المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عصمة الانبياء والائمة عند الشيعة


الربيعي
15-02-2014, 01:21 AM
:)عصمة الانبياء والائمة عند الشيعة
كثيرا ما يجهد الشيعي نفسه في نقاشات مع الوهابية حول مسألة عصمة الائمة (( ع )) محاولا بالدليل العقلي والنقلي أثبات ذلك لكن النتيجة الاخيرة التنازع والنفور وعدم الاقتناع ...
وكيف يقتنع الوهابي بعصمة الامام من بعد الرسول وهو لا يقتنع بعصمة النبي (( ص )) اولا فالدين الاسلامي لم ياتي للناس الا بالتدريج وعلى شكل دفعات فحتي نقنع الوهابي بعصمة الامام يجب ان نقنعه بعصمة الرسول في بادئ الامر .
أن الانبياء جميعهم معصومون من النسيان والسهو والخطأ وكل المحضورات والممنوعات وهذا رأى الشيعة ويفسرون الايات القرانية الداله على النسيان والسهو تفسيرا مجازيا او يؤولون الايات حسب ما ورد في كتب التفسير من اسباب النزول .
بينما الطرف الاخر يفسر هذه الايات تفسيرا ظاهريا بحتا دون التمعن في اسباب النزول والحوادث التي ادت الى نزولها على الرسول (( ص)) , مما ادى الى استنتاج ان الانبياء بشر يخطئون ويصيبون وليسوا معصومين الا في التبليغ , علما ان هذا الطرف المذكور أنفا لا يملك الدليل ليثبت فيه التبليغ من عدم التبيلغ عند الرسول .
كذلك يعتمد الوهابي على سلسلة من الروايات الضعيفة والمكذوبة التي ظهرت باسم الاسرائليات لاثبات عدم عصمة النبي ( ص ) وهي كثيرة وموجودة عند الطرف الشيعي والسني على حد سواء لكن الطرف الشيعي لا ياخذ بهذه الروايات ويعتبرها اسرائيلية حيث لايوجد لديهم كتاب صحيح غير القران الكريم وكل الكتب الاخرى تخضع لمحكمة علم الرجال والسند والمتن قبل الاخذ بها .
وهناك قاعدة عامة ومهمة علمها لنا الرسول ( ص) عندما قال (كل حديث او رواية لا توافق القران فضربها عرض الحائط ) لان القران الكريم يصرح لنا بعصمة النبي والانبياء اللذين من قبله والدليل على ذلك عقلي
ونقتصر في هذا المجال على ذكر دليلين هما :
1- الوثوق فرع العصمة
إنّ التبليغ يعمّ القول والفعل، فكما في أقوال النبي تبليغ فكذلك في أفعاله، فالرسول معصوم عن المعصية و غيرها لأنّ فيها تبليغاً لما يناقض الدين و هو معصوم من ذلك .
ولا يفتقر ذلك على زمن البعثة فقط وإنّما يشمل ما قبلها أيضاً لأنّه لو كانت سيرة النبي غير سليمة قبل البعثة فلا يحصل الوثوق الكامل به وإن صار إنساناً مثاليّاً.
إذن فتحقق الغرض الكامل من البعثة رهن عصمته في جميع فترات عمره.
2- التربية رهن عمل المربّي
إنّ الهدف العام الذي بعث الأنبياء لأجله هو تزكية الناس و تربيتهم و معلوم (أن فاقد الشيء لا يعطيه) فلذا لابد من التطابق بين مرحلتي القول والعمل، وهذا الأصل التربوي يجرّنا الى القول بأن التربية الكاملة المتوخاة من بعثة الأنبياء لا تحصل إلّا بمطابقة أعمالهم لأقوالهم فانّ لسوابق الأشخاص وصحائف أعمالهم الماضية تأثيراً في قبول الناس كلامهم وإرشاداتهم . أمّا ما ذكرته بالنسبة للآيات المباركة من سورة القصص، فإن الأصل في الأنبياء العصمة والأدلة من القرآن والسنة والعقل صريحة بالعصمة، وكل ما ورد ظاهره مناف للعصمة، فلابد من البحث عن التأويل له و فهم معناه.
فقد جاء في (عيون أخبار الرضا (ع)) باسناده إلى علي بن محمد بن الجهم قال : حضرت مجلس المأمون و عنده الرضا (عليه السلام)، فقال له المأمون : يا بن رسول الله، أليس من قولك : إنّ الأنبياء معصومون ؟ قال : بلى . قال : فأخبرني عن قول الله: ((فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان)) (القصص 15).
قال الرضا (عليه السلام) : إنّ موسى (ع) دخل مدينةً من مدائن فرعون على حين غفلة من أهلها، وذلك بين المغرب والعشاء، فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته و هذا من عدوّه، فقضى على العدو بحكم الله - تعالى ذكره - فوكزه فمات، قال : هذا من عمل الشيطان، يعني الاقتتال الذي وقع بين الرجلين لا ما فعله موسى (ع) من قتله (إنه) يعني الشيطان (عدوّ مضلّ مبين) .
قال المأمون : فما معنى قول موسى: (( ربّ إنّي ظلمت نفسي فاغفر لي )) 16؟
قال : يقول : وضعت نفسي غير موضعها بدخول هذه المدينة، فاغفر لي، أي استرني من أعدائك لئلا يظفروا بي فيقتلوني، فغفر له إنّه هو الغفور الرحيم . قال موسى(ع) : ربّ بما أنعمت علي من القوة حتى قتلت رجلاً بوكزة فلن أكون ظهيراً للمجرمين، بل أجاهدهم بهذه القوة حتى ترضى .

عندما نقتنع ان الرسول غير معصوم كيف لنا ان نقنع اصحاب الديانات الاخرى بالاسلام ؟ بديهيا لا يقتنع المسيحي بالنبي كرسول عندما يعرف ان النبي عبس وتولى وسوف يرد عليك ان عيسى افضل من محمد ؟؟؟
فمحمد (( ص)) عبس وتولى عندما جاء له الاعمى وسوف يقول المسلم سهوا دون قصد ويرد المسيحي ان عيسى لا يعبس او يتولى بل يداوي الاعمى ويشفيه ويعالج الابرص ويحيى الموتى باذن الله ولا يسهى بقصد او دون قصد .