كربلائية حسينية
17-05-2014, 12:58 AM
بسمه تعالى
قال المستشكل :
يا رافضة لماذا الحسين يستغيث بالناس و لا يستغيث بالله ؟
مع أنه مضطر قال تعالى : { أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ }
فلماذا لم يستغيث بالله و اكتفى بالاستغاثة بالناس
{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ }
إذا كان سيدنا الحسين يستغيث بالناس و هو حي فما لهم يستغيثون به و هو ميت
إذا كان هو يبحث عن من يغيثه فكيف سيغيثكم ؟
أين عقولكم يا رافضة ؟
و ساق دليله من كتاب مصارع الشهداء و مقاتل السعداء - الشيخ سلمان بن عبد الله آل عصفور صفحة 115 :
(( روي أنّ الحسين عليهالسلام لما لقى العسكر نادى : « أما من مغيث يغيثنا لوجه الله ، أما من ذابّ يذبّ عن حرم رسول الله )) .انتهى .
وأيضا ساق دليله من
المجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة - السيد شرف الدين - الصفحة ٣١١
فقصد القوم بالقتال وهو مع ذلك يطلب شربة من الماء، وكلما حمل بفرسه على الفرات حملوا عليه حتى أجلوه عنه فنادى:
هل من مغيث فيغيثنا؟
هل من ناصر فينصرنا؟
انتهى
http://alhak.mlbfan.org/up/files/pm4ae7749a8h82vjvt3e.jpg
http://alhak.mlbfan.org/up/files/1ky4crw64oz7po6cj09r.jpg
____________________
الرد :
و من قال لك أن الامام الحسين عليه السلام لم يطلب من الله تعالى ..؟؟ لقد فعل بأبي هو و أمي في مواقف معينة و كأنه يرد عليك اليوم ..
قبل أن نبين ذلك لابد من توضيح :
أولاً : عندما يستغيث أحدنا بأحد الأئمة عليهم السلام فلا يعني هذا أننا نعتقد أنه يتصرف بالكون باستقلالية عن ارادة الله تعالى
بل كل شيعي و سني عندما يستغيث بأحد الأئمة يقوم بذلك و في قلبه إيمان راسخ أنه يطلب "حاجته" من الله بواسطة هذا الامام ..
فصاحب الاشكال وجد كلمة "استغاثة " فطار بها فرحا و ظن أنها تعني أن الحسين عاجز عن اغاثة نفسه فالزميل لم يفهم شيئا مما قرأ ..
كما أنه نقل من مصدر اعتمد الاقتطاف و لم يورد الحوادث كاملة و هذا ما سنبينه لاحقا ...
ثانياً : الامام الحسين عليه السلام عندما استغاث و طلب العون من الناس لم يطلبه لأنه عاجز بل لاقامة الحجة على كل من كان هناك و سمع
نداء الحسين و استصراخه للمسلمين فلا تعود لهم حجة يوم الحساب بأن الحسين لم يطلب النصرة ...
و لا بأس بوضع مثال من حياة رسول الله ...
صحيح البخاري - كتاب تفسير القرآن - سورة آل عمران - باب قوله والرسول يدعوكم في أخراكم
باب قوله والرسول يدعوكم في أخراكم وهو تأنيث آخركم وقال ابن عباس إحدى الحسنيين فتحا أو شهادة
4285 حدثنا عمرو بن خالد حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال سمعت البراء بن عازب رضي الله عنهما قال جعل النبي صلى الله عليه وسلم على الرجالة يوم أحد عبد الله بن جبير - ص 1662 - وأقبلوا منهزمين فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم ولم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم غير اثني عشر رجلا .
فها هو رسول الله الذي إن أراد لرفع يديه للسماء و الدعاء فيمده الله بآلاف الجنود المسددين من السماء ..
فلماذا يطلب النصرة من البشر الهاربين ..؟؟؟
هل هذا يعني أن رسول الله عاجز و العياذ بالله ..؟؟
هذه مثل تلك رسول الله و الحسين أقاموا الحجة على المتخاذلين لكي لا تبقى لهم حجة يوم الحساب ...
فكلاهما لو أرادا النصر و الامداد من الله تعالى فما أن يرفعوا أياديهم الطاهرة لله و تاتيهم الاجابة قبل أن ينزلوا أيديهم ,,,
مثال آخر رسول الله قادر على أن يُهلِكْ القوم الظالمين و مؤذيه عن بكرة أبيهم و قد نزل الملك الموكل بالجبال لنصرته ( كما نزلت الملائكة لنصرة الحسين ) لكن رسول الله امتنع عن الإذن له بذلك فهل يستطيع المستشكل أن يقول لماذا لم يفعل رسول الله ذلك ..؟
صحيح البخاري - كِتَاب بَدْءِ الْخَلْقِ - ونادوا يا مالك
3059 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُرْوَةُ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ قَالَ لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِي فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ - ص 1181 - لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ فَقَالَ ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا
_________________
صحيح مسلم - كِتَاب الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ - فدعا على ستة نفر من قريش فيهم أبو جهل
3352 1795 وَحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَرْحٍ وَحَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى وَعَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ الْعَامِرِيُّ وَأَلْفَاظُهُمْ مُتَقَارِبَةٌ قَالُوا حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ فَقَالَ لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِي فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رُدُّوا عَلَيْكَ وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ قَالَ فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ - ص 1421 - وَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ فَمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا . انتهى
~~~~~~~~~~~~~~~~
ثالثاً : قال تعالى :
{ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }
{ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْـزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }
{ إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا }
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ }
فلو قلبنا الاشكال على الوهابي و قلنا له بحسب هذه الآيات الشريفة هل الله تعالى بحاجة لنصرة الناس له و هو من ينصرهم أو يذلهم فهو رب العالمين...؟؟
فكيف يطلب الناصر النصرة من محتاج لمن ينصره ( الإنسان الضعيف ) ...؟
رابعاً : قد ورد أن الامام الحسين أنزل الله عليه النصر فخيره بين النصر بالمعركة و بين لقاء ربه و النصرة الأبدية الخالدة فاختار الخيار الثاني ..
كما ورد في كتاب الملهوف على قتلى الطفوف
ص 158 - 159
عن مولانا الصادق (عليه السلام) أنه قال : « سمعت أبي يقول : لما التقى
الحسين (عليه السلام) وعمر بن سعد لعنه الله وقامت الحرب على ساق ،أنزل الله النصر حتى رفرف على رأس الحسين (عليه السلام) ثم خير بين النصر على أعدائه وبين لقاء ربه ، فاختار لقاء ربه) ».
قال الراوي : ثم صاح الحسين (عليه السلام) : « أما من مغيثٍ يغيثنا لوجه الله ، أما من ذاب يذب عن حرم رسول الله ».
قال : فإذا الحر بن يزيد الرياحي قد أقبل على عمر بن سعد ، فقال له : أمقاتل أنت هذا الرجل ؟
فقال : إي والله قتالاً أيسره أن تطير الرؤوس وتطيح الأيدي.
و لو أن المستشكل ذهب للمصدر الرئيسي و قرأ فيه لما أوقع نفسه بهذا المطب ..
فاستغاثة الحسين بالناس و استصراخه لهم أتى بعد أن خيَّره الله أي بعد أن أكرمه الله تعالى بهذه الكرامة و هي الامداد الغيبي له ..
بمعنى لو أراد الحسين لاختار النصر و دعا على الأعداء و قتلهم في أرضهم عن بكرة أبيهم و أبادهم و أنهى الأمر ...
و لكنه اختار لقاء ربه و اختار النصر الأبدي المخلد الى يوم يبعثون و ما وراء ذلك ...فتأمل ...
كما أضيف أن كانت هناك جيوش من الملائكة و من الجن المؤمن جاؤوا لنصرة أبي عيد الله الحسين فردهم و صرفهم .. و بهذا اثبات آخر على مقام الحسين عليه السلام و أنه لو أراد لأباد أعدائه بلمحة عين و لكنه اختار الطريق الأصعب ..
بحار الأنوار الجزء44 صفحة 330-331
(( وقال شيخنا المفيد باسناده إلى أبي عبدالله عليه السلام قال : لما سار أبو عبدالله من المدينة لقيه أفواج من الملائكة المسومة في أيديهم الحراب على نجب من نجب الجنة ، فسلموا عليه ، وقالوا : يا حجة الله على خلقه بعد جده وأبيه وأخيه ، إن الله سبحانه أمد جدك بنا في مواطن كثيرة ، وإن الله أمدك بنا ، فقال لهم : الموعد حفرتي وبقعتي التي أستشد فيها وهي كربلا ، فاذا وردتها فأتوني ، فقالوا : يا حجة الله ! مرنا نسمع ونطع ، فهل تخشى من عدو يلقاك فنكون معك ؟ فقال : لا سبيل لهم علي ولا يلقوني بكريهة أو أصل إلى بقعتي . )) انتهى
(( وأتته أفواج مسلمي الجن فقالوا : يا سيدنا ، نحن شيعتك وأنصارك ، فمرنا بأمرك ، وما تشاء ، فلو أمر تنا بقتل كل عدو لك وأنت بمكانك لكفيناك ذلك ، فجزاهم الحسين خيرا وقال لهم : أو ما قرأت كتاب الله المنزل على جدي رسول الله " أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة " ( 1 ) وقال سبحانه : " لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم " ( 2 ) وإذا أقمت بماكني فبماذا يبتلي هذا الخلق المتعوس ؟ وبما ذا يختبرون ؟ ومن ذا يكون ساكن حفرتي بكربلاء ؟ وقد اختارها الله يوم دحا الارض ، وجعلها معقلا لشيعتنا ، ويكون لهم أمانا في الدنيا والآخرة ولكن تحضرون يوم السبت ، وهو يوم عاشورا الذي في آخره اقتل ، ولا يبقى بعدي مطلوب من أهلي ونسبي وإخوتي وأهل بيتي ، ويسار برأسي إلى يزيد لعنه الله .
فقالت الجن : نحن والله يا حبيب الله وابن حبيبه ، لو لا أن أمرك طاعة وأنه لا يجوز لنا مخالفتك ، قتلنا جميع أعدائك قبل أن يصلوا إليك ، فقال صلوات الله عليه لهم : نحن والله أقدر عليهم منكم ، ولكن ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة .
انتهى ما نقلناه من كتاب محمد بن أبي طالب . )) انتهى
________________
خامساً : أرفق مواقف من كربلاء و كيف أنه عليه السلام كان يدعو على شخص من اعدائه فينزل به العذاب مباشرة و يستجيب الله له فورا ..
و كأنه يرسل رسالة لك يا أيها المستشكل و يقول :
لو أردت أن أفعل ذلك لفعلت فافهم ...!!!
الموقف الأول بحار الأنوار الجزء 44 صفحة 316-317 :
((..... ثم قال لاصحابه : قوموا فاشربوا من الماء يكن آخر زادكم ، وتوضأوا واغتسلوا واغسلوا ثيابكم لتكون أكفانكم ، ثم صلى بهم الفجر وعبأهم تعبية الحرب ، وأمر بحفيرته التي حول عسكره فاضرمت بالنار ، ليقاتل القوم من وجه واحد ، وأقبل رجل من عسكر عمربن سعد على فرس له يقال له : ابن أبي جويرية المزني فلما نظر إلى النار تتقد صفق بيده ونادى : يا حسين وأصحاب حسين أبشروا بالنار فقد تعجلتموها في الدنيا ، فقال الحسين عليه السلام : اللهم أذقه عذاب النار في الدنيا فنفر به فرسه وألقاه في تلك النار فاحترق .)) انتهى
الموقف الثاني : بحار الأنوار الجزء 44 صفحة 317 :
(( ثم برز من عسكر عمر بن سعد رجل آخر يقال له تميم بن حصين الفزاري فنادى : يا حسين ويا أصحاب حسين أما ترون إلى ماء الفرات يلوح كأنه بطون الحيات ( 1 ) والله لا ذقتم منه قطرة حتى تذوقوا الموت جزعا فقال الحسين عليه السلام : من الرجل فقيل تميم بن حصين فقال الحسين : هذا وأبوه من أهل النار اللهم اقتل هذا عطشا في هذا اليوم ، قال : فخنقه العطش حتى سقط عن فرسه ، فوطأته الخيل بسنابكها فمات . )) انتهى
الموقف الثالث بحار الأنوار الجزء44 صفحة 317
(( ثم أقبل آخر من عسكر عمر بن سعد يقال له : محمد بن أشعث بن قيس الكندي فقال : يا حسين بن فاطمة أية حرمة لك من رسول الله ليست لغيرك ؟ فتلا الحسين هذه الآية : ( 2 ) ثم قال : والله إن محمد لمن آل إبراهيم ، وإن العترة الهادية لمن آل محمد من الرجل ؟ فقيل : محمد بن أشعث بن قيس الكندي فرفع الحسين عليه السلام رأسه إلى السماء فقال : اللهم أر محمد بن الاشعث ذلا في هذا اليوم لا تعزه بعد هذا اليوم أبدا ، فعرض له عارض فخرج من العسكر يتبرز ، فسلط الله عليه عقربا فلدغته ، فمات بادي العورة )) انتهى
الموقف الرابع :
مقتل الحسين ( ع ) - أبو مخنف الازدي ص 189- 190
(( قال هشام : عن أبيه محمد بن السائب عن القاسم بن الاصبغ بن نباتة قال : حدثني من شهد الحسين في عسكره : ان حسينا حين غلب على عسكره ركب المسناة يريد الفرات ، قال : فقال رجل من بني أبان بن دارم : ويلكم حولوا بينه وبين الماء لا
تتأم إليه شيعته ، قال : وضرب فرسه واتبعه الناس حتى حالوا بينه وبين الفرات ، فقال الحسين اللهم اظمه ، قال : وينتزع الابانى بسهم فاثبته في حنك الحسين ، قال : فانتزع الحسين السهم ثم بسط كفيه فامتلاءتا دما
ثم قال الحسين : اللهم اني اشكو اليك ما يفعل بابن بنت نبيك قال : فوالله ان مكث الرجل الا يسيرا حتى صب الله عليه الظماء ، فجعل لا يروى ، قال القاسم ابن الاصبغ : لقد رأيتني فيمن يروح عنه والماء يبرد له فيه السكر وعساس فيها اللبن
وقلال فيها الماء ، وانه ليقول : ويلكم اسقوني . قتلني الظماء فيعطى القلة أو العس كان مرويا اهل البيت فيشربه فإذا نزعه من فيه اضطجع الهنيهة ثم يقول ويلكم اسقوني قتلني الظماء ، قال : فوالله ما لبث الا يسيرا حتى انقد بطنه انقداد بطن البعير. )) انتهى
الموقف الخامس :
(( حفر أصحاب الحسين (عليه السلام) بأمر الإمام (صلوات الله عليه) حول الخيمة خندقاً وملؤوها ناراً حتى يكون الحرب من جهة واحدة.
فتقدم رجل من أهل الكوفة فقال: تعجلت يا حسين بنار الدنيا قبل نار الآخرة؟
فقال الحسين (عليه السلام): تعيّرني بالنار؟! وأبي (عليه السلام) قاسمها وربي غفور رحيم.
ثم قال (عليه السلام) لأصحابه: أتعرفون هذا الرجل؟
فقالوا: هو جبيرة الكلبي.
فقال الحسين (عليه السلام): اللهم أحرقه بالنار في الدنيا قبل نار الآخرة.
قال الراوي: فما استتم كلامه (عليه السلام) حتى تحرك بـ (جبيرة) جواده. فطرحه مكباً على رأسه في وسط النار، فاحترق.
فكبّر الأصحاب ونادى مناد في السماء: هنئت بالإجابة سريعاً يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله).
قال عبد الله بن مسرور: لما رأيت ذلك، رجعت عن حرب الحسين (عليه السلام). )) انتهى
____________________
و غيرها من المواقف ,,,, و لكن أين المتدبر ...!!
المحصلة :
الامام الحسين عليه السلام لو اراد بدعاء واحد لمسح جيوشهم عن بكرة أبيهم
و هو ليس بحاجة لنصرة أحد من الخلق و هو مسدد من الخالق سبحانه و تعالى ...
و لكنه أراد اقامة الحجة على القوم بطلب النصرة و ليمحص و يغربل المؤمن من المنافق ...
و قد انتصر الحسين و كان انتصاره أبديا ...
و نداء الحسين عليه السلام هذا فيه فضيحة كبرى لأهل السنة
فقد سمعوه و هو ينادي و يطلب النصرة و لكن لم يتحرك منهم شريف لنصرته و رسول الله قال :
ابن كثير,,, البداية والنهاية ...الجزء الثامن ..( 131 من 239 )
وقال أبو القاسم البغوي: حدثنا محمد بن هارون، أبو بكر، ثنا إبراهيم بن محمد الرقي، وعلي بن الحسن الرازي قالا: ثنا سعيد بن عبد الملك أبو واقد الحراني، ثنا عطاء بن مسلم، ثنا أشعث بن سحيم، عن أبيه قال: سمعت أنس بن الحارث يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن ابني- يعني: الحسين - يقتل بأرض يقال لها كربلاء، فمن شهد منكم ذلك فلينصره)).
و ابن تيمية يقر أن الكوفة كان بها سنة و شيعة و نواصب .
و الحمد لله رب العالمين
قال المستشكل :
يا رافضة لماذا الحسين يستغيث بالناس و لا يستغيث بالله ؟
مع أنه مضطر قال تعالى : { أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ }
فلماذا لم يستغيث بالله و اكتفى بالاستغاثة بالناس
{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ }
إذا كان سيدنا الحسين يستغيث بالناس و هو حي فما لهم يستغيثون به و هو ميت
إذا كان هو يبحث عن من يغيثه فكيف سيغيثكم ؟
أين عقولكم يا رافضة ؟
و ساق دليله من كتاب مصارع الشهداء و مقاتل السعداء - الشيخ سلمان بن عبد الله آل عصفور صفحة 115 :
(( روي أنّ الحسين عليهالسلام لما لقى العسكر نادى : « أما من مغيث يغيثنا لوجه الله ، أما من ذابّ يذبّ عن حرم رسول الله )) .انتهى .
وأيضا ساق دليله من
المجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة - السيد شرف الدين - الصفحة ٣١١
فقصد القوم بالقتال وهو مع ذلك يطلب شربة من الماء، وكلما حمل بفرسه على الفرات حملوا عليه حتى أجلوه عنه فنادى:
هل من مغيث فيغيثنا؟
هل من ناصر فينصرنا؟
انتهى
http://alhak.mlbfan.org/up/files/pm4ae7749a8h82vjvt3e.jpg
http://alhak.mlbfan.org/up/files/1ky4crw64oz7po6cj09r.jpg
____________________
الرد :
و من قال لك أن الامام الحسين عليه السلام لم يطلب من الله تعالى ..؟؟ لقد فعل بأبي هو و أمي في مواقف معينة و كأنه يرد عليك اليوم ..
قبل أن نبين ذلك لابد من توضيح :
أولاً : عندما يستغيث أحدنا بأحد الأئمة عليهم السلام فلا يعني هذا أننا نعتقد أنه يتصرف بالكون باستقلالية عن ارادة الله تعالى
بل كل شيعي و سني عندما يستغيث بأحد الأئمة يقوم بذلك و في قلبه إيمان راسخ أنه يطلب "حاجته" من الله بواسطة هذا الامام ..
فصاحب الاشكال وجد كلمة "استغاثة " فطار بها فرحا و ظن أنها تعني أن الحسين عاجز عن اغاثة نفسه فالزميل لم يفهم شيئا مما قرأ ..
كما أنه نقل من مصدر اعتمد الاقتطاف و لم يورد الحوادث كاملة و هذا ما سنبينه لاحقا ...
ثانياً : الامام الحسين عليه السلام عندما استغاث و طلب العون من الناس لم يطلبه لأنه عاجز بل لاقامة الحجة على كل من كان هناك و سمع
نداء الحسين و استصراخه للمسلمين فلا تعود لهم حجة يوم الحساب بأن الحسين لم يطلب النصرة ...
و لا بأس بوضع مثال من حياة رسول الله ...
صحيح البخاري - كتاب تفسير القرآن - سورة آل عمران - باب قوله والرسول يدعوكم في أخراكم
باب قوله والرسول يدعوكم في أخراكم وهو تأنيث آخركم وقال ابن عباس إحدى الحسنيين فتحا أو شهادة
4285 حدثنا عمرو بن خالد حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال سمعت البراء بن عازب رضي الله عنهما قال جعل النبي صلى الله عليه وسلم على الرجالة يوم أحد عبد الله بن جبير - ص 1662 - وأقبلوا منهزمين فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم ولم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم غير اثني عشر رجلا .
فها هو رسول الله الذي إن أراد لرفع يديه للسماء و الدعاء فيمده الله بآلاف الجنود المسددين من السماء ..
فلماذا يطلب النصرة من البشر الهاربين ..؟؟؟
هل هذا يعني أن رسول الله عاجز و العياذ بالله ..؟؟
هذه مثل تلك رسول الله و الحسين أقاموا الحجة على المتخاذلين لكي لا تبقى لهم حجة يوم الحساب ...
فكلاهما لو أرادا النصر و الامداد من الله تعالى فما أن يرفعوا أياديهم الطاهرة لله و تاتيهم الاجابة قبل أن ينزلوا أيديهم ,,,
مثال آخر رسول الله قادر على أن يُهلِكْ القوم الظالمين و مؤذيه عن بكرة أبيهم و قد نزل الملك الموكل بالجبال لنصرته ( كما نزلت الملائكة لنصرة الحسين ) لكن رسول الله امتنع عن الإذن له بذلك فهل يستطيع المستشكل أن يقول لماذا لم يفعل رسول الله ذلك ..؟
صحيح البخاري - كِتَاب بَدْءِ الْخَلْقِ - ونادوا يا مالك
3059 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُرْوَةُ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ قَالَ لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِي فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ - ص 1181 - لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ فَقَالَ ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا
_________________
صحيح مسلم - كِتَاب الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ - فدعا على ستة نفر من قريش فيهم أبو جهل
3352 1795 وَحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَرْحٍ وَحَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى وَعَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ الْعَامِرِيُّ وَأَلْفَاظُهُمْ مُتَقَارِبَةٌ قَالُوا حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ فَقَالَ لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِي فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رُدُّوا عَلَيْكَ وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ قَالَ فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ - ص 1421 - وَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ فَمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا . انتهى
~~~~~~~~~~~~~~~~
ثالثاً : قال تعالى :
{ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }
{ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْـزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }
{ إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا }
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ }
فلو قلبنا الاشكال على الوهابي و قلنا له بحسب هذه الآيات الشريفة هل الله تعالى بحاجة لنصرة الناس له و هو من ينصرهم أو يذلهم فهو رب العالمين...؟؟
فكيف يطلب الناصر النصرة من محتاج لمن ينصره ( الإنسان الضعيف ) ...؟
رابعاً : قد ورد أن الامام الحسين أنزل الله عليه النصر فخيره بين النصر بالمعركة و بين لقاء ربه و النصرة الأبدية الخالدة فاختار الخيار الثاني ..
كما ورد في كتاب الملهوف على قتلى الطفوف
ص 158 - 159
عن مولانا الصادق (عليه السلام) أنه قال : « سمعت أبي يقول : لما التقى
الحسين (عليه السلام) وعمر بن سعد لعنه الله وقامت الحرب على ساق ،أنزل الله النصر حتى رفرف على رأس الحسين (عليه السلام) ثم خير بين النصر على أعدائه وبين لقاء ربه ، فاختار لقاء ربه) ».
قال الراوي : ثم صاح الحسين (عليه السلام) : « أما من مغيثٍ يغيثنا لوجه الله ، أما من ذاب يذب عن حرم رسول الله ».
قال : فإذا الحر بن يزيد الرياحي قد أقبل على عمر بن سعد ، فقال له : أمقاتل أنت هذا الرجل ؟
فقال : إي والله قتالاً أيسره أن تطير الرؤوس وتطيح الأيدي.
و لو أن المستشكل ذهب للمصدر الرئيسي و قرأ فيه لما أوقع نفسه بهذا المطب ..
فاستغاثة الحسين بالناس و استصراخه لهم أتى بعد أن خيَّره الله أي بعد أن أكرمه الله تعالى بهذه الكرامة و هي الامداد الغيبي له ..
بمعنى لو أراد الحسين لاختار النصر و دعا على الأعداء و قتلهم في أرضهم عن بكرة أبيهم و أبادهم و أنهى الأمر ...
و لكنه اختار لقاء ربه و اختار النصر الأبدي المخلد الى يوم يبعثون و ما وراء ذلك ...فتأمل ...
كما أضيف أن كانت هناك جيوش من الملائكة و من الجن المؤمن جاؤوا لنصرة أبي عيد الله الحسين فردهم و صرفهم .. و بهذا اثبات آخر على مقام الحسين عليه السلام و أنه لو أراد لأباد أعدائه بلمحة عين و لكنه اختار الطريق الأصعب ..
بحار الأنوار الجزء44 صفحة 330-331
(( وقال شيخنا المفيد باسناده إلى أبي عبدالله عليه السلام قال : لما سار أبو عبدالله من المدينة لقيه أفواج من الملائكة المسومة في أيديهم الحراب على نجب من نجب الجنة ، فسلموا عليه ، وقالوا : يا حجة الله على خلقه بعد جده وأبيه وأخيه ، إن الله سبحانه أمد جدك بنا في مواطن كثيرة ، وإن الله أمدك بنا ، فقال لهم : الموعد حفرتي وبقعتي التي أستشد فيها وهي كربلا ، فاذا وردتها فأتوني ، فقالوا : يا حجة الله ! مرنا نسمع ونطع ، فهل تخشى من عدو يلقاك فنكون معك ؟ فقال : لا سبيل لهم علي ولا يلقوني بكريهة أو أصل إلى بقعتي . )) انتهى
(( وأتته أفواج مسلمي الجن فقالوا : يا سيدنا ، نحن شيعتك وأنصارك ، فمرنا بأمرك ، وما تشاء ، فلو أمر تنا بقتل كل عدو لك وأنت بمكانك لكفيناك ذلك ، فجزاهم الحسين خيرا وقال لهم : أو ما قرأت كتاب الله المنزل على جدي رسول الله " أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة " ( 1 ) وقال سبحانه : " لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم " ( 2 ) وإذا أقمت بماكني فبماذا يبتلي هذا الخلق المتعوس ؟ وبما ذا يختبرون ؟ ومن ذا يكون ساكن حفرتي بكربلاء ؟ وقد اختارها الله يوم دحا الارض ، وجعلها معقلا لشيعتنا ، ويكون لهم أمانا في الدنيا والآخرة ولكن تحضرون يوم السبت ، وهو يوم عاشورا الذي في آخره اقتل ، ولا يبقى بعدي مطلوب من أهلي ونسبي وإخوتي وأهل بيتي ، ويسار برأسي إلى يزيد لعنه الله .
فقالت الجن : نحن والله يا حبيب الله وابن حبيبه ، لو لا أن أمرك طاعة وأنه لا يجوز لنا مخالفتك ، قتلنا جميع أعدائك قبل أن يصلوا إليك ، فقال صلوات الله عليه لهم : نحن والله أقدر عليهم منكم ، ولكن ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة .
انتهى ما نقلناه من كتاب محمد بن أبي طالب . )) انتهى
________________
خامساً : أرفق مواقف من كربلاء و كيف أنه عليه السلام كان يدعو على شخص من اعدائه فينزل به العذاب مباشرة و يستجيب الله له فورا ..
و كأنه يرسل رسالة لك يا أيها المستشكل و يقول :
لو أردت أن أفعل ذلك لفعلت فافهم ...!!!
الموقف الأول بحار الأنوار الجزء 44 صفحة 316-317 :
((..... ثم قال لاصحابه : قوموا فاشربوا من الماء يكن آخر زادكم ، وتوضأوا واغتسلوا واغسلوا ثيابكم لتكون أكفانكم ، ثم صلى بهم الفجر وعبأهم تعبية الحرب ، وأمر بحفيرته التي حول عسكره فاضرمت بالنار ، ليقاتل القوم من وجه واحد ، وأقبل رجل من عسكر عمربن سعد على فرس له يقال له : ابن أبي جويرية المزني فلما نظر إلى النار تتقد صفق بيده ونادى : يا حسين وأصحاب حسين أبشروا بالنار فقد تعجلتموها في الدنيا ، فقال الحسين عليه السلام : اللهم أذقه عذاب النار في الدنيا فنفر به فرسه وألقاه في تلك النار فاحترق .)) انتهى
الموقف الثاني : بحار الأنوار الجزء 44 صفحة 317 :
(( ثم برز من عسكر عمر بن سعد رجل آخر يقال له تميم بن حصين الفزاري فنادى : يا حسين ويا أصحاب حسين أما ترون إلى ماء الفرات يلوح كأنه بطون الحيات ( 1 ) والله لا ذقتم منه قطرة حتى تذوقوا الموت جزعا فقال الحسين عليه السلام : من الرجل فقيل تميم بن حصين فقال الحسين : هذا وأبوه من أهل النار اللهم اقتل هذا عطشا في هذا اليوم ، قال : فخنقه العطش حتى سقط عن فرسه ، فوطأته الخيل بسنابكها فمات . )) انتهى
الموقف الثالث بحار الأنوار الجزء44 صفحة 317
(( ثم أقبل آخر من عسكر عمر بن سعد يقال له : محمد بن أشعث بن قيس الكندي فقال : يا حسين بن فاطمة أية حرمة لك من رسول الله ليست لغيرك ؟ فتلا الحسين هذه الآية : ( 2 ) ثم قال : والله إن محمد لمن آل إبراهيم ، وإن العترة الهادية لمن آل محمد من الرجل ؟ فقيل : محمد بن أشعث بن قيس الكندي فرفع الحسين عليه السلام رأسه إلى السماء فقال : اللهم أر محمد بن الاشعث ذلا في هذا اليوم لا تعزه بعد هذا اليوم أبدا ، فعرض له عارض فخرج من العسكر يتبرز ، فسلط الله عليه عقربا فلدغته ، فمات بادي العورة )) انتهى
الموقف الرابع :
مقتل الحسين ( ع ) - أبو مخنف الازدي ص 189- 190
(( قال هشام : عن أبيه محمد بن السائب عن القاسم بن الاصبغ بن نباتة قال : حدثني من شهد الحسين في عسكره : ان حسينا حين غلب على عسكره ركب المسناة يريد الفرات ، قال : فقال رجل من بني أبان بن دارم : ويلكم حولوا بينه وبين الماء لا
تتأم إليه شيعته ، قال : وضرب فرسه واتبعه الناس حتى حالوا بينه وبين الفرات ، فقال الحسين اللهم اظمه ، قال : وينتزع الابانى بسهم فاثبته في حنك الحسين ، قال : فانتزع الحسين السهم ثم بسط كفيه فامتلاءتا دما
ثم قال الحسين : اللهم اني اشكو اليك ما يفعل بابن بنت نبيك قال : فوالله ان مكث الرجل الا يسيرا حتى صب الله عليه الظماء ، فجعل لا يروى ، قال القاسم ابن الاصبغ : لقد رأيتني فيمن يروح عنه والماء يبرد له فيه السكر وعساس فيها اللبن
وقلال فيها الماء ، وانه ليقول : ويلكم اسقوني . قتلني الظماء فيعطى القلة أو العس كان مرويا اهل البيت فيشربه فإذا نزعه من فيه اضطجع الهنيهة ثم يقول ويلكم اسقوني قتلني الظماء ، قال : فوالله ما لبث الا يسيرا حتى انقد بطنه انقداد بطن البعير. )) انتهى
الموقف الخامس :
(( حفر أصحاب الحسين (عليه السلام) بأمر الإمام (صلوات الله عليه) حول الخيمة خندقاً وملؤوها ناراً حتى يكون الحرب من جهة واحدة.
فتقدم رجل من أهل الكوفة فقال: تعجلت يا حسين بنار الدنيا قبل نار الآخرة؟
فقال الحسين (عليه السلام): تعيّرني بالنار؟! وأبي (عليه السلام) قاسمها وربي غفور رحيم.
ثم قال (عليه السلام) لأصحابه: أتعرفون هذا الرجل؟
فقالوا: هو جبيرة الكلبي.
فقال الحسين (عليه السلام): اللهم أحرقه بالنار في الدنيا قبل نار الآخرة.
قال الراوي: فما استتم كلامه (عليه السلام) حتى تحرك بـ (جبيرة) جواده. فطرحه مكباً على رأسه في وسط النار، فاحترق.
فكبّر الأصحاب ونادى مناد في السماء: هنئت بالإجابة سريعاً يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله).
قال عبد الله بن مسرور: لما رأيت ذلك، رجعت عن حرب الحسين (عليه السلام). )) انتهى
____________________
و غيرها من المواقف ,,,, و لكن أين المتدبر ...!!
المحصلة :
الامام الحسين عليه السلام لو اراد بدعاء واحد لمسح جيوشهم عن بكرة أبيهم
و هو ليس بحاجة لنصرة أحد من الخلق و هو مسدد من الخالق سبحانه و تعالى ...
و لكنه أراد اقامة الحجة على القوم بطلب النصرة و ليمحص و يغربل المؤمن من المنافق ...
و قد انتصر الحسين و كان انتصاره أبديا ...
و نداء الحسين عليه السلام هذا فيه فضيحة كبرى لأهل السنة
فقد سمعوه و هو ينادي و يطلب النصرة و لكن لم يتحرك منهم شريف لنصرته و رسول الله قال :
ابن كثير,,, البداية والنهاية ...الجزء الثامن ..( 131 من 239 )
وقال أبو القاسم البغوي: حدثنا محمد بن هارون، أبو بكر، ثنا إبراهيم بن محمد الرقي، وعلي بن الحسن الرازي قالا: ثنا سعيد بن عبد الملك أبو واقد الحراني، ثنا عطاء بن مسلم، ثنا أشعث بن سحيم، عن أبيه قال: سمعت أنس بن الحارث يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن ابني- يعني: الحسين - يقتل بأرض يقال لها كربلاء، فمن شهد منكم ذلك فلينصره)).
و ابن تيمية يقر أن الكوفة كان بها سنة و شيعة و نواصب .
و الحمد لله رب العالمين