rafedy
15-03-2014, 09:42 AM
القائد الحقيقي لداعش اللواء ركن رعد مجيد الحمدانيhttps://encrypted-tbn3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQbxtQvbB_gb0LYpTmXKc1jnZDm54xlh _ghK2vID45fj_cl147Qhttps://encrypted-tbn2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRohgYcldRFiLRBOW9yN4fArT6-NpqDTUOsiLOwRL3d7DHqmko3mg
كتب العلامة المنار :
كررت كثيرا ان داعش عبارة عن القسم السني من حزب البعث العراقي لبس لبوسا اسلاميا وادعى الانخراط في القاعدة وان اعماله كلها تنسب للقاعدة ، وهذا التمويه احدث الكثير من الاضطراب في التشخيص عند المريدين للفهم السياسي ، وقد ساعد على هذا الاضطرب الاصرار الاعلامي للدول الغربية والدولة العراقية على اعتبار كل اعمالهم في العراق هي اعمال القاعدة فعلا ، وهم يعلمون ان هذا كذب من جهة وصحيح من جهة ثانية باعلان الانتساب للقاعدة. ولكنه في الجوهر ليس من القاعدة في شيء ، وانما هو استخدام لاسم القاعدة لتحصيل الحكم عبر مسار جديد بعد ان انتهى مفعول الدعاوى القومية والتقدمية والعلمانية والاشتراكية وما شابه ذلك من دعوى لاهل السنة في العراق حيث يريدون الحكم باي وسيلة لاقامة حكم بني امية وبني العباس وبني عثمان في بغداد.
ان الفكر السني عموما وفكر سنة العراق خصوصا يرتبط ارتباطا وثيقا بكرسي الحكم حتى ان بعضهم يتصور انهم حينما لا يمسكون الحكم فلا حماية لمذهبهم مطلقا (كما صرحوا لنا جهارا) ، وان جميع الشعارات والدعاوى الفكرية ما هي الا اكاذيب وقتية يمكن تغييرها بسرعة من اجل هذه الحقيقة ، وهي التمسك بالحكم (مع ان الفكر السني جبري يكفّر من يقول بحرية الانسان وقيمة عمله في الواقع وان جميع الافعال هي لله وعلينا التسليم فقط لما يريده الله ، ولكن سلوكهم عكس ذلك تماما) .
ان داعش اساسا هي محاولة لتشكيل اختراق في الجغرافيا من اجل اعادة الحكم السني في العراق واعادة النموذج الصدامي بتسويق جديد ، وهذا الطوق انما احتاجوا اليه لتضاؤل النسبة العددية لهم في العراق فارادوا التكثير والتنظيم لمجتمع كبير محكوم لهم ليقوموا بعد ذلك بمعارك ناجحة لابادة الاخرين تدريجيا والاخرين يمثلهم اهل جميع المبادئ والاديان الاخرى بما فيها الوهابية السعودية ولا يبقى الا الصوفية الاشعرية العراقية بقيادة عزت الدوري ، واكبر همهم هو التشيع في العراق وفي المنطقة . ووسائلهم في ذلك هو شعار (الاستعانة حتى بالشيطان من اجل اعادة الحكم للحكام السابقين بطريقة التمليك لا الوظيفة ، حيث ان الاخير مرفوض تماما وطريقته معروفة مسبقا وهو منع كل شيء الا باستثناء خاص وهذا الاستثناء بيد الحاكم فيحصل المطلوب ) ، وهذا هو ما يحير الكثير من المريدين لفهم واقع الحال ، فان تناقض التمويل والاهداف والدعاوى والممارسات والحثيات تجعل الصورة ضبابية لا يمكن معرفة ما خلفها ، الا ان التشخيص الصحيح يحل كل هذه الاشكالات ، فمثلا نرى داعش تطالب بقتل محمد بن نايف وبقية آل سعود وبنفس الوقت تقبض منهم المال والسلاح والاوامر ، وتطالب بالقضاء على آل ثاني في قطر وبنفس الوقت تتسلم منهم كل الدعم المالي والسياسي والعسكري . وتنادي بوجوب قتل الكفار الصليبيين بينما يشرف على اعمالهم ودعمهم السفارة الفرنسية في العراق وهي اهم داعم للارهاب في العراق بينما هي اهم داعم للصليبية الحديثة بما لا تقبله الفاتيكان نفسها ، ويشتمون امريكا واسرائيل وملك الاردن الذي يسمونه القزم الخائن وهم من الداعمين لهم ، وهكذا كل اعمالهم متناقضة حتى انهم يقسمون انفسهم الى فرق تتظاهر بصداقة فلان وعداوة اعداءه والحقيقة انهم واحد وكل الدعم يتجه للجهة الواحدة الضاحكة على الجميع ، فبعضها يتمحض الصداقة والعون مع ايران ويدعون عداء الاخرين ، وبعضهم مع تركيا وبعضهم مع اسرائيل وكلهم في الحقيقة واحد ومطلبهم واحد وهو اعادة الحكم الى بغداد مركز الحضارة السنية العباسية ويحاولون المساعدة الى عودة الحكم الى دمشق مركز الحضارة الاموية وهم يشعرون بان اكبر كارثة تحل بهم حينما لايجدون لبغداد ولا لدمشق حكما لمعاوية ولا لهارون الرشيد موغلا في دماء الابرياء على طريق المجمرين العتاة ، فهذا امر لا يمكن احتماله عندهم ويجب تغيره الى الصواب وهو استلام الارهابيين لحكم بغداد واذا امكن فدمشق ايضا .
وداعش مستعدة لان تكون تاكسي للعمل المستأجر في المجال السياسي فمن يريد منها عملا مقابل منفعة فاهلا به حتى لو كان عدوا والعمل ليس لهم به علاقة بشرط ان لا يقف بوجه الهدف الاساس لهم ، وهم اعادة الحكم في بغداد ، فعند ذلك يختلفون معه . سواء كان قاعدة او امريكان او سعوديين او اتراك او ايرانيين ، ولعل الاستثناء الوحيد هو اسرائيل حيث يعتقد سياسيو السنة في العراق بان مرتكزهم هو اسرائيل وان مهمته المقدسة هي احداث اختراقات لبقاء اسرائيل آمنة وان قصة بقاء اسرائيل وحمايتها مرتبطة جوهريا ببقائهم ، وهذه قناعة راسخة لا يمكن التفريط بها وهي قدس اقداسهم منذ زمن صلاح الدين الايوبي الذي اسس لاسرائيل .
وعلى هذا فان هناك الكثير من الامور والاخبار تبدو بلهاء لتناقضها الشديد في داخل الخبر الواحد ، حتى ان المرء ليحار في تصديق الخبر فمثلا قد قرأت ما اورده احد اخوتنا من اعترافات احمد العلواني واستبعده اخونا الفاضل (علي صراط الحق) باعتبار الاخذ بالقدر المتيقن والمعلن ودون الباقي خرط القتاد ، وهذا عين العقل في مجال معالجة المجهول ، ولكن للاسف فان تصرفات هذه الفئة ليس مجهولا عندنا ، فان لديّ معلومات وليس تحليلا بان العلواني اعترف بمتناقضات حيرت المحققين معه ولم تنشره وسائل الاعلام بل لم تشر اليه المحكمة واقتصرت تهمه على امور محددة مثل مقاومة القوى الامنية التي ارادت اعقال اخيه (مع ان رئيس الوزراء العراقي قال انه كان هو المقصود لانه ارهابي ) والحقيقة فانه اعترف بانه يستلم التمويل من السعودية وقطر وتركيا ، ويستلم الاوامر منهم جميعا رغم التناقض فيما بينهم ، ويعاديهم جميعها ، وهو يعادي القاعدة وينتسب اليها ، فكل هذه الاعترافات موجودة عند المحققين . وهم يعتبرون ان بعض اعترافاته تمويهية لحرف اذهانهم عن الواقع وهم يبحثون عن الواقع ، بينما الحقيقة ان كل هذا صحيح فهو قاعدة وعدو القاعدة ويستلم المال والاوامر وينفذها من اعداءه من اجل ان ينقلب عليهم ، وهذا كله ليس فيه اي تناقض فان مسلكهم هو هذا ، وان القضية هي في اخفاء ما يريدون ، وهم ضحكوا على القاعدة حتى صدق الظواهري انهم اتباعه وحين طلب منهم امرا صارما بالكف عن فعلهم تحوّل الى عدو جاهل بفقه المقاصد وبفقه الجهاد وهذا الفقه لا يمكن ان يوجد الا عندهم ، واصبح دم اتباع الظواهري حلال كالماء الزلال فاثخنوهم قتلا وترويعا لان حقيقتهم هي غير ما يظهرون .
فاذا عرف هذا (وهذا تعرفه المخابرات العراقية من البداية ، واغلب الاجهزة العليا العراقية ما عدا سيادة القائد العام للقوات العسكرية العراقية فانه لا يعرف الا ان يوازن بين ايران وامريكا بالكذب عليهما وتطمين السياسيين السنة في العراق ) ، فاذا شتم السعودية فان داعش تشتم السعودية واذا اتفق معها فان داعش تستلم المساعادت والمقاولات السياسية من السعودية فليس هناك اي مشكلة ، ان الهم الاكبر للقائد العام هو دفع داعش للعمل خارج العراق وفي الاراضي السورية بالذات . لكن هذا الهم يتناقض مع الفكر السياسي لسنة العراق فان انتصارهم في حوض الفرات لا يقصد منه تفريغ قوتهم في العراق حسب المطلب السياسي للاجندات الخارجية وهذا امر خطير بالنسبة لهم وهم يتكاتفون مع داعش مهما اختلفوا معها تظاهرا او حقيقة . والمالكي يقوم بعمل خطير على التدبير البعثي العراقي السني فيجب ايقافه –حتى لو لم يقصد او انه مضطر له لعوام خارجية - ولو بطريقة تغيير الثوب وان يتبين للناس ان عشائر العراق السنية هي ضد داعش فهذا غير مهم ، المهم هو البقاء في الساحة العراقية تهديفا وتفعيلا ، مع اظهار انهم ليسو طائفيين ، بينما الجميع داعش والجميع طائفي قاتل ، والجميع لهم هدف واحد هو اعادة الحكم الاموي الى بغداد العباسية ، وعلى الحكومة العراقية ان تساهم في تحقيق هذا الهدف ولو بالحيلة وانقلاب الصورة . فاذا تصالحوا فهو يسير بنفس الاتجاه واذ تعاركوا فهو بنفس الاتجاه واذا تشاتموا فهو بنفس الاتجاه . ومن لا يعرف تفكير السياسيين السنة في العراق فانه سيخسر معهم لشدة تلونهم ونفاقهم وكذبهم. ولعل اهم خسائر امريكا في العراق وفي منطقة الشرق الاوسط هو هذا السر فانهم قد صدقوا بما يظهر لهم وبمعلومات هذا الفريق المشوشة بحيث اصبحت الصورة ضبابية تماما عند الامريكان ولم يستطيعوا تجنب الخطر الداهم عليهم . وقد وقعوا فيما يحذرون . على ان هذا ليس عاملا وحيدا ولا اساسيا وانما من جملة العامل المهمة وهو ينسب الى تشوش الصورة الحقيقية في منطقة الشرق الاوسط مما جعل الامريكان اضعف من الاخرين في التحليل السياسي لكذب البيانات وضعف طرق الاستنتاج حيث تفرض عليهم طرقا خارج المسار العلمي. ولعل هذا احد اهم الاسباب في التخبط السياسي الامريكي .
وبناء على هذا التشخيص فان ما يجري انما هو عمل مجموعة داعش بهدف لا يريده الاخرون سواء الامريكان او المجموعة العثمانية - الصهيونية - الخليجية ، ولهذا فان داعش تمول من قبل هؤلاء ويقاتلها هؤلاء انفسهم (الا اسرائيل جزئيا) لتعقيد في الصورة عند الاخرين لا عند داعش واسرائيل ، فداعش تستفيد من الكل وتحارب الكل من اجل هدفها المرفوض دوليا واقليميا القائل بوأد الديمقراطية والعودة الى الوراء بحكم طائفي بغيض بأثواب متعددة.
كتب العلامة المنار :
كررت كثيرا ان داعش عبارة عن القسم السني من حزب البعث العراقي لبس لبوسا اسلاميا وادعى الانخراط في القاعدة وان اعماله كلها تنسب للقاعدة ، وهذا التمويه احدث الكثير من الاضطراب في التشخيص عند المريدين للفهم السياسي ، وقد ساعد على هذا الاضطرب الاصرار الاعلامي للدول الغربية والدولة العراقية على اعتبار كل اعمالهم في العراق هي اعمال القاعدة فعلا ، وهم يعلمون ان هذا كذب من جهة وصحيح من جهة ثانية باعلان الانتساب للقاعدة. ولكنه في الجوهر ليس من القاعدة في شيء ، وانما هو استخدام لاسم القاعدة لتحصيل الحكم عبر مسار جديد بعد ان انتهى مفعول الدعاوى القومية والتقدمية والعلمانية والاشتراكية وما شابه ذلك من دعوى لاهل السنة في العراق حيث يريدون الحكم باي وسيلة لاقامة حكم بني امية وبني العباس وبني عثمان في بغداد.
ان الفكر السني عموما وفكر سنة العراق خصوصا يرتبط ارتباطا وثيقا بكرسي الحكم حتى ان بعضهم يتصور انهم حينما لا يمسكون الحكم فلا حماية لمذهبهم مطلقا (كما صرحوا لنا جهارا) ، وان جميع الشعارات والدعاوى الفكرية ما هي الا اكاذيب وقتية يمكن تغييرها بسرعة من اجل هذه الحقيقة ، وهي التمسك بالحكم (مع ان الفكر السني جبري يكفّر من يقول بحرية الانسان وقيمة عمله في الواقع وان جميع الافعال هي لله وعلينا التسليم فقط لما يريده الله ، ولكن سلوكهم عكس ذلك تماما) .
ان داعش اساسا هي محاولة لتشكيل اختراق في الجغرافيا من اجل اعادة الحكم السني في العراق واعادة النموذج الصدامي بتسويق جديد ، وهذا الطوق انما احتاجوا اليه لتضاؤل النسبة العددية لهم في العراق فارادوا التكثير والتنظيم لمجتمع كبير محكوم لهم ليقوموا بعد ذلك بمعارك ناجحة لابادة الاخرين تدريجيا والاخرين يمثلهم اهل جميع المبادئ والاديان الاخرى بما فيها الوهابية السعودية ولا يبقى الا الصوفية الاشعرية العراقية بقيادة عزت الدوري ، واكبر همهم هو التشيع في العراق وفي المنطقة . ووسائلهم في ذلك هو شعار (الاستعانة حتى بالشيطان من اجل اعادة الحكم للحكام السابقين بطريقة التمليك لا الوظيفة ، حيث ان الاخير مرفوض تماما وطريقته معروفة مسبقا وهو منع كل شيء الا باستثناء خاص وهذا الاستثناء بيد الحاكم فيحصل المطلوب ) ، وهذا هو ما يحير الكثير من المريدين لفهم واقع الحال ، فان تناقض التمويل والاهداف والدعاوى والممارسات والحثيات تجعل الصورة ضبابية لا يمكن معرفة ما خلفها ، الا ان التشخيص الصحيح يحل كل هذه الاشكالات ، فمثلا نرى داعش تطالب بقتل محمد بن نايف وبقية آل سعود وبنفس الوقت تقبض منهم المال والسلاح والاوامر ، وتطالب بالقضاء على آل ثاني في قطر وبنفس الوقت تتسلم منهم كل الدعم المالي والسياسي والعسكري . وتنادي بوجوب قتل الكفار الصليبيين بينما يشرف على اعمالهم ودعمهم السفارة الفرنسية في العراق وهي اهم داعم للارهاب في العراق بينما هي اهم داعم للصليبية الحديثة بما لا تقبله الفاتيكان نفسها ، ويشتمون امريكا واسرائيل وملك الاردن الذي يسمونه القزم الخائن وهم من الداعمين لهم ، وهكذا كل اعمالهم متناقضة حتى انهم يقسمون انفسهم الى فرق تتظاهر بصداقة فلان وعداوة اعداءه والحقيقة انهم واحد وكل الدعم يتجه للجهة الواحدة الضاحكة على الجميع ، فبعضها يتمحض الصداقة والعون مع ايران ويدعون عداء الاخرين ، وبعضهم مع تركيا وبعضهم مع اسرائيل وكلهم في الحقيقة واحد ومطلبهم واحد وهو اعادة الحكم الى بغداد مركز الحضارة السنية العباسية ويحاولون المساعدة الى عودة الحكم الى دمشق مركز الحضارة الاموية وهم يشعرون بان اكبر كارثة تحل بهم حينما لايجدون لبغداد ولا لدمشق حكما لمعاوية ولا لهارون الرشيد موغلا في دماء الابرياء على طريق المجمرين العتاة ، فهذا امر لا يمكن احتماله عندهم ويجب تغيره الى الصواب وهو استلام الارهابيين لحكم بغداد واذا امكن فدمشق ايضا .
وداعش مستعدة لان تكون تاكسي للعمل المستأجر في المجال السياسي فمن يريد منها عملا مقابل منفعة فاهلا به حتى لو كان عدوا والعمل ليس لهم به علاقة بشرط ان لا يقف بوجه الهدف الاساس لهم ، وهم اعادة الحكم في بغداد ، فعند ذلك يختلفون معه . سواء كان قاعدة او امريكان او سعوديين او اتراك او ايرانيين ، ولعل الاستثناء الوحيد هو اسرائيل حيث يعتقد سياسيو السنة في العراق بان مرتكزهم هو اسرائيل وان مهمته المقدسة هي احداث اختراقات لبقاء اسرائيل آمنة وان قصة بقاء اسرائيل وحمايتها مرتبطة جوهريا ببقائهم ، وهذه قناعة راسخة لا يمكن التفريط بها وهي قدس اقداسهم منذ زمن صلاح الدين الايوبي الذي اسس لاسرائيل .
وعلى هذا فان هناك الكثير من الامور والاخبار تبدو بلهاء لتناقضها الشديد في داخل الخبر الواحد ، حتى ان المرء ليحار في تصديق الخبر فمثلا قد قرأت ما اورده احد اخوتنا من اعترافات احمد العلواني واستبعده اخونا الفاضل (علي صراط الحق) باعتبار الاخذ بالقدر المتيقن والمعلن ودون الباقي خرط القتاد ، وهذا عين العقل في مجال معالجة المجهول ، ولكن للاسف فان تصرفات هذه الفئة ليس مجهولا عندنا ، فان لديّ معلومات وليس تحليلا بان العلواني اعترف بمتناقضات حيرت المحققين معه ولم تنشره وسائل الاعلام بل لم تشر اليه المحكمة واقتصرت تهمه على امور محددة مثل مقاومة القوى الامنية التي ارادت اعقال اخيه (مع ان رئيس الوزراء العراقي قال انه كان هو المقصود لانه ارهابي ) والحقيقة فانه اعترف بانه يستلم التمويل من السعودية وقطر وتركيا ، ويستلم الاوامر منهم جميعا رغم التناقض فيما بينهم ، ويعاديهم جميعها ، وهو يعادي القاعدة وينتسب اليها ، فكل هذه الاعترافات موجودة عند المحققين . وهم يعتبرون ان بعض اعترافاته تمويهية لحرف اذهانهم عن الواقع وهم يبحثون عن الواقع ، بينما الحقيقة ان كل هذا صحيح فهو قاعدة وعدو القاعدة ويستلم المال والاوامر وينفذها من اعداءه من اجل ان ينقلب عليهم ، وهذا كله ليس فيه اي تناقض فان مسلكهم هو هذا ، وان القضية هي في اخفاء ما يريدون ، وهم ضحكوا على القاعدة حتى صدق الظواهري انهم اتباعه وحين طلب منهم امرا صارما بالكف عن فعلهم تحوّل الى عدو جاهل بفقه المقاصد وبفقه الجهاد وهذا الفقه لا يمكن ان يوجد الا عندهم ، واصبح دم اتباع الظواهري حلال كالماء الزلال فاثخنوهم قتلا وترويعا لان حقيقتهم هي غير ما يظهرون .
فاذا عرف هذا (وهذا تعرفه المخابرات العراقية من البداية ، واغلب الاجهزة العليا العراقية ما عدا سيادة القائد العام للقوات العسكرية العراقية فانه لا يعرف الا ان يوازن بين ايران وامريكا بالكذب عليهما وتطمين السياسيين السنة في العراق ) ، فاذا شتم السعودية فان داعش تشتم السعودية واذا اتفق معها فان داعش تستلم المساعادت والمقاولات السياسية من السعودية فليس هناك اي مشكلة ، ان الهم الاكبر للقائد العام هو دفع داعش للعمل خارج العراق وفي الاراضي السورية بالذات . لكن هذا الهم يتناقض مع الفكر السياسي لسنة العراق فان انتصارهم في حوض الفرات لا يقصد منه تفريغ قوتهم في العراق حسب المطلب السياسي للاجندات الخارجية وهذا امر خطير بالنسبة لهم وهم يتكاتفون مع داعش مهما اختلفوا معها تظاهرا او حقيقة . والمالكي يقوم بعمل خطير على التدبير البعثي العراقي السني فيجب ايقافه –حتى لو لم يقصد او انه مضطر له لعوام خارجية - ولو بطريقة تغيير الثوب وان يتبين للناس ان عشائر العراق السنية هي ضد داعش فهذا غير مهم ، المهم هو البقاء في الساحة العراقية تهديفا وتفعيلا ، مع اظهار انهم ليسو طائفيين ، بينما الجميع داعش والجميع طائفي قاتل ، والجميع لهم هدف واحد هو اعادة الحكم الاموي الى بغداد العباسية ، وعلى الحكومة العراقية ان تساهم في تحقيق هذا الهدف ولو بالحيلة وانقلاب الصورة . فاذا تصالحوا فهو يسير بنفس الاتجاه واذ تعاركوا فهو بنفس الاتجاه واذا تشاتموا فهو بنفس الاتجاه . ومن لا يعرف تفكير السياسيين السنة في العراق فانه سيخسر معهم لشدة تلونهم ونفاقهم وكذبهم. ولعل اهم خسائر امريكا في العراق وفي منطقة الشرق الاوسط هو هذا السر فانهم قد صدقوا بما يظهر لهم وبمعلومات هذا الفريق المشوشة بحيث اصبحت الصورة ضبابية تماما عند الامريكان ولم يستطيعوا تجنب الخطر الداهم عليهم . وقد وقعوا فيما يحذرون . على ان هذا ليس عاملا وحيدا ولا اساسيا وانما من جملة العامل المهمة وهو ينسب الى تشوش الصورة الحقيقية في منطقة الشرق الاوسط مما جعل الامريكان اضعف من الاخرين في التحليل السياسي لكذب البيانات وضعف طرق الاستنتاج حيث تفرض عليهم طرقا خارج المسار العلمي. ولعل هذا احد اهم الاسباب في التخبط السياسي الامريكي .
وبناء على هذا التشخيص فان ما يجري انما هو عمل مجموعة داعش بهدف لا يريده الاخرون سواء الامريكان او المجموعة العثمانية - الصهيونية - الخليجية ، ولهذا فان داعش تمول من قبل هؤلاء ويقاتلها هؤلاء انفسهم (الا اسرائيل جزئيا) لتعقيد في الصورة عند الاخرين لا عند داعش واسرائيل ، فداعش تستفيد من الكل وتحارب الكل من اجل هدفها المرفوض دوليا واقليميا القائل بوأد الديمقراطية والعودة الى الوراء بحكم طائفي بغيض بأثواب متعددة.