huseinalsadi
21-01-2014, 04:36 PM
بسمه تعالى
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا الله
تجارتك مع الله خاسرة أيها المؤمن
=====================
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته
من المؤسف جداً أننا في بعض الأحيان على مدار حياتنا في هذه الدنيا أننا نقوم بأعمال معينة ربما تستهلك منا الكثير من الجهد والمال والوقت ومن ثم يتبين لنا بعد حين أن النتيجة كانت مخيبة للآمال جداً ولم تكن بالمستوى المطلوب ووفق ما خُطِطَ لَهُ مسبقاً
والكثير منا مِمَن لَهُ حِرصٌ شديد على هذه الدنيا
(( يعتصرهُ الألم وتأخذَهُ الندامة))
على تلك الخسارة الفادحة في الجهد والوقت والمال ومن ثم كانت
النتيجة مخيبة للآمآل !!
فتراه يبقى عمره كله يتكلم بتلك الفجيعة ولاينساها أبداً !!
ولكن ..
هناك من يخسر خسارة آخرته أو أجره وثواب كثير من أعماله يوم القيامة من غير أن يعلم أو يشعر بذلك !!
لأنها بصراحة خسارة غير محسوسة وغير منظورة إلا للقلائل من الناس من الذين ساروا على هدى أهل البيت حقاً
(( وعملوا بنصائحهم مخلصين ))
لا فقط مجرد محبة وإتباع بدون علم ومعرفة وكما قال مولانا أمير المؤمنين عليه السلام
قصم ظهري أثنان عالم متهتك وعابد جاهل
هنا
يأتي دور التدبر في القرآن الكريم
وكذلك التدبر في أقوال وأفعال
محمد وآل محمد
صلى الله عليه وآله وسلم روحي لتراب نعليه الفدى
لنرى
ماسبب هذا الضلال ؟
و
ما سبب هذا الخسران ؟
أبتداءاً
المؤمن اللبيب يجب أن يبحث أولاً عن
(( مسببات الضلال ))
لأن
الخسران يأتي لاحقاً لأنه نتيجة حتمية للضلال
وعليه
ما أسباب الضلال ؟
ومن هو الذي أضلَّ هذا المؤمن ؟؟
نبدأ
بسيدنا ومولانا وتاج رؤوسنا وقرة أعيننا
محمد بن عبد الله
صلى الله عليه وآله وسلم روحي لتراب نعليه الفدى
ونرى ماذا قال صلى الله عليه وآله وسلم على واحدة من عوامل الضلال من خلال حديث واحد فقط !
يقول عليه السلام :
(( إن الشِركَ ليسري في عمل أبن آدم كما يسري الدم في العروق))
أو
أن الشرك يسري في عمل أبن آدم كما تسري الدابة السوداء في الليلة الظلمآء على الصخرة الصمآء؟
فهل نشعرُ بها أو نراها ؟
(( إذن الشرك أحد عوامل ومسببات الضلال )) !!
وكذلك قول مولانا ومقتدانا وتاج رؤوسنا
أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام
روحي لتراب نعليه الفدى
حيث يقول :
(( من أعطى نفسه هواها فقد أرداها ))
(( أذن هوى النفس أحد مسببات الضلال أيضاً )) !!
وقوله عليه السلام
(( عجباً لإبن آدم لهُ عدوٌ لايغفل عنه لحظة واحدة وهو غافل عنه الدهر كله )) !!
ويقصد به الشيطان الرجيم
(( أذن الشيطان اللعين أحد مسببات الضلال أيضاً )) !!
هنا
نريد أن نلفت عناية الأخوة المؤمنين
أن في بعض الأحيان تجتمع هذه العوامل الثلاث لترابطها الوثيق , تجتمع على المؤمن فتضله من حيث لايشعر ولايعلم
ولكنه تراه وكأنه مطمئن أنه يفعل الصواب وينتظر الثواب !!
المتفكر والمتدبر والمتتبع لأحواله وأحوال الناس بعد التجرد من العواطف والعقائد الفاسدة
سيجد نفسه وأكثر الآخرين هم مِمَن ينطبق عليهم الوصف
في الآية الشريفة :
(( هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة
الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ))
وبالمناسبة
ربما قائل معترض
لماذا تصف المؤمن بالمشرك ؟
نقول له هذا وصف القرآن الكريم لبعض أحوالنا
(( مع الله تعالى )) !!
وهذا الدليل من قوله جل وعلا :
(( ولايؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركين ))
فهاهو الله تعالى روحي لأسمائه الحسنى الفدى
(( ينبئنا ))
بأن هؤلاء مؤمنين ولكنهم
(( في بعض تصرفاتهم من حيث لايشعرون يرتكبون هذه الأعمال التي تخرجهم عن دائرة الإيمان )) !!
وكما يقول الحديث الشريف :
لايسرق المؤمن وهو -- مؤمن !!
ولايزني المؤمن وهو -- مؤمن !!
وهذا يعني أن المؤمن لحظة كونه يسرق يسلب منه الإيمان
فلا يرتكب هذا العمل في تلك اللحظة مؤمناً لأن مايقوم به ليس من أفعال المؤمنين !!
وكذلك الزنى والعياذ بالله يسلب منه الإيمان في تلك اللحظة
فليس هو من المؤمنين !!
وكذلك نحن في كثير من تصرفاتنا
(( تجدها ملغومة بالأعمال الشركية ))
التي لاينجو منها الأوحدون من الناس !!!
فللننظر إلى أنفسنا عندما
(( ندعوا الله تعالى ))
في صلواتنا أو في خلواتنا
وليسترجع كُلٍ منا ماذا يقول في قنوتاته وتضرعاته مع الله تعالى ؟؟
سيجدها مشبَّعة بـ
(( أنا ))
حُب الذات !!
بل وتقديم الذات على الذات الإلهية المقدسة !!
وهنا طامتنا الكبرى !!
إلهي
أُريد أن ترزقني ....
أُريد أن تشافيني ...
أُريد أن تحفظني وعيالي و....
أُريد ......
وتطول قائمة
(( أ ُريد )) !!
هل فكرنا يوماً وتدبرنا فيما نقول ونفعل !!
هل سألنا أنفسنا
هل الله تعالى روحي لأسمائه الحسنى الفدى
يعلم
أنني قليل المال أو العيال أو العافية أو عديم المال والدار ,ووو ؟؟
فإن قلنا إنه لايعلم سبحانه وتعالى إلا بأخباره بأنفسنا !!
فقد كفرنا وما كنا من المؤمنين حتماً !!
وإن قلنا أنه ُ يعلم كل ذرة في السماوات والأرض
ويعلم
خائنة الأعين وماتخفي الصدور !!
وهو أقرب ألينا من حبل الوريد !!
ويعلم ماتوسوس به أنفسنا !!
فلماذا
إذن نُقَدِم
إِرادَتُنا على إِرادَتهِ سبحانه وتعالى !!
لماذا أقول له ُ سبحانه وتعالى
(( أ ُرلايد ))
ولا أترُكه ُ سبحانه وتعالى
(( يفعل بي ماهو يُريد )) ؟؟
لماذا أ ُقَد~م أرادتي
(( أنا ))
على
(( أرادته ))
سبحانه وتعالى ؟؟
كم مرة فعلنا هذا مع خالقنا العظيم ؟؟
بل
كم مرة راح بنا الخيال لنصف لله تعالى
(( حالنا وأحوالنا ))
مع الأطناب الشديد وكأن الله لايعلم ماحل بنا ورحنا نشرح ونعلمه بحالنا ونتباكى !!
بل نتجاسر في بعض الأحيان على مقام الربوبية العظيم
ونتفوه بعظائم الأمور
(( نعاتب الله تعالى أو نحمله تبعة ماحلَّ بنا )) !!
نعوذ بالله من غضب الله
ولكن
نبي الله وخليل الله
ابراهيم الخليل يناجيه سبحانه وتعالى فيقول له :
إلهي
يكفيك عن المقال علمك بالحال !!!!
فلا يحتاج إلى مقالاتنا سبحانه وتعالى ليعلم بأحوالنا !!
فلماذا نبدأ بسرد قوائم وطلبات حوائجنا
وبذلك
(( نقدم أرادتنا على أرادته سبحانه )) !!
في يوم ٍ ما
كان نبي الله تعالى
(( موسى الكليم ))
جائعاً فلم يجد مايأكله ُ , وكان الإمام الصادق عليه السلام يقول
كان يأكل حشائش الأرض وأن الخضار ليبان من بياض بطنه !!
ومع ذلك أراد الله تعالى أن يختبر عبده موسى
جاع ولم يجد الطعام
فأسند ظهرهُ للكعبة المشرفة وقال :
ربي إني جائع !!
قال سبحانه وتعالى
إني أعلم !!
فقال موسى عليه السلام:
ربي أطعمني !!
قال الله تعالى :
إلى أن أشآء !!
طبعاً شتان مابين طلباتنا وطلبات نبي الله وكليم الله تعالى موسى
على نبينا وآله وسلم
فهو يطلب الطعام من أجل الله وفي سبيل الله
من أجل أن يقوى على القيام برسالة السمآء المكلف بها لا من أجل نفسه !!
ونحن نطلب الطعام والمال والولد والرزق من أجل
(( ذواتنا ))
نحن لا من أجل الله تعالى !!
ولذلك هنا يكمن مبدأ التفاضل بين الناس بما فيهم الأنبياء والرسل
فهذا نبي الله المعظم
محمد بن عبد الله
صلى الله عليه وآله وسلم روحي لتراب نعليه الفدى
قد ناله الأختبار من ربه العظيم
فثلاثة أيام قد جاعها المولى المقدس وهو طاوي لايملك مايسد به رمقه, حتى صفقت بطنه الشريفة على ظهره من شدة الجوع !!
فراح يشد الحجر على بطنه الشريفة من شدة الألم
وأسند ظهره الى الكعبة المشرفة وهو يقول :
فلم يقدم غرادته على أرادة مولاه المقدس !!
وبهذا
صار قدوتنا جميعاً بما فيهم الأنبيآء والرسل
وجآئنا الخطاب من الباري جل وعلا :
ولكم في رسول الله أسوةٌ حسنة
فهل أعتبرنا من هذه الأسوة ؟
وهل أستفدنا من هذه القدوة ؟
وأخيراً
همسة لمن يقول لنا وما نفعل بحوائجنا ؟؟
هل نتركها ولانطلب من مولانا وإلهنا وحبيبنا ؟؟
نقول لك أيها الطيب
هاهو إلهنا ومولانا وحبيبنا رب العالمين يقول لنا :
يابن آدم أقضي حوائجك ..ز
فهل ستبقي تجارتك خاسرة مع الله تعالى أيها المؤمن ؟
أم تسارع لتصلح الأمور وتتعامل مع جبار السماوات والأرض
بلا
(( مقايضات ))
تعبده من أجل طلباتك ورغباتك وقوائم حوائجك
تأتيه في كل حين وأنت لاتعرف غير كلمة
(( اعطيني ))
و
(( أ ُريد ))
ولكن ..
قف يوماً بين يديه سبحانه وتعالى
وتفكر بعظيم نعمته عليك
فكر في يومٍ ما في واحدة من نعمه سبحانه وتعالى
لتعلم كم هو عظيم وجبار وكم أغدق عليك من وابل نعمه وأحسانه
من حيث أنت لاتعلم ولاتشعر !!
للحظة واحدة فقط أعطيها لصانعك وخالقك وموجدك من العدم !!
وتذكر
هل كنت شيئاً مذكوراً !!
كنت عدماً محضاً ايها المؤمن
هل تتذكر هذا دوماً وتتذكر أنه سبحانه وتعالى
أوجدك من العدم
لينقلك إلى النعيم الأزلي الأبدي !!
هل تلبست يوماً
(( بدوام حمده ))
على هذه النعمة العظيمة التي لو أجتمع الجن والإنس أجمعين على أن يؤدوا حقها ماقدروا ولن يقدروا ؟؟
هل فكرت أخي المؤمن للحظة واحدة
أن في هذه اللحظة التي تقرأ فيها هذه الكلمات يوجد على سطح هذه البسيطة حوالي
8 مليار من البشر حسب أحصائيات الأمم المتحدة
فكم توالى من البشر على سطح هذه الأرض منذ خلق الله تعالى أبينا آدم على نبينا وآله وعليه السلام؟
خلقٌ لايعلمهُ إلا الله تعالى!!
هل فكرت للحظة
أن الله تعالى قد أنعم عليك وقد خلقك وجعلك
بشراً ولم يجعلك حيواناً أو جماداً أو خلقاً آخر ؟؟
وجعلك في هذا الزمان وهو خير الأزمنة ولم يجعلك في زمان الأمم
الهالكة والنممسوخة ؟؟
وجعلم في أمة خير الرسل
محمد بن عبد الله
صلى الله عليه وآله وسلم
في الأمة المرحومة , ولم يجعلك في الأمم الملعونة ؟؟
وجعلك من شيعة علي عليه السلام وقال فينا ::
ياعلي أنت وشيعتك الفآئزون
ولم يجعلك الباري من باقي الأمة التي قال فيها سبحانه وتعالى
ولقد حق القول على أكثرهم فهم ..
وجعلم من أتباع الأئمة الهادين المهديين من
الفرقة الأثنى عشرية
ولم يجعلك من باقي فرق الشيعة الضالة !!
ووعدك بالمغفرة والرحمة
ولم يعدك بالعذاب الشديد !!
وبعد كل هذا
تتناسى كل هذا أيها المؤمن
لتتاجر مع الله تعالى
بالخسارة
فتقدم بضاعتك الكاسدة وتقدم ارادتك الباطلة
على نعيم الله تعالى الدائم وأرادته العظيمة !!
مالكم كيف تحكمون ؟؟
تلك قسمةٌ ضيزى
لاتتاجروا مع الله تعالى في حوائجكم
لاتقدم ارادتك على ارادته سبحانه وتعالى
ولاتعبده بالمقايضة بل
مخلصين له الدين
لأنه اهلٌ للعبادة
ولاتعلمه بحالك فهو أعلم بخفاياك وما تعلن
همسة أخيرة
ماننصحك به مع ربك أيها المؤمن
أفعله مع إمامك المعصوم كذلك !!!
أذهب لزيارته
لا من أجل التجارة !!
وأترك قوائم حوائجك وطلباتك ولو مرة في حياتك
وأذهب أليه لزيارته لأنه أهلاً للزيارة
لأنه ولي أمرك
لأنه ولي نعمتك
لأنه علة وجودك
لأنه سبب دوام بقائك
لأنه على وسبب دخولك الجنة
وسبب بقائك الأبدي !!
فهل ستبيع عمرك الغالي
بثمن بخس دراهم معدودة !!
أم
ستعيد النظر في تجارتك مع الله تعالى والمعصوم
وتبدأ بمشوار جديد
فكن من هؤلاء إذن :
غن الله أشترى من المؤمنين أموالهم وانفسهم بإن لهم الجنة
بـِع مالك ونفسك لله تعالى أيها الأخ المؤمن
وبع
ذاتك والأنا
وأشتري
(( الجنة ))
همسة الوداع
الجنة التي ستشتريها يامؤمن
لا تفكر بأنها جنة عدن أو الفردوس
بل
أطلب جنته سبحانه وتعالى
كما كان يقول مولانا أمير المؤمنين عليه السلام
(( أنت جنتي )) !!
أجعل حبهُ سبحانه وتعالى وقربه ورضاه
هو جنتك الحقيقية !!
وذلك هو الفوز العظيم
نسألكم الدعاء
خادمكم
حسين السعدي
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا الله
تجارتك مع الله خاسرة أيها المؤمن
=====================
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته
من المؤسف جداً أننا في بعض الأحيان على مدار حياتنا في هذه الدنيا أننا نقوم بأعمال معينة ربما تستهلك منا الكثير من الجهد والمال والوقت ومن ثم يتبين لنا بعد حين أن النتيجة كانت مخيبة للآمال جداً ولم تكن بالمستوى المطلوب ووفق ما خُطِطَ لَهُ مسبقاً
والكثير منا مِمَن لَهُ حِرصٌ شديد على هذه الدنيا
(( يعتصرهُ الألم وتأخذَهُ الندامة))
على تلك الخسارة الفادحة في الجهد والوقت والمال ومن ثم كانت
النتيجة مخيبة للآمآل !!
فتراه يبقى عمره كله يتكلم بتلك الفجيعة ولاينساها أبداً !!
ولكن ..
هناك من يخسر خسارة آخرته أو أجره وثواب كثير من أعماله يوم القيامة من غير أن يعلم أو يشعر بذلك !!
لأنها بصراحة خسارة غير محسوسة وغير منظورة إلا للقلائل من الناس من الذين ساروا على هدى أهل البيت حقاً
(( وعملوا بنصائحهم مخلصين ))
لا فقط مجرد محبة وإتباع بدون علم ومعرفة وكما قال مولانا أمير المؤمنين عليه السلام
قصم ظهري أثنان عالم متهتك وعابد جاهل
هنا
يأتي دور التدبر في القرآن الكريم
وكذلك التدبر في أقوال وأفعال
محمد وآل محمد
صلى الله عليه وآله وسلم روحي لتراب نعليه الفدى
لنرى
ماسبب هذا الضلال ؟
و
ما سبب هذا الخسران ؟
أبتداءاً
المؤمن اللبيب يجب أن يبحث أولاً عن
(( مسببات الضلال ))
لأن
الخسران يأتي لاحقاً لأنه نتيجة حتمية للضلال
وعليه
ما أسباب الضلال ؟
ومن هو الذي أضلَّ هذا المؤمن ؟؟
نبدأ
بسيدنا ومولانا وتاج رؤوسنا وقرة أعيننا
محمد بن عبد الله
صلى الله عليه وآله وسلم روحي لتراب نعليه الفدى
ونرى ماذا قال صلى الله عليه وآله وسلم على واحدة من عوامل الضلال من خلال حديث واحد فقط !
يقول عليه السلام :
(( إن الشِركَ ليسري في عمل أبن آدم كما يسري الدم في العروق))
أو
أن الشرك يسري في عمل أبن آدم كما تسري الدابة السوداء في الليلة الظلمآء على الصخرة الصمآء؟
فهل نشعرُ بها أو نراها ؟
(( إذن الشرك أحد عوامل ومسببات الضلال )) !!
وكذلك قول مولانا ومقتدانا وتاج رؤوسنا
أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام
روحي لتراب نعليه الفدى
حيث يقول :
(( من أعطى نفسه هواها فقد أرداها ))
(( أذن هوى النفس أحد مسببات الضلال أيضاً )) !!
وقوله عليه السلام
(( عجباً لإبن آدم لهُ عدوٌ لايغفل عنه لحظة واحدة وهو غافل عنه الدهر كله )) !!
ويقصد به الشيطان الرجيم
(( أذن الشيطان اللعين أحد مسببات الضلال أيضاً )) !!
هنا
نريد أن نلفت عناية الأخوة المؤمنين
أن في بعض الأحيان تجتمع هذه العوامل الثلاث لترابطها الوثيق , تجتمع على المؤمن فتضله من حيث لايشعر ولايعلم
ولكنه تراه وكأنه مطمئن أنه يفعل الصواب وينتظر الثواب !!
المتفكر والمتدبر والمتتبع لأحواله وأحوال الناس بعد التجرد من العواطف والعقائد الفاسدة
سيجد نفسه وأكثر الآخرين هم مِمَن ينطبق عليهم الوصف
في الآية الشريفة :
(( هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة
الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ))
وبالمناسبة
ربما قائل معترض
لماذا تصف المؤمن بالمشرك ؟
نقول له هذا وصف القرآن الكريم لبعض أحوالنا
(( مع الله تعالى )) !!
وهذا الدليل من قوله جل وعلا :
(( ولايؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركين ))
فهاهو الله تعالى روحي لأسمائه الحسنى الفدى
(( ينبئنا ))
بأن هؤلاء مؤمنين ولكنهم
(( في بعض تصرفاتهم من حيث لايشعرون يرتكبون هذه الأعمال التي تخرجهم عن دائرة الإيمان )) !!
وكما يقول الحديث الشريف :
لايسرق المؤمن وهو -- مؤمن !!
ولايزني المؤمن وهو -- مؤمن !!
وهذا يعني أن المؤمن لحظة كونه يسرق يسلب منه الإيمان
فلا يرتكب هذا العمل في تلك اللحظة مؤمناً لأن مايقوم به ليس من أفعال المؤمنين !!
وكذلك الزنى والعياذ بالله يسلب منه الإيمان في تلك اللحظة
فليس هو من المؤمنين !!
وكذلك نحن في كثير من تصرفاتنا
(( تجدها ملغومة بالأعمال الشركية ))
التي لاينجو منها الأوحدون من الناس !!!
فللننظر إلى أنفسنا عندما
(( ندعوا الله تعالى ))
في صلواتنا أو في خلواتنا
وليسترجع كُلٍ منا ماذا يقول في قنوتاته وتضرعاته مع الله تعالى ؟؟
سيجدها مشبَّعة بـ
(( أنا ))
حُب الذات !!
بل وتقديم الذات على الذات الإلهية المقدسة !!
وهنا طامتنا الكبرى !!
إلهي
أُريد أن ترزقني ....
أُريد أن تشافيني ...
أُريد أن تحفظني وعيالي و....
أُريد ......
وتطول قائمة
(( أ ُريد )) !!
هل فكرنا يوماً وتدبرنا فيما نقول ونفعل !!
هل سألنا أنفسنا
هل الله تعالى روحي لأسمائه الحسنى الفدى
يعلم
أنني قليل المال أو العيال أو العافية أو عديم المال والدار ,ووو ؟؟
فإن قلنا إنه لايعلم سبحانه وتعالى إلا بأخباره بأنفسنا !!
فقد كفرنا وما كنا من المؤمنين حتماً !!
وإن قلنا أنه ُ يعلم كل ذرة في السماوات والأرض
ويعلم
خائنة الأعين وماتخفي الصدور !!
وهو أقرب ألينا من حبل الوريد !!
ويعلم ماتوسوس به أنفسنا !!
فلماذا
إذن نُقَدِم
إِرادَتُنا على إِرادَتهِ سبحانه وتعالى !!
لماذا أقول له ُ سبحانه وتعالى
(( أ ُرلايد ))
ولا أترُكه ُ سبحانه وتعالى
(( يفعل بي ماهو يُريد )) ؟؟
لماذا أ ُقَد~م أرادتي
(( أنا ))
على
(( أرادته ))
سبحانه وتعالى ؟؟
كم مرة فعلنا هذا مع خالقنا العظيم ؟؟
بل
كم مرة راح بنا الخيال لنصف لله تعالى
(( حالنا وأحوالنا ))
مع الأطناب الشديد وكأن الله لايعلم ماحل بنا ورحنا نشرح ونعلمه بحالنا ونتباكى !!
بل نتجاسر في بعض الأحيان على مقام الربوبية العظيم
ونتفوه بعظائم الأمور
(( نعاتب الله تعالى أو نحمله تبعة ماحلَّ بنا )) !!
نعوذ بالله من غضب الله
ولكن
نبي الله وخليل الله
ابراهيم الخليل يناجيه سبحانه وتعالى فيقول له :
إلهي
يكفيك عن المقال علمك بالحال !!!!
فلا يحتاج إلى مقالاتنا سبحانه وتعالى ليعلم بأحوالنا !!
فلماذا نبدأ بسرد قوائم وطلبات حوائجنا
وبذلك
(( نقدم أرادتنا على أرادته سبحانه )) !!
في يوم ٍ ما
كان نبي الله تعالى
(( موسى الكليم ))
جائعاً فلم يجد مايأكله ُ , وكان الإمام الصادق عليه السلام يقول
كان يأكل حشائش الأرض وأن الخضار ليبان من بياض بطنه !!
ومع ذلك أراد الله تعالى أن يختبر عبده موسى
جاع ولم يجد الطعام
فأسند ظهرهُ للكعبة المشرفة وقال :
ربي إني جائع !!
قال سبحانه وتعالى
إني أعلم !!
فقال موسى عليه السلام:
ربي أطعمني !!
قال الله تعالى :
إلى أن أشآء !!
طبعاً شتان مابين طلباتنا وطلبات نبي الله وكليم الله تعالى موسى
على نبينا وآله وسلم
فهو يطلب الطعام من أجل الله وفي سبيل الله
من أجل أن يقوى على القيام برسالة السمآء المكلف بها لا من أجل نفسه !!
ونحن نطلب الطعام والمال والولد والرزق من أجل
(( ذواتنا ))
نحن لا من أجل الله تعالى !!
ولذلك هنا يكمن مبدأ التفاضل بين الناس بما فيهم الأنبياء والرسل
فهذا نبي الله المعظم
محمد بن عبد الله
صلى الله عليه وآله وسلم روحي لتراب نعليه الفدى
قد ناله الأختبار من ربه العظيم
فثلاثة أيام قد جاعها المولى المقدس وهو طاوي لايملك مايسد به رمقه, حتى صفقت بطنه الشريفة على ظهره من شدة الجوع !!
فراح يشد الحجر على بطنه الشريفة من شدة الألم
وأسند ظهره الى الكعبة المشرفة وهو يقول :
فلم يقدم غرادته على أرادة مولاه المقدس !!
وبهذا
صار قدوتنا جميعاً بما فيهم الأنبيآء والرسل
وجآئنا الخطاب من الباري جل وعلا :
ولكم في رسول الله أسوةٌ حسنة
فهل أعتبرنا من هذه الأسوة ؟
وهل أستفدنا من هذه القدوة ؟
وأخيراً
همسة لمن يقول لنا وما نفعل بحوائجنا ؟؟
هل نتركها ولانطلب من مولانا وإلهنا وحبيبنا ؟؟
نقول لك أيها الطيب
هاهو إلهنا ومولانا وحبيبنا رب العالمين يقول لنا :
يابن آدم أقضي حوائجك ..ز
فهل ستبقي تجارتك خاسرة مع الله تعالى أيها المؤمن ؟
أم تسارع لتصلح الأمور وتتعامل مع جبار السماوات والأرض
بلا
(( مقايضات ))
تعبده من أجل طلباتك ورغباتك وقوائم حوائجك
تأتيه في كل حين وأنت لاتعرف غير كلمة
(( اعطيني ))
و
(( أ ُريد ))
ولكن ..
قف يوماً بين يديه سبحانه وتعالى
وتفكر بعظيم نعمته عليك
فكر في يومٍ ما في واحدة من نعمه سبحانه وتعالى
لتعلم كم هو عظيم وجبار وكم أغدق عليك من وابل نعمه وأحسانه
من حيث أنت لاتعلم ولاتشعر !!
للحظة واحدة فقط أعطيها لصانعك وخالقك وموجدك من العدم !!
وتذكر
هل كنت شيئاً مذكوراً !!
كنت عدماً محضاً ايها المؤمن
هل تتذكر هذا دوماً وتتذكر أنه سبحانه وتعالى
أوجدك من العدم
لينقلك إلى النعيم الأزلي الأبدي !!
هل تلبست يوماً
(( بدوام حمده ))
على هذه النعمة العظيمة التي لو أجتمع الجن والإنس أجمعين على أن يؤدوا حقها ماقدروا ولن يقدروا ؟؟
هل فكرت أخي المؤمن للحظة واحدة
أن في هذه اللحظة التي تقرأ فيها هذه الكلمات يوجد على سطح هذه البسيطة حوالي
8 مليار من البشر حسب أحصائيات الأمم المتحدة
فكم توالى من البشر على سطح هذه الأرض منذ خلق الله تعالى أبينا آدم على نبينا وآله وعليه السلام؟
خلقٌ لايعلمهُ إلا الله تعالى!!
هل فكرت للحظة
أن الله تعالى قد أنعم عليك وقد خلقك وجعلك
بشراً ولم يجعلك حيواناً أو جماداً أو خلقاً آخر ؟؟
وجعلك في هذا الزمان وهو خير الأزمنة ولم يجعلك في زمان الأمم
الهالكة والنممسوخة ؟؟
وجعلم في أمة خير الرسل
محمد بن عبد الله
صلى الله عليه وآله وسلم
في الأمة المرحومة , ولم يجعلك في الأمم الملعونة ؟؟
وجعلك من شيعة علي عليه السلام وقال فينا ::
ياعلي أنت وشيعتك الفآئزون
ولم يجعلك الباري من باقي الأمة التي قال فيها سبحانه وتعالى
ولقد حق القول على أكثرهم فهم ..
وجعلم من أتباع الأئمة الهادين المهديين من
الفرقة الأثنى عشرية
ولم يجعلك من باقي فرق الشيعة الضالة !!
ووعدك بالمغفرة والرحمة
ولم يعدك بالعذاب الشديد !!
وبعد كل هذا
تتناسى كل هذا أيها المؤمن
لتتاجر مع الله تعالى
بالخسارة
فتقدم بضاعتك الكاسدة وتقدم ارادتك الباطلة
على نعيم الله تعالى الدائم وأرادته العظيمة !!
مالكم كيف تحكمون ؟؟
تلك قسمةٌ ضيزى
لاتتاجروا مع الله تعالى في حوائجكم
لاتقدم ارادتك على ارادته سبحانه وتعالى
ولاتعبده بالمقايضة بل
مخلصين له الدين
لأنه اهلٌ للعبادة
ولاتعلمه بحالك فهو أعلم بخفاياك وما تعلن
همسة أخيرة
ماننصحك به مع ربك أيها المؤمن
أفعله مع إمامك المعصوم كذلك !!!
أذهب لزيارته
لا من أجل التجارة !!
وأترك قوائم حوائجك وطلباتك ولو مرة في حياتك
وأذهب أليه لزيارته لأنه أهلاً للزيارة
لأنه ولي أمرك
لأنه ولي نعمتك
لأنه علة وجودك
لأنه سبب دوام بقائك
لأنه على وسبب دخولك الجنة
وسبب بقائك الأبدي !!
فهل ستبيع عمرك الغالي
بثمن بخس دراهم معدودة !!
أم
ستعيد النظر في تجارتك مع الله تعالى والمعصوم
وتبدأ بمشوار جديد
فكن من هؤلاء إذن :
غن الله أشترى من المؤمنين أموالهم وانفسهم بإن لهم الجنة
بـِع مالك ونفسك لله تعالى أيها الأخ المؤمن
وبع
ذاتك والأنا
وأشتري
(( الجنة ))
همسة الوداع
الجنة التي ستشتريها يامؤمن
لا تفكر بأنها جنة عدن أو الفردوس
بل
أطلب جنته سبحانه وتعالى
كما كان يقول مولانا أمير المؤمنين عليه السلام
(( أنت جنتي )) !!
أجعل حبهُ سبحانه وتعالى وقربه ورضاه
هو جنتك الحقيقية !!
وذلك هو الفوز العظيم
نسألكم الدعاء
خادمكم
حسين السعدي