عبدالعظيم عبدالغني
03-03-2014, 10:13 AM
الآباء والأمهات والدور التربوي
عبدالعظيم عبدالغني المظفر
عن رسول الله (صلى الله وعليه واله وسلم) ] لئن يؤدب أحدكم ولدا خير له من أن يتصدق بنصف صاع كل يوم) ]. غالبا ما يكون في الأسرة - ألاب والأم – جاهلين بتكليفهما الشرعي العبادي تجاه أفراد المجتمع . واهم فئة من أفراد المجتمع معنية بهذا التكليف الاجتماعي هم الأبناء لأنهم الثمرة الأساسية التي ينتجها بناء العلاقات الزوجية كما أن الأبوين في الفروض الطبيعية على احتكاك مباشر و يومي بأبنائهما والتقبل والتعلم منهما اكبر إذا كانا واعيا ومدروسا . ولكن غالبا لا يتحقق مع الأسف . وقد يكون منشأ المشكلة في مرحلة اسبق من إنجاب الأطفال و تربيتهم قد تبدأ المشكلة من مرحلة بناء العلاقة الزوجية نفسها . تلاحظ إن الغاية الأساسية المقصودة من الزواج والتزويج هي إشباع الرغبة الجنسية . ونلاحظ في هذا الجانب كهدف من الزواج لا كوسيلة لبناء أسرة تشكل لبنة مهمة في المجتمع المسلم فيبقى الزوجان غارقان في عسل اللذة وجهل ما ينتظرهم من أحداث و تفاصيل في المستقبل القريب نحتاج إلى استعداد و حساب وإلا ستكون جملة من الأخطاء . في السنة الأولى او الثانية من الزواج وقبل أن يفيق الزوجان من انتعاشهما الجنسية سيكونان في معرض توقع مولود . و تكريس الاهتمام بهذا المولود يكون عادة من حيث الملبس والمأكل والمتابعة الصحية , وقد لا يوجد أدنى اهتمام بالتكليف الشرعي تجاهه , ويدخل الأبوان نفسيهما – من قبل ولادة الطفل – في حلقة مفرغة . فالأب يبالغ في الاهتمام بكسب العيش ليوفر لمولوده المصاريف الكافية , وكلــما كان المورد المالي اكبر الحاجات والمتطلبات اكثر فيحتاج الأب اهتمام اكبر بعمله . والأم تهتم بشؤون البيت والطفل الماديتين وكأنهما خلقا لهذه الأسباب التي تتباهى بأدائها على أتم وجه أمام النساء . يقول أمير المؤمنين عليه السلام] أنكم إلى اكتساب الأدب أحوج منكم إلى اكتساب الفضة والذهب [ وعنه عليه السلام [إن خير ما ورث الأباء لأبنائهم الأدب لا المال] .
و لا يوجد غالبا من كلا الطرفين اهتمام بالتكليف الشرعي الاجتماعي بأخلاق و تربية هذا الطفل بل قد يشارك الأبوان في انحرافه إشباعا لبعض أهوائهما أو دفعا لموافقة بعض تصرفاتهما اللامدركة . وإذا نبها يوما ما إلى هذا الجانب تراهم يبررون ذلك بالانشغال بالاهتمامات المادية للطفل و ينوون على تكريس اهتمام تربوي اكبر بالطفل و يجعلون هذه النية في آخر قائمة اهتماماتهم . وقد تكون هذه المرتبة من الجهل البسيط مقبولة مقارنة بمراتب أخرى من الجهل المركب حيث يعتقد الأبوان إن حسن التربية وشدة الاهتمام بالطفل أن يتعلم بعض التصرفات المفرحة والمضحكة للجهلة كالغناء والرقص والجرأة على الكبار ضربا وبصاقا وشتما , يقول الأمام علي عليه السلام
[ لا أدب لسيئ النطق] و إذا ما دخل المدرسة فتربيته الجيدة لديهما هو حصوله على درجات عالية في دروسه فقط
بغض النظر عن باقي التصرفات والممارسات وما يتعلمه من أقرانه أثناء الفرص من عادات وافعال سيئة. إذ لعل الأجدر بالآباء أن يتابعوا أبنائهم في هذا الجانب ساعات متعددة إذا تابعوهم بخصوص دروسهم ساعة واحدة . وهناك صنف من الأباء لا يولي أبناؤه المقدار المجزي من الاهتمام المادي والمعنوي فهو يتعامل مع الصغير بقسوة وتشدد واحتقار يجعل الطفل يكره نفسه في ذلك يقول رسول الله (صلى الله وعليه واله وسلم) يقول [ اكرموا أولادكم واحسنوا آدابهم ] والإكرام يتمثل بالتعامل مع هذا المخلوق كإنسان من خلال احترامه والحديث أليه وإرشاده .
إن الدور الذي يقوم به الأبوان ليس بالدور السهل إزاء مسؤولياتهم الدينية والدنيوية وقد أشرت مرارا في هذا البحث إلى ضرورة تربية جيل قادر على أن يقف على أقدامه ليربي لنا جيل صالح لأننا اليوم نقف على عتبة أزمة الأخلاق في هذا الزمان والعولمه وفهم الحرية الخاطئ من مشجعات هذه الأزمة ولذلك فأن أمام الأبوين دور ضخم للتربية الحسنه وجهد غير سهلٍ فإذا لم يكن الأبوان على قدر واف من التربية وحسن الخلق فلا فائدة بالجيل الذي يقدمانه للمجتمع وقد قال الشاعر
إذا كان رب البيت بالدف ناقر
فشيمة أهل البيت كلهم والرقص
فإذا كان الأب القدوة غير مؤهل لمسؤولياته فكيف نطلب منه ا، يؤهل لنا ذرية صالحه
البحث مستل من كتاب تربية الشباب ج1 لنفس الكاتب :)
عبدالعظيم عبدالغني المظفر
عن رسول الله (صلى الله وعليه واله وسلم) ] لئن يؤدب أحدكم ولدا خير له من أن يتصدق بنصف صاع كل يوم) ]. غالبا ما يكون في الأسرة - ألاب والأم – جاهلين بتكليفهما الشرعي العبادي تجاه أفراد المجتمع . واهم فئة من أفراد المجتمع معنية بهذا التكليف الاجتماعي هم الأبناء لأنهم الثمرة الأساسية التي ينتجها بناء العلاقات الزوجية كما أن الأبوين في الفروض الطبيعية على احتكاك مباشر و يومي بأبنائهما والتقبل والتعلم منهما اكبر إذا كانا واعيا ومدروسا . ولكن غالبا لا يتحقق مع الأسف . وقد يكون منشأ المشكلة في مرحلة اسبق من إنجاب الأطفال و تربيتهم قد تبدأ المشكلة من مرحلة بناء العلاقة الزوجية نفسها . تلاحظ إن الغاية الأساسية المقصودة من الزواج والتزويج هي إشباع الرغبة الجنسية . ونلاحظ في هذا الجانب كهدف من الزواج لا كوسيلة لبناء أسرة تشكل لبنة مهمة في المجتمع المسلم فيبقى الزوجان غارقان في عسل اللذة وجهل ما ينتظرهم من أحداث و تفاصيل في المستقبل القريب نحتاج إلى استعداد و حساب وإلا ستكون جملة من الأخطاء . في السنة الأولى او الثانية من الزواج وقبل أن يفيق الزوجان من انتعاشهما الجنسية سيكونان في معرض توقع مولود . و تكريس الاهتمام بهذا المولود يكون عادة من حيث الملبس والمأكل والمتابعة الصحية , وقد لا يوجد أدنى اهتمام بالتكليف الشرعي تجاهه , ويدخل الأبوان نفسيهما – من قبل ولادة الطفل – في حلقة مفرغة . فالأب يبالغ في الاهتمام بكسب العيش ليوفر لمولوده المصاريف الكافية , وكلــما كان المورد المالي اكبر الحاجات والمتطلبات اكثر فيحتاج الأب اهتمام اكبر بعمله . والأم تهتم بشؤون البيت والطفل الماديتين وكأنهما خلقا لهذه الأسباب التي تتباهى بأدائها على أتم وجه أمام النساء . يقول أمير المؤمنين عليه السلام] أنكم إلى اكتساب الأدب أحوج منكم إلى اكتساب الفضة والذهب [ وعنه عليه السلام [إن خير ما ورث الأباء لأبنائهم الأدب لا المال] .
و لا يوجد غالبا من كلا الطرفين اهتمام بالتكليف الشرعي الاجتماعي بأخلاق و تربية هذا الطفل بل قد يشارك الأبوان في انحرافه إشباعا لبعض أهوائهما أو دفعا لموافقة بعض تصرفاتهما اللامدركة . وإذا نبها يوما ما إلى هذا الجانب تراهم يبررون ذلك بالانشغال بالاهتمامات المادية للطفل و ينوون على تكريس اهتمام تربوي اكبر بالطفل و يجعلون هذه النية في آخر قائمة اهتماماتهم . وقد تكون هذه المرتبة من الجهل البسيط مقبولة مقارنة بمراتب أخرى من الجهل المركب حيث يعتقد الأبوان إن حسن التربية وشدة الاهتمام بالطفل أن يتعلم بعض التصرفات المفرحة والمضحكة للجهلة كالغناء والرقص والجرأة على الكبار ضربا وبصاقا وشتما , يقول الأمام علي عليه السلام
[ لا أدب لسيئ النطق] و إذا ما دخل المدرسة فتربيته الجيدة لديهما هو حصوله على درجات عالية في دروسه فقط
بغض النظر عن باقي التصرفات والممارسات وما يتعلمه من أقرانه أثناء الفرص من عادات وافعال سيئة. إذ لعل الأجدر بالآباء أن يتابعوا أبنائهم في هذا الجانب ساعات متعددة إذا تابعوهم بخصوص دروسهم ساعة واحدة . وهناك صنف من الأباء لا يولي أبناؤه المقدار المجزي من الاهتمام المادي والمعنوي فهو يتعامل مع الصغير بقسوة وتشدد واحتقار يجعل الطفل يكره نفسه في ذلك يقول رسول الله (صلى الله وعليه واله وسلم) يقول [ اكرموا أولادكم واحسنوا آدابهم ] والإكرام يتمثل بالتعامل مع هذا المخلوق كإنسان من خلال احترامه والحديث أليه وإرشاده .
إن الدور الذي يقوم به الأبوان ليس بالدور السهل إزاء مسؤولياتهم الدينية والدنيوية وقد أشرت مرارا في هذا البحث إلى ضرورة تربية جيل قادر على أن يقف على أقدامه ليربي لنا جيل صالح لأننا اليوم نقف على عتبة أزمة الأخلاق في هذا الزمان والعولمه وفهم الحرية الخاطئ من مشجعات هذه الأزمة ولذلك فأن أمام الأبوين دور ضخم للتربية الحسنه وجهد غير سهلٍ فإذا لم يكن الأبوان على قدر واف من التربية وحسن الخلق فلا فائدة بالجيل الذي يقدمانه للمجتمع وقد قال الشاعر
إذا كان رب البيت بالدف ناقر
فشيمة أهل البيت كلهم والرقص
فإذا كان الأب القدوة غير مؤهل لمسؤولياته فكيف نطلب منه ا، يؤهل لنا ذرية صالحه
البحث مستل من كتاب تربية الشباب ج1 لنفس الكاتب :)