المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الغفلة في تربية البنت وأثارها السلبية ..


فداء الزهراء ع
25-01-2014, 11:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

السلام عليكم أخواني _ أخواتي

أقــدم لحضراتكم
موضوعي بعنوان :
(( الغفلة في تربية البنت وأثارها السلبية))


ان القسم الكبير من الاذى والصدمات التي يتعرض لها ابناءنا في الحال والمستقبل
ناتج من الغفلة التي تسيطر على الوالدين والمربين.

ان العوامل الاسرية التي تحدث لها تأثير على اوضاع البنت، وان اهمال البنت يعد من الذنوب الكبيرة، لان هذا الاهمال يسبب الشقاء والانحراف والاضطراب لها. ونحن لانقول بان الاب والام يتعمدان على اهمال تربية الابناء، ولكن انهم يغفلون في بعض الاحيان هذا الجانب بسبب كثرة الاعمال والمشاغل ووجود الابتلاءات، او في بعض الاحيان لضعف بعد النظر، او لعدم علمهم بما يحتاج ابناءهم.

ان الامر الذي نلفت النظر اليه هو ان تكون هناك سعة نظر لدى الآباء والامهات لكي يعلموا بما يحيط بابنائهم من مسائل وقضايا، ويجب ان يكون بحث المسائل المتعلقة بالابناء ذا ابعاد مختلفة ومتعددة، وان يكونوا امناء على حراسة اوضاع البنت وحفظ الامانة التي اودعها اللَّه عندهم، بحيث يشعرون وكانما في يدهم زجاجة فعندما يغفلون عنها فانها تسقط وتتهشم ان الكثير من الغفلات تكون بسيطة في الظاهر ولكن لها آثار مخربة وهدامة ولفترة طويلة،

ونحن هنا سنتحدث عن الكثير من المسائل وهي:


1 - الغفلة في التفاهم مع الابناء:

ان من مشكلات التربية المهمة هي غفلة الاباء والامهات في مسألة التفاهم مع الابناء ومشورتهم والتذاكر معهم في المسائل المتعلقة بهم.

ان البعض من الاباء والامهات وبسبب انسهم الزائد عن الحد بأبنائهم، وفي بعض الاحيان بسبب عدم وجود اذى في مسيرة حياة ابنائهم فانهم ينسون بان ابنائهم قد اصبحوا كباراً وقد خرجوا من مرحلة الطفولة التي كانوا يعيشونها بالامس حيث كانوا يسلمون لاوامر ونواهي الوالدين، فاصبحوا الآن اصحاب رأى ونظر مستقل.

ان عدم التفاهم والانسجام يكون عاملاً مساعداً على ايجاد فقدان الثقة من قبل الآباء بالابناء، والانحرافات عن الجادة السوية، لان الابناء يعتبرون عدم المشورة من قبل الوالدين نوعاً من التحقير والاهانة لهم فيدفعهم الشعور بالحقارة الى اللجوء الى الآخرين والانفصال عن الاب والام، ومن هنا تبدأ العلاقة بالضعف والانقطاع وبذلك يصبح امر ونهي الاب والام غير مؤثر.

2 - السيطرة على مطالعات الابناء:

هناك مثل جيد بالرغم من كونه ايطالياً يقول (اضر اللصوص الكتاب)، اجل: ان الكتب والمجلات والجرائد يكون لها خطر كبير على تربية الابناء اذا كانت غير ملتزمة لانها تصادر كل ما حصل عليه الابن من الشرف والاخلاق والعلم. فلا تسال عن التأثير والافساد الذي تسببه قصص الحب والجريمة والقصص الپوليسية للبنت. والاكثر من هذا أستخدام الانترنت الاستخدام الخاطىء من دردشة مع الجنس الاخر وغيرها

وبسبب وجود الجوانب الانفعالية والعواطف الشديدة عند البنت فان التأثير يكون بليغاً عليها حتى انه يسبب في بعض الاحيان الانحراف عن الجادة المستقيمة. فاهمال البنت من قبل الوالدين وعدم مراقبة ما تقرأه وتطالعه هو نوع من الغفلة التي تكون لها نتائج وعواقب وخيمة.

3 - عدم السيطرة ومراقبة الحريات:

البنت شأنها شأن غيرها يجب ان تتمتع بالحرية، وهذا مما لا يختلف فيه اثنان، اما نطاق هذه الحرية وحدودها، فهذا الامر يجب ان يناقش ويُحدد، هل ان هذه الحرية تعني حرية التردد والذهاب والاياب بدون اي رقابة؟ هل انها حرة في اي وقت تريد الذهاب من البيت والى اي مكان؟

هل لها الحرية في الارتباط مع اي شخص؟ ولها الحق في الدخول في اي تجمع والاستماع الى اي حديث؟

نحن نعلم بان الحرية في الدين الاسلامي لها حدود ومقررات وضوابط، فالانسان يجب ان لا يكون كالحيوان فانها بدون وازع.

الاب والام وفي بعض الاحيان يغفلان هذا الجانب بسبب اشتغالهم وممارستهم لمسؤولياتهم فتكون نتائج هذه الغفلة الضرر والخسارة.

4 - القضاء على الحريات:

في بعض الاحيان بالعكس، فنرى الوالدين ومن اجل زرع روح الطاعة لدى البنت، وذلك لخلق نوع من الهدوء في نفوس البنات وعدم القدرة على ابداء الرأي فانهما يقومان بخنق حريات البنت فتصبح كائناً لا يستطيع الدفاع عن نفسه او ابداء رايه بل تابعاً ومطيعاً. وفي الوقت الذي نتكلم فيه عن الطاعة يجب ان ننظر الى ان البنت يجب ان تكون قادرة على الدفاع عن نفسها شأنها شأن البنين، ويجب ان تنال حقوقها كاملة وان لا تكون عرضة للضربات المُذلة والمهينة، يجب ان تكون مطيعة للاصول والمقررات ولكن يجب ان لا تنقاد للظلم ولا الجور.

5 - حرية الرأي للبنت:

في عالمنا هناك الكثير من العوامل والوسائل التي تؤثر على الانسان ومن جملتها الافلام السينمائية والتلفزيونية وكذلك الفيديو. ان الافلام لا تكون بشكل بحيث تناسب كل الاعمار، فتكون ذات قيمة بالنسبة للبنات والبنين، بعض الافلام لها دور تربوي سي‏ء، وغير مفيدة لسن الطفولة، ومن الغفلات ان يقوم الآباء والامهات بمشاهدة فلم فيه نوع من الخشونة وعدم الرحم والاعتداء او القتل الجماعي او اللصوصية والجريمة ومن هذا القبيل، في حين ان مشاهدة مثل هذه الافلام من قبل الاطفال تكون له انعكاسات سلبية شديدة عليهم، ومشاهدة الافلام الجنائية واللصوصية له آثار سلبية على روح الصبيان والشبان، ومشاهدة مشاهد الجريمة والانحراف له تأثير سي‏ء على الصبيات، فوظيفة الوالدين تقتضي ان يكونا على حذر عند مشاهدة الافلام التلفزيونية وتشخيص اي الافلام والمشاهد تناسب اعمار ابنائهما فيسمحون لهم بمشاهدتها.

6 - السيطرة على السمع:

ان ابعاد البنت عن تاثير العوامل الخارجية ذات التاثير السي‏ء مثل المجلات، الجرائد، الافلام السينمائية والتلفزيونية يعتبر من الامور الضرورية والاستفادة الصحيحة من الوسائل المذكورة

ايضاً يعتبر امراً ضرورياً.

فالموسيقي والغناء والعربدة والقصص المبتذلة لها تاثير سلبي على اوضاع الاطفال، وفي بعض الاحيان تكون سبباً في انحرافهم وتسبب لهم الاعتياد على عادات سيئة، يجب ان تكون تربية البنت تربية صحيحة وذات هدف عندها ينبغي مراقبة ما تسمع وترى ان مسؤوليتنا تقتضي ان نقف امام اية تربية سيئة واي انحراف، لان الانسان قابل للتغيير ويجب ان يسير في الطريق السوي والمستقيم.

7 - الغفلة في المجالات العاطفية:

من الامور التي لا نقاش فيها هي ان البنت يجب ان تتمتع بالحنان والمحبة والعطف من قبل الوالدين، وفي هذا المجال بعض الاحيان تكون الغفلة من قبل الاب وفي بعض الاحيان من قبل الام. فمن جانب الام يمكن القول بان الافراط في الحب والمعاملة الحسنة تكون لها تاثير لزيادة ارتباط وتعلق البنت بها فيكون الامر غير مفيد للبنت ومستقبلها، فالعلاقة امر جيد، ولكن يجب ان لا تكون علاقة شديدة.

اما من جانب الاب ففي بعض الاحيان يكون الانس والالفة والملاطفة زائدة عن الحد، عندها تكون البنت متعلقة بابيها بحيث لا تستطيع الارتباط بزوجها ارتباطاً مطلوباً، او يسبب لها الامر عرقلة في زواجها.

8 - الحياء في طرح بعض المسائل:

في بعض الاحيان يكون الحياء مرفوعاً في العلاقات العائلية ولا توجد حجب في العلاقات ففي الوقت نفسه وطبق مقتضيات المصلحة يجب ان يكون هناك خجل وحياء وهناك ستر وحائط بين افراد العائلة يجب ان لا يتجاوزه الافراد، فيجب ان يكون هناك حياء في علاقة الام باولادها وكذلك في رابطة الآباء بالبنات، فلا يكون الامر ان يقوم الابن البالغ بعرض كل مسائله الخاصة وبدون حياء على امه او في حضور اخته وبقية افراد العائلة يفصح عن اشياءه الخاصة مثلاً يتكلم عن احتلامه وما يتعلق بذلك، او ان تقوم البنت وبحضور الاب والاخ بالتكلم عن العادة الشهرية والمسائل المتعلقة بالبلوغ.

ونوصي بان يقوم الآباء بالتعرض الى مسائل اولادهم الضرورية، والامهات يتعرضن لمسائل البنات الخاصة والضرورية، والاب والام يتبادلان المعلومات حول اوضاع ابنائهما، نعم، هنا يجب ان يكون للدين دور في القيام بالمسؤوليات.

9 - الغفلة في السلوك:

البنت يجب ان تكون ذات سلوك يدلل على كونها انثى، حيث يجب ان يكون حضورها في المجتمع بشكل عادي بدون تجمل، ففي بعض الاحيان نرى تاججاً للشهوة عند البنت بسبب التربية السيئة في الاجواء والمحيطات التي تحضرها البنت سواء كان ذلك داخل البيت ام خارجه، وغفلة الوالدين عن ذلك يسبب انحراف البنت وزللها. فلا يحق للبنت ان تبدي زينتها وتتجمل داخل البيت او في الاجتماعات حتى في التجمعات النسوية فلا يحق لها ذلك، وفي هذا الصدد يجب ان نقول لها ان هذا الوقت وقت تحصيل ودراسة بالنسبة لك، وعندما تكبرين وتتزوجين عندها يحق لك الاستفادة من مواد التجميل واظهار الزينة بالنسبة للزوج ومن هو محرم عليك، وان اغفال هذا الجانب لا يسبب الانحراف بالنسبة للبنت فحسب بل انه في بعض الموارد يكون من موجبات جلب نظر الاخرين ووقوعهم في الزلل والانحراف.

10 - السيطرة على العلاقات:

في بعض الأحيان يغفل الزوج والزوجة نظر وسماع ابنائهما لما يقولانه بدون ان يعرفا ما هو اثر هذا السماع وهذه الرؤية على اوضاع ابنائهما: فالام والاب يجب ان يكونا يقظين في سلوكهما وكلامهما وذلك عندما يكون ابنائهما في سنين التمييز.

ان الانتباه الى الشباب والشابات من الامور الضرورية لانهم مؤهلين للانحراف اكثر من غيرهم.

ان حياة الزوجين امام ابنائهما يجب ان تكون حياة عادية شأنها شأن حياة صديقين او شريكين، في الوقت الذي يجب ان يرى الابناء المودة والرحمة بين ابويهم.

11 - الاضطرابات واسبابها:

في بعض الاحيان يحدث بين الزوج وزوجته اختلافاً يتبعه نزاعاً وضرباً ويشتد هذا النزاع بدون الالتفات الى تأثيره وما يفرزه من العقد والاضطرابات على روح ابنائهم وبالاخص البنات، ففي حالة وقوع النزاع داخل الاسرة فان حالة من الاضطراب والقلق تخيم على الابناء.

فيشعرون ان الدنيا تضيق باعينهم، فيؤثر ذلك على اوضاعهم النفسية والعصبية، فيضطر الابناء عندها اللجوء الى مكان يستطيعون افراغ ما في صدورهم من ضيق وحرج لفقدانهم ملجأهم الحقيقي.

ان الاضطرابات تكون اكثر بالنسبة للبنت لانها ذات عاطفة رقيقة وحساسية منقطعة النظير، حيث آنهاتحس بالخطر نتيجة لاي تهديد تواجهه فتفقد قابليتها واستعدادها للعمل والمطالعة، حيث يمثل هذا الامر صدمة وضرراً للبنت.

12 - الغفلات الاخرى:

ان الذي يجب ان نقوله في هذا المجال هو كثير جداً، ونكتفي بالقليل بغية الوصول الى نتيجة وذلك بذكر موارد ونماذج من الغفلات:

فمن هذه الغفلات هو عيش الوالدين وابنائهما في اجواء موبوئة بالذنوب، وهذا التلوث بالمعنى العام شامل لكل المسائل والمجالات التي تبعد الانسان عن الحياة الاسلامية، كالمحيط الملوث والمتحرر من القيود الدينية، في محيط مملوء بالضجة والصخب والجدال، وفي المحيط الغير ملتزم، في مثل هذه المحيطات لا يتوقع الانسان ان يحصل على بنات صالحات. وفي هذه الاماكن التي لا يمكن اصلاحها وبنائها فيجب هجرها وتركها الى اماكن اخرى، حيث يجب ان يتربى ابناءنا في محيطات تؤثر في تربيتهم.

ومن الغفلات الاخرى هي الحيلة والرياء والكذب وتحايل الوالدين وتصنعهم وتظاهرهم ظناً منهم ان الابناء لا يتوجهون لهذا الامر، فيغفلون بانهم يعلموا ابناءهم درساً قبيحاً، حيث انهم يطبقون ما يرون بالصورة التي شاهدوها في المجتمعات التي سيعيشون فيها.

ومن الاخطاء والغفلات الاخرى ترك الاطفال في بيت واحد مع اطفال اُخر، فلا نقاش في ان الاطفال يجب ان يعيشوا احراراً

بدون صخب وضوضاء وفي محيط هادى‏ء لكي يلعبوا ويقضوا اوقات فراغهم بالترفيه، ولكن هناك نقطة يجب ان يلتفت اليها الوالدين وهي ان ابنائهم يجب ان يخضعوا للمراقبة الدقيقة والذكية لكي لا ينجر الامر الى الفساد والتحلل والهرج والمرج العياذ بالله منه .


تحياتي للجميع

http://cms.azoz-star.com/smile_albums/seprate/11910288516732.gif

خادمة الكوثر
26-01-2014, 12:34 AM
موضوع في غاية الروعة

احسنتي عزيزتي لاحمنا الله من جديدج

فداء الزهراء ع
26-01-2014, 01:58 PM
أحسن الله اليكِ عزيزتي الكوثر

اسعدني تواجدك وتشجعكِ لي .. حفظكِ الله من كل سوء

نورتــي موضوعي بردكِ الرائع