خالد محمد مهدي
09-01-2014, 11:07 PM
المتوفى ١٣٥٨
أثرها تعج بأصواتها
ألا يا لفهر وثاراتها
وقدها عرابا ألفن الفلا
كأن العنا في استراحاتها
تخايل من تحت فرسانها
تخايلهم في أريكاتها
عليها من الصيد غلابة
تصيد الاسود بغاباتها
طلايع هاشم يقتادها
الى الحرب خير بقياتها
حنانيك يا خلف السالفين
ووارثها في كراماتها
أعدتك آل لوي لمن
لواها وسود راياتها
فحتى م تغضي وانت الغيور
على هضمها واغتصاباتها
أمثل ابن ... يميت البتول
بفادح خطب رزياتها
ومثل امية تلك التي
تبيت نشاوى بحاناتها
تغالب مثل بني غالب
وتدفعها عن مقاماتها
لذاك أبى ذاك رب الابا
فأرسى على غاضرياتها
ودك من الطف أطوادها
بآساد فهر وساداتها
كماة يهاب الردى بطشها
ويخشى القضا من ملاقاتها
وقد اقبلت زمر الظالمين
بآساد فهر وساداتها
دعاها الى الحرب محبوبها
فخاضته قبل اجاباتها
وهبت وناهيك فيمن تهب
لترضي الحبيب بهباتها
ترى ان في النقع نشر العبير
وما ذاك الا شذى ذاتها
جلتها من العزم بيض الصفاح
كأحسابها وكنياتها
صحائف تقرأ منها الكماة
( انا فتحنا ) وآياتها
فتبغي الفرار وكيف الفرار
وارجلها فوق هاماتها
لقد تاجرت ربها في النفوس
وقد ربحت في تجاراتها
ومذ أرخصت سومها للهدى
أراها المنى في منياتها
برأد الضحى نزلت كربلا
وفي الليل باتت بجناتها
تهاوت وليس تعاب النجوم
اذا ما تهاوت كعاداتها
وباتت على الارض مثل البدور
عراها الخسوف بهالاتها
مغسلة في جراحاتها
مكفنة في شهاداتها
ولما رأى السبط انصاره
سقتها الحتوف بكاساتها
رقى ضامرا ونضى صارما
فقرب أشراط ساعاتها
وحين انبرى نحو هاماتها
براها ابن خير برياتها
ينادي بآجالها سيفه
فتأتيه من قبل اوقاتها
كأن الجماجم مشغوفة
به فهي تأتيه من ذاتها
ترى الارض ترجف من تحته
باحيائها وبأمواتها
لك الوهن يا أرض عن ثابت
يزلزل سبع سماواتها
ولما رأى أن هذي النفوس
جميعا رهائن ميقاتها
فشاقته منزلة الصالحين
فتاق رواحا لغاياتها
قضى ابن علي فيا هاشم
قعي بعده في مذلاتها
لمن انت من بعده للورى
لارائها أم لحاجاتها
الطما على الصدر من بعدما
غدا صدره رهن غاراتها
حرام على غالب أن تبل
بالماء حر حشاشاتها
وتلك يتاماهم تشتكي
وفي الماء جل شكاياتها
ويا آل فهر لقد حق أن
تميطوا خبا علوياتها
فتلك الحرائر في كربلا
سترن الوجوه براحاتها
لمن ترفعون الخدور وقد
ثكلن الخدور برباتها
وجاءت لكافلها تستغيث
وتبكي العدى لاستغاثاتها
الشيخ مهدي بن داود بن سلمان بن داود الشهير بالحجار عالم فقيه وأديب شهير ، ولد عام ١٣١٨ ه وكان والده اميا وكذلك جده اما والده فكان ينقل الحجارة من أنقاضها غير أن الولد المترجم له نشأ ميالا للعلم والادب فدرس المقدمات وهو ابن عشر سنوات ونظم الشعر في الخامسة عشرة من العمر وبرع فيه ، واختلف على مشاهير العلماء وتتلمذ على الزعيم الروحي الشيخ احمد كاشف الغطاء كما حضر على المرجع الديني الميرزا حسين النائيني في الاصول ولمعت مواهب الشيخ الحجار وراح يغذي الشباب بالعلوم الدينية والدروس العربية الاسلامية مضافا الى حلقة أدبية تضم العشرات من الشباب الذين كانوا يعرضون عليه نتاجهم الادبي ويعتدون برأيه اذ كان أبرع اقرانه يومذاك ونشرت المطابع قصيدته الشهيرة الطويلة المسماة ب ( البلاغ المبين ) في العقائد فكان المتأدبون يحفظونها
ويتداولونها ويتدارسون معانيها ومضامينها وله غير هذه مجموعة اراجيز منها ارجوزته المسماة ( فوز الدارين في نقض العهدين ). ويوم كتب السيد محسن الامين كتابه ( التنزيه ) للشعائر الحسينية ثار العلماء الاعلام وأئمة الاسلام بوجهه وكتبوا مفندين ومنتقدين ما كتب وكنت اتصور ـ وانا في مقتبل العمر ـ ان المساندين لفكرة السيد الامين والمؤيدين له هم المتجددون والذين يميلون للتحلل من أوامر الدين ، وكان المترجم له قد استخدمت افكاره موجة الشباب فراح ينظم بوحي منهم كقوله من قصيدة مطلعها :
يا حر رأيك لا تحفل بمنتقد
ان الحقيقة لا تخفى على احد
وما على الشمس باس حيث لم تراها
عين أصيبت بداء الجهل لا الرمد
سيروا شبيبتنا لكن على خطط
قد سنها الدين في منهاجه الجديد
انا لنامل فيكم ان شعبكم
يعود ملتئما في شمله البدد
وبالختام لكم اهدي التحية من
قلب بغير ولاكم غير معتقد
ويوم بلغت الخصومة أشدها بين المرجعين الكبيرين السيد ابو الحسن الاصفهاني والشيخ احمد كاشف الغطاء حول شخصية الخطيب السيد صالح الحلي فقد حرم الاول الاستماع الى خطابته وأحلها الثاني وعقد له مجلسا في بيته ، وكان المترجم له ـ كما قلنا ـ تلميذا للشيخ احمد كاشف الغطاء فأنشد قصيدته التي يقول فيها :
انت العميد لهم برغم انوفهم
بل انت سيدها وكلهم سدى
رات الشريعة منك اكبر قائد
فرمت اليك زمامها والمقودا
والعلم مثل البحر هذا غائص
فيه وهذا منه ما بل الصدا
والعرب تعلم ان تاج فخارها
بسوى شريعة ( احمد ) لن يعقدا
سلها غداة تصفحت قرآنها
أفهل رأت ( بيغمبرا او يا خدا )
فخر البيوت بأهلها فافخر على
بأبي الرضا والمرتضى علم الهدى
واذا روي عن آل جعفر في العلى
خبر فمن كف ( الحسين ) المبتدا
اني وان كنت البعيد قرابة
منكم فشعري عنكم لن يبعدا
وشاءت الارادة السماوية والحكمة الربانية والحمد لله على
جميل صنعه ان تنحصر الزعامة الدينية في الآية الكبرى السيد ابو الحسن بعد وفاة المرحوم الحجة الشيخ احمد كاشف الغطاء فيكون الشيخ الحجار من تلاميذه ومخلصيه ويراسله على سبيل المداعبة يستجديه ويستميح نيله وفضله فيقول :
عجبت وكل زماني عجب
ولست أصرح ماذا السبب
ولكن اشير وانت الخبير
ولا استحي منك اذ انت أب
( زقسم عجم را نمعدود شدم )
فهلا اعد قسم العرب
فيغدق السيد عليه بكرمه المعهود ويجعله ممثلا عنه في جانب ( معقل ) البصرة ويقوم الشيخ بأداء وظيفته الدينية كما يأمر به الشرع الشريف ولكن لم يطل عهده وعاجله القدر فتوفي ليلة السبت ٨ شعبان ١٣٥٨ ه فنقل نعشه بموكب فخم الى النجف ودفن بوادي السلام.
أثرها تعج بأصواتها
ألا يا لفهر وثاراتها
وقدها عرابا ألفن الفلا
كأن العنا في استراحاتها
تخايل من تحت فرسانها
تخايلهم في أريكاتها
عليها من الصيد غلابة
تصيد الاسود بغاباتها
طلايع هاشم يقتادها
الى الحرب خير بقياتها
حنانيك يا خلف السالفين
ووارثها في كراماتها
أعدتك آل لوي لمن
لواها وسود راياتها
فحتى م تغضي وانت الغيور
على هضمها واغتصاباتها
أمثل ابن ... يميت البتول
بفادح خطب رزياتها
ومثل امية تلك التي
تبيت نشاوى بحاناتها
تغالب مثل بني غالب
وتدفعها عن مقاماتها
لذاك أبى ذاك رب الابا
فأرسى على غاضرياتها
ودك من الطف أطوادها
بآساد فهر وساداتها
كماة يهاب الردى بطشها
ويخشى القضا من ملاقاتها
وقد اقبلت زمر الظالمين
بآساد فهر وساداتها
دعاها الى الحرب محبوبها
فخاضته قبل اجاباتها
وهبت وناهيك فيمن تهب
لترضي الحبيب بهباتها
ترى ان في النقع نشر العبير
وما ذاك الا شذى ذاتها
جلتها من العزم بيض الصفاح
كأحسابها وكنياتها
صحائف تقرأ منها الكماة
( انا فتحنا ) وآياتها
فتبغي الفرار وكيف الفرار
وارجلها فوق هاماتها
لقد تاجرت ربها في النفوس
وقد ربحت في تجاراتها
ومذ أرخصت سومها للهدى
أراها المنى في منياتها
برأد الضحى نزلت كربلا
وفي الليل باتت بجناتها
تهاوت وليس تعاب النجوم
اذا ما تهاوت كعاداتها
وباتت على الارض مثل البدور
عراها الخسوف بهالاتها
مغسلة في جراحاتها
مكفنة في شهاداتها
ولما رأى السبط انصاره
سقتها الحتوف بكاساتها
رقى ضامرا ونضى صارما
فقرب أشراط ساعاتها
وحين انبرى نحو هاماتها
براها ابن خير برياتها
ينادي بآجالها سيفه
فتأتيه من قبل اوقاتها
كأن الجماجم مشغوفة
به فهي تأتيه من ذاتها
ترى الارض ترجف من تحته
باحيائها وبأمواتها
لك الوهن يا أرض عن ثابت
يزلزل سبع سماواتها
ولما رأى أن هذي النفوس
جميعا رهائن ميقاتها
فشاقته منزلة الصالحين
فتاق رواحا لغاياتها
قضى ابن علي فيا هاشم
قعي بعده في مذلاتها
لمن انت من بعده للورى
لارائها أم لحاجاتها
الطما على الصدر من بعدما
غدا صدره رهن غاراتها
حرام على غالب أن تبل
بالماء حر حشاشاتها
وتلك يتاماهم تشتكي
وفي الماء جل شكاياتها
ويا آل فهر لقد حق أن
تميطوا خبا علوياتها
فتلك الحرائر في كربلا
سترن الوجوه براحاتها
لمن ترفعون الخدور وقد
ثكلن الخدور برباتها
وجاءت لكافلها تستغيث
وتبكي العدى لاستغاثاتها
الشيخ مهدي بن داود بن سلمان بن داود الشهير بالحجار عالم فقيه وأديب شهير ، ولد عام ١٣١٨ ه وكان والده اميا وكذلك جده اما والده فكان ينقل الحجارة من أنقاضها غير أن الولد المترجم له نشأ ميالا للعلم والادب فدرس المقدمات وهو ابن عشر سنوات ونظم الشعر في الخامسة عشرة من العمر وبرع فيه ، واختلف على مشاهير العلماء وتتلمذ على الزعيم الروحي الشيخ احمد كاشف الغطاء كما حضر على المرجع الديني الميرزا حسين النائيني في الاصول ولمعت مواهب الشيخ الحجار وراح يغذي الشباب بالعلوم الدينية والدروس العربية الاسلامية مضافا الى حلقة أدبية تضم العشرات من الشباب الذين كانوا يعرضون عليه نتاجهم الادبي ويعتدون برأيه اذ كان أبرع اقرانه يومذاك ونشرت المطابع قصيدته الشهيرة الطويلة المسماة ب ( البلاغ المبين ) في العقائد فكان المتأدبون يحفظونها
ويتداولونها ويتدارسون معانيها ومضامينها وله غير هذه مجموعة اراجيز منها ارجوزته المسماة ( فوز الدارين في نقض العهدين ). ويوم كتب السيد محسن الامين كتابه ( التنزيه ) للشعائر الحسينية ثار العلماء الاعلام وأئمة الاسلام بوجهه وكتبوا مفندين ومنتقدين ما كتب وكنت اتصور ـ وانا في مقتبل العمر ـ ان المساندين لفكرة السيد الامين والمؤيدين له هم المتجددون والذين يميلون للتحلل من أوامر الدين ، وكان المترجم له قد استخدمت افكاره موجة الشباب فراح ينظم بوحي منهم كقوله من قصيدة مطلعها :
يا حر رأيك لا تحفل بمنتقد
ان الحقيقة لا تخفى على احد
وما على الشمس باس حيث لم تراها
عين أصيبت بداء الجهل لا الرمد
سيروا شبيبتنا لكن على خطط
قد سنها الدين في منهاجه الجديد
انا لنامل فيكم ان شعبكم
يعود ملتئما في شمله البدد
وبالختام لكم اهدي التحية من
قلب بغير ولاكم غير معتقد
ويوم بلغت الخصومة أشدها بين المرجعين الكبيرين السيد ابو الحسن الاصفهاني والشيخ احمد كاشف الغطاء حول شخصية الخطيب السيد صالح الحلي فقد حرم الاول الاستماع الى خطابته وأحلها الثاني وعقد له مجلسا في بيته ، وكان المترجم له ـ كما قلنا ـ تلميذا للشيخ احمد كاشف الغطاء فأنشد قصيدته التي يقول فيها :
انت العميد لهم برغم انوفهم
بل انت سيدها وكلهم سدى
رات الشريعة منك اكبر قائد
فرمت اليك زمامها والمقودا
والعلم مثل البحر هذا غائص
فيه وهذا منه ما بل الصدا
والعرب تعلم ان تاج فخارها
بسوى شريعة ( احمد ) لن يعقدا
سلها غداة تصفحت قرآنها
أفهل رأت ( بيغمبرا او يا خدا )
فخر البيوت بأهلها فافخر على
بأبي الرضا والمرتضى علم الهدى
واذا روي عن آل جعفر في العلى
خبر فمن كف ( الحسين ) المبتدا
اني وان كنت البعيد قرابة
منكم فشعري عنكم لن يبعدا
وشاءت الارادة السماوية والحكمة الربانية والحمد لله على
جميل صنعه ان تنحصر الزعامة الدينية في الآية الكبرى السيد ابو الحسن بعد وفاة المرحوم الحجة الشيخ احمد كاشف الغطاء فيكون الشيخ الحجار من تلاميذه ومخلصيه ويراسله على سبيل المداعبة يستجديه ويستميح نيله وفضله فيقول :
عجبت وكل زماني عجب
ولست أصرح ماذا السبب
ولكن اشير وانت الخبير
ولا استحي منك اذ انت أب
( زقسم عجم را نمعدود شدم )
فهلا اعد قسم العرب
فيغدق السيد عليه بكرمه المعهود ويجعله ممثلا عنه في جانب ( معقل ) البصرة ويقوم الشيخ بأداء وظيفته الدينية كما يأمر به الشرع الشريف ولكن لم يطل عهده وعاجله القدر فتوفي ليلة السبت ٨ شعبان ١٣٥٨ ه فنقل نعشه بموكب فخم الى النجف ودفن بوادي السلام.