المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لنبحث عن أنفسنا من بين هؤلاء فإن لم نجدها فإما النجاة و إما الهلاك ..!!


كربلائية حسينية
06-04-2014, 10:14 PM
بسمه تعالى
اللهم صل على محمد و آله الطيبين الطاهرين و عجل فرجهم ...
لنستمع معاً اخوتي الكرام لما يقوله سيدنا و مولانا الإمام الصادق صلوات ربي و سلامه عليه ..

بحار الأنوار - العلامة المجلسي - مجلد 65 صفحة 164

(( 16 - نى: عن أحمد بن هوذة، عن النهاوندي، عن عبد الله بن حماد عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه دخل عليه بعض أصحابه فقال له: جعلت فداك إني والله احبك واحب من يحبك، يا سيدي ما أكثر شيعتكم ؟ فقال له: اذكرهم فقال: كثير، فقال: تحصيهم ؟ فقال: هم أكثر من ذلك، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون ولكن شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه، ولا شحناؤه بدنه [1] ولا يمدح بنا غالياً، ولا يخاصم لنا والياً، ولا يجالس لنا عائبا ولا يحدث لنا ثالباً ولا يحب لنا مبغضاً، ولا يبغض لنا محباً. فقلت: فكيف أصنع بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون إنهم يتشيعون ؟ فقال: فيهم التمييز وفيهم التمحيص، وفيهم التبديل، يأتي عليهم سنون تفنيهم وسيوف تقتلهم، واختلاف تبددهم، إنما شيعتنا من لا يهر هرير الكلب، ولا يطمع طمع الغراب [2] ولا يسأل الناس بكفه وإن مات جوعا قلت: جعلت فداك فأين أطلب هؤلاء الموصوفين بهذه الصفة ؟ فقال: اطلبهم في أطراف الارض اولئك الخشن عيشهم، المنتقلة دارهم، الذين إن شهدوا لم يعرفوا وإن غابوا لم يفتقدوا، وإن مرضوا لم يعادوا، وإن خطبوا لم يزوجوا، وإن ماتوا لم يشهدوا، اولئك الذين في أموالهم يتواسون، وفي قبورهم يتزاورون، ولا يختلف أهواؤهم وإن اختلفت بهم البلدان [3].
-------

[1] الشجاء خ، والشحناء: الحقد والعداوة التى امتلات منها النفس، وسيجئ مثله تحت الرقم 28 فراجع.
[2] هرير الكلب صوته دون النباح إذا تجهم على الغريب، يقال: هر في وجه السائل: إذا تجهمه، ومنه قولهم: " هر في وجهه كما يهر الكلب " وقولهم: " المرأه التي تهار زوجها " والغراب بالضم طائر معروف ضرب به المثل لطمعه، وسيأتى توضيح ذلك أجمع تحت الرقم 39 ذيل حديث الكافي. )) انتهى
~~~~~~~~~~~~~~

من كلام إمامنا نعلم التالي :

1 - شكوى الإمام من انعدام الناصر باخلاص بقوله (( أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون ))

2 - يعدد الإمام صفات شيعة محمد و آل محمد فلنبحث عن أنفسنا بينهم :

(( شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه ولا شحناؤه بدنه ))
(( ولا يمدح بنا غالياً ))
(( ولا يخاصم لنا والياً و في رواية قالياً ))
(( ولا يجالس لنا عائباً ))
(( ولا يحدث لنا ثالباً ))
(( ولا يحب لنا مبغضاً ))
(( ولا يبغض لنا محباً ))
(( لا يهر هرير الكلب ))
(( ولا يطمع طمع الغراب ))
(( ولا يسأل الناس بكفه وإن مات جوعاً ))
(( اولئك الخشن عيشهم ))
(( المنتقلة دارهم ))
(( الذين إن شهدوا لم يعرفوا وإن غابوا لم يفتقدوا ))
(( وإن مرضوا لم يعادوا ))
(( وإن خطبوا لم يزوجوا ))
(( وإن ماتوا لم يشهدوا ))
(( اولئك الذين في أموالهم يتواسون ))
(( وفي قبورهم يتزاورون ))
(( ولا يختلف أهواؤهم وإن اختلفت بهم البلدان ))

و هؤلاء هم الشيعة بالمعنى الأخص

أما الشيعة من غير ما سبق سيكون لها عواقب متعددة و ما سيجري عليهم كما يخبرنا الإمام :

(( فيهم التمييز وفيهم التمحيص، وفيهم التبديل، يأتي عليهم سنون تفنيهم وسيوف تقتلهم، واختلاف تبددهم ))

و الله إنه لأمر عظيم يقشعر له البدن خوفاً و رعباً و إننا لنشهد ما قاله الإمام عليه السلام حرفياً يحدث و سيأتي الأعظم مما نراه الآن ...

من منا لا يتمنى أن يكون من الشيعة الخُلَّصْ ..؟
لماذا نحن عاجزون عن ذلك ..؟
هل نحن مستعدون ليوم التمحيص و البلاء ؟؟
في يوم لن تبقى قدم من أقدام الشيعة إلا و تحتها زلزال من فتن و اختبارات و تمحيصات و ابتلاءات
و لن يثبت إلا من رحمه الله فينجو بعد أن كاد أن يهلك ليكون مع سيدنا محمد و آله الطاهرين ..
أذكر نفسي و اياكم أيها المؤمنون الأطياب بمحاسبة النفس و اعادة النظر بكل حياتنا من أولها لآخرها و من أتفه أمورها إلى أعظمها فلا نعلم ما سيحل بنا .. قد نبيت على ولاية محمد و آل محمد و لا ندري نستفيق على أي طريق و أي تيار جارف سيجرفنا معه و نخسر آخرتنا و عاقبتنا تصبح وخيمة بعد أن كنا نظنها ستكون فوز و نجاح ...
و أشدد على مسألة التبديل التي ذكرها الامام فنحن قد نعيش حياتنا كلها موالين
ثم بين ليلة و ضحاها و بتحريض نفسنا الأمارة بالسوء نصبح نواصب و العياذ بالله
ثم نُبَدَّلْ بأناس عاشوا حياتهم وهابية أو نواصب أو سنة أو نصارى أو كفار أو يهود لا نعلم
فيفوز هؤلاء و نخسر نحن ...
الاختبار جداً صعب فلتغربل الشيعة نفسها و من وجد أنه متزعزع مرتبك فليسارع لانقاذ روحه و نفسه و ينصح و يحذر من حوله ..!
أسأل الله العلي القدير أن يجعل عاقبة أمورنا خيرا بحق محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين

~~~~~~~~~~~~~~

ملاحظة : أحلل لكل المؤمنين نقل هذا الموضوع و لا أريد ذكر اسمي عند النقل جوزيتم خير جزاء المحسنين أدعو بها لكل من حذر المؤمنين مما نحن مقبلين عليه ..
كما أنني سأرفق في المشاركة التالية شرح العلامة المجلسي للحديث كاملاً و مفصلاً به الكثير من الفائدة ..
كربلائية حسينية

كربلائية حسينية
06-04-2014, 10:16 PM
بسمه تعالى

بنفس المصدر السابق نقرأ الرواية بزيادة ثم نقرأ شرح العلامة المجلسي لها ...

بحار الأنوار - العلامة المجلسي مجلد : 65 صفحة : 180

39 - كا: عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن مهزم وبعض أصحابنا، عن محمد بن علي، عن محمد بن إسحاق الكاهلي، وأبي علي الاشعري عن الحسن بن علي الكوفي، عن العباس بن عامر، عن ربيع بن محمد جميعا، عن مهزم الاسدي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا مهزم شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه ولا شحناؤه بدنه، ولا يمتدح بنا معلنا، ولا يجالس لنا عائبا، ولا يخاصم لنا قاليا إن لقي مؤمنا أكرمه، وإن لقي جاهلا هجره. قلت: جعلت فداك فكيف أصنع بهؤلاء المتشيعة ؟ قال: فيهم التمييز وفيهم التبديل، وفيهم التمحيص تأتي عليهم سنون تفنيهم، وطاعون يقتلهم، و اختلاف يبددهم، شيعتنا من لا يهر هرير الكلب، ولا يطمع طمع الغراب، ولا يسأل عدونا وإن مات جوعا، قلت: جعلت فداك فأين أطلب هؤلاء ؟ قال: في أطراف الارض اولئك الخفيض عيشهم، المنتقلة ديارهم، إن شهدوا لم يعرفوا، وإن غابوا لم يفتقدوا، ومن الموت لا يجزعون، وفي القبور يتزاورون، وإن لجأ إليهم ذو حاجة منهم رحموه، لن تختلف قلوبهم، وإن اختلفت بهم الدار، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا المدينة وعلي الباب، وكذب من زعم أنه يدخل المدينة لا من قبل الباب، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليا عليه السلام (3). (1 و 2) مشكوة الانوار ص 62 و 63. والمذاييع جمع المذياع: الذى لا يكتم الاسرار بل يفشيها. (3) الكافي ج 2 ص 239 (*).



بيان : " من لا يعدو " أي لا يتجاوز وفي بعض النسخ لا يعلوا صوته سمعه كأنه كناية عن عدم رفع الصوت كثيرا، ويحمل على ما إذا لم يحتج إلى الرفع لسماع الناس كما قال تعالى: " واغضض من صوتك إن أنكر الاصوات لصوت الحمير " [1]. أو على الدعاء والتلاوة والعبادة، فان حفض الصوت فيها أبعد من الرئاء، و يمكن أن يكون المراد بالسمع الاسماع كما ورد في اللغة، أو يكون بالاضافة إلى المفعول أي السمع منه، أي لا يرفع الصوت زائدا على إسماع الناس، أو يكون بضم السين وتشديد الميم المفتوحة جمع سامع أي لا يتجاوز صوته السامعين منه، و قرئ السمع بضمتين جمع سموع بالفتح: أي لا يقول شيئا إلا لمن يسمع قوله ويقبل منه. " ولا شحناؤه بدنه " أي لا يتجاوز عداوته بدنه أي يعادي نفسه ولا يعادي غيره، أو إن عادى غيره في الله لا يظهره تقية. وفي بعض النسخ " يديه " أي لا تغلب عليه عداوته، بل هي بيديه واختياره يدفعها باللطف والرفق أو لا يتجاوز أثر عداوته من يده إلى الخصم بأن يضبط نفسه عن الضرب، أو لا يضمر العداوة في القلب وإن كانت المكافاة باليد أيضا مذمومة لكن هذا أشد وسيأتي [2] عن غيبة النعماني " ولا شجاه بدنه " وعن مشكوة الانوار " ولا شجنه بدنه " والشجا الحزن وما اعترض في الحلق، والشجن محركة الهم والحزن، وحاصلهما عدم إظهار همه وحزنه لغيره كما مر أن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، أي لا يصل ضرر حزنه إلى غيره ولا يمتدح بنا معلنا: في القاموس: مدحه كمنعه مدحا ومدحة أحسن الثناء عليه كمدحه وامتدحه و تمدحه وتمدح تكلف أن يمدح وتشبع بما ليس عنده، والارض والخاصرة اتسعتا كامتدحت [3] وقال: اعتلن ظهر وأعلنته وبه وعلنته أظهرته.
-------------------------------------------------
[1] لقمان: 19.
[2] بل قد مر تحت الرقم 16 عن غيبة النعماني، وتحت الرقم 28 عن صفات الشيعة والرقم 37 عن مشكوة الانوار.
[3] القاموس ج 1 ص 248 (*).
---------------------------------

أقول: فالكلام يحتمل وجوها: الاول: أن يكون الظرف متعلقا بمعلنا كما في نظائره، والامتداح بمعنى المدح أي لا يمدح معلنا لامامتنا فانه لتركه التقية لا يستحق المدح. الثاني: ان يكون الامتداح بمعنى التمدح كما في بعض النسخ أي لا يطلب المدح ولا يمدح نفسه بسب قوله بامامتنا علانية، وذلك أيضا لترك التقية، وفيه إشعار بأنه ليس بشيعة لنا لتركه أمرنا بل يتكلف ذلك. الثالث: أن تكون الباء زائدة أي لا يمدحنا معلنا وهو بعيد. " لنا عائبا " الظرف متعلق بقوله عائبا " ولا يخاصم لنا قاليا " أي مبغضا لنا " وإن لقي جاهلا " كأن المراد به غير المؤمن الكامل أي العالم العامل بقرينة المقابلة فيشمل الجاهل والعالم غير العامل بعلمه، بل الهجران عنه أهم، وضرر مجالسته أتم " فكيف أصنع بهؤلاء المتشيعة " أي الذين يدعون التشيع، وليس لهم صفاته وعلاماته و الكلام يحتمل وجهين: أحدهما: أن المعنى كيف أصنع بهم حتى يكونوا هكذا ؟ فأجاب عليه السلام بأن هذا ليس من شأنك بل الله يمحصهم ويبدلهم. والثاني: أن المعنى ما أعتقد فيهم ؟ فالجواب أنهم ليسوا بشيعة لنا، والله تعالى يصلحهم ويذهب بمن لا يقبل الصلاح منهم. وفيهم التمييز، قيل كلمة " في " في المواضع للتعليل والظرف خبر للمبتدأ والتقديم للحصر واللام في الثلاثة للعهد إشارة إلى ماروي عن أمير المؤمنين حيث قال: لتبلبلن بلبلة ولتغر بلن غربلة حتى يعود أسفلكم أعلاكم وأعلاكم أسفلكم إلى آخر الخبر [1] وأقول: قد روي أيضا عن أبي عبد الله عليه السلام ويل لطغاة العرب من أمر اقترب، قلت: جعلت فداك كم مع القائم من العرب، قال: نفر يسير، قلت: والله إن من يصف هذا الامر منهم لكثير ! قال: لابد للناس من أن يمحصوا ويميزوا ويغربلوا
----------------------------------------
[1] النهج تحت الرقم 16 من الخطب (*).
------------------------------------------

ويستخرج في الغربالي خلق كثير [1]. وذكر عليه السلام امورا توجب خروجهم من الفرقة الناجية أو هلاكهم بالاعمال والاخلاق الشيعة في الدنيا والاخرة: احدها: التمييز بين الثابت الراسخ وغيره، في المصباح يقال: مزته ميزا من باب باع بمعنى عزلته وفصلته من غيره، والتثقيل مبالغة وذلك يكون في المشتبهات نحو " ليميز الله الخبيث من الطيب " [2] وفي المختلطات نحو " وامتازوا اليوم أيها المجرمون " [3] وتمييز الشئ انفصاله من غيره. وثانيها: التبديل أي تبديل حالهم بحال أخس أو تبديلهم بقوم آخرين لا يكونون أمثالهم كما قال تعالى: " وإن تتولوا يستبدل قوما غير كم ثم لا يكونوا أمثالكم " [4]. وثالثها:: التمحيص وهو الابتلاء والاختبار والتخليص يقال: محصت الذهب بالنار إذا خلصته مما يشوبه. ورابعها: السنون وهي الجدب والقحط قال الله تعالى: " ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين " [5] والواحد السنة، وهي محذوفة اللام وفيها لغتان إحداهما جعل اللام هاء والاصل سنهة، وتجمع على سنهات، مثل سجدة وسجدات وتصغر على سنيهة وأرض سنهاء أصابتها السنة وهي الجدب، والثانية جعلها واوا و الاصل سنوة وتجمع على سنوات مثل شهوة وشهوات وتصغر على سنية وأرض سنواء أصابتها لسنوة، وتجمع في اللغتين كجمع المذكر السالم أيضا فيقال: سنون وسنين، وتحذف النون للاضافة وفي لغة تثبت الياء في الاحوال كلها.
------------------------------------------------
[1] غيبة النعماني باب التمحيص ص 111.
[2] الانفال: 37.
[3] يس: 59.
[4] القتال: 38.
[5] الاعراف: 130 (*).
----------------------------------------------

تجعل النون حرف إعراب تنون في التنكير ولا تحذف مع الاضافة كأنها من اصول الكلمة، وعلى هذه اللغة قوله صلى الله عليه وآله: " اللهم اجعلها عليهم سنينا كسنين يوسف " [1] كل ذلك ذكرها في المصباح. وخامسها: الطاعون وهو الموت من الوباء. وسادسها: اختلاف يبددهم: أي اختلاف بالتدابر والتقاطع والتنازع يبددهم ويفرقهم تفريقا شديدا تقول: بددت الشئ من باب قتل إذا فرقته و التثقيل مبالغة وتكثير، وقيل يأتي عليهم سنون إلى هنا دعاء عليهم ولا يخفى بعده. " لا يهر هرير الكلب " أي لا يجزع عند المصائب، أو لا يصول على الناس بغير سبب كالكلب، قال في القاموس: هر الكلب إليه يهر أي بكسر الهاء هريرا وهو صوته دون نباحه من قلة صبره على البرد، وقد هره البرد صوته كأهره، وهر يهر بالفتح ساء خلقه " ولا يطمع طمع الغراب " طمعه معروف يضرب به المثل، فانه يذهب إلى فراسخ كثيرة لطلب طعمته " وإن مات جوعا " كأنه على المبالغة أو محمول على إمكان سؤال غير العدو، وإلا فالظاهر أن السؤال مطلقا عند ظن الموت من الجوع واجب وقيل: المراد به السؤال من غير عوض، وأما معه كالاقتراض فالظاهر أنه جائز " فأين أطلب هؤلاء " أي لا أجد بين الناس من اتصف بتلك الصفات، قال: في أطراف الارض لانهم يهربون من المخالفين تقية أو يستوحشون من الناس لاستيلاء حب الدنيا والجهل عليهم حذرا من أن يصيروا مثلهم، وما قيل إن " في " معنى عند كما قيل في قوله تعالى " فما متاع الحيوة الدنيا في الاخرة إلا قليل " [2] والاطراف جمع طريف بمعنى النفيس والمراد بهم العلماء فلا يخفى بعده " اولئك الخفيض عيشهم " أي هم خفيفوا المؤنة يكتفون من الدنيا بأقلها فلا يتعبون في تحصيلها وترك الملاذ أسهل من ارتكاب المشاق في القاموس الخفض الدعة، وعيش خافض، والسير اللين وغض الصوت، وأرض خافضة السقيا سهلة السقي وخفض القول يا فلان لينه و الامر هونه " المنتقلة ديارهم " لفرارهم من شرار الناس من أرض إلى أرض، أو
--------------------------------------------------------------
[1] راجع مجمع البيان وغيره في تفسير سورة الدخان.
[2] براءة: 38 (*).
-------------------------------------------------------------

يختارون الغربة لطلب العلم " إن شهدوا لم يعرفو " لعدم شهرتهم، وخمول ذكرهم بين الناس، وقيل لاختيارهم الغربة لطلب العلم " وإن غابوا لم يفتقدوا " أي لم يطلبوا لاستنكاف الناس عن صحبتهم، وعدم اعتنائهم بشأنهم، وقيل لغربتهم بينهم كما مر وفي القاموس افتقده وتفقده طلبه عند غيبته، ومات غير فقيد ولا حميد وغير مفقود غير مكترث لفقدانه. " ومن الموت لا يجزعون " لان أولياء الله يحبون الموت ويتمنونه، وقيل: " من " للتعليل والظرف متعلق بالنفي لا بالمنفي والتقديم للحصر أي عدم جزعهم من أحوال الدنيا وأهلها وما يصيبه منهم من المكاره إنما هو لعلمهم بالموت والانتقام منهم بعده، ولا يخفى بعده. " وفي القبور يتزاورون " أي أنهم لشدة التقية وتفرقهم قلما يمكنهم زيارة بعضهم لبعض، وإنما يتزاورون في عالم البرزخ لحسن حالهم ورفاهيتهم، أو أنهم مختفون من الناس لا يزارون إلا بعد الموت، أو مساكنهم المقابر والمواضع الخربة في تلك المواطن يلقي بعضهم بعضا وقيل: أي يزور أحياؤهم أمواتهم في المقابر وقيل القبور: عبارة عن مواضع قوم ماتت قلوبهم لترك ذكر الله كما قال تعالى: " وما أنت بمسمع من في القبور " [1] أي لا تمكنهم الزيارة في موضع تكون فيه جماعة من الضلال والجهال الذينهم بمنزلة الاموات والاول أظهر. " لن تختلف قلوبهم وإن اختلفت بهبم الدار " أي هم على مذهب واحد و طريقة واحدة، وإن تباعد بعضهم بعضها في الديار، فانهم تابعون لائمة الحق ولا اختلاف عندهم، وقيل: أي قلب كل واحد منهم غير مختلف ولا متغير من حال إلى حال، وإن اختلفت دياره ومنازله، لانسه بالله، وعدم تعلقه بغيره، فلا يستوحش بالوحدة والغربة، واختلاف الديار، لان مقصوده وأنيسه واحد حاضر معه في الديار كلها، بخلاف غيره لان قلبه لما كان متعلقا بغيره تعالى يأنس به إذا وجده، و يستوحش إذا فقده. انتهى ولا يخفى بعده.
" أنا المدينة " كأن ذكر هذا الخبر لبيان علة اتفاق قلوبهم، فانهم عاملون بهذا الخبر أو لبيان أن تلك الصفات إنما تنفع إذا كانت مع الولاية، أو لبيان لزوم اختيار تلك الصفات، فانها من أخلاق مولى المؤمنين، وهو باب مدينة الدين والعلم والحكمة، فلا بد لمن ادعى الدخول في الدين أن يتصف بها.
------------------------------------
[1] الكافي ج 2 ص 233.

rafedy
06-04-2014, 10:39 PM
اللهم صل وسلم على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين

احسنتم
جزاكم الله خير الدنيا والاخره

تحياتي وتقيمي

حسين ال دخيل
06-04-2014, 10:46 PM
السلام علي (http://www.imshiaa.com/vb)كم ورحمة الله (http://www.imshiaa.com/vb) وبركاته
احسنت بارك الله فيك جزيت خيرا

كربلائية حسينية
07-04-2014, 07:46 PM
حيا الله المؤمنين الأطهار جميعاً
حفظكم الرحمن

س البغدادي
07-04-2014, 09:34 PM
حسبي الله ونعم الوكيل ،،،
بوركتم آياتها الأخت الفاضلة ،،،
هذه الرواية لطالما مررت بها مثيرا وقراءتها مرات ومرات ،،،
لكن ،،،
حياكم الله ،،
والله لهذه تحسب لكم الف مرة بكل حرف وكلمة ،،،وتستحق التميز والتقييم العالي ،،،

س البغدادي
07-04-2014, 09:34 PM
---------------
لتكرر المشاركة

جعفر المندلاوي
08-04-2014, 09:30 AM
احسنتم كثيرا
وأجدتم الاختيار
اختي الفاضلة
مع الود والتحية