عاشق نور فاطمة
26-01-2014, 05:08 AM
اللهم صلي على مُحمد وآل مُحمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم من الجن والإنس من الأولين والآخرين
اللهم صلي على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر العظيم المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك
... ترقبت السماء و ملائكتها و حورها (ظهور) ذلك النور، ليأذن لها ربها كي تتشرف بأعظم كرامة عرفها الملكوت ألا و هي:
التمسح بذلك النور، فترآى كوكب درّي بازغ في كبد السماء اذ رنت نحوه العيون، رأته محياً رائعاً خلف نقاب من السحاب، تكاد غُرّته النورية تسفر و تهب الدنيا ببشير نورها... ثم لا يكاد حتى يهبط الارض حاملاً معه بين طياته فرحة عظيمة لخديجة... و هي تنثر زنابق الجنان على رأس اُم الزهراء.
فتحت خديجة جفنيها المتعبتين و قد حوطتها هالة من الحزن.
ففزعت لما رأت تلك الانوار، و شمت تلك العطور و احست بقلبها يغوص في جوفها، والدماء تنجمد فيه.
فأغمضت عينيها لتّمكنها من تفهم ما رأته، انه حقيقة لا رؤيا.
لكن صوتاً مهيباً ناعماً حازماً يوقض سمعها، و هو يناديها:
(السلام عليك يا اُم المؤمنين).. ففتحت الام جفهينا كتفتح ازهار القداح... و اخذت تحدق بمن حولها، و طرفها تملئه قطرات من دموع... فما تلك الانوار إلّا
لتذكرها بأنوار الملكوت حين نزول الوحي، فاطمئن منها الحال.
فردت سلامهن، و قد خالجتها مشاعر و احاسيس، فلربما كنّ من نساء قريش الشريفات، لكنهن انظر و اجمل ما رأت في حياتها، فما لباسهن إلّا حرير تفوح منه عطور، ما شمتها من قبل و عيونهن اشبه بأن تكون لألى ء، يكاد بريقها يتسلق السحاب.
فقلن لها:- (لا تحزني اننا رُسل ربك جئنا نلي منك ما تلي النساء من النساء)
[اخرجه محب الدين الطبري في ذخائره ص 44 قال: فلما ارادت خديجة ان تضع بعثت الى نساء قريش لتأتينها فيلين منها ما تلي النساء من النساء ممن تلد، فلم يفعلن و قلن: (لا نأتيك و قد صرت زوجة محمد صلى اللَّه عليه و آله و سلم) فبينما هي كذلك إذ دخل عليها اربع نسوة عليهن من الجمال والنور ما لا يوصف فقالت لها احداهن: (انا اُمك حواء) و قالت الاُخرى (انا آسية بنت مزاحم) و قالت الاُخرى: (انا كلثم اُخت موسى) و قالت الاخرى (انا مريم بنت عمران ام عيسى) جئنا لنلي من امرك ما تلي النساء.]
.. فدرنّ الشريفات حول خديجة، و هنّ يغمرنها بأفصح واجمل الكلمات التي تطمئنها.
فأسترخت اعظائها.. ثم مدت ببصرها نحو السماء فرأتها في غاية الجمال و الفتنة.. و قد انتشر فيها حمام أبيض يرفرف، و يصدر هديلاً جميلاً.. و يحوم حول الحمام المئات من العصافير و البلابل، و هي تغرد بأعذب الالحان و اجملها.. فتغيب اصوات الغربان، و يحل محلها اناشيد بين هديل و تغريد، فتجعل من الاصيل صافي الزرقة، حاملاً معه عطراً يجود به على العالمين.
فالتفتت نحوهنّ و نظراتها تحمل حناناً فائقاً.
ان خديجة ترثي على اللائي لم ينلنّ التشرف بمولد ابنتها.
وها هي رحمة الخالق تسع قلب خديجة بهدية السماء لها
[وسيلة المآل ص 77 المكتبة الظاهرية- دمشق، ذخائر العقبى ص 44 مكتبة القدس بمصر، نزهة المجالس ج 2 ص 227، ينابيع المودة ص 198 ط اسلامبول.]
http://www.fadak.org/MOSHARAK/Dsg4.jpg
اللهم صلي على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر العظيم المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك
... ترقبت السماء و ملائكتها و حورها (ظهور) ذلك النور، ليأذن لها ربها كي تتشرف بأعظم كرامة عرفها الملكوت ألا و هي:
التمسح بذلك النور، فترآى كوكب درّي بازغ في كبد السماء اذ رنت نحوه العيون، رأته محياً رائعاً خلف نقاب من السحاب، تكاد غُرّته النورية تسفر و تهب الدنيا ببشير نورها... ثم لا يكاد حتى يهبط الارض حاملاً معه بين طياته فرحة عظيمة لخديجة... و هي تنثر زنابق الجنان على رأس اُم الزهراء.
فتحت خديجة جفنيها المتعبتين و قد حوطتها هالة من الحزن.
ففزعت لما رأت تلك الانوار، و شمت تلك العطور و احست بقلبها يغوص في جوفها، والدماء تنجمد فيه.
فأغمضت عينيها لتّمكنها من تفهم ما رأته، انه حقيقة لا رؤيا.
لكن صوتاً مهيباً ناعماً حازماً يوقض سمعها، و هو يناديها:
(السلام عليك يا اُم المؤمنين).. ففتحت الام جفهينا كتفتح ازهار القداح... و اخذت تحدق بمن حولها، و طرفها تملئه قطرات من دموع... فما تلك الانوار إلّا
لتذكرها بأنوار الملكوت حين نزول الوحي، فاطمئن منها الحال.
فردت سلامهن، و قد خالجتها مشاعر و احاسيس، فلربما كنّ من نساء قريش الشريفات، لكنهن انظر و اجمل ما رأت في حياتها، فما لباسهن إلّا حرير تفوح منه عطور، ما شمتها من قبل و عيونهن اشبه بأن تكون لألى ء، يكاد بريقها يتسلق السحاب.
فقلن لها:- (لا تحزني اننا رُسل ربك جئنا نلي منك ما تلي النساء من النساء)
[اخرجه محب الدين الطبري في ذخائره ص 44 قال: فلما ارادت خديجة ان تضع بعثت الى نساء قريش لتأتينها فيلين منها ما تلي النساء من النساء ممن تلد، فلم يفعلن و قلن: (لا نأتيك و قد صرت زوجة محمد صلى اللَّه عليه و آله و سلم) فبينما هي كذلك إذ دخل عليها اربع نسوة عليهن من الجمال والنور ما لا يوصف فقالت لها احداهن: (انا اُمك حواء) و قالت الاُخرى (انا آسية بنت مزاحم) و قالت الاُخرى: (انا كلثم اُخت موسى) و قالت الاخرى (انا مريم بنت عمران ام عيسى) جئنا لنلي من امرك ما تلي النساء.]
.. فدرنّ الشريفات حول خديجة، و هنّ يغمرنها بأفصح واجمل الكلمات التي تطمئنها.
فأسترخت اعظائها.. ثم مدت ببصرها نحو السماء فرأتها في غاية الجمال و الفتنة.. و قد انتشر فيها حمام أبيض يرفرف، و يصدر هديلاً جميلاً.. و يحوم حول الحمام المئات من العصافير و البلابل، و هي تغرد بأعذب الالحان و اجملها.. فتغيب اصوات الغربان، و يحل محلها اناشيد بين هديل و تغريد، فتجعل من الاصيل صافي الزرقة، حاملاً معه عطراً يجود به على العالمين.
فالتفتت نحوهنّ و نظراتها تحمل حناناً فائقاً.
ان خديجة ترثي على اللائي لم ينلنّ التشرف بمولد ابنتها.
وها هي رحمة الخالق تسع قلب خديجة بهدية السماء لها
[وسيلة المآل ص 77 المكتبة الظاهرية- دمشق، ذخائر العقبى ص 44 مكتبة القدس بمصر، نزهة المجالس ج 2 ص 227، ينابيع المودة ص 198 ط اسلامبول.]
http://www.fadak.org/MOSHARAK/Dsg4.jpg