السيد كرار الجابري
04-02-2014, 05:38 PM
::: إنسان يجمع المتناقضات :::
بينما نرى في هذا الايام إنسان يدعي لنفسه جمع المتناقضات من حيث يعلم أو لا يعلم مع أنه يستحيل عقلاً ونقلا جمعها
فهذا الانسان :::: يدعي ::::
من جهة انه على الحق وانه صاحب الهداية و الورع والتقوى والاخلاق والمنهج الصحيح والمدافع والمحامي عن
( أهل البيت عليهم السلام )
فهذه الدعوى تحى تصح وتكون بمستوى التصديق والاثبات لابدة
أن نعرضها على صاحبها فهل نجد من خلال سيرته العملية والاخلاقية والدينية مطابقه مع ما ادعاه لنفسه ام إنها خلاف ذلك !!
ولان التقيّم يكون للعمل والفعل وليس للسان وكثرة الادعاء والكلام
فمثلاً عندما نأتي للشيخ او السيد الفلاني (( ي __او __ ع __او __ ك )) مهما ذاع صيته وعنوانه وهندامه وشخصه نجد أفعاله وأخلاقه في اشد الابتعاد عن السمو الاخلاقي والديني من كلامه وعقيدته وفكره المبطن بالحسد والحقد على من هو أعلى منه شأنا ومرتبتاً وحباً وأخلاقا عند المؤمنين
فنجد هذا الانسان يفسق الاخرين وعلى الخصوص علماء الدين وهنا تكمل الطامة الكبرى والانحراف عن المدعى الذي يروج له وحتى يصل به الحال الى التضليل والتكفير والخروج عن المذهب الي من لم يوافقه بالمبدء والرئي ويجعل نفسه مدعي وحاكما والاشد اسفا انه يدعي هداية الناس وهو ياخذ بهم الي غير منهاج الحق
فمتى كانت مدرسة اهل البيت عليهم السلام تسب وتلعن وتكفر وتهاجم وتفسق الاخرين المخالفين فضلاً عن أتباع أهل البيت وعلى الخصوص الذين هم أمنا الدين وحصون المذهب والذي بهم حفظ تراث اهل البيت من الاندثار والضياع فيأتي انسان لايعرف قيمة نفسه تعلمّ كلمات من هنا وهناك فقال أنا صاحب الحق وغيري على الضلال فالعجب كل العجب على متبعيه والمروجين له والآخذين منه
فمتى كان التبري هو بكرث الكلام وما ادرانا ما في قلبه فهل يوافق لسانه اما لا . خصوصاً انه لايتورع عن تسقيط المؤمنين وتضليلهم وتفسيقهم . وخلافاً لمفهوم أهل البيت ((إن الناس لو سمعوا محاسن كلامنا لأتبعونا ))
ومتى كان ترك التقية هو الحق بعينه وخصوص لايرى للمؤمنين حق عليه والضرر الذي يقع عليهم بتحمليهم لكلامه الخارج على ما تعارف عن علماؤنا الاعلام فمنهاجهم العلمي الاخلاقي الشرعي واضح لكل عاقل وغير هذا فمنهاجه واضح البطلان همها حاول اعطاؤه العناوين البراقة
فهذه الدعوى أجمل واكمل ماتكون في الانسان اذا حقا وجدت فيه فانه من التوفيق والتسديد الالهي ورعاية أهل البيت عليهم السلام بان يصل الي هذه المرتبة من الكمال وهذا ما نجده عند علمائنا الاعلام ومراجع الدين العظام الورعين اصحاب العلم الحلم والحكمة والورع والتقوى
فالحذر كل الحذر من أصحاب السان الطويل الذي يخاف الناس منه بغية لسانه
فالحذر كل الحذر من اصحاب الكلام المعسل ظاهره المبطن بالحسد باطنه وقوله بأني انا كذا وكذا وهذا علمي وهذا فعلي وهذا قولي وهذه اخلاقي فالمادح لنفسه ذامها وفي داخله النقص الذي جعله يتكلم بهذا وقد اظهره للعقلاء بكلامه هذا
وختاماً لبيان الحال نستعين بكلام سيد البلغاء والمتكلمين لانه الانفع الاخصر
قال الامام أمير المؤمنين عليه السلام : في بيان حقيقة حال هكذا إنسان
وَرَجُلٌ قَمَشَ جَهْلاً(2)، مُوضِعٌ في جُهَّالِ الاُْمَّةِ(3)، غادر في أَغْبَاشِ(4) الفِتْنَةِ، عِم(5) بِمَا في عَقْدِ الهُدْنَةِ(6)، قَدْ سَمَّاهُ أَشْبَاهُ النَّاسِ عَالمِاً وَلَيْسَ بِهِ، بَكَّرَ فَاسْتَكْثَرَ مِنْ جَمْع، مَا قَلَّ مِنْهُ خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ، حَتَّى إِذَا ارْتَوَى مِنْ مَاء آجِن(7)، وَأكْثَر مِن غَيْرِ طَائِل(8)، جَلَسَ بَيْنَ النَّاسِ قَاضِياً ضَامِناً لِتَخْلِيصِ(9) مَا التَبَسَ عَلَى غيْرِهِ، فَإِنْ نَزَلَتْ بِهِ إِحْدَى المُبْهَمَاتِ هَيَّأَ لَهَا حَشْواً(10) رَثّاً(12) مِنْ رَأْيِهِ، ثُمَّ قَطَعَ بِهِ، فَهُوَ مِنْ لَبْسِ الشُّبُهَاتِ في مِثْلِ نَسْجِ العَنْكَبُوتِ: لاَ يَدْرِي أَصَابَ أَمْ أَخْطَأَ، إنْ أَصَابَ خَافَ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَخْطَأَ، وَإِنْ أَخْطَأَ رَجَا أَنْ يَكُونَ قَدْ أَصَابَ.
جَاهِلٌ خَبَّاطُ(13) جَهلات، عَاش(14) رَكَّابُ عَشَوَات(15)، لَمْ يَعَضَّ عَلَى العِلْمِ بِضِرْس قَاطِع، يُذرِي الرِّوَايَاتِ إذْراءَ الرِّيحِ الهَشِيمَ(16)، لاَ مَلِيٌ(17) ـ وَاللهِ ـ بِإِصْدَارِ مَا وَرَدَ عَلَيْهِ، وَلاَ هُوَ أَهْلٌ لِما فُوّضَ إليه، لاَ يَحْسَبُ العِلْمَ في شيْء مِمَّا أَنْكَرَهُ، وَلاَ يَرَى أَنَّ مِنْ وَرَاءِ مَا بَلَغَ منه مَذْهَباً لِغَيْرهِ، وَإِنْ أَظْلَمَ عَلَيْهِ أَمْرٌ اكْتَتَمَ بِهِ(18) لِمَا يَعْلَمُ مِنْ جَهْلِ نَفْسِهِ، تَصْرُخُ مِنْ جَوْرِ قَضَائِهِ .
المصدر :- نهج البلاغة
____________
2. قَمَشَ جهلاً: جمعه، وأصل القَمْش: جمع المتفرق.
3. مُوضِعٌ في جُهّالِ الامّة: مسرع فيها بالغش والتغرير،.
4. أغباش: الليل: بقايا ظلمته.
5. عَم: وصف من العمى، والمراد: جاهل.
6. عَقْدُ الهُدنة: الاتفاق على الصلح والمسالمة بين الناس.
7. الماءُ الاجِنُ: الفاسد المتغير اللون والطعم.
8. غير طائل: دونٌ، خسيسٌ.
9. التخليص: التبيين. .
10. الحَشْوُ: الزائد الذي لا فائدة فيه.
12. الرّثّ: الخَلَقُ البالي، ضد الجديد.
13. خَبّاط: صيغة المبالغة من خبط الليل إذا سار فيه على غير هدى.
14. عاش: خابط في الظلام.
15. العَشَوَات: وهي ركوب الامر على غير هدى.
16. الهَشِيمُ: ما يَبِسَ من النّبْتِ وتهشّمَ وَتَفَتّتَ.
17. المَلِيّ بالشيء: القَيّمُ به الذي يجيد القيام عليه.
18. اكتتم به: فوّض إليه: كتمه وستره لما يعلم من جهل نفسه.
بينما نرى في هذا الايام إنسان يدعي لنفسه جمع المتناقضات من حيث يعلم أو لا يعلم مع أنه يستحيل عقلاً ونقلا جمعها
فهذا الانسان :::: يدعي ::::
من جهة انه على الحق وانه صاحب الهداية و الورع والتقوى والاخلاق والمنهج الصحيح والمدافع والمحامي عن
( أهل البيت عليهم السلام )
فهذه الدعوى تحى تصح وتكون بمستوى التصديق والاثبات لابدة
أن نعرضها على صاحبها فهل نجد من خلال سيرته العملية والاخلاقية والدينية مطابقه مع ما ادعاه لنفسه ام إنها خلاف ذلك !!
ولان التقيّم يكون للعمل والفعل وليس للسان وكثرة الادعاء والكلام
فمثلاً عندما نأتي للشيخ او السيد الفلاني (( ي __او __ ع __او __ ك )) مهما ذاع صيته وعنوانه وهندامه وشخصه نجد أفعاله وأخلاقه في اشد الابتعاد عن السمو الاخلاقي والديني من كلامه وعقيدته وفكره المبطن بالحسد والحقد على من هو أعلى منه شأنا ومرتبتاً وحباً وأخلاقا عند المؤمنين
فنجد هذا الانسان يفسق الاخرين وعلى الخصوص علماء الدين وهنا تكمل الطامة الكبرى والانحراف عن المدعى الذي يروج له وحتى يصل به الحال الى التضليل والتكفير والخروج عن المذهب الي من لم يوافقه بالمبدء والرئي ويجعل نفسه مدعي وحاكما والاشد اسفا انه يدعي هداية الناس وهو ياخذ بهم الي غير منهاج الحق
فمتى كانت مدرسة اهل البيت عليهم السلام تسب وتلعن وتكفر وتهاجم وتفسق الاخرين المخالفين فضلاً عن أتباع أهل البيت وعلى الخصوص الذين هم أمنا الدين وحصون المذهب والذي بهم حفظ تراث اهل البيت من الاندثار والضياع فيأتي انسان لايعرف قيمة نفسه تعلمّ كلمات من هنا وهناك فقال أنا صاحب الحق وغيري على الضلال فالعجب كل العجب على متبعيه والمروجين له والآخذين منه
فمتى كان التبري هو بكرث الكلام وما ادرانا ما في قلبه فهل يوافق لسانه اما لا . خصوصاً انه لايتورع عن تسقيط المؤمنين وتضليلهم وتفسيقهم . وخلافاً لمفهوم أهل البيت ((إن الناس لو سمعوا محاسن كلامنا لأتبعونا ))
ومتى كان ترك التقية هو الحق بعينه وخصوص لايرى للمؤمنين حق عليه والضرر الذي يقع عليهم بتحمليهم لكلامه الخارج على ما تعارف عن علماؤنا الاعلام فمنهاجهم العلمي الاخلاقي الشرعي واضح لكل عاقل وغير هذا فمنهاجه واضح البطلان همها حاول اعطاؤه العناوين البراقة
فهذه الدعوى أجمل واكمل ماتكون في الانسان اذا حقا وجدت فيه فانه من التوفيق والتسديد الالهي ورعاية أهل البيت عليهم السلام بان يصل الي هذه المرتبة من الكمال وهذا ما نجده عند علمائنا الاعلام ومراجع الدين العظام الورعين اصحاب العلم الحلم والحكمة والورع والتقوى
فالحذر كل الحذر من أصحاب السان الطويل الذي يخاف الناس منه بغية لسانه
فالحذر كل الحذر من اصحاب الكلام المعسل ظاهره المبطن بالحسد باطنه وقوله بأني انا كذا وكذا وهذا علمي وهذا فعلي وهذا قولي وهذه اخلاقي فالمادح لنفسه ذامها وفي داخله النقص الذي جعله يتكلم بهذا وقد اظهره للعقلاء بكلامه هذا
وختاماً لبيان الحال نستعين بكلام سيد البلغاء والمتكلمين لانه الانفع الاخصر
قال الامام أمير المؤمنين عليه السلام : في بيان حقيقة حال هكذا إنسان
وَرَجُلٌ قَمَشَ جَهْلاً(2)، مُوضِعٌ في جُهَّالِ الاُْمَّةِ(3)، غادر في أَغْبَاشِ(4) الفِتْنَةِ، عِم(5) بِمَا في عَقْدِ الهُدْنَةِ(6)، قَدْ سَمَّاهُ أَشْبَاهُ النَّاسِ عَالمِاً وَلَيْسَ بِهِ، بَكَّرَ فَاسْتَكْثَرَ مِنْ جَمْع، مَا قَلَّ مِنْهُ خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ، حَتَّى إِذَا ارْتَوَى مِنْ مَاء آجِن(7)، وَأكْثَر مِن غَيْرِ طَائِل(8)، جَلَسَ بَيْنَ النَّاسِ قَاضِياً ضَامِناً لِتَخْلِيصِ(9) مَا التَبَسَ عَلَى غيْرِهِ، فَإِنْ نَزَلَتْ بِهِ إِحْدَى المُبْهَمَاتِ هَيَّأَ لَهَا حَشْواً(10) رَثّاً(12) مِنْ رَأْيِهِ، ثُمَّ قَطَعَ بِهِ، فَهُوَ مِنْ لَبْسِ الشُّبُهَاتِ في مِثْلِ نَسْجِ العَنْكَبُوتِ: لاَ يَدْرِي أَصَابَ أَمْ أَخْطَأَ، إنْ أَصَابَ خَافَ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَخْطَأَ، وَإِنْ أَخْطَأَ رَجَا أَنْ يَكُونَ قَدْ أَصَابَ.
جَاهِلٌ خَبَّاطُ(13) جَهلات، عَاش(14) رَكَّابُ عَشَوَات(15)، لَمْ يَعَضَّ عَلَى العِلْمِ بِضِرْس قَاطِع، يُذرِي الرِّوَايَاتِ إذْراءَ الرِّيحِ الهَشِيمَ(16)، لاَ مَلِيٌ(17) ـ وَاللهِ ـ بِإِصْدَارِ مَا وَرَدَ عَلَيْهِ، وَلاَ هُوَ أَهْلٌ لِما فُوّضَ إليه، لاَ يَحْسَبُ العِلْمَ في شيْء مِمَّا أَنْكَرَهُ، وَلاَ يَرَى أَنَّ مِنْ وَرَاءِ مَا بَلَغَ منه مَذْهَباً لِغَيْرهِ، وَإِنْ أَظْلَمَ عَلَيْهِ أَمْرٌ اكْتَتَمَ بِهِ(18) لِمَا يَعْلَمُ مِنْ جَهْلِ نَفْسِهِ، تَصْرُخُ مِنْ جَوْرِ قَضَائِهِ .
المصدر :- نهج البلاغة
____________
2. قَمَشَ جهلاً: جمعه، وأصل القَمْش: جمع المتفرق.
3. مُوضِعٌ في جُهّالِ الامّة: مسرع فيها بالغش والتغرير،.
4. أغباش: الليل: بقايا ظلمته.
5. عَم: وصف من العمى، والمراد: جاهل.
6. عَقْدُ الهُدنة: الاتفاق على الصلح والمسالمة بين الناس.
7. الماءُ الاجِنُ: الفاسد المتغير اللون والطعم.
8. غير طائل: دونٌ، خسيسٌ.
9. التخليص: التبيين. .
10. الحَشْوُ: الزائد الذي لا فائدة فيه.
12. الرّثّ: الخَلَقُ البالي، ضد الجديد.
13. خَبّاط: صيغة المبالغة من خبط الليل إذا سار فيه على غير هدى.
14. عاش: خابط في الظلام.
15. العَشَوَات: وهي ركوب الامر على غير هدى.
16. الهَشِيمُ: ما يَبِسَ من النّبْتِ وتهشّمَ وَتَفَتّتَ.
17. المَلِيّ بالشيء: القَيّمُ به الذي يجيد القيام عليه.
18. اكتتم به: فوّض إليه: كتمه وستره لما يعلم من جهل نفسه.