المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منطقة الاصبعتين ....... في مرقد امير المؤمنين عليه السلام


تقوى القلوب
14-02-2014, 10:33 PM
منطقة الاصبعتين ....... في مرقد امير المؤمنين عليه السلام
تقع منطقة الاصبعتين في الجهة الجنوبية لصندوق القبر الشريف قرب الرأس الشريف، وقد أحيط بمجموعة من الأحجار الكريمة الثمينة والحلي الذهبية التي أهديت للعتبة المقدسة من قبل الملوك والسلاطين والرؤساء وغيرهم، وكتب على الإطار المحيط بمنطقة الإصبعتين ضمن الصندوق الآية الشريفة (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله، يد الله فوق أيديهم)، ولهذه المنطقة خصوصية ومعلومات تاريخية وقصة ذكرت في المصادر التاريخية، إذ ذكرها المحدث النوري فقال: وأما قصة مرة بن قيس فهي وان لم توجد في الكتب المعتبرة إلا أنها في الشهرة عند الشيعة بمكان لا تخفى على احد، بل قل معجزة بلغت إلى هذه الرتبة من الشيوع، وقد أشار إليها الحكيم سنائي الغزنوي في حديقته وعدّها من المناقب المسلّمات-وهو في حدود سنة الخمسمائة- وكذا الحكيم الفردوسي-وهو في حدود سنة الأربعمائة- وللمولى حسن الكاشي الاملي المعاصر للعلامة الحلي فيها قصيدة مخصوصة، وملخص هذه القصة على ما نقله الكتاب المذكور عن السيد الجليل والعالم النبيل السيد نصر الله الحائري عن المولى عبد الكريم عن كتاب تبصرة المؤمنين ورواها السيد محمد صالح الترمذي المتخلص بالكشفي من علماء أهل السنة في كتاب المناقب وقال انه ثبت ذلك بالأسانيد الصحيحة وهو: إن مرّة بن قيس كان رجلاً كافراً له أموال وخدم وحشم كثيرة، فتذاكر يوماً مع قومه في شأن آبائه وأجداده وأكابر قومه، فقيل له: إن أكثرهم قد قُتلوا بسيف علي بن أبي طالب، فسألهم عن محل قبره فدلوه على النجف، فجهز معه ألفي فارس وألوفاً من الرجالة وتوجه إلى النجف، فلما قرب من نواحي البلدة تحصّن أهلها في داخل البلدة، فحاربهم مدة ستة أيام حتى ثَلَمَ موضعاً من السور ودخل البلدة عنوةً، ففرّ الناس وخرجوا هاربين على وجوههم، وجاء حتى دخل الروضة المقدسة وخاطب صاحب المرقد، بقوله: يا علي أنت قتلت آبائي وأجدادي، وأراد أن يشق الضريح بسيفه، فخرج منه إصبعان مثل ذي الفقار فقطعه نصفين، وفي ساعته انقلب النصفان حجرين أسودين، فجاؤا بهما إلى باب النجف، وكان كل من يزور المرقد الشريف يرفسهما برجله. ومن خواص ذلك إنه كلما مر عليهما حيوان من حمار وغيره بال عليهما ومضى مدة من الزمان وكان الحال على ذلك المنوال، فجاء رجل من خدّام مسجد الكوفة وحمل القطعتين إلى باب مسجد الكوفة وطرحهما هناك واتخذهما مرتزقاً له من الزائرين والمترددين، وقال السيد محمد صالح الترمذي: حدثني الشيخ يونس وهو من صلحاء النجف الاشرف: أني رأيت عضوا من أعضائه هناك.
ويحكى عن الشيخ قاسم الكاظمي النجفي شارح كتاب(الاستبصار) إنه كان كثيراً ما يدعو على من أخرج الحجر المزبور من النجف ويقول: خذل الله من أخرج هذا الملعون من تلك العتبة المقدسة وأبطل هذه المعجزة الباهرة[تاريخ النجف الأشرف، محمد حسين حرز الدين 445 ـ 446].
وتعتبر هذه البقعة من البقاع المشرفة حيث ذكرها الشيخ محمد حسن النجفي في جواهر الكلام في بحث اللعان من باب النكاح بقوله: وقد يغلظ اللّعان بالقول بذكر أسماء الله تعالى المؤذنة بالانتقام وبالعظمة والهيبة، والمكان بأن يلاعن بينهما في البقاع المشرفة مثل ما بين الركن والمقام أي الحطيم إن كان في مكة المكرمة، وفي المسجد الأقصى عند الصخرة إن كان في بيت المقدس، وعند قبر الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) إن كان في المدينة المنورة، وعند المكان المعروف بالأصبعين في مشهد أمير المؤمنين(عليه السلام) قريباً من مكان رأسه المعظم.