المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متى بدأت معارك اليوم الأخير ؟


مصطفى الهادي
12-02-2014, 01:51 PM
متى بدأت معارك اليوم الأخير ؟
مصطفى الهادي

لعلنا سنكون آخر شهود الحقبة الحالية التي نعيشها ونحن ابطال آخر فصول المسرحية الكونية التي خططها الله تعالى لمسيرة البشر على هذه الأرض.
لقد بدأت علامات النهاية منذ زمنٍ ليس ببعيد، بضع آلاف من السنين الماضية كانت بداية نهاية التخطيط الإلهي عندما قاد ( ميخائيل) الملك المحارب فارس السماوات الأوحد ، المعركة ضد قوى الشر والظلام المتمثلة في (إبليس)الشيطان الذي تمرد وأعلن العصيان من اجل ان يكون الملك المطلق على المخلوقات ، حدث هذا الصراع في السماء حيث بدأت عملية تطهير السماء من شر هذه الملخوقات النارية المتمردة وقاد ميخائيل جحافل المخلوقات النورانية ضد (عزازيل). (1) وبعد صراع انتصر فيه ميخائيل على القوى الشريرة (الشيطان) وتم رميه وما تبقى إلى الأرض مع ابالسته كما يقول الكتاب المقدس : ((ويلٌ للأرض لأن ابليس قد نزل إليك، وبه غضبٌ عظيم، عالما أن له زمانا قصيرا)). (2)
بدأ ابليس حال نزوله إلى تكوين جيش من البشر لكي يعود يوما ليُحارب سكان السماء الذين طردوه (3) أو تأسيس ممكلة الشر على الأرض، التي توازي مملكة النور في السماء. وتدخّل منذ اليوم الأول لنزوله حيث تسبب في اغراء قابيل بقتل اخيه لكي يخلق جيلا شريرا مستعد للقتل وقطع الرؤوس وتفجير الناس، يعتمد عليه في حربه فيما بعد. ثم شجّعهم على صناعة كل أنواع اسلحة الشر والتدمير والخراب والهلاك وعبثا ذهبت جهود الانبياء في اصلاح الخراب فقد كان نصيب هذه الصفوة الطيبة من البشر القتل والتسفيه والتكذيب بإيعاز من الشيطان الذي كان يُزين للانسان كل سبل المعاصي والتمرد لأنه لا يزال يعيش التحدي في أن يرجع وينتصر او يُكوّن مملكة الشر والظلام على الأرض لتوازي ممكلة السماء النورانية ، فليس هناك وقتٌ كافٍ لذلك فالشيطان يعلم ان له زمانا قصيرا حيث سوف تبدأ مرحلة التطهير الثانية على يد رجالات اعدهم الله للقيام بهذه المهمة الصعبة ، هؤلاء الرجال يمتلكون طاقات وقدرات استثنائية جهزهم بها الله تعالى للوقوف بوجه ابالسة قوى الظلام التي تُريد ان تؤسس مملكتها المتمردة. لأن المعركة القادمة ستكون بين (شياطين الإنس) الذين يقودهم ابليس ، وبين رجال الله الاشداء.
تخلصت تلك الكواكب من الاشرار وطرحتهم إلى جوار الأرض (4) وبدأت الشياطين تتصل بالبشر من وراء حجاب (5) واسلحتهم في ذلك : الوساوس والاوهام التي تُشوش عمل العقل وتجعل عنده الاستعداد للانحراف من خلال تزيين كل اعمال الشر وتبريرها له.
المعركة بدأت منذ تقريبا اكثر من سبعة آلاف عام حسب ما جاء في الكتب السماوية في اشارة إلى آخر مخلوق بشري متطور متكامل الذي يُمثل خلاصة مسيرة خلق الانسان عبر مراحله الزمنية السابقة الأكثر تخلفا وقد تمثل ذلك في ابداعاته السريعة المتلاحقة واكتشافاته المذهلة الرائعة قياسا إلى الفترة التي عاشها اسلافه طيلة لربما بضع مئآت من ألوف السنين أو ملايينها كما يراه العلم. وكما نراه في آثاره التي تركها في المغاور والكهوف ، حيث (أُهبط) نزل هذا الانسان من حالته البدائية الى حالته الحالية العلمية المتطورة والتي هي من اهم علامات تسارع الزمان نحو نهايته.
فعندما تم طرد (المخلوقات النارية) من عالمهم إلى العالم الأرضي فإنه لا يُمكن لسكان السماء ان يتركوا الانسان على حالته البدائية المتخلفة التي يعتمد فيها على الاحجار والنار والسكن في المغاور والكهوف فاهبطوهم من المغاور والكهوف إلى أرض المعرفة والعلم بمساعدة رجال الله الاتقياء ــ الانبياء ــ لكي يُجابهوا هذا المخلوق الذي نزل إليهم وفيه غضبٌ وشرٌ عظيم ، لأنه بسبب هذا الانسان طُرد من محل مجده ودار عزه التي حاول ان يتسيّد فيها على البشر لكونهم متخلفين عاشوا احقاب طويلة من دون تطور ، ولكن هذا الصراع الجديد اظهر الاستعدادات الكامنة عند الانسان وحرك عقله للدفاع عن نفسه كونه خليفة في هذه الارض ومالكها الأوحد وسيّد المخلوقات جميعا ومن المعروف ان عالم المنافسة هو سبب التطور.

فهل صحيح اننا في الأيام الأخيرة ؟
اجمع العلم والدين على ان الانسان يعيش فترته الأخيرة على هذه الأرض وأنه يسعى إلى حتفه بعوامل خارجية او ذاتية تنطلق من اختراعه وسائل التخريب والدمار الشامل حيث اصبح وجوده مرهونا بها لأن اي خطأ تقني او بشري مقصود سوف يطلق اسلحة الشر لتُبيد الحياة وتنهي هذه الحقبة من عمر الحياة. او بعوامل خارجية مثل سقوط النيازك او انكماش الكون او زلازل مدمرة وفيضانات واعصاير وأوبئة وغيرها . وقد اطلق الدين على هذه العوامل كلها بأنها اشارات لقرب نهاية الأرض ومن عليها ضمن مسيرة التخطيط الإلهي. وقد حفلت الكتب السماوية بذلك وبشّر الانبياء بها، ومن ذلك نذكر ، قول القرآن : (اقتربت الساعة) ، او قول النبي (ص) : (بُعثت والساعة كهاتين ، ثم عقد بين اصابعه) وكذلك معرفة الانسان باقتراب الساعة كما يقول القرآن : (يسألونك عن الساعة).وهو ما اكد عليه الانبياء ايضا كقول عيسى عليه السلام في إنجيل مرقس 1:15 ((قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله، فتوبوا)). أو ما قاله بطرس ايضا في رسالته الأولى 4 :7 (( نهاية كل شيء قد اقتربت، فتعلقوا واصحوا للصلوات)). وهو نفسه ما اكدت عليه التوراة في سفر التكوين 6 :13 (( فقال الله : نهاية كل بشرٍ قد أتت أمامي)).


من جهة العلم والدين هناك اتفاق حول ذلك (كما أن للكون بداية فلابد لهُ من نهاية ومن ضمن النهاية الأرض التي ستكون مسرحا للاحداث) .
العلم يرى أن نهاية الأرض ستكون بفعل عوامل طبيعية وهذا ما نراه ينعكس في مؤلفاته وافلامه ونبوءاته على شكل زلازل مدمرة وبراكين متفجرة ، وطبيعة ثائرة، وامراض فتّاكة محيرة .
الدين يرى أن نهاية الأرض ستكون عن طريق البشر والعوامل الطبيعية ايضا . ولكنه يرى أن العوامل الطبيعية اشارات ومقدمات للنهاية. ونحن هنا نأخذ التفسير الديني لأنه يجمع بين التفسيرين العلمي والديني.
الدين يرى أن نهاية الأرض ستكون عن طريق حوادث خطيرة منها حروب مدمرة ايضا ولكنه يرى أيضا أن الأرض ستمر بعد هذه المعاناة بفترة استراحة يقودها العدل والرخاء والسلام، ثم تحدث بعدها الانتقالة الكبرى .(6)
فمن جملة الآيات البشرية يقول الكتاب المقدس : ((قل لنا متى يكون هذا ؟ وما هي علامات انقضاء الدهر ؟ فأجاب يسوع سوف تسمعون بحروب تقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة وتكون مجاعات واوبئة وزلازل ، هذه كلها بداية المخاض . وهذا مبتدأ الأوجاع لأنه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله مُنذ ابتداء العالم ولن يكون، وبعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس ، والقمر لا يُعطي ضوءهُ، والنجوم تسقط من السماء، وقوات السماوات تتزعزع . وحينئذ تظهر علامة ابن الانسان )). (7) اي بعد كل هذا الضيق يأتي الفرج ولربما هو اشارة للحروب النووية التي سيحجب دخانها واتربتها ضوء الشمس والقمر ، لتبدأ بعدها فترة أخرى من حكم السلام في الأرض.
اما قول نبوءة السيد المسيح (تسمعون بحروب) فقد حدث هذا ولا يزال يحدث ويزداد يوميا مع تطور الاسلحة فقد تسببت الحروب والنزاعات العسكرية والعرقية بمقتل أعداد هائلة من البشر خلال القرن الماضي وبدايات هذا القرن : (( أن عدد ضحايا الحروب التي حدثت في القرن العشرين وما بعده هو ثلاث أضعاف عدد كل الذين ماتوا في الحروب ما بين القرن الأول الميلادي وسنة 1899 .اي طيلة (2000) سنة . ويقول جوناثان غلوفر ، يُقدر عدد الذين قتلتهم الحروب في الفترة الممتدة من سنة 1900 إلى 1989 بـ (186) مليون ... يحدث الموت في حروب القرن العشرين على نطاق يصعب تصوره. أن هذه الرقم لعدد القتلى مظلِّل ، لأن ثلثين هذا الرقم تقريبا قتلوا في الحربين العالميتين وحدهما ولو وزعنا كامل الرقم على عدد القتلى بالتساوي على كامل القرن العشرين يكون عدد الذين قتلتهم الحروب (350) شخص كل ساعة دون توقف على مدى تسعين سنة)). (8) والسؤال هو : كم عدد الذين قتلهم الامراض والحوادث من زلازل وعاصير ومجاعات وغيرها مما لم يحصه العلم. وقد ذكرت التقارير انه منذ سنة (1990)يضرب العالم كل سنة ما معدله (17) زلزالامدمرا. (9)
واما بالنسبة للاوبئة التي تنبأت بها الكتب السماوية فيذكر تقرير انه ((منذ سنة (1973) ظهر أكثر من ثلاثين مرضا جديدا بما فيها الإيدز ، والايبولا ، والتهاب الكبد (سي) وفيروس نيبا وغيرها من امراض لا تعد ولا تحصى وأن عدد الذين ماتوا من جراء اصابتهم بالامراض المعدية كان يُساوي حوالي (160) مرة عدد الذين ماتوا بسبب الكوارث الطبيعية في السنة التي سبقتها)). (10)
فهل هذه بداية نهاية العالم وقرب ختام المعركة الفاصلة؟

المراجع .
1- يقول القرطبي في تفسيره : (عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى : إلا إبليس أبى واستكبر . إبليس كان اسمه عزازيل وكان من أولي الأجنحة الأربعة ثم أبلس فيما بعد).
2- سفر رؤيا يوحنا 12 : 12 .
3- وهي الرواية التي تقول : (فيرمون سهامهم إلى السماء ، فيذهب السهم ويرجع مخضبا بالدم). وفي هذه الرواية رموز كثيرة تحتاج إلى تفسير علمي خاص.
4- نقول طرحهم إلى جوار الأرض ، لأن الحيّز الذي تشغله هذه المخلوقات النارية على تماس مع الحيز الذي يعيشهُ البشر.
5- كما يقول في سورة الاعراف آية : 27. (إنه يراكم هوَ وقبيلهُ من حيث لاتشعرون). ولكنه يتعاون مع الارواح من خلال الإيحاء لها. (شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض) سورة الانعام : 112.
6- وهو قوله تعالى في سورة الانبياء آية : 104 : ((يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا اول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين)). حيث ستبدأ دورة أخرى من الحياة.
7- إنجيل متى 24 : 7 ، 8.
8- جوناثان غلوفر كتاب الإنسانية ، تاريخ أدبي للقرن العشرين.
9- انظر تقرير دائرة المسح الجيولوجي الأمريكية لسنة 1990.
10- تقرير صادر عن مجلس المخابرات القومي الامريكي لسنة 2000 وكذلك تقرير للصليب الأحمر الدولي صدر في 28/ حزيران/ 2000 .