صدى الحسين
12-11-2007, 11:01 AM
ولد السيد محمد محمد صادق الصدر في مدينة النجف في العراق في السابع عشرhttp://irakalrafiden.com/35.jpg من ربيع الاول عام 1362 هـجري. ومما شاع وعرف بين آل الصدر، أن والدته المرحومة كانت قد آيست من الحمل فتوسلت بالرسول عند تشرفها بزيارته أثناء الحج، أن ترزق ولداً، ونذرت أن تسميه (محمداً)، فتحقق لها ما أرادت بعد ذلك، وكان سماحته ولدها الوحيد ولم ترزق بغيره.
وكانت ولادته يوم 17 ربيع أول 1362هــ المتزامن مع ذكرى ولادة جده النبي الأكرم محمد (ص) وجده الإمام جعفر الصادق (ع) الموافق لــ 23 آذار 1943، وعاش في كنف جده لأمه آية الله العظمى الشيخ رضا آل ياسين، وقد زامنت فترة مرجعيته مع مرجعية السيد أبو الحسن الأ صفهاني. وعاش كذلك في كنف والده السيد الحجة محمد صادق الصدر حيث كان وحيداً لوالده السيد محمد صادق.
وقد نشأ سماحته في بيت علم وفضل وزرق العلم منذ صباه بواسطة والده السيد محمد صادق الصدر. وكان لنشأته وتربيته الدينية انعكاس في خلقه الرفيع وسماحته وبشاشته وصدره الرحب الذي يستوعب كل الأسئلة الموجهة إليه حتى المحرجة منها.
تزوج من بنت عمه السيد محمد جعفر الصدر ورزق بأربعة أولاد منها، هم (مصطفى، مقتدى، مؤمل، مرتضى) تزوج الثلاث الأوائل منهم ثلاثة بنات السيد محمد باقر الصدر (قده)، وله بنتان هن زوجات لأولاد الحجة السيد كلانتر.
نبذة عن حياته
السيد محمد الصدر ابن عم آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر المرجع الشيعي الذي اعدم بأمر من صدام حسين في سنة 1980 نتيجة لآرائه الإسلامية التي كانت تعارض التوجهات العلمانية للحكومة آنذاك. وكان السيد محمد الصدر هو احد تلاميذ محمد باقر الصدر المبرزين ولكن بعد وفاة الأخير عزل السيد محمد الصدر نفسه عن الحياة الاجتماعية ومارس تقية مشددة لمدة 9 سنين، كما وصفها هو في لقاء الحنانة الذي اجري معه. ولوجود العديد من الاسباب حاول النظام العراقي استخدام ايجاد مرجعيات عربية تستخدم كأداة تلويح بوجود خطر اسلامي ضد أمريكا و السبب الاهم هو اتجاه الحكومة العراقية في اخر عهدها إلى ارضاء الشيعة و محاولة الالتفاف على غضب هذه الطائفة و امتصاص نقمتها ،فسمح له بان يعاود نشاطه الديني و يعود مجددا لالقاء دروسه و احتضان الحوزة العلمية في النجف و كان بمثابة مدير و مسؤول ً للحوزة العلمية في النجف
وما أثار الكثير من الشبهات حول علاقاته مع النظام العراقي كونه لم يعدم بنفس الطريقة التي اعدم فيها استاذه و لم يقض النظام على حركته الثورية في بداياتها ولكن كل الشبهات حول علاقاته مع النظام زالت حينما زاد تكتل الناس حوله و عارض السلطة معارضة جهرية و امتنع عن الاذعان لمطالبها بالكف عن اداء صلاة الجمعة كما طالب تلك السلطة القمعية بلا حدود ان تطلق السجناء و تمنح الناس حرية العبادة و كانت هذه اخر الاشياء التي اغضبت السلطة فاقدمت على قتله مع ولديه لدى عودتهم من مرقد الامام علي إلى البيت اذ اعترضتهم في طريق العودة سيارة حديثة اجبرت السائق على الالتفاف بسيارته لكيلا يصطدم بالسيارة المقابلة فارتطمت بشجرة كانت على قارعة الدرب و نزل اشخاص مسلحون من السيارة و اطلقوا النار على اية الله الصدر و ولديه و قد اثبتت الاخبار ان الصدر لم يمت في هذا الحادث بل قتل في المستشفى بعد نقله من مكان المجزرة.
استطاع ومن خلال خطب الجمعة التي كان يقدمها مرتدياً كفناً أبيضاً أن يبرهن أن استطاع خداع النظام وإبراز صورة غير حقيقة عن نفسه لصدام حسين مما مكنه من الصعود إلى هذا المنصب والتكلم مع الناس مباشرة، وطبعاً لم يرتحِ النظام العراقي لهذا فتم قتله مع اثنين من ابنائه في حادث سيارة مفتعل، بعد ان القى ما يقارب الأربعين خطبة جمعة ناقش فيها الكثير من المشاكل الاجتماعية واليومية للشعب العراقي.
كان الصدر يهدف في ظهوره في الميدان النجفي السلبي الاتجاه ان يقضي على ما راه متفشيا من الامراض الاجتماعية و التقاليد البالية و انتشار السرقات كهدف ميداني يقوم به حسب ما يراه نافعا اما هدفه الاهم و الذي وضعه نصب عينيه منذ عرف استاذه الصدر الكبير فهو القضاء على النظام الاستبدادي الدموي و اقامة دولة العدل في ارض السواد ومن أبرز أولاده الآن مقتدى الصدر الذي يترأس التيار الصدري و جيش المهدي الرافض للوجودالعسكري الأمريكي في العراق .
ومن ابرز تلامذته الشيخ محمد موسى اليعقوبي السيد محمد التبريزي والسيد مؤمل والسيد محسن علي الفرحان
بعض ماقيل في الشهيد
يقول السيد مقتدى الصدر:-
احمد الله ان جعلني للصدر ابنا وله مواليا وبه متمسكا ومن اجله ولاجل اتباعه خادما والحمد لله الذي جعلني لبيته ساكنا ولعلمه تابعا ولحوزته الناطقة(بالحق)راجعايقول السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس):-
اسال المولى سبحانه وتعالى ان يقر عيني به ويريني فيه علما من اعلام الدينقال السيد كاظم الحائري دام عزه:-
يا ابنائي واخواني في العراق، عليكم بالسير بالخط الذي انتهجه لنا الصدران الشريفان العظيمانوقال دام عزه ايضا
صــــــــــــدرا العراق رمز التضحية والفداءيقول السيد هادي المدرسي(دام ظله):-
الشهيد الصدر هز عرش الطاغوت من دون دبابات وطائرات او تكون له قوة عظمى,كانت قوته الايمانيقول السيد محمد حسين فضل الله(دام ظله):-
سيبقى الصدر عنوانا كبيرا للاخلاص وللتقوى والعلموالمحبة
دراسته وتدرجه العلمي
بدأ (رض) الدرس الحوزوي في سن مبكرة في سنة (1373 ــ 1954) حيث تعمم وهو ابن (أحد عشر سنة) مبتدئاً بدراسة (النحو) على يد والده السيد محمد صادق الصدر ثم على يد السيد طالب الرفاعي ثم الشيخ حسن طرد العاملي أحد علماء الدين في لبنان حالياً، وبعدها أكمل بقية المقدمات على يد السيد محمد تقي الحكيم صاحب كتاب (الأصول العامة للفقه المقارن) والشيخ محمد تقي الايرواني. دخل كلية الفقه سنة (1379 ــ 1960) دارساً على يد ألمع أساتذتها؛ فقد درس:
1 ــ (الفلسفة الإلهية) على يد الشيخ محمد رضا المظفر.
2 ــ (الأصول والفقه المقارن) على يد السيد محمد تقي الحكيم.
3 ــ (الفقه) على يد الشيخ محمد تقي الايرواني.
تخرج من كلية الفقه سنة (1383 ــ 1964) ضمن الدفعة الأولى من خريجي كلية الفقه.
ثم دخل مرحلة السطوح العليا حيث درس كتاب (الكفاية) للشيخ محمد كاظم الخراساني الملقب الأخوند على يد السيد الشهيد الصدر، وبعض كتاب (المكاسب) للشيخ مرتضى الانصاري على يد السيد محمد تقي الحكيم. وقد كان لدراسته عند هذين العلمين الأثر الأكبر في صقل ونمو موهبته العلمية التي شهد له بها أساتذته أنفسهم. ثم أكمل دراسة كتاب (المكاسب) عند الشيخ (صدر الباكوبي) الذي كان من مبرزي الحوزة وفضلائها ويتصف بالورع والصدق في حياته.
ثم ارتقى إلى مدارج البحث الخارج؛ فحضر بحث الخارج الأصول للسيد الشهيد محمد باقر الصدر. كما حضر أيضاً بحث الخارج عند المحقق الأستاذ الخوئي، وقد استفاد من هذا الحضور في الاطلاع على آراء المحقق الأستاذ الخوئي ومناقشتها فيما بعد.
أما أساتذته في بحث الخارج فقهاً وأوصولاً فهم:
1 ــ السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قده)، دورة أصولية كاملة وكتاب الطهارة.
2 ــ السيد المحقق الأستاذ الخوئي (قده)، دورة أصولية كاملة وكتاب الطهارة.
3 ــ الإمام الخميني (قده) في كتاب المكاسب.
4 ــ السيد محسن الحكيم (قده)، كتاب المضاربة.
أما اجازته في الرواية، فقد سئل (قده) في أحد الاستفتاءات الموجهة إليه، فكان جوابه أن له اجازة من عدة مشايخ، أعلاها من آية الله ملا محسن الطهراني صاحب كتاب (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) أعلى مشايخه هو الميرزا حسين النوري صاحب كتاب (مستدرك الوسائل)، ومنهم أيضاً والده السيد الحجة محمد صادق الصدر، وخاله الشيخ مرتضى آل ياسين، وابن عمه آية الله السيد أغا حسين خادم الشريعة، والسيد عبد الرزاق المقرم صاحب كتاب (مقتل الحسين)، وآية الله السيد حسين الخرسان، وآية الله السيد عبد الأعلى السبزواري، والدكتور حسين علي محفوظ وغيرهم.
أجيز بالاجتهاد من قبل أستاذه السيد الشهيد الصدر، وفي سنة (1369 ــ 1977) طلب الطلبة الفضلاء من السيد محمد الصدر أن يباحثهم خارجاً، وكان يبلغ من العمر (24 عاماً). وقد سألوا السيد الشهيد محمد باقر الصدر عن ذلك فبارك لهم وشجعهم وذكر لهم تمام الأهلية للسيد محمد الصدر، وقد اتفقوا على أن تكون مادة البحث الخارج في الفقه الاستدلالي في كتاب (المختصر النافع) للمحقق الحلي لأنه فقه كامل ومختصر في نفس الوقت، فبدأ يباحث خارجاً لأول مرة من أول الكتاب (باب الطهارة)، إلا أن الظرف في ذلك الوقت لم يخدمه فتفرق الطلاب وانقطع البحث، وقد دام هذا البحث قرابة أربعة أشهر وكان يلقي الدرس في مسجد الطوسي آنذاك.
ثم عاد (رحمه الله) لإلقاء بحث الخارج في سنة (1410 ــ 1990) ولكن هذه المرة على كتاب (الشرائع) للمحقق الحلي (باب كتاب الصلاة)، وبقي إلى آخر يوم من عمره الشريف يلقي بحثه على طلبة البحث الخارج اضافة إلى القاء محاضراته في تفسير القرآن الكريم يومي الخميس والجمعة من كل اسبوع، اضافةإلى أيام التعطيل الدراسي. وقد تميزت محاضراته بروح التجدد والجرأة في نقد الآراء وتفنيدها فلقد خرق عادة المفسرين في تفسير القرآن الكريم من سورة الفاتحة مبتدئاً بالعكس من سورة الناس، وهو منهج في البحث لم يسبق إليه سابق.
ومما يؤثر دوره على المسيرة العلمية ما يلي:
1 ــ اطلاعه على آراء أربع من أشهر المجتهدين هم السيد الشهيد الصدر والمحقق الخوئي والسيد محسن الحكيم والإمام الخميني.
2 ــ تميز أستاذه الشهيد الصدر بالتجديد في الأصول، وهذا يعني أن سماحته قد حمل بلاشك من هنا التجديد.
صفاته
رغم أن كل إنسان لا يخلو من مادة ولا ينجو من قادح، إلا أن الصدر الثاني سرّ بأخلاقه غيره، وقد شهد بتواضعه وبساطة شخصيته الجمع الكثير ممن قلده أو لم يقلده علاوة على اتصافه بسرعة البديهية في الاجابة على الأسئلة الفقهية والعلمية والفكرية.
بالاقتراب منه (رحمه الله) يتضح سلوكه العرفاني الذي يحاول تغطيته خوفاً من حصول نوع من رياء أو سمعة عن الخط الإلهي، لكثر ما تكرر في عباراته من التنبيه من ذلك والتأكيد على جانب الإخلاص في العلاقة مع الله في القول أو الفعل، وتراه يعترض ولا يقبل أن تتعالى الأصوات بالصلوات مقترنة بدخوله لنفس السبب الآنف، وتراه لا يرضى أن يمنع شخص يؤذن لصلاة الجماعة أذاناً خاطئاً ويقول لبعض طلبته لا أريد أن أمنعه لعل بينه وبين الله صلة فلا أريد أن أقطعها!
سلوكه وأخلاقه
كان يلاحظ فيه نزعة روحية عميقة، وخلق إسلامي رفيع، وبساطة تحوطها هيبة المتقين.
تواضع يشعرك بعظمة الأولياء الصالحين، ونكران للذات يجعلك تحب تلك الذات التي تنكر لها صاحبها، وانقطاع لله عز وجل تجد فيه نفحات علوية سجادية.
ذكر أحد المقربين من السيد محمد باقر الصدر أن المرحوم الحجة السيد محمد صادق الصدر جاء إلى السيد محمد باقر الصدر شاكياً له ولده السيد محمد الصدر، لا من عقوق ولا جفاء، ولا قصور أن تقصير، بل من كثرة عبادته وسهره في الدعاء والبكاء حتى أوشك على اتلاف نفسه. فما كان من السيد محمد باقر الصدر إلا أن بعث إليه وطلب منه الاعتدال في العبادة فاستجاب له لأنه كان مطيعاً لأستاذه محباً له لا يعصيه ولا يخالفه.
مؤلفاته
خط قلمه الشريف العديد من المؤلفات، منها:
1 ــ نظرات إسلامية في إعلان حقوق الإنسان: وهو مناقشة إسلامية للائحة حقوق الإنسان التي أصدرتها الجمعية التأسيسية التي تشكلت عقيب الثورة الفرنسية عام 1789.
2 ــ فلسفة الحج ومصالحه في الإسلام.
3 ــ أشعة من عقائد الإسلام: وهو ثلاث بحوث تتكفل بعض جوانب أصول الدين.
4 ــ القانون الإسلامي، وجوده، صعوباته، منهجه: وهو محاولة مختصرة لاثبات إمكان كتابة الفتاوى الفقهية على شكل مواد قانونية.
5 ــ موسوعة الإمام المهدي (عج).
أ ــ تاريخ الغيبة الصغرى.
ب ــ تاريخ الغيبة الكبرى.
ج ــ اليوم الموعود بين الفكر المادي والديني.
وقد عبر عنها السيد الصدر في إحدى جلساته بأنها مفتوحة لكل سؤال يأتي في الذهن حول مسألة الإمام المهدي (عج).
6 ــ ما وراء الفقه: وهو موسوعة فقهية عبارة عن عشرة أجزاء بأقسام، تحتوي هذه الموسوعة على أسئلة تخص الثقافة الفقهية المعمقة.
7 ــ فقه الأخلاق (جزئين): وهي دورة فقهية يبحث فيها عن الأحكام الأخلاقية والمستحبات في الفقه. وقد سئل السيد عن ما احتواه فقه الأخلاق، فأجاب أنه جواهر بين التراب إشارة لما فيه من اللمحات العرفانية العقلية والبعد الفكري.
8 ــ فقه الفضاء: اشتمل هنا الكتاب على بحوث شرعية تعد نادرة وجديدة في ميدان الفقه، حيث خرج هذا الكتاب إلى التكليف الشرعي خارج نطاق الأرض.
9 ــ بحث حول الكذب: عبارة عن كتيب يبحث فيه الكذب من كل جوانبه ويوضحه ويميز الجائز منه وغيره الجائز.
10 ــ بحث حول المرجعية: كراس يتناول موضوع رجوع الأئمة الأطهار (ع) بشيء من الاستدلال القرآني والروائي.
11 ــ كلمة في البداء: كراس يتناول موضوع البداء عند الشيعة الإمامية والنظرة الصحيحة لهذا الموضوع بشيء من الاسناد القرآني والروائي.
12 ــ الصراط القويم: رسالة عملية تحتوي على فقه متكامل ومختصر في الفتاوى التي تفيد المقلدين.
13 ــ منهج الصالحين: رسالة عملية مكونة من خمس أجزاء تمثل موسوعة فقهية على مستوى الفتاوى العملية.
14 ــ مناسك الحج.
15 ــ كتاب الصلاة.
16 ــ أضواء على ثورة الحسين.
17 ــ منّة المنان في الدفاع عن القرآن.
18 ــ دورة كاملة في علم الأصول من بحث الخارج الاستدلالي الذي حضره عند المحقق الخوئي.
19 ــ دورة كاملة في علم الأصول من بحث الخارج الاستدلالي الذي حضره عنده السيد الشهيد محمد باقر الصدر.
20 ــ مباحث من كتاب الطهارة الاستدلالي في شرح العروة الوثقى.
21 ــ مباحث من كتاب الطهارة الاستدلالي في شرح العروة الوثقى من تقريرات المحقق الخوئي.
22 ــ بحث المكاسب الاستدلالي: الذي درسه السيد الإمام الخميني، وكانت المحاضرات تلقي باللغة الفارسية إلا أن سماحة السيد الصدر كان يكتب المطالب كلها خلال الدرس بالعربية.
23 ــ اللمعة في أحكام صلاة الجمعة.
24 ــ المجال وفقاً لما تتطلبه الساحة الفكرية والحياة العصرية في تلك المرحلة، منها ارسال العلماء إلى كافة أنحاء العراق لممارسة مهامهم التبليغية وتلبية حاجات المجتمع، وبادر إلى إقامة المحاكم الشرعية الجعفرية وتعيين العلماء المتخصصين للقضاء وتسيير شؤون أبناء المجتمع.
ولعل أبرز ما اشتهر به هو اقامته صلاة الجمعة وتصديه بنفسه لإمامتها في مسجد الكوفة، وتعميم اقامتها بمختلف مدن العراق وهو لم يشهده تاريخ العراق السياسي منذ حقبة طويلة، وعبر هذه الحركة الفريدة والنوعية حركته إلى منبر إعلامي لتوعية أبناء الأمة.
وهذا ما وجد فيه النظام الحاكم في العراق خطراً مباشراً على مستقبله، فسارع إلى تدبير عملية اغتياله مع ولديه مساء الجمعة من الرابع ذي القعدة والمصادف في التاسع من شباط عام 1999 من الميلاد عند عودته من مسجد الكوفة إلى بيته في مدينة النجف الأشرف.
واثر أصدر مكتب ولي أمر المسلمين سماحة آية الله العظمى الخامنئي (دام ظله) بياناً وصف فيه استشهاد آية الله السيد محمد الصدر بأنه ذروة تعذيب وضغوط أعداء الإسلام ضد العلماء والمفكرين المسلمين.
ومما جاء في البيان: تلقينا ببالغ الأسف نبأ استشهاد آية الله السيد محمد الصدر من علماء النجف الأشرف واثنين من أبنائه على أيدي مجرمين.
وقال البيان بأن الحوزات العلمية في النجف الأشرف كانت ومنذ عدة قرون مركزاً للعلم والاجتهاد ونشر المعارف الإسلامية وتعاليم أهل البيت (ع)، مشيراً إلى أن أعداء الإسلام والعلم لم يدخروا وسعاً في هدم هذا الصرح الإسلامي الكبير وجسدوا أعمالهم هذه في نفي وقتل العلماء والمفكرين أمثال الشهيد آية الله السيد محمد باقر الصدر والشهيدين الغروي والبروجردي وسائر العلماء البارزين.
وما من شك فلا يمكن تجاهل مسؤولية الحكومة العراقية من هذه الأحداث، ويجب عليها تقديم الايضاحات للرأي العام العالمي وخصوصاً للمسلمين.
وفي الختام عزى مكتب القائد قائد الثورة الإسلامية وأسرة الشهيد الصدر والمراجع العظام وسائر علماء البلاد الإسلامية بالحادث الأليم.
فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيّاً
وكانت ولادته يوم 17 ربيع أول 1362هــ المتزامن مع ذكرى ولادة جده النبي الأكرم محمد (ص) وجده الإمام جعفر الصادق (ع) الموافق لــ 23 آذار 1943، وعاش في كنف جده لأمه آية الله العظمى الشيخ رضا آل ياسين، وقد زامنت فترة مرجعيته مع مرجعية السيد أبو الحسن الأ صفهاني. وعاش كذلك في كنف والده السيد الحجة محمد صادق الصدر حيث كان وحيداً لوالده السيد محمد صادق.
وقد نشأ سماحته في بيت علم وفضل وزرق العلم منذ صباه بواسطة والده السيد محمد صادق الصدر. وكان لنشأته وتربيته الدينية انعكاس في خلقه الرفيع وسماحته وبشاشته وصدره الرحب الذي يستوعب كل الأسئلة الموجهة إليه حتى المحرجة منها.
تزوج من بنت عمه السيد محمد جعفر الصدر ورزق بأربعة أولاد منها، هم (مصطفى، مقتدى، مؤمل، مرتضى) تزوج الثلاث الأوائل منهم ثلاثة بنات السيد محمد باقر الصدر (قده)، وله بنتان هن زوجات لأولاد الحجة السيد كلانتر.
نبذة عن حياته
السيد محمد الصدر ابن عم آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر المرجع الشيعي الذي اعدم بأمر من صدام حسين في سنة 1980 نتيجة لآرائه الإسلامية التي كانت تعارض التوجهات العلمانية للحكومة آنذاك. وكان السيد محمد الصدر هو احد تلاميذ محمد باقر الصدر المبرزين ولكن بعد وفاة الأخير عزل السيد محمد الصدر نفسه عن الحياة الاجتماعية ومارس تقية مشددة لمدة 9 سنين، كما وصفها هو في لقاء الحنانة الذي اجري معه. ولوجود العديد من الاسباب حاول النظام العراقي استخدام ايجاد مرجعيات عربية تستخدم كأداة تلويح بوجود خطر اسلامي ضد أمريكا و السبب الاهم هو اتجاه الحكومة العراقية في اخر عهدها إلى ارضاء الشيعة و محاولة الالتفاف على غضب هذه الطائفة و امتصاص نقمتها ،فسمح له بان يعاود نشاطه الديني و يعود مجددا لالقاء دروسه و احتضان الحوزة العلمية في النجف و كان بمثابة مدير و مسؤول ً للحوزة العلمية في النجف
وما أثار الكثير من الشبهات حول علاقاته مع النظام العراقي كونه لم يعدم بنفس الطريقة التي اعدم فيها استاذه و لم يقض النظام على حركته الثورية في بداياتها ولكن كل الشبهات حول علاقاته مع النظام زالت حينما زاد تكتل الناس حوله و عارض السلطة معارضة جهرية و امتنع عن الاذعان لمطالبها بالكف عن اداء صلاة الجمعة كما طالب تلك السلطة القمعية بلا حدود ان تطلق السجناء و تمنح الناس حرية العبادة و كانت هذه اخر الاشياء التي اغضبت السلطة فاقدمت على قتله مع ولديه لدى عودتهم من مرقد الامام علي إلى البيت اذ اعترضتهم في طريق العودة سيارة حديثة اجبرت السائق على الالتفاف بسيارته لكيلا يصطدم بالسيارة المقابلة فارتطمت بشجرة كانت على قارعة الدرب و نزل اشخاص مسلحون من السيارة و اطلقوا النار على اية الله الصدر و ولديه و قد اثبتت الاخبار ان الصدر لم يمت في هذا الحادث بل قتل في المستشفى بعد نقله من مكان المجزرة.
استطاع ومن خلال خطب الجمعة التي كان يقدمها مرتدياً كفناً أبيضاً أن يبرهن أن استطاع خداع النظام وإبراز صورة غير حقيقة عن نفسه لصدام حسين مما مكنه من الصعود إلى هذا المنصب والتكلم مع الناس مباشرة، وطبعاً لم يرتحِ النظام العراقي لهذا فتم قتله مع اثنين من ابنائه في حادث سيارة مفتعل، بعد ان القى ما يقارب الأربعين خطبة جمعة ناقش فيها الكثير من المشاكل الاجتماعية واليومية للشعب العراقي.
كان الصدر يهدف في ظهوره في الميدان النجفي السلبي الاتجاه ان يقضي على ما راه متفشيا من الامراض الاجتماعية و التقاليد البالية و انتشار السرقات كهدف ميداني يقوم به حسب ما يراه نافعا اما هدفه الاهم و الذي وضعه نصب عينيه منذ عرف استاذه الصدر الكبير فهو القضاء على النظام الاستبدادي الدموي و اقامة دولة العدل في ارض السواد ومن أبرز أولاده الآن مقتدى الصدر الذي يترأس التيار الصدري و جيش المهدي الرافض للوجودالعسكري الأمريكي في العراق .
ومن ابرز تلامذته الشيخ محمد موسى اليعقوبي السيد محمد التبريزي والسيد مؤمل والسيد محسن علي الفرحان
بعض ماقيل في الشهيد
يقول السيد مقتدى الصدر:-
احمد الله ان جعلني للصدر ابنا وله مواليا وبه متمسكا ومن اجله ولاجل اتباعه خادما والحمد لله الذي جعلني لبيته ساكنا ولعلمه تابعا ولحوزته الناطقة(بالحق)راجعايقول السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس):-
اسال المولى سبحانه وتعالى ان يقر عيني به ويريني فيه علما من اعلام الدينقال السيد كاظم الحائري دام عزه:-
يا ابنائي واخواني في العراق، عليكم بالسير بالخط الذي انتهجه لنا الصدران الشريفان العظيمانوقال دام عزه ايضا
صــــــــــــدرا العراق رمز التضحية والفداءيقول السيد هادي المدرسي(دام ظله):-
الشهيد الصدر هز عرش الطاغوت من دون دبابات وطائرات او تكون له قوة عظمى,كانت قوته الايمانيقول السيد محمد حسين فضل الله(دام ظله):-
سيبقى الصدر عنوانا كبيرا للاخلاص وللتقوى والعلموالمحبة
دراسته وتدرجه العلمي
بدأ (رض) الدرس الحوزوي في سن مبكرة في سنة (1373 ــ 1954) حيث تعمم وهو ابن (أحد عشر سنة) مبتدئاً بدراسة (النحو) على يد والده السيد محمد صادق الصدر ثم على يد السيد طالب الرفاعي ثم الشيخ حسن طرد العاملي أحد علماء الدين في لبنان حالياً، وبعدها أكمل بقية المقدمات على يد السيد محمد تقي الحكيم صاحب كتاب (الأصول العامة للفقه المقارن) والشيخ محمد تقي الايرواني. دخل كلية الفقه سنة (1379 ــ 1960) دارساً على يد ألمع أساتذتها؛ فقد درس:
1 ــ (الفلسفة الإلهية) على يد الشيخ محمد رضا المظفر.
2 ــ (الأصول والفقه المقارن) على يد السيد محمد تقي الحكيم.
3 ــ (الفقه) على يد الشيخ محمد تقي الايرواني.
تخرج من كلية الفقه سنة (1383 ــ 1964) ضمن الدفعة الأولى من خريجي كلية الفقه.
ثم دخل مرحلة السطوح العليا حيث درس كتاب (الكفاية) للشيخ محمد كاظم الخراساني الملقب الأخوند على يد السيد الشهيد الصدر، وبعض كتاب (المكاسب) للشيخ مرتضى الانصاري على يد السيد محمد تقي الحكيم. وقد كان لدراسته عند هذين العلمين الأثر الأكبر في صقل ونمو موهبته العلمية التي شهد له بها أساتذته أنفسهم. ثم أكمل دراسة كتاب (المكاسب) عند الشيخ (صدر الباكوبي) الذي كان من مبرزي الحوزة وفضلائها ويتصف بالورع والصدق في حياته.
ثم ارتقى إلى مدارج البحث الخارج؛ فحضر بحث الخارج الأصول للسيد الشهيد محمد باقر الصدر. كما حضر أيضاً بحث الخارج عند المحقق الأستاذ الخوئي، وقد استفاد من هذا الحضور في الاطلاع على آراء المحقق الأستاذ الخوئي ومناقشتها فيما بعد.
أما أساتذته في بحث الخارج فقهاً وأوصولاً فهم:
1 ــ السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قده)، دورة أصولية كاملة وكتاب الطهارة.
2 ــ السيد المحقق الأستاذ الخوئي (قده)، دورة أصولية كاملة وكتاب الطهارة.
3 ــ الإمام الخميني (قده) في كتاب المكاسب.
4 ــ السيد محسن الحكيم (قده)، كتاب المضاربة.
أما اجازته في الرواية، فقد سئل (قده) في أحد الاستفتاءات الموجهة إليه، فكان جوابه أن له اجازة من عدة مشايخ، أعلاها من آية الله ملا محسن الطهراني صاحب كتاب (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) أعلى مشايخه هو الميرزا حسين النوري صاحب كتاب (مستدرك الوسائل)، ومنهم أيضاً والده السيد الحجة محمد صادق الصدر، وخاله الشيخ مرتضى آل ياسين، وابن عمه آية الله السيد أغا حسين خادم الشريعة، والسيد عبد الرزاق المقرم صاحب كتاب (مقتل الحسين)، وآية الله السيد حسين الخرسان، وآية الله السيد عبد الأعلى السبزواري، والدكتور حسين علي محفوظ وغيرهم.
أجيز بالاجتهاد من قبل أستاذه السيد الشهيد الصدر، وفي سنة (1369 ــ 1977) طلب الطلبة الفضلاء من السيد محمد الصدر أن يباحثهم خارجاً، وكان يبلغ من العمر (24 عاماً). وقد سألوا السيد الشهيد محمد باقر الصدر عن ذلك فبارك لهم وشجعهم وذكر لهم تمام الأهلية للسيد محمد الصدر، وقد اتفقوا على أن تكون مادة البحث الخارج في الفقه الاستدلالي في كتاب (المختصر النافع) للمحقق الحلي لأنه فقه كامل ومختصر في نفس الوقت، فبدأ يباحث خارجاً لأول مرة من أول الكتاب (باب الطهارة)، إلا أن الظرف في ذلك الوقت لم يخدمه فتفرق الطلاب وانقطع البحث، وقد دام هذا البحث قرابة أربعة أشهر وكان يلقي الدرس في مسجد الطوسي آنذاك.
ثم عاد (رحمه الله) لإلقاء بحث الخارج في سنة (1410 ــ 1990) ولكن هذه المرة على كتاب (الشرائع) للمحقق الحلي (باب كتاب الصلاة)، وبقي إلى آخر يوم من عمره الشريف يلقي بحثه على طلبة البحث الخارج اضافة إلى القاء محاضراته في تفسير القرآن الكريم يومي الخميس والجمعة من كل اسبوع، اضافةإلى أيام التعطيل الدراسي. وقد تميزت محاضراته بروح التجدد والجرأة في نقد الآراء وتفنيدها فلقد خرق عادة المفسرين في تفسير القرآن الكريم من سورة الفاتحة مبتدئاً بالعكس من سورة الناس، وهو منهج في البحث لم يسبق إليه سابق.
ومما يؤثر دوره على المسيرة العلمية ما يلي:
1 ــ اطلاعه على آراء أربع من أشهر المجتهدين هم السيد الشهيد الصدر والمحقق الخوئي والسيد محسن الحكيم والإمام الخميني.
2 ــ تميز أستاذه الشهيد الصدر بالتجديد في الأصول، وهذا يعني أن سماحته قد حمل بلاشك من هنا التجديد.
صفاته
رغم أن كل إنسان لا يخلو من مادة ولا ينجو من قادح، إلا أن الصدر الثاني سرّ بأخلاقه غيره، وقد شهد بتواضعه وبساطة شخصيته الجمع الكثير ممن قلده أو لم يقلده علاوة على اتصافه بسرعة البديهية في الاجابة على الأسئلة الفقهية والعلمية والفكرية.
بالاقتراب منه (رحمه الله) يتضح سلوكه العرفاني الذي يحاول تغطيته خوفاً من حصول نوع من رياء أو سمعة عن الخط الإلهي، لكثر ما تكرر في عباراته من التنبيه من ذلك والتأكيد على جانب الإخلاص في العلاقة مع الله في القول أو الفعل، وتراه يعترض ولا يقبل أن تتعالى الأصوات بالصلوات مقترنة بدخوله لنفس السبب الآنف، وتراه لا يرضى أن يمنع شخص يؤذن لصلاة الجماعة أذاناً خاطئاً ويقول لبعض طلبته لا أريد أن أمنعه لعل بينه وبين الله صلة فلا أريد أن أقطعها!
سلوكه وأخلاقه
كان يلاحظ فيه نزعة روحية عميقة، وخلق إسلامي رفيع، وبساطة تحوطها هيبة المتقين.
تواضع يشعرك بعظمة الأولياء الصالحين، ونكران للذات يجعلك تحب تلك الذات التي تنكر لها صاحبها، وانقطاع لله عز وجل تجد فيه نفحات علوية سجادية.
ذكر أحد المقربين من السيد محمد باقر الصدر أن المرحوم الحجة السيد محمد صادق الصدر جاء إلى السيد محمد باقر الصدر شاكياً له ولده السيد محمد الصدر، لا من عقوق ولا جفاء، ولا قصور أن تقصير، بل من كثرة عبادته وسهره في الدعاء والبكاء حتى أوشك على اتلاف نفسه. فما كان من السيد محمد باقر الصدر إلا أن بعث إليه وطلب منه الاعتدال في العبادة فاستجاب له لأنه كان مطيعاً لأستاذه محباً له لا يعصيه ولا يخالفه.
مؤلفاته
خط قلمه الشريف العديد من المؤلفات، منها:
1 ــ نظرات إسلامية في إعلان حقوق الإنسان: وهو مناقشة إسلامية للائحة حقوق الإنسان التي أصدرتها الجمعية التأسيسية التي تشكلت عقيب الثورة الفرنسية عام 1789.
2 ــ فلسفة الحج ومصالحه في الإسلام.
3 ــ أشعة من عقائد الإسلام: وهو ثلاث بحوث تتكفل بعض جوانب أصول الدين.
4 ــ القانون الإسلامي، وجوده، صعوباته، منهجه: وهو محاولة مختصرة لاثبات إمكان كتابة الفتاوى الفقهية على شكل مواد قانونية.
5 ــ موسوعة الإمام المهدي (عج).
أ ــ تاريخ الغيبة الصغرى.
ب ــ تاريخ الغيبة الكبرى.
ج ــ اليوم الموعود بين الفكر المادي والديني.
وقد عبر عنها السيد الصدر في إحدى جلساته بأنها مفتوحة لكل سؤال يأتي في الذهن حول مسألة الإمام المهدي (عج).
6 ــ ما وراء الفقه: وهو موسوعة فقهية عبارة عن عشرة أجزاء بأقسام، تحتوي هذه الموسوعة على أسئلة تخص الثقافة الفقهية المعمقة.
7 ــ فقه الأخلاق (جزئين): وهي دورة فقهية يبحث فيها عن الأحكام الأخلاقية والمستحبات في الفقه. وقد سئل السيد عن ما احتواه فقه الأخلاق، فأجاب أنه جواهر بين التراب إشارة لما فيه من اللمحات العرفانية العقلية والبعد الفكري.
8 ــ فقه الفضاء: اشتمل هنا الكتاب على بحوث شرعية تعد نادرة وجديدة في ميدان الفقه، حيث خرج هذا الكتاب إلى التكليف الشرعي خارج نطاق الأرض.
9 ــ بحث حول الكذب: عبارة عن كتيب يبحث فيه الكذب من كل جوانبه ويوضحه ويميز الجائز منه وغيره الجائز.
10 ــ بحث حول المرجعية: كراس يتناول موضوع رجوع الأئمة الأطهار (ع) بشيء من الاستدلال القرآني والروائي.
11 ــ كلمة في البداء: كراس يتناول موضوع البداء عند الشيعة الإمامية والنظرة الصحيحة لهذا الموضوع بشيء من الاسناد القرآني والروائي.
12 ــ الصراط القويم: رسالة عملية تحتوي على فقه متكامل ومختصر في الفتاوى التي تفيد المقلدين.
13 ــ منهج الصالحين: رسالة عملية مكونة من خمس أجزاء تمثل موسوعة فقهية على مستوى الفتاوى العملية.
14 ــ مناسك الحج.
15 ــ كتاب الصلاة.
16 ــ أضواء على ثورة الحسين.
17 ــ منّة المنان في الدفاع عن القرآن.
18 ــ دورة كاملة في علم الأصول من بحث الخارج الاستدلالي الذي حضره عند المحقق الخوئي.
19 ــ دورة كاملة في علم الأصول من بحث الخارج الاستدلالي الذي حضره عنده السيد الشهيد محمد باقر الصدر.
20 ــ مباحث من كتاب الطهارة الاستدلالي في شرح العروة الوثقى.
21 ــ مباحث من كتاب الطهارة الاستدلالي في شرح العروة الوثقى من تقريرات المحقق الخوئي.
22 ــ بحث المكاسب الاستدلالي: الذي درسه السيد الإمام الخميني، وكانت المحاضرات تلقي باللغة الفارسية إلا أن سماحة السيد الصدر كان يكتب المطالب كلها خلال الدرس بالعربية.
23 ــ اللمعة في أحكام صلاة الجمعة.
24 ــ المجال وفقاً لما تتطلبه الساحة الفكرية والحياة العصرية في تلك المرحلة، منها ارسال العلماء إلى كافة أنحاء العراق لممارسة مهامهم التبليغية وتلبية حاجات المجتمع، وبادر إلى إقامة المحاكم الشرعية الجعفرية وتعيين العلماء المتخصصين للقضاء وتسيير شؤون أبناء المجتمع.
ولعل أبرز ما اشتهر به هو اقامته صلاة الجمعة وتصديه بنفسه لإمامتها في مسجد الكوفة، وتعميم اقامتها بمختلف مدن العراق وهو لم يشهده تاريخ العراق السياسي منذ حقبة طويلة، وعبر هذه الحركة الفريدة والنوعية حركته إلى منبر إعلامي لتوعية أبناء الأمة.
وهذا ما وجد فيه النظام الحاكم في العراق خطراً مباشراً على مستقبله، فسارع إلى تدبير عملية اغتياله مع ولديه مساء الجمعة من الرابع ذي القعدة والمصادف في التاسع من شباط عام 1999 من الميلاد عند عودته من مسجد الكوفة إلى بيته في مدينة النجف الأشرف.
واثر أصدر مكتب ولي أمر المسلمين سماحة آية الله العظمى الخامنئي (دام ظله) بياناً وصف فيه استشهاد آية الله السيد محمد الصدر بأنه ذروة تعذيب وضغوط أعداء الإسلام ضد العلماء والمفكرين المسلمين.
ومما جاء في البيان: تلقينا ببالغ الأسف نبأ استشهاد آية الله السيد محمد الصدر من علماء النجف الأشرف واثنين من أبنائه على أيدي مجرمين.
وقال البيان بأن الحوزات العلمية في النجف الأشرف كانت ومنذ عدة قرون مركزاً للعلم والاجتهاد ونشر المعارف الإسلامية وتعاليم أهل البيت (ع)، مشيراً إلى أن أعداء الإسلام والعلم لم يدخروا وسعاً في هدم هذا الصرح الإسلامي الكبير وجسدوا أعمالهم هذه في نفي وقتل العلماء والمفكرين أمثال الشهيد آية الله السيد محمد باقر الصدر والشهيدين الغروي والبروجردي وسائر العلماء البارزين.
وما من شك فلا يمكن تجاهل مسؤولية الحكومة العراقية من هذه الأحداث، ويجب عليها تقديم الايضاحات للرأي العام العالمي وخصوصاً للمسلمين.
وفي الختام عزى مكتب القائد قائد الثورة الإسلامية وأسرة الشهيد الصدر والمراجع العظام وسائر علماء البلاد الإسلامية بالحادث الأليم.
فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيّاً