المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابلغوا سلامي للسيد عبد الاعلى


رمال النجف
07-11-2007, 01:44 AM
ابلغوا سلامي للسيد عبد الاعلى

ينقل ان آية الله الفقيه التقي والمرجع الزاهد السيد عبد الاعلىالسبزواري (رضوان الله عليه) قد روى لبعض تلامذته في درسه الاخلاقي الحادثة التاليةالتي جرت له وهو ابن اربعين سنة، قال قدس الله نفسه:
خرجنا قاصدين حج بيت اللهالحرام ضمن قافلة السيد اسماعيل حبل المتين في حافلة باص من ايران- ولما دخلناصحراء الجزيرة العربية‌ ضل السائق الطريق -وكان يومها ضيقاً وبعض اقسامه غيرمبلطة.
اخذ السائق يتوجه يمنةً ويسرة دون جدوى، فلم يعثر على طريق مكة حتى نفدوقود السيارة، فنزلنا منها في حالة يرثى لها. لم نكن نرى فيما حولنا سوى صحراءقاحلة لا اثر لذي حياة فيها ولا اثر للجادة ‌الموصلة الى بيت الله.
ويتابع السيدالسبزواري (رضوان الله عليه) نقل ما جرى قائلاً: مضت ساعات وساعات، ونفد ما معنا منماء وطعام، فيما كان املنا في النجاة يتضاءل ويتضاءل، لقد مرت لحظات صعبة ومرعبة،إذ كان شبح الموت يقترب منا بخطاه الموحشة.
بعض منا سلم امره لله واضطجع بحالةالمحتضر، وبعض انغلق على نفسه مفكراً في ماله وعياله الذين خلفهم في دياره، وبعضبادر الى حفر قبر لنفسه ليرقد فيه إذا حل في ساحته ما لا بد منه وكأنه ايقنبالموت!
وبعد ان صور آية الله السيد السبزواري قدس الله سره حالة افراد القافلةانتقل الى تصوير حالته هو، فقال:
اما انا، فأخذت في تلك الساعة ابحث عن طريقللحياة لا للموت طريق لإنقاذ هؤلاء الذين يأسوا من الحياة، فتوجهت الى واهب الحياةوخالق كل شيء الله تبارك وتعالى.
تذكرت فجأة الصلاة المعروفة بأسم صلاة جعفرالطيار وبركات التوسل بها الى الله جلت قدرته، وفوراً، اخذت سجادتي وانفردت علىمسافة من رفاق طريقي بحيث لا ارى امامي ما يشغلني عن التوجه الى الله تبارك وتعالى! وشرعت بهذه الصلاة...
ونبقى مستمعينا الاكارم مع مارواه السيد عبد الاعلىالسبزواري (رضوان الله عليه)، حيث واصل حديثه قائلاً:
لما اوشكت على نهاية‌ هذهالصلاة وتسبيحاتها وادعيتها، سمعت احد رفاقي يناديني: اسرع يا سيد الينا، فنحنننتظرك، لقد استعد الجميع للحركة بأستثناءك!!
ادرت ببصري الى ما خلفي، فرأيترفاقي على غير تلك الحالة‌ المؤلمة، لقد استقلوا السيارة التي كانت مستعدةللانطلاق!
تعجبت مما أرى، وسألت افراد القافلة: ما الذي حدث؟اجابوا: انفارساً قد اغاثنا، جاءنا فأطعمنا وروانا، وامر السائق ان يشغل السيارة، فإشتغلت كماترى، ثم اشار الى تلك الجهة وقال: انها الطريق الموصلة الى مكة المكرمة.
ثم قال: نادوا السيد عبد الاعلى وابلغوه سلامي.
وختم السيد السبزواري روايته قائلاً: وهكذا تحركنا بذلك الاتجاه، فوصلنا مكة المكرمة سالمين ببركة مولانا بقية اللهفسلام الله عليه وتحياته وصلواته روحي له الفداء!
هذا السيد المبّجل انقطع لله وتيّقن الاخلاص إلا من الله وحده

كما جاء في الأثر بما معناه لو ازداد يقينكم لمشيتم على الماء
فهل اليك ياابن احمد من سبيل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟