم السلام عن زيد، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: نخشى ان لا نكون مؤمنين قال: ولم ذاك؟ فقلت: وذلك إنا لا نجد فينا من يكون أخوه عنده آثر من درهمه وديناره ونجد الدينار والدرهم آثر عندنا من أخ قد جمع بيننا وبينه موالاة أمير المؤمنين عليه السلام فقال: كلا إنكم مؤمنون ولكن لا تكملون إيمانكم حتى يخرج قائمنا فعندها يجمع الله أحلامكم فتكونون مؤمنين كاملين، ولو لم يكن في الأرض مؤمنين كاملين إذاً لرفعنا الله إليه وأنكرتم الأرض وأنكرت السماء، بل والذي نفسي بيده ان في الأرض في أطرافها مؤمنين ما قدر الدنيا كلها عندهم تعدل جناح بعوضة ولو ان الدنيا يجمع ما فيها وعليها ذهبة حمراء على عنق أحدهم ثم سقط من عنقه ما شعر بها أي شيء كان على عنقه ولا أي شيء سقط منه لهوانها عليهم، فهم الخفي عيشهم المنتقلة ديارهم من أرض إلى أرض الخميصة بطونهم من الصيام الذبلة شفاههم من التسبيح العمش العيون من البكاء الصفر الوجوه من السهر فذلك سيماهم مثلاً ضربه الله مثلاً في الإنجيل لهم وفي التوراة والفرقان والزبور والصحف الأولى وصفهم فقال: (سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِْنْجِيلِ) عنى بذلك صفرة وجوههم من سهر الليل، هم البررة بالإخوان في حال اليسر والعسر، المؤثرون على أنفسهم في حال العسر، كذلك وصفهم الله فقال: (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) فازوا والله وأفلحوا إن رأوا مؤمنا أكرموه وإن رأوا منافقاً هجروه إذا جنّهم الليل اتخذوا أرض الله فراشاً والتراب وساداً واستقبلوا بجباههم الأرض يتضرعون إلى ربهم في فكاك رقابهم من النار فإذا أصبحوا اختلطوا بالناس لم يشر إليهم بالأصابع تنكبوا الطرق واتخذوا الماء طيباً وطهوراً أنفسهم متعوبة وأبدانهم مكدورة والناس منهم في راحة فهم عند الناس شرار الخلق وعند الله خيار الخلق إن حدثوا لم يُصدقوا وإن خطبوا لم يُزوجوا وإن شهدوا لم يُعرفوا وإن غابوا لم يفقدوا، قلوبهم خائفة وجلة من الله ألسنتهم مسجونة وصدورهم وعاء لسر الله إن وجدوا له أهلا نبذوه إليه نبذا وإن لم يجدوا له أهلا ألقوا على ألسنتهم أقفالاً غيبوا مفاتيحها وجعلوا على أفواههم أوكية، صلب صلاب أصلب من الجبال لا ينحت منهم شيء خزان العلم ومعدن الحلم والحكم وتباع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، أكياس يحسبهم المنافق خرساء وعمياء وبلهاء وما بالقوم من خرس ولا عمى ولا بله، إنهم لأكياس فصحاء حلماء حكماء أتقياء بررة صفوة الله أسكنتهم الخشية لله أوعيتهم ألسنتهم خوفاً من الله وكتماناً لسره فواشوقاه إلى مجالستهم ومحادثتهم، يا كرباه لفقدهم ويا كشف كرباه لمجالستهم، اطلبوهم فان وجدتموهم واقتبستم من نورهم اهتديتم وفزتم بهم في الدنيا والآخرة هم أعز في الناس من الكبريت الأحمر حليتهم طول السكوت بكتمان السر والصلاة والزكاة والحج والصوم والمواساة للإخوان في حال اليسر والعسر فذلك حليتهم ومحبتهم يا طوبى لهم وحسن مآب، هم ورّاث الفردوس خالدين فيها ومثلهم في أهل الجنان مثل الفردوس في الجنان وهم المطلوبون في النار المحبورون في الجنان فذلك قول أهل النار مالنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم من الأشرار فهم أشرار الخلق عندهم فيرفع الله منازلهم حتى يرونهم فيكون ذلك حسرة لهم في النار فيقولون يا ليتنا نرد فنكون مثلهم فلقد كانوا هم الأخيار وكنا نحن الأشرار فذلك حسرة لأهل النار.


مجلة الانتظار - مركز الدراسات المتخصصة في الامام المهدي عليه السلام

الجزائرية
06-01-2014, 09:59 PM
احسنتِ اختي
بارك الله فيكِ
وفيما تقدم قدم لنا الكاتب الصفات الذاتية لاصحاب الامام ونحن بانتظار الصفتين الاخريين ..

بالتوفيق .

وردة1
21-01-2014, 09:54 PM
جزاك الله خير الجزاء