أبو حسين العاملي
11-04-2014, 01:24 AM
بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على محمد وآله
كما أن لكل شيء شروط وآداب حتى يخرج من عالم النظر والعقل إلى عالم الوجود والعمل ، فإن الحب كذلك ، يحتاج إلى تصور مفهومة والمراد منه ، ثم تنظيفه وتعقيمه إذا أردنا إخراج وتفعيله مع الآخرين .
والحب له طريقان :
الأول : طريق مغموس بالشهوة ، وإنما العقل يكون وسيلة لتحققها .
الثاني : الإخلاص ، وتجانس الأرواح ، والسعي إلى السعادة عبر التكامل الوظيفي في الحياة إلى
التكامل الصعودي نحو مرادات الرب تعالى .
وبين هذا وذاك وقع الخلط والاشتباه ، فلا ذاك حب طاهر ، ولا هذا ما يحصل في الخارج .
وقد كتب بعضهم :
(هناك تصور مغلوط بالنسبة لموضوع الحب وموقف الإسلام منه فكثير من الناس يعتقدون إن موقف الإسلام من الحب موقف الرفض والعكس هو الصحيح, حيث أن للحب نصيباً كبيراً جداً في سماحة الإسلام وقد أولى له عناية خاصة وجعل له حدوداً وتشريعات لضبط المشاعر والعواطف لكيلا تخرج عن حد الإفراط والتفريط والتعدي على حقوق الآخرين.
((الإسلام والحب))
سُئل الرسول صلى الله عليه وآله عن الحب هل هو من الدين؟ فقال: ( وهل الدين إلا الحب) .وعليه ينبغي أن يكون الإنسان المسلم ذا قلب واسع بحيث يشمل جميع من حوله ويتعدى غيرهم لأن الخلق صنفان بالنسبة لك كإنسان.إما أن يكون أخاً لك في الدين أو نظيراً لك في الخلق كما قال أمير المؤمنين عليه السلام، فكل واحد منا يريد أن يُحبَّ ولا يريد أن يكون مكروهاً لدى الناس أبداً وهذا نوع من التكامل من الناحية العاطفية بل اعتبرها علماء الإسلام نوعاً من العبادة والسير والانطلاق إلى الله سبحانه وتعالى من خلال حب الناس كما يعبر علماء العرفان في أحد الأسفار الأربعة (من الخلق إلى الحق) أي: من حب الناس وخدمتهم تصل إلى الله سبحانه وتعالى، هذا باختصار شديد وإلا هناك شرح مفصل في قضية الأسفار لا مجال لذكرها في هذا المقام.
*** ** ***
((موقف الإسلام من الحب))
التشريع الإسلامي لم يحرم الحب ولم يجعل القيود والأغلال حول هذا المفهوم الجميل, بل أباح الحب بشرط أن يكون عفيفاً لا ريبة فيه .
البعض يسأل: هل يجوز أن أحب فتاة رأيتها ومال قلبي لها؟
والجواب : الشارع المقدس جوّز ذلك ولكن بشرط النية الحسنة لا المحرمة.فحب الفتاة للشاب والعكس جائز مالم يستتبعه نظرة محرمة أو تخيل محرم أو خلوة وما شابه ذلك, فقضية الحب بما هو حب لم يحرمه الإسلام فعندما يريد الشاب الزواج ورأى فتاة ولو بمحض الصدفة ووقع حبها في قلبه وتقدم لها فليس عليه بأس, وحب الأخ المسلم إلى أخته المسلمة لا بأس به بالضوابط الشرعية بل حث عليه الإسلام, فسماحة الإسلام أوسع مما يتصوره البعض فتأمل.
*** ** ***
(( الحنان المفقود والسقوط في الهاوية))
تفتقر كثير من الفتيات إلى حنان الوالدين بسبب انشغالهما بالأمور الحياتية وتوفير الاحتياجات المادية, ونسوا أن الاحتياج العاطفي أهم بكثير من الاحتياجات المادية (إن للعواطف نصيباً لا بأس فيه في سلوك البشر إنهم يختلفون عن الحيوانات كثيراً ولا يمكن تشبيههم بالحيوانات بالرغم أن الحيوانات تحتاج في بعض الأحيان إلى العاطفة, وهذا ما نراه واضحاً حينما ترضع صغار القطط أو صغار الكلاب من ثدي أمهاتها حيث تحاول الأم تأمين حاجة صغيرها المادية والمعنوية وكذا العاطفية من خلال لحسها لرجليه ورأسه ووجهه وهذا خيرُ دليل على أن الطبيعة والفطرة تقول لنا: (انتبهوا جيداً فإن الإنسان أولى بهذه العواطف من غيره)
ولهذا اهتم الإسلام بهذا الغذاء الروحي اهتماماً كبيراً لخطورة افتقار الأبناء له وخاصة الفتيات, فعندما يقصّر الوالدين في هذا الجانب ويغفلان عن إشباع بناتهم بالحنان الذي هن بحاجة إليه أكثر من حاجتهم للغذاء والمال, فإنهم يتسببان في ضياع بناتهم وسقوطهن في وحل الرذيلة.الفتاة التي يصبح عندها جوع من الناحية العاطفية(الحنان) سوف تكون فريسة سهلة للاصطياد من قبل ذئاب المجتمع .
كلمة عاطفية من شاب وحنان فياض من شاب آخر والفتاة متعطشة من هذا الجانب بل محرومة منه، ماذا نتوقع غير انسياق الفتاة وراء هذا الحنان والعاطفة المزيفة ونتائج لا تحمد عقباها؟!.
*** ** ***
((التفرقة بين الأبناء))
أضف على ذلك كله التفرقة التي تحصل داخل البيت بين الولد وأخيه والبنت وأخيها التي تجعل في نفوسهم حالة من العدائية بينهم وكره اتجاه الوالدين لدرجة يتمنى الابن أو البنت موت الوالدين من جراء هذه التفرقة البغيضة وأنا أعرف حالات كثيرة وصلت إلى هذا الحد المأساوي الذي يدمي القلب, تمني الموت للوالدين والتحدث عنهم بأبشع الكلمات والحقد على الإخوان والسقوط في أحضان الغير لافتقار الحنان كل ذلك من هو المتسبب الرئيسي فيه؟ أليس الوالدين أو أحدهما؟
والحل : تدارك كل هذه الأخطاء وإنقاذ ما يمكن إنقاذه بيد الوالدين فهل يستيقظان من نوم الغافلين) انتهى مع تصرف منا .
وأخيرا ، لا بد من حصول توعية من مخاطر الانزلاق في أفخاخ الشيطان عبر تلمسه لهذه الشبهات وتخليطه الحق بالباطل ، حتى يخال الناظر أنه الحق بعينه .
والحمد لله رب العالمين
اللهم صل على محمد وآله
كما أن لكل شيء شروط وآداب حتى يخرج من عالم النظر والعقل إلى عالم الوجود والعمل ، فإن الحب كذلك ، يحتاج إلى تصور مفهومة والمراد منه ، ثم تنظيفه وتعقيمه إذا أردنا إخراج وتفعيله مع الآخرين .
والحب له طريقان :
الأول : طريق مغموس بالشهوة ، وإنما العقل يكون وسيلة لتحققها .
الثاني : الإخلاص ، وتجانس الأرواح ، والسعي إلى السعادة عبر التكامل الوظيفي في الحياة إلى
التكامل الصعودي نحو مرادات الرب تعالى .
وبين هذا وذاك وقع الخلط والاشتباه ، فلا ذاك حب طاهر ، ولا هذا ما يحصل في الخارج .
وقد كتب بعضهم :
(هناك تصور مغلوط بالنسبة لموضوع الحب وموقف الإسلام منه فكثير من الناس يعتقدون إن موقف الإسلام من الحب موقف الرفض والعكس هو الصحيح, حيث أن للحب نصيباً كبيراً جداً في سماحة الإسلام وقد أولى له عناية خاصة وجعل له حدوداً وتشريعات لضبط المشاعر والعواطف لكيلا تخرج عن حد الإفراط والتفريط والتعدي على حقوق الآخرين.
((الإسلام والحب))
سُئل الرسول صلى الله عليه وآله عن الحب هل هو من الدين؟ فقال: ( وهل الدين إلا الحب) .وعليه ينبغي أن يكون الإنسان المسلم ذا قلب واسع بحيث يشمل جميع من حوله ويتعدى غيرهم لأن الخلق صنفان بالنسبة لك كإنسان.إما أن يكون أخاً لك في الدين أو نظيراً لك في الخلق كما قال أمير المؤمنين عليه السلام، فكل واحد منا يريد أن يُحبَّ ولا يريد أن يكون مكروهاً لدى الناس أبداً وهذا نوع من التكامل من الناحية العاطفية بل اعتبرها علماء الإسلام نوعاً من العبادة والسير والانطلاق إلى الله سبحانه وتعالى من خلال حب الناس كما يعبر علماء العرفان في أحد الأسفار الأربعة (من الخلق إلى الحق) أي: من حب الناس وخدمتهم تصل إلى الله سبحانه وتعالى، هذا باختصار شديد وإلا هناك شرح مفصل في قضية الأسفار لا مجال لذكرها في هذا المقام.
*** ** ***
((موقف الإسلام من الحب))
التشريع الإسلامي لم يحرم الحب ولم يجعل القيود والأغلال حول هذا المفهوم الجميل, بل أباح الحب بشرط أن يكون عفيفاً لا ريبة فيه .
البعض يسأل: هل يجوز أن أحب فتاة رأيتها ومال قلبي لها؟
والجواب : الشارع المقدس جوّز ذلك ولكن بشرط النية الحسنة لا المحرمة.فحب الفتاة للشاب والعكس جائز مالم يستتبعه نظرة محرمة أو تخيل محرم أو خلوة وما شابه ذلك, فقضية الحب بما هو حب لم يحرمه الإسلام فعندما يريد الشاب الزواج ورأى فتاة ولو بمحض الصدفة ووقع حبها في قلبه وتقدم لها فليس عليه بأس, وحب الأخ المسلم إلى أخته المسلمة لا بأس به بالضوابط الشرعية بل حث عليه الإسلام, فسماحة الإسلام أوسع مما يتصوره البعض فتأمل.
*** ** ***
(( الحنان المفقود والسقوط في الهاوية))
تفتقر كثير من الفتيات إلى حنان الوالدين بسبب انشغالهما بالأمور الحياتية وتوفير الاحتياجات المادية, ونسوا أن الاحتياج العاطفي أهم بكثير من الاحتياجات المادية (إن للعواطف نصيباً لا بأس فيه في سلوك البشر إنهم يختلفون عن الحيوانات كثيراً ولا يمكن تشبيههم بالحيوانات بالرغم أن الحيوانات تحتاج في بعض الأحيان إلى العاطفة, وهذا ما نراه واضحاً حينما ترضع صغار القطط أو صغار الكلاب من ثدي أمهاتها حيث تحاول الأم تأمين حاجة صغيرها المادية والمعنوية وكذا العاطفية من خلال لحسها لرجليه ورأسه ووجهه وهذا خيرُ دليل على أن الطبيعة والفطرة تقول لنا: (انتبهوا جيداً فإن الإنسان أولى بهذه العواطف من غيره)
ولهذا اهتم الإسلام بهذا الغذاء الروحي اهتماماً كبيراً لخطورة افتقار الأبناء له وخاصة الفتيات, فعندما يقصّر الوالدين في هذا الجانب ويغفلان عن إشباع بناتهم بالحنان الذي هن بحاجة إليه أكثر من حاجتهم للغذاء والمال, فإنهم يتسببان في ضياع بناتهم وسقوطهن في وحل الرذيلة.الفتاة التي يصبح عندها جوع من الناحية العاطفية(الحنان) سوف تكون فريسة سهلة للاصطياد من قبل ذئاب المجتمع .
كلمة عاطفية من شاب وحنان فياض من شاب آخر والفتاة متعطشة من هذا الجانب بل محرومة منه، ماذا نتوقع غير انسياق الفتاة وراء هذا الحنان والعاطفة المزيفة ونتائج لا تحمد عقباها؟!.
*** ** ***
((التفرقة بين الأبناء))
أضف على ذلك كله التفرقة التي تحصل داخل البيت بين الولد وأخيه والبنت وأخيها التي تجعل في نفوسهم حالة من العدائية بينهم وكره اتجاه الوالدين لدرجة يتمنى الابن أو البنت موت الوالدين من جراء هذه التفرقة البغيضة وأنا أعرف حالات كثيرة وصلت إلى هذا الحد المأساوي الذي يدمي القلب, تمني الموت للوالدين والتحدث عنهم بأبشع الكلمات والحقد على الإخوان والسقوط في أحضان الغير لافتقار الحنان كل ذلك من هو المتسبب الرئيسي فيه؟ أليس الوالدين أو أحدهما؟
والحل : تدارك كل هذه الأخطاء وإنقاذ ما يمكن إنقاذه بيد الوالدين فهل يستيقظان من نوم الغافلين) انتهى مع تصرف منا .
وأخيرا ، لا بد من حصول توعية من مخاطر الانزلاق في أفخاخ الشيطان عبر تلمسه لهذه الشبهات وتخليطه الحق بالباطل ، حتى يخال الناظر أنه الحق بعينه .
والحمد لله رب العالمين