المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليلة النصف من شعبان ولادة مهدي الأمم والأمل المرتقب


شجون الزهراء
13-06-2014, 03:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

أسمه ونسبه الشريف:
محمد بن الإمام الحسن العسكري بن الإمام الهادي بن الإمام الجواد بن الإمام الرضا بن الإمام الكاظم بن الإمام الصادق بن الإمام الباقر بن الإمام السجاد بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب.

والدته:
السيدة (نرجس) بنت يشوع بن قيصر ملك الروم وهي من ذرية شمعون الصفا وصي عيسى عليه السلام.

صفته:
المهدي عليه السلام يتلألأ وجهة كأنه كوكب دري في خده الأيمن خال، معتدل القامة، أسمر اللون، ذو شمائل عربية يخرج وشكله في حدود الأربعين.

إمامته:
إستلم مهام الإمامة وله من العمر خمس سنوات عام 260
غيبته الصغرى: بدأت من حين إستلامه للإمامة وانتهت عام 329 ومن ذلك الحين بدأت الغيبة الكبرى.

من هو المهدي:
المهدي المنتظر صاحب الزمان هو من ذرية الإمام الحسين عليه السلام من ولد فاطمة الزهراء فهو ينحدر من الإمام علي بن أبي طالب والسيدة فاطمة، جاء في الحديث: «أبشري يا فاطمة المهدي منك» وقال أيضاً النبي صلى الله عليه وآله: «ومنا مهدي الأمة الذي يصلي عيسى خلفه ثم ضرب على منكب الحسين فقال: من هذا مهدي الأمة» وقال صلى الله عليه وآله: «المهدي من أهل البيت....».
إذن نعرف من هذا كله إن الإمام المهدي من أئمة أهل البيت عليهم السلام وهو آخر الأئمة الإثنى عشر الذين بشربهم رسول الله حيث قال: بعدي إثنا عشر خليفة كلهم من قريش وهو من ذرية الطاهرة فاطمة الزهراء ومن أحفاد الإمام الحسين الشهيد عليهم السلام.

ليلة النصف من شعبان والولادة المباركة:
روى الشيخ في إكمال الدين بإسناده: عن حكيمة (بنت الإمام الجواد عليه السلام) قالت: بعث إليَّ أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام فقال: يا عمة إجعلي إفطارك الليلة عندنا، فإنها ليلة النصف من شعبان، وإن الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة، وهو حجته في أرضه وفي رواية: فإنه سيولد ـ الليلة ـ المولود الكريم على الله عز وجل، الذي يحيي الله عز وجل به الأرض بعد موتها.
قالت (حكيمة): فقلت: ومن أمه؟
قال لي: نرجس.
فقلت له: جعلني الله فداك ما بها أثر؟
فقال: هو ما أقول لك.
فقلت: فجئت فلما سلمت وجلست جاءت (نرجس) تنزع خفي وقالت لي: يا سيدتي وسيدة أهلي كيف أمسيت؟
فقالت: بل أنت سيدتي وسيدة أهلي.
فأنكرت قولي وقالت ما هذا يا عمة؟
وفي رواية أخرى: فجاءتني نرجس تخلع خفي، فقالت يا مولاتي ناوليني خفك.
فقالت: بل أنت سيدتي ومولاتي والله لا أدفع اليك خفي لتخلعيه، ولا لتخدميني، بل أنا أخدمك، على بصري.
فسمع أبو محمد عليه السلام ذلك، فقال جزاك الله ـ يا عمة ـ خيراً.
قالت حكيمة: فقلت لها: يا بنية إن الله سيهب لك في ليلتك هذه ـ غلاماً سيداً في الدنيا والآخرة ـ.

لا تعجلي فإن الأمر قد قرب:
فجلست (نرجس) واستحيت، فلما أن فرغت من صلاة العشاء أفطرت وأخذت مضجعي فرقدت، فلما كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة ففرغت من صلاتي، وهي (أي: نرجس) نائمة ليس بها حادث، فجلست معقبة، ثم أضطجعت، ثم إنتبهت فزعة وهي راقدة، ثم قامت فصلت.
فدخلتني الشكوك، فصاح بي أبو محمد عليه السلام من المجلس (أي: من حجرته التي كان جالساً فيها) لا تعجلي يا عمة فإن الأمر قد قرب.

يقرأ كما أقرأ:
وفي رواية: فوثبت سوسن (أي: نرجس) فزعة، وخرجت وأسبغت الوضوء، ثم عادت فصلت صلاة الليل حتى بلغت الوتر فوقع في قلبي أن الفجر قد قرب، فقمت لأنظر، فإذا بالفجر الأول قد طلع فتداخل قلبي الشك من وعد أبي محمد عليه السلام فناداني من حجرته: لا تشكي. فاستحييت من أبي محمد ومما وقع في قلبي، ورجعت إلى البيت وأنا خجلة، فإذا هي (أي: نرجس) قد قطعت الصلاة، وخرجت فزعة، فلقيتها على باب البيت، فقلت لها: هل تحسين شيئاً مما قلت لك؟
قالت: نعم يا عمة إني أجد أمراً شديداً.
قلت: اسم الله عليكِ إجمعي نفسك، وإجمعي قلبك فهو ما قلت لك، لا خوف عليك إن شاء الله فأخذت وسادة فالقيتها في وسط البيت، وأجلستها عليها، ثم أنت أنة وتشهدت، فصاح بي أبو محمد عليه السلام وقال: إقرئي عليها: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) فأقبلت أقرأ عليها كما أمرني، فأجابني الجنين من بطنها يقرأ كما أقرأ، ففزعت لما سمعت، فصاح بي أبو محمد عليه السلام لا تعجبي من أمر الله عزوجل ان الله تبارك وتعالى ينطقنا بالحكمة صغاراً، ويجعلنا حجة في أرضه كباراً فلم يستتم الكلام حتى غيبت عني نرجس، فلم أرها، كأنه ضرب بيني وبينها حجاب.

لو أُذن لنا في الكلام لزال الشك:
وفي رواية: ثم أخذتني فترة وأخذتها فترة فعدوت نحو أبي محمد عليه السلام وأنا صارخة، فقال لي: إرجعي يا عمة، فإنك ستجدينها في مكانها. فرجعت فلم ألبث أن كشف الحجاب الذي كان بيني وبينها وإذ أنا بها وعليها من أثر النور ما غشى بصري، وإذا أنا بولي الله عليه السلام متلقياً الأرض بمساجده وعلى ذراعه الأيمن مكتوب: (جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقاً) وهو (أي الإمام حال كونه ساجداً) يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن جدي محمداً رسول الله وأن أبي أمير المؤمنين ولي الله ثم عد الأئمة إماماً إماماً إلى أن بلغ إلى نفسه ثم قال: (اللهم أنجز لي ما وعدتني، وأتمم لي أمري، وثبت وطأتي وأملأ الأرض بي عدلاً وقسطاً) ثم رفع رأسه من الأرض وهو يقول (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم، قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم، إن الدين عند الله الإسلام).
ثم عطس فقال: (الحمد الله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله) وزعمت الظلمة أن حجة الله داحضة لو أذن لنا في الكلام لزال الشك).

أن وعد الله حق:
قالت حكيمة: فأخذت بكتفيه فضممته إلي، وأجلسته في حجري، فإذا هو نظيف منظف، فصاح بي أبو محمد عليه السلام هلمي إلي بإبني يا عمة فجئت به إليه، فأجلسه على راحته اليسرى، وجعل راحته اليمنى على ظهره، ثم أدخل الإمام العسكري لسانه في فيه، ومر يده على رأسه وعينيه وسمعه ومفاصله، ثم قال له: تكلم يا بني؟؟ (وفي رواية: يا بني إنطق بقدرة الله تكلم يا حجة الله وبقية الأنبياء، وخاتم الأوصياء تكلم يا خليفة الأتقياء... فتشهد الشهادتين وصلى الله على النبي والأئمة الطاهرين واحداً واحداً، ثم سكت بعد وصوله إلى أسمه، ثم إستعاذ من الشيطان الرجيم وتلى هذه الآية: (بسم الله الرحمن الرحيم*وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ*وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ) القصص:5و6.
فناولنيه أبو محمد عليه السلام وقال: يا عمة رديه إلى أمة كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
فرددته إلى أمه، وقد إنفجر الفجر الثاني فصليت الفريضة،ثم ودعت أبا محمد و انصرفت.

أشخاص شاهدوا الإمام المهدي عليه السلام:
أولاً: إبراهيم بن محمد بن فارس النيسابوري:
يقول هذا الرجل: لما هم الوالي عمرو بن عوف بقتلي وهو رجل شديد وكان مولعاً بقتل الشيعة فأُخبرت بذلك وغلب عليَّ خوف عظيم، فودعت أهلي وأحبائي وتوجهت إلى دار أبي محمد عليه السلام لأودعه وكنت أردت الهرب.
فلما دخلت عليه رأيت غلاماً جالساً في جنبه كأن وجهه مضيئاً كالقمر في ليلة البدر فتحيرت من نورة وضيائه وكدت أن أنسى ما كنت فيه من الخوف والهرب.
فقال: يا إبراهيم لا تهرب فإن الله سيكفيك شره.
فازداد تحيري فقلت لأبي محمد عليه السلام: يا سيدي جعلني الله فداك من هو؟ وقد أخبرني بما كان في ضميري.
فقال: هو إبني وخليفتي من بعدي وهو الذي يغيب غيبة طويلة ويظهر بعد امتلاء الأرض جوراً وظلما فيملؤها قسطاً وعدلا.

ثانياً: محمد بن أيوب بن نوح:
يقول: عرض علينا أبو محمد الحسن بن علي عليه السلام إبنه ونحن في منزله وكنا أربعين رجلاً فقال: هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم...

ثالثاً: كامل بن إبراهيم المدني:
قال كامل: ذهبت إلى سيدي الحسن العسكري عليه السلام وقلت في نفسي أسأله هل يدخل الجنة إلا من عرف معرفتي وقال بمقالتي؟
قال: فلما دخلت على سيدي أبي محمد عليه السلام كان هناك ستر مرخى فجاءت الريح فكشفت طرفه فإذا أنا بفتى كأنه فلقة قمر من أبناء أربع سنين أو مثلها فقال لي (يعني الفتى): يا كامل بن إبراهيم، فاقشعررت من ذلك والهمت أن قلت: لبيك يا سيدي، فقال: جئت إلى ولي الله وحجته وبابه تسأله: هل يدخل الجنة إلا من عرف معرفتك وقال بمقالتك؟
فقلت: أي والله قال: إذن والله يقل داخلها والله إنه ليدخلها قوم يقال لهم (الحقية).
قلت: يا سيدي ومن هم؟
قال: قوم حبهم لعلي يحلفون بحقه ولا يدرون ما حقه وفضله..... ثم رجع الستر إلى حالته.... فقال أبو محمد: ما جلوسك وقد أنبأك بحاجتك الحجة من بعدي.

من وصايا الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف:
لقد بعث الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف رسالتين للشيخ المفيد قدس سره يوصيه فيهما ببعض الوصايا والأوامر المهمة للشيعة ونحن نقتطف من كلامه بعض الجواهر سلام الله عليه:
ـ اعتصموا بالتقية من شب نار الجاهلية.
ـ فليعمل كل امرئ منكم بما يقربه من محبتنا.
ـ ويتجنب ما يدنيه من كراهتنا وسخطنا.
ـ ولو أن أشياعنا على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخر عنهم اليُمن بلقائنا ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة وصدقها منهم بنا.
ـ إنه من أتى رهب من إخوانك في الدين وأخرج مما عليه (أي الخمس أو الزكاة) إلى مستحقيه كان آمناً من الفتنة المبطلة ومحنها المظلمة المضلة.