الشيخ الهاد
18-06-2014, 08:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ..
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
في هذا عدّة أخبار بأكثر من طريق صحيح ومعتبر ..
ومصحف فاطمة صلوات الله عليه بإيجاز عبارة عن : مصحف من إملاء مولانا أمير المؤمنين عليّ صلوات الله عليه ، بخطّ يده ، يحوي علم ما يجري وما يكون إلى يوم القيامة ؛ سيما ما يجري على الأوصياء من ولدها صلوات الله عليهم ، حدثها بذلك جبرائيل صلوات الله عليه ، مواساة لها بعد وفاة أبيها سيد الخلق أجمعين ..، ليس هو بقرآن ، كما أنّه لا يضمّ حلالاً وحراماً ، فهاك ما يفصح عن ذلك ..
الرواية الأولى : صحيحة أبي بصير .
روى الكليني عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عبد الله بن الحجال ، عن أحمد بن عمر الحلبي ، عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت له : جعلت فداك إني أسألك عن مسألة ، ههنا أحد يسمع كلامي ؟!. قال : فرفع أبو عبد الله عليه السلام سترا بينه وبين بيت آخر فأطلع فيه ثم قال : يا أبا محمد سل عما بدا لك !!.
قال أبو بصير : قلت : جعلت فداك إن شيعتك يتحدثون أن رسول الله صلى الله عليه وآله علم عليا عليه السلام بابا يفتح له منه ألف باب ؟!. فقال عليه السلام : يا أبا محمد علم رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام ألف باب يفتح من كل باب ألف باب قال : قلت : هذا والله العلم. قال أبو بصير : فنكت عليه السلام ساعة في الأرض ثم قال عليه السلام: إنه لعلم وما هو بذاك .
قال : ثم قال : يا أبا محمد وإن عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة ؟ قال :
قلت : جعلت فداك وما الجامعة ؟ قال : صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول الله صلى الله عليه وآله وإملائه من فلق فيه وخط علي بيمينه ، فيها كل حلال وحرام وكل شئ يحتاج الناس إليه حتى الأرش في الخدش وضرب بيده إلي فقال : تأذن لي يا أبا محمد ؟ قال : قلت : جعلت فداك إنما أنا لك فاصنع ما شئت ، قال : فغمزني بيده وقال : حتى أرش هذا - كأنه مغضب - قال : قلت : هذا والله العلم قال عليه السلام : إنه لعلم وليس بذاك .
ثم سكت ساعة ، ثم قال : وإن عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر ؟ قال قلت : وما الجفر ؟ قال : وعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين ، وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل ، قال قلت : إن هذا هو العلم ، قال : إنه لعلم وليس بذاك . ثم سكت ساعة ثم قال : وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام وما يدريهم ما مصحف فاطمة عليها السلام ؟ قال : قلت : وما مصحف فاطمة عليها السلام ؟ قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ، قال : قلت : هذا والله العلم
قال : إنه لعلم وما هو بذاك .
ثم سكت ساعة ثم قال : إن عندنا علم ما كان وعلم ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة قال : قلت : جعلت فداك هذا والله هو العلم ، قال : إنه لعلم وليس بذاك . قلت : جعلت فداك فأي شئ العلم ؟ قال : ما يحدث بالليل والنهار ،
الامر من بعد الامر ، والشئ بعد الشئ ، إلى يوم القيامة .
قلت أنا الهاد : إسناده صحيح ، دون أدنى كلام ، ومعناه متواتر ، بل معلوم ضرورة .
الرواية الثانية : صحيحة أبي عبيدة الحذاء
روى الكليني عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبي عبيدة قال : سأل أبا عبد الله عليه السلام بعض أصحابنا عن الجفر فقال : هو جلد ثور مملوء علما ، قال : له فالجامعة ؟ قال : تلك صحيفة طولها سبعون ذراعا في عرض الأديم مثل فخذ الفالج ، فيها كل ما يحتاج الناس إليه ، وليس من قضية إلا وهي فيها ، حتى أرش الخدش . قال : فمصحف فاطمة عليها السلام ؟ قال ، فسكت طويلا ثم قال : إنكم لتبحثون عما تريدون وعما لا تريدون ؛ إن فاطمة مكثت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله خمسة وسبعين يوماً ، وكان دخلها حزن شديد على أبيها ، وكان جبرئيل عليه السلام يأتيها فيحسن عزاء ها على أبيها ، ويطيب نفسها ، ويخبرها عن أبيها ومكانه ، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها ، وكان علي عليه السلام يكتب ذلك ، فهذا مصحف فاطمة عليها السلام .
قلت أنا الهاد : إسناده صحيح بإجماع أصحابنا ، واتفاق نقادنا ، ومعناه متواتر بل معلوم ضرورة .
الرواية الثالثة : معتبرة حمّاد بن عثمان
روى الكليني عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن حماد بن عثمان قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : تظهر الزنادقة في سنة ثمان وعشرين ومائة وذلك أني نظرت في مصحف فاطمة عليها السلام .
قال حماد : قلت : وما مصحف فاطمة ؟ قال : إن الله تعالى لما قبض نبيه صلى الله عليه وآله دخل على فاطمة عليها السلام من وفاته من الحزن ما لا
يعلمه إلا الله عز وجل فأرسل الله إليها ملكا يسلي غمها ويحدثها ، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال : إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي فأعلمته بذلك فجعل أمير المؤمنين عليه السلام يكتب كلما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا قال : ثم قال : أما إنه ليس فيه شئ من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون .
قلت أنا الهاد : إسناد معتبر ، بل صحيح على الأظهر ؛ فرجاله ثقات ، وعمر بن عبد العزيز ، وثقه علي بن إبراهيم القمي في تفسيره .
الرواية الرابعة : مصححة يونس
روى الكليني عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عمن ذكره ، عن سليمان بن خالد قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : إن في الجفر الذي يذكرونه لما يسوؤهم ، لأنهم لا يقولون الحق والحق فيه ، فليخرجوا قضايا علي وفرائضه إن كانوا صادقين ، وسلوهم عن الخالات والعمات ، وليخرجوا مصحف فاطمة عليها السلام ، فإن فيه وصية فاطمة عليها السلام ، ومعه سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله عز وجل يقول : " فأتوا بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين .
قلت أنا الهاد : إسناده مختلف فيه ، وهو صحيح على الأشهر الأظهر ؛ لصحة الإسناد إلى يونس بن عبد الرحمن ، وهو ممن أجمعت الطائفة على تصحيح ما يصحّ عنه.
والمقصود بوصيّة فاطمة التي في مصحفها المقدّس ، هو النص بأسماء الأوصياء من ولدها ، وهم أئمتنا صلوات الله عليهم ، ومقصود الصادق عليه السلام بهذا الكلام ، الرد على من زعم الإمامة من ولد الحسن عليه السلام ..، يدلّ على هذا ..
الرواية الخامسة : صحيحة الحسين بن أبي العلاء
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن الحسين
ابن أبي العلاء قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن عندي الجفر الأبيض ، قال : قلت : فأي شئ فيه ؟ قال : زبور داود ، وتوراة موسى ، وإنجيل عيسى ، وصحف إبراهيم عليهم السلام والحلال والحرام ، ومصحف فاطمة ، ما أزعم أن فيه قرآنا ، وفيه ما يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد حتى فيه الجلدة ، ونصف الجلدة ، وربع الجلدة وأرش الخدش .
وعندي الجفر الأحمر ، قال : قلت : وأي شئ في الجفر الأحمر ؟ قال : السلاح وذلك إنما يفتح للدم يفتحه صاحب السيف للقتل.
فقال له عبد الله ابن أبي يعفور : أصلحك الله أيعرف هذا بنو الحسن ؟ فقال : إي والله كما يعرفون الليل أنه ليل والنهار أنه نهار ، ولكنهم يحملهم الحسد وطلب الدنيا على الجحود والانكار ، ولو طلبوا الحق بالحق لكان خيراً لهم .
قلت أنا الهاد : إسناده حسن صحيح ، ولقد ثبت توبة بني الحسن رضوان الله عليهم ، بعد أن غلبهم المنصور لعنه الله تعالى ، حتى ورد أنّ الصادق عليه الصلاة والسلام بكى على مصيبتهم بحرقة شديدة ، الله المستعان ..
الرواية السادسة : صحيحة الفضلاء
روى الكليني عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن فضيل بن يسار ، وبريد بن معاوية وزرارة أنّ عبد الملك بن أعين قال لأبي عبد الله (عليه السلام) إنّ الزيدية والمعتزلة قد أطافوا بمحمد بن عبد الله فهل له سلطان ؟!!!.
فقال عليه السلام : والله إن عندي لكتابين ، فيهما تسمية كل نبي ، وكل ملك يملك الأرض..؛ لا و الله ما محمد بن عبد الله في واحد منهما.
قلت أنا الهاد : إسناد حسن صحيح ، بإجماع علمائنا . ومحمد بن عبد الله ، هو محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن عليه السلام .
وقوله عليه السلام : (عندي لكتابين) يعني الجفر ، ومصحف فاطمة ، ففي كليهما النص على أسماء الأوصياء والملوك وما يكون إلى يوم القيامة .
الرواية السابعة : معتبرة ابن سكرة
روى الكليني محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد ، عن عبد الصمد بن بشير ، عن فضيل بن سكرة قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال : يا فضيل أتدري في أي شئ كنت انظر قبيل ؟ قال : قلت : لا ، قال : كنت أنظر في كتاب فاطمة عليها السلام ليس من ملك يملك الأرض الا وهو مكتوب فيه باسمه واسم أبيه وما وجدت لولد الحسن فيه شيئا .
قلت : إسناده معتبر .
وهناك طرق أخرى ، اكتفينا بما سرده الكليني ؛ إذ لا حاجة للإكثار فيما هو ثابت ، بل معلوم ضرورة ..
للفائدة
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
في هذا عدّة أخبار بأكثر من طريق صحيح ومعتبر ..
ومصحف فاطمة صلوات الله عليه بإيجاز عبارة عن : مصحف من إملاء مولانا أمير المؤمنين عليّ صلوات الله عليه ، بخطّ يده ، يحوي علم ما يجري وما يكون إلى يوم القيامة ؛ سيما ما يجري على الأوصياء من ولدها صلوات الله عليهم ، حدثها بذلك جبرائيل صلوات الله عليه ، مواساة لها بعد وفاة أبيها سيد الخلق أجمعين ..، ليس هو بقرآن ، كما أنّه لا يضمّ حلالاً وحراماً ، فهاك ما يفصح عن ذلك ..
الرواية الأولى : صحيحة أبي بصير .
روى الكليني عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عبد الله بن الحجال ، عن أحمد بن عمر الحلبي ، عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت له : جعلت فداك إني أسألك عن مسألة ، ههنا أحد يسمع كلامي ؟!. قال : فرفع أبو عبد الله عليه السلام سترا بينه وبين بيت آخر فأطلع فيه ثم قال : يا أبا محمد سل عما بدا لك !!.
قال أبو بصير : قلت : جعلت فداك إن شيعتك يتحدثون أن رسول الله صلى الله عليه وآله علم عليا عليه السلام بابا يفتح له منه ألف باب ؟!. فقال عليه السلام : يا أبا محمد علم رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام ألف باب يفتح من كل باب ألف باب قال : قلت : هذا والله العلم. قال أبو بصير : فنكت عليه السلام ساعة في الأرض ثم قال عليه السلام: إنه لعلم وما هو بذاك .
قال : ثم قال : يا أبا محمد وإن عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة ؟ قال :
قلت : جعلت فداك وما الجامعة ؟ قال : صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول الله صلى الله عليه وآله وإملائه من فلق فيه وخط علي بيمينه ، فيها كل حلال وحرام وكل شئ يحتاج الناس إليه حتى الأرش في الخدش وضرب بيده إلي فقال : تأذن لي يا أبا محمد ؟ قال : قلت : جعلت فداك إنما أنا لك فاصنع ما شئت ، قال : فغمزني بيده وقال : حتى أرش هذا - كأنه مغضب - قال : قلت : هذا والله العلم قال عليه السلام : إنه لعلم وليس بذاك .
ثم سكت ساعة ، ثم قال : وإن عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر ؟ قال قلت : وما الجفر ؟ قال : وعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين ، وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل ، قال قلت : إن هذا هو العلم ، قال : إنه لعلم وليس بذاك . ثم سكت ساعة ثم قال : وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام وما يدريهم ما مصحف فاطمة عليها السلام ؟ قال : قلت : وما مصحف فاطمة عليها السلام ؟ قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ، قال : قلت : هذا والله العلم
قال : إنه لعلم وما هو بذاك .
ثم سكت ساعة ثم قال : إن عندنا علم ما كان وعلم ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة قال : قلت : جعلت فداك هذا والله هو العلم ، قال : إنه لعلم وليس بذاك . قلت : جعلت فداك فأي شئ العلم ؟ قال : ما يحدث بالليل والنهار ،
الامر من بعد الامر ، والشئ بعد الشئ ، إلى يوم القيامة .
قلت أنا الهاد : إسناده صحيح ، دون أدنى كلام ، ومعناه متواتر ، بل معلوم ضرورة .
الرواية الثانية : صحيحة أبي عبيدة الحذاء
روى الكليني عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبي عبيدة قال : سأل أبا عبد الله عليه السلام بعض أصحابنا عن الجفر فقال : هو جلد ثور مملوء علما ، قال : له فالجامعة ؟ قال : تلك صحيفة طولها سبعون ذراعا في عرض الأديم مثل فخذ الفالج ، فيها كل ما يحتاج الناس إليه ، وليس من قضية إلا وهي فيها ، حتى أرش الخدش . قال : فمصحف فاطمة عليها السلام ؟ قال ، فسكت طويلا ثم قال : إنكم لتبحثون عما تريدون وعما لا تريدون ؛ إن فاطمة مكثت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله خمسة وسبعين يوماً ، وكان دخلها حزن شديد على أبيها ، وكان جبرئيل عليه السلام يأتيها فيحسن عزاء ها على أبيها ، ويطيب نفسها ، ويخبرها عن أبيها ومكانه ، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها ، وكان علي عليه السلام يكتب ذلك ، فهذا مصحف فاطمة عليها السلام .
قلت أنا الهاد : إسناده صحيح بإجماع أصحابنا ، واتفاق نقادنا ، ومعناه متواتر بل معلوم ضرورة .
الرواية الثالثة : معتبرة حمّاد بن عثمان
روى الكليني عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن حماد بن عثمان قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : تظهر الزنادقة في سنة ثمان وعشرين ومائة وذلك أني نظرت في مصحف فاطمة عليها السلام .
قال حماد : قلت : وما مصحف فاطمة ؟ قال : إن الله تعالى لما قبض نبيه صلى الله عليه وآله دخل على فاطمة عليها السلام من وفاته من الحزن ما لا
يعلمه إلا الله عز وجل فأرسل الله إليها ملكا يسلي غمها ويحدثها ، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال : إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي فأعلمته بذلك فجعل أمير المؤمنين عليه السلام يكتب كلما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا قال : ثم قال : أما إنه ليس فيه شئ من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون .
قلت أنا الهاد : إسناد معتبر ، بل صحيح على الأظهر ؛ فرجاله ثقات ، وعمر بن عبد العزيز ، وثقه علي بن إبراهيم القمي في تفسيره .
الرواية الرابعة : مصححة يونس
روى الكليني عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عمن ذكره ، عن سليمان بن خالد قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : إن في الجفر الذي يذكرونه لما يسوؤهم ، لأنهم لا يقولون الحق والحق فيه ، فليخرجوا قضايا علي وفرائضه إن كانوا صادقين ، وسلوهم عن الخالات والعمات ، وليخرجوا مصحف فاطمة عليها السلام ، فإن فيه وصية فاطمة عليها السلام ، ومعه سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله عز وجل يقول : " فأتوا بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين .
قلت أنا الهاد : إسناده مختلف فيه ، وهو صحيح على الأشهر الأظهر ؛ لصحة الإسناد إلى يونس بن عبد الرحمن ، وهو ممن أجمعت الطائفة على تصحيح ما يصحّ عنه.
والمقصود بوصيّة فاطمة التي في مصحفها المقدّس ، هو النص بأسماء الأوصياء من ولدها ، وهم أئمتنا صلوات الله عليهم ، ومقصود الصادق عليه السلام بهذا الكلام ، الرد على من زعم الإمامة من ولد الحسن عليه السلام ..، يدلّ على هذا ..
الرواية الخامسة : صحيحة الحسين بن أبي العلاء
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن الحسين
ابن أبي العلاء قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن عندي الجفر الأبيض ، قال : قلت : فأي شئ فيه ؟ قال : زبور داود ، وتوراة موسى ، وإنجيل عيسى ، وصحف إبراهيم عليهم السلام والحلال والحرام ، ومصحف فاطمة ، ما أزعم أن فيه قرآنا ، وفيه ما يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد حتى فيه الجلدة ، ونصف الجلدة ، وربع الجلدة وأرش الخدش .
وعندي الجفر الأحمر ، قال : قلت : وأي شئ في الجفر الأحمر ؟ قال : السلاح وذلك إنما يفتح للدم يفتحه صاحب السيف للقتل.
فقال له عبد الله ابن أبي يعفور : أصلحك الله أيعرف هذا بنو الحسن ؟ فقال : إي والله كما يعرفون الليل أنه ليل والنهار أنه نهار ، ولكنهم يحملهم الحسد وطلب الدنيا على الجحود والانكار ، ولو طلبوا الحق بالحق لكان خيراً لهم .
قلت أنا الهاد : إسناده حسن صحيح ، ولقد ثبت توبة بني الحسن رضوان الله عليهم ، بعد أن غلبهم المنصور لعنه الله تعالى ، حتى ورد أنّ الصادق عليه الصلاة والسلام بكى على مصيبتهم بحرقة شديدة ، الله المستعان ..
الرواية السادسة : صحيحة الفضلاء
روى الكليني عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن فضيل بن يسار ، وبريد بن معاوية وزرارة أنّ عبد الملك بن أعين قال لأبي عبد الله (عليه السلام) إنّ الزيدية والمعتزلة قد أطافوا بمحمد بن عبد الله فهل له سلطان ؟!!!.
فقال عليه السلام : والله إن عندي لكتابين ، فيهما تسمية كل نبي ، وكل ملك يملك الأرض..؛ لا و الله ما محمد بن عبد الله في واحد منهما.
قلت أنا الهاد : إسناد حسن صحيح ، بإجماع علمائنا . ومحمد بن عبد الله ، هو محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن عليه السلام .
وقوله عليه السلام : (عندي لكتابين) يعني الجفر ، ومصحف فاطمة ، ففي كليهما النص على أسماء الأوصياء والملوك وما يكون إلى يوم القيامة .
الرواية السابعة : معتبرة ابن سكرة
روى الكليني محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد ، عن عبد الصمد بن بشير ، عن فضيل بن سكرة قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال : يا فضيل أتدري في أي شئ كنت انظر قبيل ؟ قال : قلت : لا ، قال : كنت أنظر في كتاب فاطمة عليها السلام ليس من ملك يملك الأرض الا وهو مكتوب فيه باسمه واسم أبيه وما وجدت لولد الحسن فيه شيئا .
قلت : إسناده معتبر .
وهناك طرق أخرى ، اكتفينا بما سرده الكليني ؛ إذ لا حاجة للإكثار فيما هو ثابت ، بل معلوم ضرورة ..
للفائدة