المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القصيدة الفائزة بالمرتبة الأولى لمسابقة الجود العالمية للدكتور احمد آل مسيلم الخيال


ابوتكتم الخير
15-04-2014, 09:03 PM
سَجْدةٌ ...على أرضِ الجُود د. أحمد جاسم مسلم الخيّال
صفر/ 1435هـ
إليكَ يا قمرَ الظماءِ المطمَئِنّة .... هاجرَ حرفٌ فقيرٌ ... وليس في مساربِ ذاتِه... سوى متاعِ الوصول.....

ضَيّعْتُني...وأَتيْتُ وجْهَكَ أسألُ

حافٍ ...ودَمْعِي بالرِمَالِ مبلّلُ

ونَزَلْتُ جُودَكَ أسْتريحُ من الظما

فإذا من الكَفّينِ يَنْبَعُ جَدْولُ

لم يغْوني ماءُ البحارِ...فرحْلتي

ظَمْأَى إليكَ، فكلُّ نَبْعٍ أرْمَلُ

وَوَقفْتُ فالأمواجُ تفْتَحُ بابَها

وفَمِي- إذا ما قالَ حَرْفاً – مُقْفَلُ

وَنَزعْتُ لوْنَ الأقْحوانِ فَسحْنتي

ممّا يُراودُ جِفْنَهَا تَتَكحّلُ

وَدنَوْتُ بابَ الماءِ، همْتُ بطرْقِها

لولا كفوفِي من كُفوفِكَ تَخْجَلُ

لا زلْتَ بيْتاً والطَريْقُ غَرِيبَةٌ

وخُطَى الذين تَغَرّبُوا تَتَعجَّلُ

إذْ قَدَّ وصْلَ الحُلْمِ ألْفُ غُوايةٍ

وقَمِيصُ جُودِكَ بالدِلاءِ مُحَمَّلُ

هَبْنِي أشُمُّ خِيامَ صَبْرِكَ لحْظَةً

هَبْنِي...فَعاشُوراءُ فيَّ مُؤَجَّلُ

هَبْنِي أبَا الفضْلِ امتدادَ نُبُوءةٍ


لِيَصُومَ جرحٌ عندَ جُودِكَ أَعْزَلُ

أَرنِي بُكَاءَ الماءِ في عِصْيانِهِ

حتّى دَنا فَمَكَ الشَريَفَ يُقَبِّلُ

فإذا بثَغْرِكَ باسِماً مُسْتَهْزِءاً

والشارِبُونَ الماءَ عنْهُ تحَوّلُوا

أَرني الطفُوفَ، أَدقُ بابَ ترابِها

وأَنَامُ في مرْآتِها أَتَبَتَّلُ

أَرِني نَوافذَ من حَرِيرِ ضِيائِها

نُسِجَتْ شُمُوسٌ في المجرَّةِ تُشْعَلُ

لِأُطلَّ منها من ندى أَشجارِها

فأعودُ من حولي الضياءُ قرَنْفلُ

أَرِني حَنينَ الجُودِ قبلَ قِيامةِ الـ

سهْمِ الضريرِ، وكيفَ يهْدأُ مُثْكلُ

ما إنْ بَكاهُ الماءُ حتّى سَبَّحَتْ

بالحزنِ أيتامُ الدموعِ الهُزَّلُ

أَرِني فُراتَ الماءِ كيفَ تَعَثَّرتْ

ضِفَتاهُ فارتَجَفَتْ ظمَىً تَتَوسَّلُ

أَوْ كيفَ بَعْثَرَتِ الرياحُ حُقُولَهُ

إذْ شاخَ فيها نَخْلُها والسُنْبلُ

حتّى تصَحّرتِ القُلوبُ وأَوْجَسَتْ

نَجْوَى اليَبَابِ، تَيَبَّستْ، وتَوَجَّلُوا

يا نَجْوى صَوْتِ الماءِ، أقْدَسُ آيةٍ

قُرْآنُها طفٌّ وأنتَ تُرَتِّلُ

أَمْطَرْتَ حتّى فاضَ نَوْحُ بُكائِنا

فأَتَيْتَ نُوحاً بالسَفينَةِ تَكْفِلُ

عُدْني إليَّ فَليْسَ لي من مَوْطِنٍ

واقبَلْ فَمَاً في أرْضِ جُودِكَ يَنْزِلُ

إقبَلْ خطىً تاهَتْ فَعادَتْ بالمُنَى

وَأَتَتْ بِسَاحاتِ الوَلاءِ تُهَروِلُ

إقبَلْ صَدَى حَرْفٍ يَنُوءُ من الظَمَا

لِيَعودَ يَصْدَحُ بالنَشِيدِ البُلْبُلُ

إنّي أَرَاكَ إذا يَمَمْتُ قَصِيدتي

شَمْساً تَضِئُ مَعَانِياً لا تَأْفَلُ

فَأَطُوفُ جُودَكَ ... لا مَزارَ لِدَمْعَتي

فَلِرحْلَتي الأنْهارُ لا تَسْتَقْبِلُ

سِجّادَةٌ رُوحِي فَرِشْتُ طَوَافَها

لا زَالَ تَسْبِيحُ الشُعُورِ يُجَلْجِلُ

وَسَجَدْتُ فَوْقَ تُرابِ جُودِكَ قَانِتاً

وَصَهِيلُ خَيْلِ الماءِ فيَّ يُزَلْزِلُ

فَنُذُورُ أَسْيِجَةِ البُكَاءِ نَحَرْتُها

لِيَضُوعَ من مَعْنَاكَ مَعْنىً أَنْبَلُ

يا حِنْطَةَ الغَيْمِ استَفَزَّ مَدَارَهُ

وَجَعٌ نَبِيٌّ من عُيونِكَ يَهْطِلُ

فَأَشدْتَ قُرْبَ النهْرِ مَسْجِدَ دَمْعَةٍ


وَمَآذِنَاً للحُزْنِ فِيْنَا تُوغِلُ

وقناطراً للغَيْمِ تعْبُرُ مِحْنَةً

فالعابرونَ إلى سَمائِكَ هَلّلُوا

فَسَجَدْتُ فَوقَ حَصِيرِ جُودِكَ عَارِفَاً
أَنّ الحُسَيْنَ- لِما دَعَوْتَ- المُرْسِلُ

am-jana
15-04-2014, 09:55 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

ماشاء الله قصيده جميله

وَدنَوْتُ بابَ الماءِ، همْتُ بطرْقِها

لولا كفوفِي من كُفوفِكَ تَخْجَلُ

لا زلْتَ بيْتاً والطَريْقُ غَرِيبَةٌ

وخُطَى الذين تَغَرّبُوا تَتَعجَّلُ

احسنتم

نزار الفرج
15-04-2014, 10:25 PM
بسم الله الحمن الرحيم
الف مبروك لدكتورنا ابي هاشم ..رائعة من شاعر رائع...
مودتي ودعائي...واشكر العزيز ابو تكتم لهذه المبادرة الطيبة

احمد آل مسيلم
05-05-2014, 04:51 PM
شكرا للاخ العزيز ابو تكتم لنشره القصيدة
والشكر ايضا للعزيز الشاعر ابو محسد و لـ am- jana لمرورهما الكريم
تحياتي وودي

رآحيل
08-05-2014, 08:52 AM
وقفت طويلاً لعلي وقفت ليلةً هنا
فلم اجد في اتساع هذا الحرف الكبير مساحة للصغار امثالي
غير مساحة المتفرج المذهول وليس عجيب انها ساحة طبيب الشعر بلا منازع
الدكتور احمد الخيال
والله يا دكتور احمد كلما قرأتها كلما استنفرت عبرة روحي
وتردد نشيجٌ حزين
وقفنا نعم هنا انما وقفة ذهول ودهشة لروائع ما تنسج يديك
فلا فض فوك ورعاك الله لهذا العطاء الذي يرفع الرأس
ولإن خرجنا نخرج وما زال الذهول يعترينا؛
اخي دكتور احمد لاتحرمنا المزيد
اخي ابو تكتم الدكتور احمد كان سيبخل بها علينا لولاك
فلذلك شكراً جزيلاً لك وجزاك الله خير الجزاء
تحيتي ومودتي