melika
11-11-2007, 11:28 PM
http://www.tebyan.net/image/big/1386/08/183113126591372421921111517057186487195235.jpg
إن من أقصى ما مرّ على أهل البیت (علیهم السلام) فی تاریخهم الحافل بالمآسی والآلام أن الأیدی الآثمة قد تجاوزت الحدّ فی خصومتها وعدوانها علیهم، فامتدّت لتهتك حرماتهم، وتكشف أستارهم، وتعتدی على نسائهم بالضرب والسلب والنهب والأسر والتشهیر.
ولیس بعد قتل المعصوم ما هو أفظع وأفجع ممّا جرى على بنات الرسالة وعقائل الوحی، وإذا كان المتآمرون فی السقیفة قد وضعوا الأساس حیث استطالت أیدیهم فضربوا الزهراء (علیها السلام)، وهی بضعة النبی (صلّى الله علیه وآله) ووكزوها بالسیف وأسقطوا حملها فی وحشیّة عدم فیها الضمیر، وإذا كان الأمویون قد ساقوا بنات الزهراء أسارى بعد السلب والنّهب، فإن بنی العباس جاءوا لیكملوا ما تبقّى من حلقات هذا المسلسل، بل زادوا على أولئك فی التعدّی والعدوان، فقد مرّ علینا أنّ أسرى واقعة فخ لما جیء بهم إلى الهادی العباسی وأدخلوا علیه وهم مقیّدون بالحبال والسلاسل ووضعوا أیدیهم وأرجلهم فی الحدید أمر بقتل بعضهم فقتلوا صبراً وصلبوا بباب الجسر ببغداد.(1)
وقد اعترف المأمون بأنّ بنی العباس فاقوا بنی أمیة فی عدوانهم وظلمهم للعلویین، فقال: فأخفناهم، وضیّقنا علیهم، وقتلناهم أكثر من قتل بنی أمیة إیّاهم.
ویحكم إنّ بنی أمیة إنّما قتلوا منهم من سلّ سیفاً، وإنّا معشر بنی العباس قتلناهم جملاً، فلتسألنّ أعظم الهاشمیّة بأی ذنب قتلت؟ ولتسألن نفوس ألقیت فی دجلة والفرات ونفوس دفنت ببغداد والكوفة أحیاء..(2).
وقد ذكرنا فیما تقدّم شیئاً ممّا لاقاه العلویّون من بنی العباس، والغرض فی المقام أن نذكر شیئاً ممّا لاقته العلویات، ونكتفی بما یرتبط بالسیدة المعصومة (علیها السلام) وما نالها من عدوان بنی العباس.
اتّفق الرواة على أن محمد بن جعفر خرج فی زمان الرشید أو المأمون، وأعلن الدعوة إلى نفسه، وقد حذّر الإمام الرضا (علیه السلام) من مغبة ذلك وأخبره بأنّه أمر لا یتم وأن حركته فاشلة، فأرسل العباسیون جیشاً بقیادة عیسى بن یزید الجلودی وأمروه إن ظفر به أن یضرب عنقه، وأن یغیر على دور آل أبی طالب، وأن یسلب نساءهم، ولا یدع على واحدة منهن إلا ثوباً واحداً، ففعل الجلودی ذلك، وقد كان مضى أبو الحسن موسى بن جعفر (علیهما السلام)، فصار الجلودی إلى باب دار أبی الحسن الرضا (علیه السلام) وهجم على داره مع خیله، فلمّا نظر إلیه الرضا جعل النساء كلّهن فی بیت ووقف على باب البیت، فقال الجلودی لأبی الحسن (علیه السلام): لابدّ من أن أدخل البیت فاسلبهنّ كما أمرنی أمیر المؤمنین، فقال الرضا (علیه السلام) فلم یدع علیهنّ شیئاً حتى أقراطهن وخلاخیلهنّ وأزرهنّ إلا أخذه منهن، وجمیع ما كان فی الدار من قلیل وكثیر(3).
ترى ما حال تلك النسوة آنذاك؟ وما حال الإمام علی بن موسى الرضا (علیهما السلام) وهو یرى بنات الرسالة وقد سلبن كلّ شیء؟
وهل تظنّ أن الجلودی اكتفى بالهجوم على بیت الإمام الرضا (علیه السلام) دون بقیة دور آل أبی طالب؟
والذی ذكرته الروایات أن الجلودی أمر بالغارة على دور آل أبی طالب، وأن یسلب نساءهم، والجلودی كان خادماً مخلصاً لبنی العباس، ولا أظنّ أنّه اكتفى بذلك، بل هجم على بقیّة الدور، وربما سلّب النساء بنفسه، وإن لم تفصح الروایات عن ذلك.
والذی یؤید ما ذكرنا ما جاء فی نفس هذه الروایة، من أنّه لمّا أدخل الجلودی على المأمون، وكان الإمام الرضا (علیه السلام) حاضراً وأراد الإمام أن یشفع فیه، فقال (علیه السلام): یا أمیر المؤمنین هب لی هذا الشیخ، فقال المأمون: یا سیّدی هذا الذی فعل ببنات محمد (صلّى الله علیه وآله) ما فعل من سلبهن.(4) فإنّ فیه إشعاراً بذلك.
وإذا كانت الخصومة بین الرجال فما بال النسوة؟ وما هی جنایتهن لیفعل بهنّ ذلك؟ وهن بنات رسول الله (صلّى الله علیه وآله) وودائع النبوة!!!
وإذا لم یكن الدین رادعاً ولا الضمیر وازعاً فلا أقل أن النسب یكون صارفاً فإن لهن رحماً قریبة بأولئك المتسلطین ولكن..
وعلى أی حال فقد نال السیدة فاطمة المعصومة (علیها السلام) من الخوف والترویع والظلم ما جعل أیّام حیاتها القصیرة تمتزج بالآلام والأحزان والمآسی.
إن من أقصى ما مرّ على أهل البیت (علیهم السلام) فی تاریخهم الحافل بالمآسی والآلام أن الأیدی الآثمة قد تجاوزت الحدّ فی خصومتها وعدوانها علیهم، فامتدّت لتهتك حرماتهم، وتكشف أستارهم، وتعتدی على نسائهم بالضرب والسلب والنهب والأسر والتشهیر.
ولیس بعد قتل المعصوم ما هو أفظع وأفجع ممّا جرى على بنات الرسالة وعقائل الوحی، وإذا كان المتآمرون فی السقیفة قد وضعوا الأساس حیث استطالت أیدیهم فضربوا الزهراء (علیها السلام)، وهی بضعة النبی (صلّى الله علیه وآله) ووكزوها بالسیف وأسقطوا حملها فی وحشیّة عدم فیها الضمیر، وإذا كان الأمویون قد ساقوا بنات الزهراء أسارى بعد السلب والنّهب، فإن بنی العباس جاءوا لیكملوا ما تبقّى من حلقات هذا المسلسل، بل زادوا على أولئك فی التعدّی والعدوان، فقد مرّ علینا أنّ أسرى واقعة فخ لما جیء بهم إلى الهادی العباسی وأدخلوا علیه وهم مقیّدون بالحبال والسلاسل ووضعوا أیدیهم وأرجلهم فی الحدید أمر بقتل بعضهم فقتلوا صبراً وصلبوا بباب الجسر ببغداد.(1)
وقد اعترف المأمون بأنّ بنی العباس فاقوا بنی أمیة فی عدوانهم وظلمهم للعلویین، فقال: فأخفناهم، وضیّقنا علیهم، وقتلناهم أكثر من قتل بنی أمیة إیّاهم.
ویحكم إنّ بنی أمیة إنّما قتلوا منهم من سلّ سیفاً، وإنّا معشر بنی العباس قتلناهم جملاً، فلتسألنّ أعظم الهاشمیّة بأی ذنب قتلت؟ ولتسألن نفوس ألقیت فی دجلة والفرات ونفوس دفنت ببغداد والكوفة أحیاء..(2).
وقد ذكرنا فیما تقدّم شیئاً ممّا لاقاه العلویّون من بنی العباس، والغرض فی المقام أن نذكر شیئاً ممّا لاقته العلویات، ونكتفی بما یرتبط بالسیدة المعصومة (علیها السلام) وما نالها من عدوان بنی العباس.
اتّفق الرواة على أن محمد بن جعفر خرج فی زمان الرشید أو المأمون، وأعلن الدعوة إلى نفسه، وقد حذّر الإمام الرضا (علیه السلام) من مغبة ذلك وأخبره بأنّه أمر لا یتم وأن حركته فاشلة، فأرسل العباسیون جیشاً بقیادة عیسى بن یزید الجلودی وأمروه إن ظفر به أن یضرب عنقه، وأن یغیر على دور آل أبی طالب، وأن یسلب نساءهم، ولا یدع على واحدة منهن إلا ثوباً واحداً، ففعل الجلودی ذلك، وقد كان مضى أبو الحسن موسى بن جعفر (علیهما السلام)، فصار الجلودی إلى باب دار أبی الحسن الرضا (علیه السلام) وهجم على داره مع خیله، فلمّا نظر إلیه الرضا جعل النساء كلّهن فی بیت ووقف على باب البیت، فقال الجلودی لأبی الحسن (علیه السلام): لابدّ من أن أدخل البیت فاسلبهنّ كما أمرنی أمیر المؤمنین، فقال الرضا (علیه السلام) فلم یدع علیهنّ شیئاً حتى أقراطهن وخلاخیلهنّ وأزرهنّ إلا أخذه منهن، وجمیع ما كان فی الدار من قلیل وكثیر(3).
ترى ما حال تلك النسوة آنذاك؟ وما حال الإمام علی بن موسى الرضا (علیهما السلام) وهو یرى بنات الرسالة وقد سلبن كلّ شیء؟
وهل تظنّ أن الجلودی اكتفى بالهجوم على بیت الإمام الرضا (علیه السلام) دون بقیة دور آل أبی طالب؟
والذی ذكرته الروایات أن الجلودی أمر بالغارة على دور آل أبی طالب، وأن یسلب نساءهم، والجلودی كان خادماً مخلصاً لبنی العباس، ولا أظنّ أنّه اكتفى بذلك، بل هجم على بقیّة الدور، وربما سلّب النساء بنفسه، وإن لم تفصح الروایات عن ذلك.
والذی یؤید ما ذكرنا ما جاء فی نفس هذه الروایة، من أنّه لمّا أدخل الجلودی على المأمون، وكان الإمام الرضا (علیه السلام) حاضراً وأراد الإمام أن یشفع فیه، فقال (علیه السلام): یا أمیر المؤمنین هب لی هذا الشیخ، فقال المأمون: یا سیّدی هذا الذی فعل ببنات محمد (صلّى الله علیه وآله) ما فعل من سلبهن.(4) فإنّ فیه إشعاراً بذلك.
وإذا كانت الخصومة بین الرجال فما بال النسوة؟ وما هی جنایتهن لیفعل بهنّ ذلك؟ وهن بنات رسول الله (صلّى الله علیه وآله) وودائع النبوة!!!
وإذا لم یكن الدین رادعاً ولا الضمیر وازعاً فلا أقل أن النسب یكون صارفاً فإن لهن رحماً قریبة بأولئك المتسلطین ولكن..
وعلى أی حال فقد نال السیدة فاطمة المعصومة (علیها السلام) من الخوف والترویع والظلم ما جعل أیّام حیاتها القصیرة تمتزج بالآلام والأحزان والمآسی.