احمد البرائي
21-05-2014, 07:51 PM
قال شقيق البلخي: (خرجت حاجّاً في سنة تسع وأربعين ومائة، فنزلت القادسيّة
فبينما أنا أنظر النّاس في مخرجهم إلى الحاجّ وزينتهم وكثرتهم إذ نظرت إلى شاب حسن الوجه شديد السّمرة نحيف، فوق ثيابه ثوب صوف مشتمل بشملة، في رجليه نعلان،
وقد جلس منفرداً فقلت في نفسي: هذا الفتى من الصّوفية، ويريد أن يخرج مع الناس فيكون كلا عليهم في طريقهم والله لأمضينّ إليه ولأوبخنه فدنوت منه فلمّا رآني مقبلاً نحوه
قال: يا شقيق، ﴿ اجتنبوا كثيرا من الظنّ انّ بعض الظنّ اثمٌ ﴾، فتركني وولّى، فقلت في نفسي: إنّ هذا الأمر عظيمٌ تكلّم على ما في خاطري ونطق باسمي، هذا عبدٌ صالح لألحقنه واسأله الدّعاء وأن يحلّلني ممّا ظننته به، فغاب عنّي ولم أره فلمّا نزلنا (واقصه) فإذا هو واقف يصلي،
فقلت: هذا صاحبي أمضي إليه واستحلله فصبرت حتى فرغ من صلاته فالتفت إليّ وقال: يا شقيق (﴿ وانّي لغفّارٌ لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثمّ اهتدى ﴾).ثمّ قام ومضى وتركني،
فقلت: هذا الفتى من الأبدال قد تكلّم على سرّي مرّتين فلمّا نزلنا (زبالاً) وإذا أنا بالفتى قائم على البئر وأنا أنظر إليه وبيده ركوة يريد أن يستقي فيها الماء فسقطت الركوة من يده في البئر فرمق إلى السّماء بطرفه وسمعته يقول: انت ربّي إذا ظمئت، وقوتي إذا طلبت طعاماً. ثمّ قال: اللّهم إلهي وسيدي، مالي سواك فلا تعدمنيها.
قال شقيق: فوالله لقد رأيت الماء ارتفع إلى رأس البئر والركّوة طافية عليه، فمدّ يده وأخذها ملأى فتوضّأ منها وصلّى أربع ركعات ثمّ مال إلى كثيب رمل فجعل يقبض بيده ويجعل في الركوة ويحرّكها ويشرب فأقبلت نحوه وسلّمت عليه فردّ عليّ السلام،
فقلت: أطعمني من فضل ما أنعم الله عليك فقال: يا شقيق لم تزل نعم الله عليّ ظاهرة وباطنة فأحسن ظنّك بربّك ثمّ ناولني الرّكوة فشربت منها فإذا هو سويق سكر فوالله ما شربت قطّ ألذّ منه ولا أطيب فشبعت ورويت وأقمت أيّاماً لا أشتهي طعاماً ولا شراباً.ثمّ لم أره حتى حططنا بمكّة فرأيته ليلة إلى جنب قبة السّراب في نصف اللّيل وهو قائم يصلّي بخشوع وأنين وبكاء،
فلم يزل كذلك إلى طلوع الفجر، فلمّا أصبح جلس في مصلاّه يسبّح الله تعالى ثمّ مال إلى حاشية الطّواف فركع الفجر هناك ثمّ صلى فيه الصّبح مع الناس، ثمّ دخل الطواف فطاف إلى بعد شروق الشمس ثمّ صلى خلف المقام،
ثمّ خرج يريد الذّهاب فخرجت خلفه أريد السلام عليه وإذا بجماعة قد طافوا به يميناً وشمالاً ومن خلفه ومن قدامه، وإذا له حاشية وخدم وحشم وموالي وأتباع قد خرجوا معه فقلت لهم: من هذا الفتى؟
فقالوا: هو موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام).فقلت: لا يكون هذا إلا لمثل هذا. ثمّ إنّي انصرفت.
وهذه الحكاية رواها جماعة من أهل التأليف والمحدّثين رواها ابن الجوزي في كتابه (مسير العزم السّاكن إلى شرف الأماكن) ورواها الحافظ عبد العزيز الأخضر الجنابذي في كتابه (معالم العترة النبويّة) ورواها الرّامهرمزي قاضي القضاة في كتابه (كرامات الأولياء) وغيرهم)
فبينما أنا أنظر النّاس في مخرجهم إلى الحاجّ وزينتهم وكثرتهم إذ نظرت إلى شاب حسن الوجه شديد السّمرة نحيف، فوق ثيابه ثوب صوف مشتمل بشملة، في رجليه نعلان،
وقد جلس منفرداً فقلت في نفسي: هذا الفتى من الصّوفية، ويريد أن يخرج مع الناس فيكون كلا عليهم في طريقهم والله لأمضينّ إليه ولأوبخنه فدنوت منه فلمّا رآني مقبلاً نحوه
قال: يا شقيق، ﴿ اجتنبوا كثيرا من الظنّ انّ بعض الظنّ اثمٌ ﴾، فتركني وولّى، فقلت في نفسي: إنّ هذا الأمر عظيمٌ تكلّم على ما في خاطري ونطق باسمي، هذا عبدٌ صالح لألحقنه واسأله الدّعاء وأن يحلّلني ممّا ظننته به، فغاب عنّي ولم أره فلمّا نزلنا (واقصه) فإذا هو واقف يصلي،
فقلت: هذا صاحبي أمضي إليه واستحلله فصبرت حتى فرغ من صلاته فالتفت إليّ وقال: يا شقيق (﴿ وانّي لغفّارٌ لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثمّ اهتدى ﴾).ثمّ قام ومضى وتركني،
فقلت: هذا الفتى من الأبدال قد تكلّم على سرّي مرّتين فلمّا نزلنا (زبالاً) وإذا أنا بالفتى قائم على البئر وأنا أنظر إليه وبيده ركوة يريد أن يستقي فيها الماء فسقطت الركوة من يده في البئر فرمق إلى السّماء بطرفه وسمعته يقول: انت ربّي إذا ظمئت، وقوتي إذا طلبت طعاماً. ثمّ قال: اللّهم إلهي وسيدي، مالي سواك فلا تعدمنيها.
قال شقيق: فوالله لقد رأيت الماء ارتفع إلى رأس البئر والركّوة طافية عليه، فمدّ يده وأخذها ملأى فتوضّأ منها وصلّى أربع ركعات ثمّ مال إلى كثيب رمل فجعل يقبض بيده ويجعل في الركوة ويحرّكها ويشرب فأقبلت نحوه وسلّمت عليه فردّ عليّ السلام،
فقلت: أطعمني من فضل ما أنعم الله عليك فقال: يا شقيق لم تزل نعم الله عليّ ظاهرة وباطنة فأحسن ظنّك بربّك ثمّ ناولني الرّكوة فشربت منها فإذا هو سويق سكر فوالله ما شربت قطّ ألذّ منه ولا أطيب فشبعت ورويت وأقمت أيّاماً لا أشتهي طعاماً ولا شراباً.ثمّ لم أره حتى حططنا بمكّة فرأيته ليلة إلى جنب قبة السّراب في نصف اللّيل وهو قائم يصلّي بخشوع وأنين وبكاء،
فلم يزل كذلك إلى طلوع الفجر، فلمّا أصبح جلس في مصلاّه يسبّح الله تعالى ثمّ مال إلى حاشية الطّواف فركع الفجر هناك ثمّ صلى فيه الصّبح مع الناس، ثمّ دخل الطواف فطاف إلى بعد شروق الشمس ثمّ صلى خلف المقام،
ثمّ خرج يريد الذّهاب فخرجت خلفه أريد السلام عليه وإذا بجماعة قد طافوا به يميناً وشمالاً ومن خلفه ومن قدامه، وإذا له حاشية وخدم وحشم وموالي وأتباع قد خرجوا معه فقلت لهم: من هذا الفتى؟
فقالوا: هو موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام).فقلت: لا يكون هذا إلا لمثل هذا. ثمّ إنّي انصرفت.
وهذه الحكاية رواها جماعة من أهل التأليف والمحدّثين رواها ابن الجوزي في كتابه (مسير العزم السّاكن إلى شرف الأماكن) ورواها الحافظ عبد العزيز الأخضر الجنابذي في كتابه (معالم العترة النبويّة) ورواها الرّامهرمزي قاضي القضاة في كتابه (كرامات الأولياء) وغيرهم)