المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيان المرجع الشيرازي في العشرة المهدوية، معرفة الإمام والظهور المقدس


قلم البرهان
11-06-2014, 09:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

http://arabic.shirazi.ir/upload/news/2014/06/09/11333/B_1.jpg

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على رسوله محمّد وآله الطاهرين، واللعنة على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.

بارك المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، أيام العشرة المهدوية المباركة، ذكرى مولد مولانا المفدّى الإمام المهديّ من آل محمّد صلوات الله عليه وعليهم أجمعين وعجّل الله تعالى فرجه الشريف، للمؤمنين والمؤمنات كافّة، وقال:

قال الله تعالى في كتابه الكريم: «وأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا».

فسّر وأوّل العلماء ـ من الفريقين ـ هذه الآية الكريمة بالإمام المهديّ المنتظر صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه وعجّل الله تعالى فرجه الشريف.

لقد كانت الأرض منذ خُلقت وإلى اليوم وستبقى أبداً مشرقة بنور الله تعالى، ولكنّ هذا الإشراق وحصول النورانية في الأرض سيتحقّق بشكل كامل ومطلق بعد ظهور إمام العصر المهديّ المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف.

يُفهم من الروايات الشريفة المرويّة عن الأئمّة المعصومين صلوات الله عليهم أنّ أمور الأرض أعمّ من الإنسان والحيوان والسماء ـ بمقدار ما تتعلّق بالأرض كبركات السماء التي تنزل على الأرض والتي تبعث فيها الحياة والبهجة ـ تتأثّر بهذه النورانية المطلقة. فتُنزل السماء بركاتها وتخرج الأرض كنوزها.

إنّ أصل وجود المولى الإمام صاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف، ومعرفته بصفته إماماً مفترض الطاعة، يعدّ من أصول الإسلام، وهو من الأمور المسلَّمة والمتواترة، وإذا ما بلغ أمر حدّ التواتر، فإنّ الجدال فيه يكون من باب السفسطة وإنكار الوجدانيات. فظهور مولانا الإمام الحجّة المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف أمر مسلّم لا شكّ فيه ولا شبهة، ولكن مع ذلك يثير الأعداء بعض الشبهات التي ينبغي الردّ عليها بالدلائل والبراهين المختلفة.

إنّ الله تعالى سيظهر دينه, أي الإسلام الحقيقي, على الدين كلّه بواسطة مولانا بقيّة الله الأعظم الإمام صاحب العصر والزّمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف، ولا شكّ أن المقصود بالإظهار هو الإظهار الخارجي.

أما الإظهار البرهاني فهو متحقّق دائماً، لأن البرهان يلازم الحقّ دائماً، والحقّ ليس بمخفيّ أبداً ولا يحتاج إلى إظهار، بل هو بحاجة إلى الإدراك. والناس ليسوا معاندين وقاصرين في الغالب، بل جاهلين ومقصّرين، ولذا إذا اتضح لهم الحقّ وبان جيداً تقبّلوه برغبة وشوق أكيدين. وهذه مسؤوليتنا، أي أن نوضّح الحقّ للناس بالقلم والبيان القوي والدليل والبرهان، وكذلك بتعلّم فنون المناظرة والاحتجاج للدفاع عن الإمام المهديّ الموعود عجّل الله تعالى فرجه الشريف, وأن نعرّف الحقّ للضالّين والتائهين.

النقطة الأخرى التي ينبغي الالتفات إليها وعدّها من مسؤولياتنا هي السعي لأن يرضى الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف عنّا؛ وذلك لأن كل الخير كامن في وجوده المقدّس، ونحن الذين يجب أن نتقدّم خطوات باتجاهه للسعي لتحصيل رضاه عجّل الله تعالى فرجه الشريف.

إنّ رضا مولانا الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف ناشئ من رضا الله جلّ وعلا، ورضا الله تبارك وتعالى هو من رضا الإمام. أي هناك تلازم واضح بين رضا الإمام صاحب الأمر أرواحنا فداه ورضا الله عزّ وجلّ.

إن أردنا ونحن في عصر الغيبة أن نكسب رضا مولانا الإمام المهديّ عجّل الله تعالي فرجه الشريف فعلينا أن نكون كما يحبّ صلوات الله عليه، وهذا الأمر يرتبط أولاً ارتباطاً وثيقاً بمدي معرفتنا لمسؤوليتنا والواجب الملقي علينا، وثانياً بتطبيقهما والعمل بهما. فأقلّ المسؤولية علينا هو:

أن يعرف الإنسان أحكام دينه ـ وعلي الأقلّ: الواجبات والمحرّمات ـ ثم يلتزم بها ويطبّقها. وعلي رأس الواجبات معرفة إمامنا صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه وعجّل الله تعالي فرجه الشريف، وهذا واجب الجميع فإنّه: (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتةً جاهلية).

كما على أهل العلم ورجال الدين والطلبة والمثقّفين, أن يلتزموا بالإخلاص والاجتهاد والأخلاق الفاضلة. فهذه الصفات الثلاث المهمة والحسنة هي الصفات التي يجب علينا جميعاً أن نسعى لتحصيلها وتوفيرها في نفوسنا، وفي غير هذه الحال محال أن نحظى برعاية الإمام بقيّة الله الأعظم عجّل الله تعالى فرجه الشريف.

إنّ الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه، مرآة كاملة المظهر للرسول صلى الله عليه وآله في كل شيء، ما عدا مقام نبوّته، وهو عجّل الله فرجه مرآة كاملة للإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه، في كل شيء ماعدا مقام أفضليته سلام الله عليه، فما أحلى العيش وأطيبه آنذاك، في ظل الإمام صاحب العصر عجّل الله تعالى فرجه الشريف!

نسأل الله تبارك وتعالى أن نبقى أحياء حتى ندرك ظهور مولانا الإمام الحجّة عجّل الله تعالى فرجه الشريف، ونكون في خدمته وفي ركابه، ولكن اعلموا أنه حتى درجات ذلك اليوم تعطى على أساس دورنا وعملنا وإنجاز مسؤوليتنا اليوم.

إنّ أيام العشرة المهدوية المباركة وذكرى مولد مولانا الإمام صاحب العصر والزّمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف في النصف من شعبان المعظّم فرصة مناسبة لكي نتوسّل إلى الله تعالى بالإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف، بأن يعيننا على التحلّي بالحلم والصبر والتحمّل للنجاح في الامتحان الإلهي، ولكي نخرج مرفوعي الرأس من هذا الاختبارالإلهي.

مكتب المرجع الديني
سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله
قم المقدّسة

http://arabic.shirazi.ir/shownews.php?Code=11333