حسين ال دخيل
18-03-2014, 03:04 AM
الصبر الجميل وحسن التوكل
روي في كتاب بحار الانوار عن أحد الصالحين وعن بعضهم قال: خرجت أنا وصديق لي الی البادية، فضللنا الطريق، فإذا نحن بخيمة عن يمين الطريق، فقصدنا نحوها فسلمنا فإذا بأمراة ترد علينا السلام وقالت: من أنتم؟
قلنا: ضالون فأتيناكم فأستأنسنا بكم.
فقالت: يا هولاء ولوا وجوهكم عني، حتی أقضي من حقكم ما أنتم له أهل، ففعلنا فألقت مسحا فقالت اجلسوا عليه الی أن يأتي ابني، ثم جعلت ترفع طرف الخيمة وتردها الی أن رفعته مرة، فقالت أسأل الله بركة المقبل، أما البعير فبعير ابني، وأما الراكب فليس هو.
قال: فوقف الراكب عليها وقال: يا أم عقيل عظم الله أجرك في عقيل ولدك، فقالت له: ويحك مات.
قال: نعم.
قالت: وما سبب موته؟
قال: ازدحمت عليه الابل فرمت به في البئر فقالت: انزل واقض ذمام القوم، ودفعت اليه كبشا فذبحه وأصلحه وقرب الينا الطعام، فجعلنا نأكل ونتعجب من صبرها.
ويستمر هذا العبد الصالح نقل ما جری لهما مع هذه الوالدة الثكلی الصابرة قال الراوي: فلما فرغنا خرجت الينا وقالت: يا قوم هل فيكم من يحسن من كتاب الله شيئاً؟
فقلت: نعم.
قالت: فاقرأ علي آيات اتعزی بها عن ولدي.
فقلت: يقول الله عزوجل: «وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ».
قالت: بالله إنها في كتاب الله هكذا؟
قلت: والله إنها لفي كتاب الله هكذا.
فقالت: السلام عليكم، ثم صفت قدميها وصلت ركعات، ثم قالت: اللهم إني قد فعلت ما أمرتني به فأنجز لي ما وعدتني به، ولو بقي أحد لاحد - قال:
فقلت في نفسي: أنها ستقول لبقي ابني لحاجتي اليه فقالت:- لبقي محمد (صلی الله عليه وآله) لامته.
فخرجت وأنا أقول: ما رأيت أكمل منها ولا أجزل، ذكرت ربها بأكمل خصاله وأجمل خلاله، ثم إنها لما علمت أن الموت لا مدفع له، ولا محيص عنه وأن الجزع لا يجدي نفعاً والبكاء لا يرد هالكا، رجعت الی الصبر الجميل، واحتسبت ابنها عند الله ذخيرة نافعة ليوم الفقر والفاقة.
ومن الصبر الجميل ننقلكم أحبائنا الی حسن التوكل علی الله جل جلاله والثمرة التي نجتنيها بشأنه من الحكاية التالية المنقولة في كتاب مصباح الشريعة قال: روی أن بعض المتوكلين قدم علی بعض الائمة (عليهم السلام) فقال له: اعطف علی بجواب مسألة في التوكل والإمام (عليه السلام) كان يعرف الرجل بحسن التوكل ونفيس الورع وأشرف صدقه فيما سئل عنه من قبل ابدائه إياه فقال له: قف مكانك وانظرني ساعه فبينما هو مطرق لجوابه إذا اجتاز بهما فقير فادخل الإمام (عليه السلام) يده في جيبه واخرج شيئاً فناوله الفقير.
ثم اقبل علی السئل فقال له: هات وسل عما لك.
فقال السائل: أيها الامام كنت أعرفك قادراً متمكنا من جواب مسألتي قبل ان استنظرتني فما شأنك في ابطائك عني؟
فقال الإمام: لتعتبر المعنی قبل كلامي أذ لم أكن ان أتكلم بعلم التوكل وفي جيبي دانق ثم لم يحل لي ذلك الا بعد ايثاره.
روي في كتاب بحار الانوار عن أحد الصالحين وعن بعضهم قال: خرجت أنا وصديق لي الی البادية، فضللنا الطريق، فإذا نحن بخيمة عن يمين الطريق، فقصدنا نحوها فسلمنا فإذا بأمراة ترد علينا السلام وقالت: من أنتم؟
قلنا: ضالون فأتيناكم فأستأنسنا بكم.
فقالت: يا هولاء ولوا وجوهكم عني، حتی أقضي من حقكم ما أنتم له أهل، ففعلنا فألقت مسحا فقالت اجلسوا عليه الی أن يأتي ابني، ثم جعلت ترفع طرف الخيمة وتردها الی أن رفعته مرة، فقالت أسأل الله بركة المقبل، أما البعير فبعير ابني، وأما الراكب فليس هو.
قال: فوقف الراكب عليها وقال: يا أم عقيل عظم الله أجرك في عقيل ولدك، فقالت له: ويحك مات.
قال: نعم.
قالت: وما سبب موته؟
قال: ازدحمت عليه الابل فرمت به في البئر فقالت: انزل واقض ذمام القوم، ودفعت اليه كبشا فذبحه وأصلحه وقرب الينا الطعام، فجعلنا نأكل ونتعجب من صبرها.
ويستمر هذا العبد الصالح نقل ما جری لهما مع هذه الوالدة الثكلی الصابرة قال الراوي: فلما فرغنا خرجت الينا وقالت: يا قوم هل فيكم من يحسن من كتاب الله شيئاً؟
فقلت: نعم.
قالت: فاقرأ علي آيات اتعزی بها عن ولدي.
فقلت: يقول الله عزوجل: «وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ».
قالت: بالله إنها في كتاب الله هكذا؟
قلت: والله إنها لفي كتاب الله هكذا.
فقالت: السلام عليكم، ثم صفت قدميها وصلت ركعات، ثم قالت: اللهم إني قد فعلت ما أمرتني به فأنجز لي ما وعدتني به، ولو بقي أحد لاحد - قال:
فقلت في نفسي: أنها ستقول لبقي ابني لحاجتي اليه فقالت:- لبقي محمد (صلی الله عليه وآله) لامته.
فخرجت وأنا أقول: ما رأيت أكمل منها ولا أجزل، ذكرت ربها بأكمل خصاله وأجمل خلاله، ثم إنها لما علمت أن الموت لا مدفع له، ولا محيص عنه وأن الجزع لا يجدي نفعاً والبكاء لا يرد هالكا، رجعت الی الصبر الجميل، واحتسبت ابنها عند الله ذخيرة نافعة ليوم الفقر والفاقة.
ومن الصبر الجميل ننقلكم أحبائنا الی حسن التوكل علی الله جل جلاله والثمرة التي نجتنيها بشأنه من الحكاية التالية المنقولة في كتاب مصباح الشريعة قال: روی أن بعض المتوكلين قدم علی بعض الائمة (عليهم السلام) فقال له: اعطف علی بجواب مسألة في التوكل والإمام (عليه السلام) كان يعرف الرجل بحسن التوكل ونفيس الورع وأشرف صدقه فيما سئل عنه من قبل ابدائه إياه فقال له: قف مكانك وانظرني ساعه فبينما هو مطرق لجوابه إذا اجتاز بهما فقير فادخل الإمام (عليه السلام) يده في جيبه واخرج شيئاً فناوله الفقير.
ثم اقبل علی السئل فقال له: هات وسل عما لك.
فقال السائل: أيها الامام كنت أعرفك قادراً متمكنا من جواب مسألتي قبل ان استنظرتني فما شأنك في ابطائك عني؟
فقال الإمام: لتعتبر المعنی قبل كلامي أذ لم أكن ان أتكلم بعلم التوكل وفي جيبي دانق ثم لم يحل لي ذلك الا بعد ايثاره.