المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا دفن الامام الهادي (ع) في داره .. وكيف انتشر خبر وفاته ... وتاريخ شهادته


أبواسد البغدادي
03-05-2014, 03:03 PM
اللهم صل على محمد وآل محم

نعزي الامام المهدي روحي فداه ومراجعنا العظام والامة الاسلامية ونعزي الاحبة الاعضاء بذكرى شهادة الامام علي الهادي النقي عليه السلام


لماذا دفن الإمام(ع) في بيته؟
لقد جرت العادة عند العامة والخاصة أنّه إذا توفي أحدٌ أن يدفن في المكان المعدّ للموتى المسمّى ـ بالمقبرة أو الجبّانة ـ كما هو المتعارف في هذا العصر أيضاً، ولا يختلف هذا الأمر بالنسبة لأي شخص مهما كان له من المكانة والمنزلة، فقد كان ولا يزال في المدينة المحل المُعدّ للدّفن ـ البقيع ـ حيث أنّه مثوى لأئمة أهل البيت(عليهم السلام)، وزوجات النبي(صلى الله عليه وآله)، وأولاده، وكبار الصحابة والتابعين وغيرهم، كما وأن مدفن الإمامين الجوادين(عليهما السلام) في مقابر قريش.
وأما السبب في دفن الإمام الهادي(عليه السلام) داخل بيته، يعود الى حصول ردود الفعل من الشيعة يوم استشهاده(عليه السلام) وذلك عندما اجتمعوا لتشييعه مظهرين البكاء والسخط على السلطة والذي كان بمثابة توجيه أصابع الاتهام الى الخليفة لتضلّعه في قتله.
وللشارع الذي اُخرجت جنازة الإمام(عليه السلام) إليه الأثر الكبير، حيث كان محلاً لتواجد معظم الموالين لآل البيت(عليهم السلام) إذ ورد في وصفه:
الشارع الثّاني يعرف بأبي أحمد.. أول هذا الشارع من المشرق داربختيشوع المتطبّب التي بناها المتوكل، ثم قطائع قواد خراسان وأسبابهم من العرب، ومن أهل قم، وإصبهان، وقزوين، والجبل، وآذربيجان، يمنة في الجنوب ممّا يلي القبلة(1).
ويشير الى تواجد أتباع مدرسة أهل البيت في سامراء المظفري في تاريخه إذ يقول: فكم كان بين الجند، والقواد، والاُمراء، والكتّاب، من يحمل بين حنايا ضلوعه ولاء أهل البيت(عليهم السلام)(2).
كلّ هذا أدّى الى اتّخاذ السلطة القرار بدفنه(عليه السلام) في بيته، وإن لم تظهر تلك الصورة في التاريخ بوضوح، إلا أنه يفهم ممّا تطرق إليه اليعقوبي في تاريخه عند ذكره حوادث عام (254 هـ ) ووفاة الإمام الهادي(عليه السلام) حيث يقول:
وبعث المعتز بأخيه أحمد بن المتوكّل فصلّى عليه في الشارع المعروف بشارع أبي أحمد، فلمّا كثر الناس واجتمعوا كثر بكاؤهم وضجّتهم، فردّ النعش الى داره، فدفن فيها...(3).
وتمكّنوا بذلك من إخماد لهيب الانتفاضة والقضاء على نقمة الجماهير الغاضبة، وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدل على وجود التحرّك الشيعي رغم الظروف القاسية التي كان يعاني منها أئمة أهل البيت(عليهم السلام) وشيعتهم من سلطة الخلافة الغاشمة.

انتشار خبر استشهاد الإمام الهادي(ع) في البلاد
روى الحسين بن حمدان الحضيني في كتاب الهداية في الفضائل: عن أحمد ابن داود القميّ، ومحمّد بن عبدالله الطلحي قالا: حملنا مالاً اجتمع من خُمس ونذور من بين ورق وجوهر وحُليّ وثياب من بلاد قم ومايليها، وخرجنا نريد سيّدنا أبا الحسن علي بن محمد(عليهما السلام) بها، فلما صرنا الى دسكرة الملك(4) تلقّانا رجل راكب على جمل، ونحن في قافلة عظيمة، فقصَدَنا ونحن سائرون في جملة الناس وهو يعارضنا بجمله حتى وصل الينا، فقال: يا أحمد ابن داود ومحمّد بن عبدالله الطلحي معي رسالة إليكم، فأقبلنا إليه فقلنا له: ممّن يرحمك الله فقال: من سيّدكما أبي الحسن عليّ بن محمّد(عليهما السلام) يقول لكما:أنا راحل الى الله في هذه الليلة، فأقيما مكانكما حتى يأتيكما أمر ابني أبي محمد الحسن، فخشعت قلوبنا وبكت عيوننا وأخفينا ذلك، ولم نظهره، ونزلنا بدسكرة الملك واستأجرنا منزلاً وأحرزنا ما حملناه فيه، وأصبحنا والخبر شائع في الدّسكرة بوفاة مولانا أبي الحسن (عليه السلام)، فقلنا: لا إله إلاّ الله أترى الرّسول الذي جاء برسالته أشاع الخبر في الناس؟
فلمّا أن تعالى النّهار رأينا قوماً من الشّيعة على أشدّ قلق ممّا نحن فيه، فأخفينا أمر الرسالة ولم نظهره(5).

تاريخ استشهاده(ع)
اختلف المؤرّخون في يوم استشهاده(عليه السلام)، كما اختلفوا في مَن دسّ إليه السمّ.
والتحقيق أنّه(عليه السلام) استشهد في أواخر ملك المعتزّ كما نصّ عليه غير واحد من المؤرّخين، وبما أنّ أمره كان يهمّ حاكم الوقت، وهو الذي يتولّى تدبير هذه الاُمور كما هو الشأن، فإنّ المعتزّ أمر بذلك، ويمكن أنّه استعان بالمعتمد في دسّ السمّ إليه.
وأمّا يوم شهادته (عليه السلام) فقد قال ابن طلحة في مطالب السؤول: أنه مات في جمادى الآخرة لخمس ليال بقين منه ووافقه ابن خشّاب(6)، وقال الكليني في الكافي: مضى صلوات الله عليه لأربع بقين من جمادى الآخرة(7); ووافقه المسعودي(8).
وأما المفيد في الإرشاد، والإربلي في كشف الغمّة، والطبرسي في إعلام الورى، فقالوا: قبض(عليه السلام) في رجب، ولم يحدّدوا يومه(9).
وقال أبو جعفر الطوسي في مصابيحه، وابن عيّاش، وصاحب الدّروس: إنّه قبض بسرّ من رأى يوم الاثنين ثالث رجب(10); ووافقهم الفتّال النيسابوري في روضة الواعظين حيث قال: توفّي(عليه السلام) بـ (سرّ من رأى) لثلاث ليال خلون نصف النّهار من رجب(11); وللزرندي قول: بأنّه توفي يوم الاثنين الثالث عشر من رجب(12).
ولكن الكلّ متّفقون على أنّه استشهد في سنة أربع وخمسين ومائتين للهجرة(13).
وعن الحضيني أنه قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن بلال وجماعة من إخواننا أنّه لما كان اليوم الرابع من وفاة سيّدناأبي الحسن(عليه السلام) أمر المعتزّ بأن ينفذ الى أبي محمد(عليه السلام) من يستركبه إليه ليعزّيه ويسأله، فركب أبو محمد(عليه السلام) الى المعتزّ فلمّا دخل عليه رحّب به وقرّبه وعزّاه وأمر أن يُثبت في مرتبة أبيه(عليهما السلام). وأثبت له رزقه وأن يدفعه فكان الذي يراه لا يشكّ أنه في صورة أبيه(عليهما السلام).
واجتمعت الشيعة كلّها من المهتدين على أبي محمد بعد أبيه إلاّ أصحاب فارس بن حاتم بن ماهويه فإنّهم قالوا بإمامة أبي جعفر محمد بن أبي الحسن صاحب العسكر(14).
إن ما صدر من المعتزّ هذا كان من باب التمويه والخداع لكي يغطّي على جريمته التي ارتكبها بحق أبيه، وهذا كان ديدن من تقدّمه من الطواغيت تجاه أئمة أهل البيت(عليهم السلام) (15).




المصادر


(1) موسوعة العتبات المقدسة: 12/82
(2) تاريخ الشيعة: 101
(3) تاريخ اليعقوبي: 2/503
(4) الدسكرة: قرية في طريق خراسان قريبة من شهرابان (وهي قرية كبيرة ذات نخل وبساتين من نواحي الخالص شرقي بغداد)، وهي دسكرة الملك (معجم البلدان: 2/455 و3/375)
(5) الدمعة الساكبة: 8/223
(6) الدمعة الساكبة: 8/225 و 227
(7) الكافي: 1/497
(8) مروج الذهب: 4/193
(9) الدمعة الساكبة: 8/226 و 227، اعلام الورى: 339، كشف الغمة 2: 376
(10) الدمعة الساكبة: 8/225، بحار الأنوار: 50/206، ح 17
(11) روضة الواعظين: 1/246
(12) الدمعة الساكبة: 8/226
(13) راجع: لمحات من حياة الإمام الهادي(عليه السلام): 112 ـ 120 محمد رضا سيبويه
(14) الدمعة الساكبة: 8/225
(15) لمحة من حياة الإمام الهادي(عليه السلام): 121 ـ 122

ونسالكم الدعاء

am-jana
03-05-2014, 10:23 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

السلام عليك ياسيدي ومولاي --- احسنت وبارك الله بك

أبواسد البغدادي
03-05-2014, 10:32 PM
احسن الله اليكم اختي الجليلة

ممنون منك ياطيبة

قاسم حتروش
03-05-2014, 10:51 PM
أحسنتم
عظم الله لنا ولكم الأجر

أبواسد البغدادي
03-05-2014, 11:19 PM
واحسن الله اليكم مولانا الجليل وعظم الله اجوركم

ممنون