المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ياادم... حواء تطلبك الرحمة اكثر من الحب


خادمة الكوثر
06-05-2014, 05:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



الرحمة اقوى من الحب

الرحمة عاطفة
إنسانية راقية مركبة، ففيها الحب، و فيها التضحية،
و فيها إنكار الذات، و
فيها التسامح، و فيها العطف، و فيها العفو، و فيها الكرم.
و كلنا قادرون على الحب بحكم الجبلة البشرية.
و قليل منا هم القادرون على الرحمة.
ذكر الحب في القرآن مرة واحدة فى قصة امرأة العزيز التي شغفها فتاها ( يوسف ) حبّا
وقال نسوة في المدينة امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً."

فماذا فعلت امرأة العزيز حينما تعفف يوسف الصدّيق؟ و ماذا فعلت حينما
دخل عليهما الزوج؟ لقد طالبت بإيداع يوسف السجن و تعذيبه.

(( قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) )) ( يوسف )
و ماذا قالت لصاحباتها و هي تروي قصة حبها؟
((
وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ
مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ (32) )) (
يوسف )

إن عنف حبها اقترن عندها بالقسوة و السجن و التعذيب.
و ماذا قال يوسف الصدّيق؟

(( قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ (33) )) ( يوسف )
لأنه أدرك ببصيرته أن الحب سجن، و أن
الشهوة قيد إذا استسلم له الرجل
أطبق على عنقه حتى الموت.. و رأى أن مكثه
في السجن عدة سنوات،
أرحم من الخضوع للشهوة التي هي سجن مؤبد إلى آخر
الحياة.
إن الحب
لا يظل حبا صافيا رفافا شفافا، و إنما ما يلبث بحكم الجبلة البشرية
أن
يصبح جزءا من ثالوث هو: الحب و الجنس و القسوة،
و هو ثالوث متلاحم يقترن
بعضه ببعض على الدوام.

و لهذا لا يصلح هذا الثالوث أن يكون أساسا لزواج.. و لا يصلح لبناء البيوت،
و لا يصلح لإقامة الوشائج الثابتة بين الجنسين.
و من دلائل عظمة القرآن و إعجازه أنه حينما ذكر الزواج،
لم يذكر الحب و إنما ذكر المودة و الرحمة و السكن.

سكن النفوس بعضها إلى بعض.
و راحة النفوس بعضها إلى بعض.
و قيام الرحمة و ليس الحب.. و المودة و ليس الشهوة.


((
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا
لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً )) (
الروم – 21 )

إنها الرحمة و المودة.. مفتاح البيوت.
و الرحمة تحتوي على الحب بالضرورة.. و الحب لا يشتمل على الرحمة،.
و الرحمة أعمق من الحب و أصفى و أطهر.
و لذلك جاء كتاب الحكمة الأزلية الذي تنزل علينا من الحق.
. يذكرنا عند الزواج بالرحمة و المودة و السكن
و الذين خبروا الحياة و باشروا حلوها و مرّها، و تمرسوا بالنساء
يعرفون مدى عمق و أصالة و صدق هذه الكلمات المنزلة.
و إنما الإنسان وحده هو الذي امتاز بهذا
الإطار من المودة و الرحمة و الرأفة،
لأنه هو وحده الذي استطاع أن يستعلي
على شهواته؛
فيصوم و هو جائع و يتعفف و هو مشتاق.
و الرحمة ليست ضعفا و إنما هي غاية القوة،
لأنها استعلاء على الحيوانية و البهيمية و الظلمة الشهوانية.

الرحمة هي النور و الشهوة هي النار.
و أهل الرحمة هم أهل النور و الصفاء و البهاء، و هم الوجهاء حقا.

و الرحماء قليلون، و هم أركان الدنيا و أوتادها التي يحفظ بها الله الأرض و من عليها.
و لا تقوم القيامة إلا حينما تنفد الرحمة من القلوب،
و يتفشى الغلّ، و تسود المادية الغليظة، و تنفرد
الشهوات بمصير الناس، فينهار بنيان الأرض
و تتهدم هياكلها من القواعد.

am-jana
06-05-2014, 05:37 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

رحم الله والديك موضوع راقي جدا

rafedy
06-05-2014, 06:37 PM
الله (http://www.imshiaa.com/vb)م صل على محمد (http://www.imshiaa.com/vb) وال محمد (http://www.imshiaa.com/vb) وعجل فرجهم


خلق الله
الانسان له العقل والشهوة
الملائكة عقل بدون شهوة
الحيوان شهوة بدون عقل

وهنا الاختبار للانسان
اذا تحكم عقله بشهوته ارتقى فوق الملائكة
واذا غلبت شهوته عقله اصبح كالانعام بل هم اضل

شكرا على الموضوع
حياكم الله

خادمة الكوثر
08-05-2014, 02:24 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

am-jana \الرافضي
اشكر مداخلاتكم ومشاركاتكم في الموضوع

دمتم بخير

عاشق الأكرف
12-05-2014, 11:05 PM
اختيار رائع وجميل ومنك اختي وزميلتي السابقة المميزة

تحياتي لك:)

خادمة الكوثر
14-05-2014, 01:26 AM
http://rafat0004.net/vb/uploadcenter/uploads/04-2011/PIC-782-1303309971.gif