شجون الزهراء
18-05-2014, 01:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
إلهي خلقت لي جسما وجعلت فيه آلات أطيعك بها وأعصيك وأغضبك وأرضيك , وجعلت لي من نفسي داعية إلى الشهوات وأسكنتني دارا قد ملأت من الآفات , ثم قلت لي آنزجر , فبك أنجزر , وبك أعتصم , وبك أستجير , وبك أحترز وأستوقفك لما يرضيك ........
قال تعالى ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ) السجدة آيه 16
معنى الخوف
هو التألم من توقع مكروه ممكن الحصول وممكن عدم حصوله والخشية والوجل والرهبة والهيبة كلها من أنواع الخوف .
أنواع الخوف :
1-خوف ممدوح ....وهو محور الحديث
وهو الخوف من الله عزوجل والخوف من إرتكاب الذنوب والخوف من التقصير في أمور دينه وطاعته وهذا الخوف يدعوا الإنسان إلى السعي في طاعة الله وإجتناب معاصيه .
2-الخوف المذموم :
الخوف من أمور واقعة لا محالة وليس للإنسان قدرة على دفعها ( الموت مثلا ) والخوف المؤدي إلى عدم أداء الواجب الذي يتطلب أن يفعله الإنسان في حالة إرتكابه لخطأ ما لأن عليه أن لايخاف ويبذل جهده في إصلاح ما أفسده .
****** قال تعالى ( ولمن خاف مقام ربه جنتان )المقصود هو الخوف الصادق من الله تعالى , والمراد من الخوف في هده الآيه هو الخوف الصادق المؤثر الذي يجعل صاحبه يفر من الذنب فراره من الأفاعي والعقارب , فضلا عن أنه لا يدنوا منها , ولذلك يقول الصادق عليه السلام في معنى الآية( من علم أن الله تعالى يراه ويعلم ما يعمله ويسمع ما يقوله ثم يحجزه ذلك من القبيح فهو خائف من مقامربه ) إذا ليس كما يزعم أولئك من أنهم يخافون الله وهم لا يعرفون للحياء معنى فتراهم عند أرتكابهم للمعاصي واحتمالهم للآثار لا يجدون للترك رادعا من أنفسهم , بينما يقول الحديث المأثور ( دليل الخوفالهرب , ودليل الرجاء الطلب ) فلو خاف العبد عذاب ربه لما ارتكب ذنبا بالمرة وارتكاب الذنب بحد داته تجرأ على الله سبحانه وتعالى , لكن الناس يتهيبون الفضيحه ولا يعملون ما يفضحهم أمام أمثالهم , وهذة الحالة من المراقبة كانت أجدر بهم لو أنهم خافوا الفضيحة أمام الله ففروا مما زين لهم الشيطان , إذا حقيقة الخوف من الله وعذابه تكمن في الهروب والفرار من ما يستوجب سخط الله وعذابه , وحقيقة الرجاء تكمن في السعي والمثابرة خلف ما رجاه الإنسان من ربه في أداء الطاعات ولزوم الفرائض وتعاهد الأعمال الصالحة بعتدال .
ودليل الخوف هو الفرار من الذنب قبل الدخول فيه , ولا يعد الخوف صادقا عندما يزعم البعض أن قد يحصل له الخوف من الله بعد مباشرته للمعصية !!! الشاهد على ذلك .... مغالطة العالم مع هارون الرشيد
حدث هارون الرشيد يوما زوجته زبيدة فقال لها إني إمام عادل والإمام العادل مصيره الجنه دون ريب !!! فردت عليه زبيدة : كلا أنك لحاكم جائر وقد افتريت على الله كذبا عندما حتمت الجنه لنفسك وأنت تعلم ان من يتجاهر بالكذب على الله فقد خلع من رقبته ربقه الإسلام وعليه لم يعد لي مكانا في قصرك بعد هذا . فتحير هارون من قولها ولم يحر جوابا , فغتم كثيرا لذلك واستدعى على أثره أحد علماء البلاط من الذين باعوا دينهم بدنانير , فبعث خلف محمد بن الحسن الشيباني فلما حضر بين يديه حدثة بما دار بينه وبين زوجته زبيدة , فرد علية العالم قائلا : أيها الخليفة هل مر بك أن أصبت ذنبا ثم تحسست في قلبك مخافه الله من ارتكابك لذلك الذنب ؟ فأجابه هارون الرشيد بلى والله وكثيرا ماهو , هنا صاح عالم السوء , بشراك بشراك فلك بدل الجنه جنتان , وأنا لا أقول ذلك بزعمي بل هذا ما صرح القرأن به في قوله ( ولمن خاف مقام ربهجنتان ) فسر هارون من قولة ومنحه جائزة !!!
بمعنى ان الشيباني يقول إن من يتعقب المعصيه ويسعى في طلبها ثم يقترفها ويلوث نفسه بها , ثم يستشعر الخوف بعد ذلك فيقول آه واويلاة على تفريطي فله حينئذ جنتان !!
الحقيقه إن العبد لو خاف ربه حقا لما بحث عن المعصية ليدنس نفسه بها , وهل تراه سيجد لله خوفا في نفسه وهو مشغول بالبحث عن المعاصي ليفتك بها ؟!! عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( من عرضت له فاحشه أو شهوة فاجتنبها من مخافه الله عزوجل حرم الله عليه النار , وآمنه من الفزع الأكبر , وأنجزا لة ما وعدة في كتابة في قوله {ولمنخاف مقام ربه جنتان } ) البحار ج70
وهذا جزاء من خاف الله سبحانه وتعالى فكن جريئا على نفسك وامنعها عن المعصيه وعودها الطاعة .
الخوف والرجاء عند المؤمن الخوف عند المؤمن بقدر معرفتة بالله سبحانه وتعالى , قال تعالى ( إنما يخشى الله من عباده العلماء )سورة فاطر 28
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( ألا وإن المؤمن يعمل بين مخافتين : بين أجل قد مضى لا يدري مالله صانع فيه , وبين أجل قد بقى لا يدري مالله قاض فيه , فليأخدالعبد المؤمن من نفسه لنفسه ومن دنياه لآخرته , وفي الشيبة قبل الكبر , وفي الحياة قبل الممات , فوالله الذي نفس محمد بيده ما بعد الدنيا من مستعتب , وما بعدها من دار إلا الجنة والنار ) البحار ج70
صفات الخائف والراجي
قال تعالى ( أما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ) النازعات 40
1-من خاف من شيء هرب منه ومن رجاء شيئا طلبه .
2-يتسابق إلى الأعمال الصالحة . قال تعالى ( والسابقون السابقون أولئك المقربون )
3-يطلب الأعمال التي تقربه إلى الله ويختار الشاق منها .
4-لا يرضى بالقليل من العمل وإن عمل الكثير فيعتبر نفسه مقصرا .
5-يحاسب نفسه دائما ويصلح عيوبه .
6-يخاف ذنبه وأن كان صغيرا ولا يعصي ربه . عن الإمام علي عليه السلام ( الخوف سجن النفس منالذنوب ورادعها عن المعاصي ) .غرر الحكم
7- لا يخاف إلا لله عزوجل . عن رسول الله صلى الله عليه وآله ( من خاف الله عزوجل خاف منه كل شيء ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء) البحارج77
8-يعلم أن الله يراه فلا يعمل ما يغضبه .
***من قصص الخوف من الله سبحانه وتعالى **ذكر الموت أسكرهم ** خرج أمير المؤمنين علية السلام يوما إلى المسجد , فإذا قوم من الشيعة قعود فيه , فقال : من أنتم ؟ قالوا : نحن شيعتك يا أمير المؤمنين . فقال : فما لي لا أرى عليكم سيماء الشيعة ؟ فقالوا : ما سيماء الشيعة , يا أمير المؤمنين ؟ فقال : عمش العيون من البكاء , خمص البطون من الصيام والظمأ , صفر الوجوه من السهر , يحسبهم الجاهل مرضى وما بهم من مرض , ولكن فرق من الحساب ويومه أمرضهم , يحسبهم أهل الغفلة سكارى , وما هم بسكارى ولكن ذكر الموت أسكرهم .
إن شهدوا لم يعرفوا , وإن غابوا لم يفتقدوا , وإن قالوا لم يصدقوا , وإن سكتوا لم يسألوا ,وإن أساءوا استغفروا , وإن أحسنوا لم يفخروا , وإذا ظلموا صبروا , حتى يكون الله تعالى هو المنتقم لهم , يجوعون إذا شبع الناس , ويسهرون إذا رقد الناس , ويدعون إذا غفل الناس , ويبكون إذا ضحك الناس .
يتمايلون بالليل على أقدامهم مرة وعلى الأصابع , وتجري دموعهم على خدودهم من خيفة الله وهم أبدا سكوت , فإذا ذكروا عظمة الله عزوجل إنكسرت قلوبهم وطاشت عقولهم , أولئك أصحابي وشيعتي حقا , الذين إمتحن الله قلوبهم للتقوى , لهم مغفرة وأجر عظيم . أعلام الدين للديلمي .
البكاء خوفا من الله سبحانه وتعالى
عن الصادق عليه السلام( أوحى الله إلى عيسى عليه السلام : يا عيسى هب لي من عينيك الدموع ومن قلبك الخشوع ومن بدنك الخضوع واكحل عينيك بميل الحزن إذا ضحك البطالون , وقم على قبور الأموت فنادهم برفيع صوتك لعلك تأخذ موعظتك منهم وقل إني لاحق في اللاحقين ) . إرشاد القلوب للديلمي
فالبكاء بمجرده غير مناف للصبر ولا للرضا بالقضاء وإنما هو جلبة إنسانية , ورحمة فلا حرج من إبرازها و إخراجها , فكيف بمن دمعت عيناه حزنا وشوقا وخوفا من الواحد الأحد جل جلاله تتجلى عظمته الباهرة وينشرح الصدر بشروق نوره عليه .
عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ( طوبى لصورة نظر الله إليها تبكي على الذنب من خشية الله عزوجل ولم يطلع على ذلك الذنبغيره ) .البحار ج93
وعن أمير المؤمنين ( البكاء من خشية الله ينير القلب , ويعصم من معاودة الذنب )غرر الحكم
*******
يا عاقلا أردى الهوى عقله
مالك قد سدت عليك الأمور
أتجعل العقل أسير الهوى
وإنما العقل عليه أمير !!!
*******
رب مستور سبته شهوة
فتعرى ستره فانهتكا
صاحب الشهوة عبد فإذا
غلب الشهوة أضحى ملكا
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
إلهي خلقت لي جسما وجعلت فيه آلات أطيعك بها وأعصيك وأغضبك وأرضيك , وجعلت لي من نفسي داعية إلى الشهوات وأسكنتني دارا قد ملأت من الآفات , ثم قلت لي آنزجر , فبك أنجزر , وبك أعتصم , وبك أستجير , وبك أحترز وأستوقفك لما يرضيك ........
قال تعالى ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ) السجدة آيه 16
معنى الخوف
هو التألم من توقع مكروه ممكن الحصول وممكن عدم حصوله والخشية والوجل والرهبة والهيبة كلها من أنواع الخوف .
أنواع الخوف :
1-خوف ممدوح ....وهو محور الحديث
وهو الخوف من الله عزوجل والخوف من إرتكاب الذنوب والخوف من التقصير في أمور دينه وطاعته وهذا الخوف يدعوا الإنسان إلى السعي في طاعة الله وإجتناب معاصيه .
2-الخوف المذموم :
الخوف من أمور واقعة لا محالة وليس للإنسان قدرة على دفعها ( الموت مثلا ) والخوف المؤدي إلى عدم أداء الواجب الذي يتطلب أن يفعله الإنسان في حالة إرتكابه لخطأ ما لأن عليه أن لايخاف ويبذل جهده في إصلاح ما أفسده .
****** قال تعالى ( ولمن خاف مقام ربه جنتان )المقصود هو الخوف الصادق من الله تعالى , والمراد من الخوف في هده الآيه هو الخوف الصادق المؤثر الذي يجعل صاحبه يفر من الذنب فراره من الأفاعي والعقارب , فضلا عن أنه لا يدنوا منها , ولذلك يقول الصادق عليه السلام في معنى الآية( من علم أن الله تعالى يراه ويعلم ما يعمله ويسمع ما يقوله ثم يحجزه ذلك من القبيح فهو خائف من مقامربه ) إذا ليس كما يزعم أولئك من أنهم يخافون الله وهم لا يعرفون للحياء معنى فتراهم عند أرتكابهم للمعاصي واحتمالهم للآثار لا يجدون للترك رادعا من أنفسهم , بينما يقول الحديث المأثور ( دليل الخوفالهرب , ودليل الرجاء الطلب ) فلو خاف العبد عذاب ربه لما ارتكب ذنبا بالمرة وارتكاب الذنب بحد داته تجرأ على الله سبحانه وتعالى , لكن الناس يتهيبون الفضيحه ولا يعملون ما يفضحهم أمام أمثالهم , وهذة الحالة من المراقبة كانت أجدر بهم لو أنهم خافوا الفضيحة أمام الله ففروا مما زين لهم الشيطان , إذا حقيقة الخوف من الله وعذابه تكمن في الهروب والفرار من ما يستوجب سخط الله وعذابه , وحقيقة الرجاء تكمن في السعي والمثابرة خلف ما رجاه الإنسان من ربه في أداء الطاعات ولزوم الفرائض وتعاهد الأعمال الصالحة بعتدال .
ودليل الخوف هو الفرار من الذنب قبل الدخول فيه , ولا يعد الخوف صادقا عندما يزعم البعض أن قد يحصل له الخوف من الله بعد مباشرته للمعصية !!! الشاهد على ذلك .... مغالطة العالم مع هارون الرشيد
حدث هارون الرشيد يوما زوجته زبيدة فقال لها إني إمام عادل والإمام العادل مصيره الجنه دون ريب !!! فردت عليه زبيدة : كلا أنك لحاكم جائر وقد افتريت على الله كذبا عندما حتمت الجنه لنفسك وأنت تعلم ان من يتجاهر بالكذب على الله فقد خلع من رقبته ربقه الإسلام وعليه لم يعد لي مكانا في قصرك بعد هذا . فتحير هارون من قولها ولم يحر جوابا , فغتم كثيرا لذلك واستدعى على أثره أحد علماء البلاط من الذين باعوا دينهم بدنانير , فبعث خلف محمد بن الحسن الشيباني فلما حضر بين يديه حدثة بما دار بينه وبين زوجته زبيدة , فرد علية العالم قائلا : أيها الخليفة هل مر بك أن أصبت ذنبا ثم تحسست في قلبك مخافه الله من ارتكابك لذلك الذنب ؟ فأجابه هارون الرشيد بلى والله وكثيرا ماهو , هنا صاح عالم السوء , بشراك بشراك فلك بدل الجنه جنتان , وأنا لا أقول ذلك بزعمي بل هذا ما صرح القرأن به في قوله ( ولمن خاف مقام ربهجنتان ) فسر هارون من قولة ومنحه جائزة !!!
بمعنى ان الشيباني يقول إن من يتعقب المعصيه ويسعى في طلبها ثم يقترفها ويلوث نفسه بها , ثم يستشعر الخوف بعد ذلك فيقول آه واويلاة على تفريطي فله حينئذ جنتان !!
الحقيقه إن العبد لو خاف ربه حقا لما بحث عن المعصية ليدنس نفسه بها , وهل تراه سيجد لله خوفا في نفسه وهو مشغول بالبحث عن المعاصي ليفتك بها ؟!! عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( من عرضت له فاحشه أو شهوة فاجتنبها من مخافه الله عزوجل حرم الله عليه النار , وآمنه من الفزع الأكبر , وأنجزا لة ما وعدة في كتابة في قوله {ولمنخاف مقام ربه جنتان } ) البحار ج70
وهذا جزاء من خاف الله سبحانه وتعالى فكن جريئا على نفسك وامنعها عن المعصيه وعودها الطاعة .
الخوف والرجاء عند المؤمن الخوف عند المؤمن بقدر معرفتة بالله سبحانه وتعالى , قال تعالى ( إنما يخشى الله من عباده العلماء )سورة فاطر 28
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( ألا وإن المؤمن يعمل بين مخافتين : بين أجل قد مضى لا يدري مالله صانع فيه , وبين أجل قد بقى لا يدري مالله قاض فيه , فليأخدالعبد المؤمن من نفسه لنفسه ومن دنياه لآخرته , وفي الشيبة قبل الكبر , وفي الحياة قبل الممات , فوالله الذي نفس محمد بيده ما بعد الدنيا من مستعتب , وما بعدها من دار إلا الجنة والنار ) البحار ج70
صفات الخائف والراجي
قال تعالى ( أما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ) النازعات 40
1-من خاف من شيء هرب منه ومن رجاء شيئا طلبه .
2-يتسابق إلى الأعمال الصالحة . قال تعالى ( والسابقون السابقون أولئك المقربون )
3-يطلب الأعمال التي تقربه إلى الله ويختار الشاق منها .
4-لا يرضى بالقليل من العمل وإن عمل الكثير فيعتبر نفسه مقصرا .
5-يحاسب نفسه دائما ويصلح عيوبه .
6-يخاف ذنبه وأن كان صغيرا ولا يعصي ربه . عن الإمام علي عليه السلام ( الخوف سجن النفس منالذنوب ورادعها عن المعاصي ) .غرر الحكم
7- لا يخاف إلا لله عزوجل . عن رسول الله صلى الله عليه وآله ( من خاف الله عزوجل خاف منه كل شيء ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء) البحارج77
8-يعلم أن الله يراه فلا يعمل ما يغضبه .
***من قصص الخوف من الله سبحانه وتعالى **ذكر الموت أسكرهم ** خرج أمير المؤمنين علية السلام يوما إلى المسجد , فإذا قوم من الشيعة قعود فيه , فقال : من أنتم ؟ قالوا : نحن شيعتك يا أمير المؤمنين . فقال : فما لي لا أرى عليكم سيماء الشيعة ؟ فقالوا : ما سيماء الشيعة , يا أمير المؤمنين ؟ فقال : عمش العيون من البكاء , خمص البطون من الصيام والظمأ , صفر الوجوه من السهر , يحسبهم الجاهل مرضى وما بهم من مرض , ولكن فرق من الحساب ويومه أمرضهم , يحسبهم أهل الغفلة سكارى , وما هم بسكارى ولكن ذكر الموت أسكرهم .
إن شهدوا لم يعرفوا , وإن غابوا لم يفتقدوا , وإن قالوا لم يصدقوا , وإن سكتوا لم يسألوا ,وإن أساءوا استغفروا , وإن أحسنوا لم يفخروا , وإذا ظلموا صبروا , حتى يكون الله تعالى هو المنتقم لهم , يجوعون إذا شبع الناس , ويسهرون إذا رقد الناس , ويدعون إذا غفل الناس , ويبكون إذا ضحك الناس .
يتمايلون بالليل على أقدامهم مرة وعلى الأصابع , وتجري دموعهم على خدودهم من خيفة الله وهم أبدا سكوت , فإذا ذكروا عظمة الله عزوجل إنكسرت قلوبهم وطاشت عقولهم , أولئك أصحابي وشيعتي حقا , الذين إمتحن الله قلوبهم للتقوى , لهم مغفرة وأجر عظيم . أعلام الدين للديلمي .
البكاء خوفا من الله سبحانه وتعالى
عن الصادق عليه السلام( أوحى الله إلى عيسى عليه السلام : يا عيسى هب لي من عينيك الدموع ومن قلبك الخشوع ومن بدنك الخضوع واكحل عينيك بميل الحزن إذا ضحك البطالون , وقم على قبور الأموت فنادهم برفيع صوتك لعلك تأخذ موعظتك منهم وقل إني لاحق في اللاحقين ) . إرشاد القلوب للديلمي
فالبكاء بمجرده غير مناف للصبر ولا للرضا بالقضاء وإنما هو جلبة إنسانية , ورحمة فلا حرج من إبرازها و إخراجها , فكيف بمن دمعت عيناه حزنا وشوقا وخوفا من الواحد الأحد جل جلاله تتجلى عظمته الباهرة وينشرح الصدر بشروق نوره عليه .
عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ( طوبى لصورة نظر الله إليها تبكي على الذنب من خشية الله عزوجل ولم يطلع على ذلك الذنبغيره ) .البحار ج93
وعن أمير المؤمنين ( البكاء من خشية الله ينير القلب , ويعصم من معاودة الذنب )غرر الحكم
*******
يا عاقلا أردى الهوى عقله
مالك قد سدت عليك الأمور
أتجعل العقل أسير الهوى
وإنما العقل عليه أمير !!!
*******
رب مستور سبته شهوة
فتعرى ستره فانهتكا
صاحب الشهوة عبد فإذا
غلب الشهوة أضحى ملكا