المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نقاش مع طرح : على حافة الظهور 6 - 10


الباحث الطائي
22-06-2014, 01:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
اللهم احفظنا من الفتن والمحن وثبتنا على ولاية ال البيت ع ونصرتهم.

انقل لكم هنا في القسم المهدوي هذا الطرح المهم الذي تحت عنوان: على حافة الظهور ، وهو عبارة عن 16 جزئا / حلقة
وفي هذا الطرح ابدا من الجزء 6 - 10 ومن ثم بعد اطلاعكم سوف انقل لكم من 11 - 16
فارجوا الاطلاع والتامل في الطرح ومن ثم سوف نعرض راينا فيه ولعله بقية الاخوة.

*********

على حافة الظهور - الحلقة (6)
هل بعث المهدي رسولا ممهدا؟

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين


الظهور:

بين الرواية والدراية!


قد يقول البعض: "حتى لا نقع في مضلات فتن اخر الزمان يجب علينا ان نرجع الى روايات اهل البيت (ع)، ونستند في كل ما نقوله الى الادلة من سنة نبينا واهل بيته صلوات الله عليهم".
هذه الدعوة لفهم حدث الظهور بالاعتماد على الروايات السردية الموصفة للظهور تعترضها اشكالات حقيقية!
فالتحليل لفهم حدث الظهور بالاعتماد على الرواية- كما عند المتأخرين- يكشف عن خلل كامن في وعي المنتظرين أسس لشبهات كثيرة وخطيرة انتهت بكارثة تكذيب المخلص والانقلاب عليه!
لنبحث أهم تلك المعوقات التي يمكن ان تعترض فهم الظهور من خلال الروايات والاحاديث المتناولة لزمن الظهور:


الاول: فقدان المنهج
ان التعاطي مع الروايات يستند الى طريقتين: الرواية والدراية، ففي الحديث: "اعقلوا الدين عقل وعاية ورعاية لاعقل سماع ورواية، فان رواة العلم كثير ورعاته قليل".
والشيعة منذ غيبة الامام رفع منهم العلم، ووصفوا بالقول: "ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى ولا إمام هدى". "وان الثاني عشر من ولدي يغيب حتى لايرى ويأتي على أمتي زمن لايبقى من الاسلام الا اسمه ومن القرآن الا رسمه فحينئذ يأذن الله له بالخروج فيظهر الاسلام ويجدد الدين".
ان تراث اهل البيت المتعلق بالظهور، ونتيجة لافتقاد منهج الاستنباط الاصيل المعنون ب (التاويل) قاد الى التعاطي مع النصوص والروايات بصورة ظاهرية، ولذلك أسيء فهمها وجهلت رمزيتها، وغابت وجوهها وتفاصيلها فافتقد الفقه الذي يقوم على تصريف الوجوه، الذي وصفه الصادق بالقول:"انتم أفقه الناس اذا عرفتم معاريض كلامنا ان كلامنا ليتصرف على وجوه"، او "على سبعين وجها".
وبفقد الفقه والفقيه غاب الاسلام الا اسمه وافتقد القران الا رسمه! لذلك لا يتوقع من ادعياء الفقه من اصحاب الرأي- في اخر الزمان- ان يقدموا فهما لقضية الظهور او سواها من قضايا!


الثاني: التحريف والتصحيف
من المعوقات التي تنال من صدقية الروايات هو تعرضها للتحريف او التصحيف -"التصحيف: هو تحويل الكلمة عن الهيئة المتعارفة إلى غيرها "- مما يؤدي الى اختلاف الروايات وتعارضها وتضاربها، ويترتب عليها تشوش الفهم والفشل في الركون الى تصور يستند الى روايات مختلفة ومتضاربة.
وهذه الاشكالية التي ترد على عموم الروايات تجري في الروايات التي تتناول ظهور المخلص او تُوصِّف وقائع الظهور . فلايبقى مع الاختلاف الا الظنون!


الثالث: التقية
ان حدث الظهور للمخلص يعني التحرك للسيطرة على كل الكوكب بكل دوله وممالكه وحكوماته، وهذا ما يجعل الحديث عن ذلك التحرك وخططه محفوف بالسرية والكتمان، ويفرض ضرورة التزام التقية، التي يشرعها قوله تعالى: "لايتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا ان تتقوا منهم تقاة".
ويشدد على مبدأ التقية تراث الاسلام بالدعوة الى التكتم والاستتار تجنبا للملاحقة وصيانة للتحرك من الفشل، لذلك وردت الاحاديث توصي:"التقية من دين الله، ولادين لمن لاتقية له، والله! لولا التقية ما عبد الله في دولة ابليس"، "اتق حيث لايتق"، "التقية دين منذ أول الدهر الى آخره"، "التقية في كل ضرورة وصاحبها اعلم بها حين تنزل به" .
لقد فرض المراعاة لمبدأ التقية على الائمة من ال محمد التحفظ عند الحديث عن حركة ظهور الامام المهدي فاتصف الخطاب بالاجمال وترك التفصيل. فما سكت عنه اكبر بكثير مما ذكر، وما ذكر لايخلو من الترميز والتعريض والاختصار والاجمال. ما يجعل الموضوع في دائرة اللغز والغموض .


الرابع: شحة الروايات
ونتيجة للتقية فان الروايات الورادة في الظهور قليلة العدد وتكاد تكون نادرة احيانا، فهي لا تصف الا بعض العلامات وتذكر لمماً من الاحداث وتجمل كثير من المطالب بغية تثبيت اصل الموضوع لا التفصيل فيه، فهو ما تتحاشاه!.
ليتضح ان تلك الاخبار القليلة ما تسكت عنه وتكتمه اكثر مما تتحدث عنه وتفضحه من مجريات المشهد الثوري والعالمي، الذي سوف تتسارع فصول احداثه بصورة انقلابية ومتفجرة! ليشمل اتجاهات الارض الاربعة..
فالهدف من روايات الظهور تاسيس ظاهرة الانتظار واعطاء امل بوجود خلاص، وعدم اليأس بسيطرة الاشرار وحزب الشيطان، وليس الهدف كشف خطط حركة الظهور، لان لو فعلت الروايات لحكمت على الظهور بالفشل قبل حدوثه.


الخامس: امكانية البداء
يضاف الى ذلك، ان المقدار المعروض من احداث الظهور قابل لان يجري عليه البداء، حيث البداء يعني تحول الله تعالى من تقدير الى تقدير اخر، كما قال الأئمة "لولا آية في كتاب الله لأخبرتكم بما كان وما يكون وما هو كائن الى يوم القيامة وهي هذه الآية: "يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب"، ولذلك ألقت هذه الحقيقة بظلالها على النصوص والروايات المرتبطة بالظهور، حيث دلت الاخبار ان المحتوم من وقائع الظهور خمسة، فعن الامام الصادق:"النداء من المحتوم، والسفياني من المحتوم، واليماني من المحتوم، وقتل النفس الزكية وكف يطلع من السماء من المحتوم".
ليصبح كل ما سوى المحتومات قابل للتبديل والتغيير بجريان البداء عليها.


يعزز ذلك قول الامام الصادق في هذه الآية: "يمحو الله ما يشاء ويثبت". قال:هل يمحو الله الا ما كان، وهل يثبت الا ما لم يكن؟!".
مما يعني؛ ان البداء كعملية محو واثبات يمكن ان تغير سيناريو الظهور! وهذا ما يؤدي الى عدم الوثوق بروايات الظهور ما دون المحتومات بصورة قاطعة، وبالتالي عدم الاحتكام اليها كمعيار مطلق للحكم على الواقع والوقائع عند الظهور، فقد يجري عليها البداء فيبطلها ويقدر سواها فيحدث امر غيرها، ترتأيه يد القدرة وتقدره عين الحكمة.


الخلاصة:
ان محاولة فهم حدث ظهور المخلص من خلال روايات محدودة العدد لاتخلو من تصحيف يتعاطى معها بصورة حرفية وظاهرية غير منهجية، مع ما يلفها من ترميز وغموض التقية، ثم مع احتمال ابطال البداء لها او تحويرها، كل ذلك يقود الى سوء فهم حدث الظهور وتشوهه!


هذا من جهة، ومن جهة أخرى؛ فان التعاطي مع الظهور من خلال السرد الروائي يؤدي الى خلق مشهد مشوب بالاسطورية غير مسؤول، باعتبار ان تلك النصوص توصف الحدث بصورة رمزية، يولد أخذها بظاهرها اسطورة، كما ان المشهد الاسطوري بطولات وعجائب لاتحمل القارئ اي مسؤولية، فمشهد الظهور المستند الى الروايات سوف يبدو كما هو معروض في كتابي: (عصر الظهور) و (يوم الخلاص)، مشهد ليس للقارئ فيه الا الفرجة، والمراقبة والترقب؛ وليس هناك افادة منه تفهمنا مثلا سبيل النجاة من فتن اخر الزمان او تعلمنا بكيفية المساهمة في صناعة حدث الظهور ايجابيا وليس سلبيا!.


واذا كان الحال كذلك مع الروايات الموصفة للظهور، فان السؤال الذي يطرح كيف نلتمس المخرج لفهم حدث الظهور اذا اهتز المشهد الروائي نتيجة بروز عناصر التعويق (: فقدان المنهج، التحريف والتصحيف، التقية، شحة الروايات، البداء)، التي شككت وقوضت اسس التصور المستند لتوصيف الروايات والاخبار؟!.
وهل انسد أفق العلم بعد تغييب السرديات الروائية والتقليل من شأنها؟.


الواقع، ان التقليل من شأن فهم حدث الظهور من خلال الرواية يفتح الباب عريضا لاعتماد خيار الدراية، الذي يعتبر هو الحل الأمثل الذي لابد منه لتحقيق فهم مفصل ومعمق يتصف بالمنطقية والمسؤولية، وهو خيار أبو الأئمة علي عندما قال(ع): "اعقلوا الدين عقل وعاية ورعاية لاعقل سماع ورواية، فان رواة العلم كثير ورعاته قليل".
خيار (الدراية) هذا هو الذي سنتناوله في الحلقة القادمة! انشاء الله تعالى!

دمتم موفقين

الباحث الطائي
22-06-2014, 01:51 AM
الحلقة (7) على حافة الظهور!
هل بعث المهدي رسولا ممهدا؟






بسم الله الرحمن الرحيم
وصل الله على محمد وآله الطاهرين




الدراية:
إعادة بناء المنطق!





ان نقد السماع والرواية وترجيح الفهم والدراية، يعني تبني خيار العقل، والعقل معرفة الاسباب وكشف القوانين ومعرفة السنن!
لذلك فان قبل النظر في موضوع حدث ظهور المخلص نحن بحاجة الى فهم منطق العقل كما رسم معالمه الإسلام، ولان هذا الموضوع دقيق وعريض إلا انه في الوقت ذاته فطري وأولي، ونحن بحاجة الى الحد الادنى منه كمدخل لفهم موضوع الظهور، والبرهنة عليه.


ان فهم ظهور المهدي يتطلب الوعي بكيفية حدث الظهور، ورسم معالمه التفصيلية في صيغة حبكة (سيناريو)، وما يؤدي اليه ذلك من قلب الموازين رأسا على عقب، فالظهور سيكون ثوريا، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وسيبدأ ذلك مع المقدمات الممهدة، وسيأخذ منحى تصاعديا، والحسابات الخاطئة لكل الاطراف المشاركة في الساحة سوف تؤدي الى كوارث تحيق باصحابها.


لقد قدمنا القول ان الوعي السائد اليوم في الوسط الشيعي عن الظهور، يتصف بالروائي والاسطوري، الذي يميل الى أخذ الروايات بظاهرها والانتقاء بين المختلفات دون معيار مرجح غالبا، ليبنى مشهدا يتصف بالظاهرية والظنية، ويحاول ان يقارب ما سيجري في المستقبل! الا انه يعزل المنتظِر للظهور ولايمنحه غير دور المراقب المفلس والمنتظر السلبي، وهو تصور لايشيع بين الناس الذين يشكلون القاعدة فحسب، بل يطال النخبة التي كتبت الحدث وروجت له.


بينما اذا بحثنا التراث بعين فاحصة، وفكر ينزع الى الدراية بدل الرواية، العقل وليس الحكاية، نلاحظ اننا قادرين على رسم سيناريو الظهور بصورة مفصلة تتصف بالاحكام ويحتوي المشهد على عناصر الوثوقية والواقعية التي تقطع الشك باليقين، ما يجعلنا قادرين على التنبؤ بمسار الحدث وتطوره بصورة لا لبس فيها، كما يفرز المشهد الناس الى مواقف وجبهات لكل منها خصائصها وحكمها، ما يجعل القارئ أمام خيارات واضحة يختار بينها ويكون مسؤولا عن اختياره ليحيا او يموت على بصيرة من أمره.


هذه الطريقة تستند الى فهم منطق الاسلام الذي يقضي بان الحياة تتلخص في عنصرين هما : الثابت والمتغير، العنصر الثابت هو الذي يصطلح عليه بالسنة في قوله تعالى: (سنة الله في الذين خلو من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا) والعنصر المتغير هو المصطلح عليه بالمثل في قوله تعالى: (فهل ينتظرون الا مثل ايام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا اني معكم من منتظرين)، ففي الوقت الذي تتصف فيه السنة بالثبات وعدم التبدل، فان الامثال يعتريها التبدل والتغير: (واذا شئنا بدلنا امثالهم تبديلا)، ذلك بان المعرفة بالسنة التي لاتتبدل هو الذي يكفل لنا ان نفهم بان الايام سوف تجري في ظل ثابت السنة، مما يجعل الاتي يشبه الماضي، وصورة المستقبل منعكسة على صفحة التاريخ المنقضي.


وبناء على ذلك،نفهم لماذا استغرق القران بسرد تاريخ الاولين وقصص الماضيين وتجارب الغابرين:ثمود وعاد وقوم نوح وقوم ابراهيم وقوم لوط وبني اسرائيل... حتى حسب الكافرون ان ذلك منقصة يعيرون القران بها (يقول الذين كفروا ان هذا الا اساطير الاولين).


هذا الالتفات لمنطق السنن يتجلى في صورة ثورة خلاص في الفكر، باعتبار ان العقل سيجد فهمه للمستقبل منعكسا في مرآة تجربة الماضيين التي تجسمت فيها سنة الاولين، ليكون الاتي على مثال الماضي بلحاظ نظام السنن الذي يحكم الماضي والاتي! .
ونجد دليل هذه الفكرة في قوله تعالى: (فهل ينظرون الا سنة الاولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا)، ان التاريخ يعيد نفسه؛ لتكون المخرجات في الزمن الاتي على مثال مخرجات الماضي، وهذا ما عززه الرسول بالقول: "كل ما كان في الامم السالفة فانه يكون في هذه الامة مثله حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة "
ويضيف: "يكون في هذه الامة كل ما كان في بني اسرائيل حذو النعل بالنعل وحذو القذة بالقذة".


ان هذا المنطق الذي يعيد نفسه هو المصطلح عليه بالاعتبار والذي يقرره القران بالقول: (فاعتبروا يا أولي الابصار)، ومن هذه الاية ينطلق الامام علي(غ) آخذا في شرح منطق الاعتبار فاوضح ان عملية الفهم عند العقل البشري تتحقق اعتبارا فيقول: (ثم منحه قلبا حافظا ولسانا لافظا ليفهم معتبرا)، ثم اوضح آلية منطق الاعتبار، التي تقوم على رد التجربة الراهنة كفرع متشابه الى التجربة الماضية كأصل محكم بالقول: "ان الامور اذا اشتبهت اعتبر اخرها بأولها". اي أن رد التجربة المتأخرة الى اﻷولى والحاقها بحكمها يستند الى منطق قياس التمثيل: "واعتبر بما مضى من الدنيا لما بقي منها فان بعضها يشبه بعضا واخرها لاحق باولها"، فالتجربة اﻷولى أصل والاخرى فرع: "نحن فروع قد مضت أصولها، فما بقاء فرع بعد ذهاب أصله"، بمعنى أن حكم اﻷمثال فيما يكون او لايكون واحد، بلحاظ ثابت السنة، يعزز ذلك بقول اﻹمام الحسن:"تلك السنن واﻷمثال يجري بعضها وفق بعض". اي تقتدي التجربة الاخرى سيرة التجربة الاولى!


منطق السنن الذي يدير عجلة التاريخ على محور ثابت لتكون فيه ايام الزمان الاتية نسخة مطورة عن الايام الخوالي، وتجارب الامم والاقوام المذكورة في القران هي الاصول المرجعية، التي تحكم التجارب الاتية كفروع متشابهة
وقد اعتمد البيت النبوي منطق الاعتبار في كشف شبهات تجربتهم المتشابهة بردها الى نظائرها التاريخية المحكمة، وهنا مجموعة من التطبيقات التي تكشف كيف فكر البيت النبوي والحواريين الملتفين حوله:


النموذج (1)
في الخبر عن الحارث بن مالك قال: خرجنا مع رسول الله (ص) الى حنين ونحن حديثوا عهد بالجاهليه.*
قال: وكانت لكفار قريش ومن سواهم من العرب شجره عظيمه خضراء يقال لها ذات أنواط، يأتونها كل سنة فيعلقون أسلحتهم عليها ويذبحون عندها ويعكفون عليها يوما.قال: فراينا ونحن نسير مع رسول الله (ص)سدرة خضراء عظيمة، قال:فتنادينا من جنبات الطريق: يا رسول الله اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات أنواط!. فقال رسول الله (ص): "الله أكبر! قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى لموسى:اجعل لنا إلها كما لهم آلهة. قال إنكم قوم تجهلون. إنها السنن! لتركبن سنن من كان قبلكم".



النموذج(2)
قال سلمان الفارسي:"إن الناس كلهم ارتدوا بعد رسول الله(ص) غير اربعه ان الناس صاروا بعد رسول الله (ص) بمنزلة هارون ومن تبعه،ومنزلة العجل ومن تبعه، فعلي في سنة هارون، وعتيق في سنة العجل وعمر في سنة السامري، وسمعت رسول الله يقول لتجيء قوم من اصحابي من اهل العلية والمكانه مني ليمروا على الصراط، فاذا رأيتهم ورأوني وعرفتهم وعرفوني اختلجوا دوني فاقول يا رب اصحابي اصحابي! فيقال ما تدري ما احدثوا بعدك انهم ارتدوا على ادبارهم حين فارقتهم فاقول بعدا وسحقا وسمعت رسول الله (ص) يقول: "لتركبن امتي سنة بني اسرائيل حذو النعل بالنعل وحذو القذة بالقذة شبرا بشبر وذراعا بذراع وباعا بباع اذ التوراة والقرآن كتبه يد واحده، في رق، بقلم واحد، وجرت الامثال والسنن سواء).



النموذج (3)
قال عبدالله بن مسعود:"انتم اشبه الامم ببني اسرائيل سمتا وهديا تتبعون عملهم حذو القذة القذة غير اني لا ادري اتعبدون العجل ام لا". انهم عبدوه عبادة تشريع، كما قال تعالى: (اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله). فاحل لهم حراما وحرم عليهم حلالا فاطاعوه فعبدوه من حيث لايعلمون".


النموذج (4)
عن عبدالله بن مسعود قال: "قلت للنبي (ص) يا رسول الله من يغسلك اذا مت فقال: يغسل كل نبي وصيه! قلت: فمن وصيك يا رسول الله؟ قال: علي بن ابي طالب! فقلت: كم يعيش بعدك يا رسول الله؟ قال: ثلاثين سنة! فان يوشع بن نون وصي موسى عاش من بعده ثلاثين سنة وخرجت عليه صفراء بنت شعيب زوج موسى! فقالت: انا احق بالامر منك! فقاتلها فقتل مقاتلتها واسرها فاحسن أسرها، وان ابنة ابي بكر ستخرج على علي في كذا وكذا ألفا من امتي، فيقاتلها فيقتل مقاتلتها ويأسرها فيحسن أسرها، وفيها انزل الله تعالى: "وقرن في بيوتكن ولاتبرجن تبرج الجاهلية الاولى"، يعني صفراء بنت شعيب". اي ان خروج عائشة يستن بسنة صفراء حذو النعل بالنعل في عملية استعادة للتاريخ!



النموذج (5)
عن ابي جعفر الباقر (ع) قال: قال رسول الله (ص) : والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لاتخطئوا طريقهم ولا يخطئكم سنة بني اسرائيل ثم قال ابو جعفر: قال موسى لقومه : (يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم)، فردوا عليه وكانوا ستمائة الف فقالوا: ياموسى ان فيها قوما جبارين وانا لن ندخلها حتى يخرجوا منها، فان يخرجوا منها فانا داخلون قال رجلان من الذين يخافون انعم الله عليهما) احدهما يوشع بن نون والاخر كالب بن يافنا قال هما ابنا عمه فقالا:
(قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ، قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ، قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ۖ فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) فتاهو اربعين سنة لانهم عصوا، فكان حذو النعل بالنعل ان رسول الله (ص) لما قبض لم يكن على امر الله إلا علي والحسن والحسين وسلمان والمقداد وابو ذر فمكثوا اربعين حتى قام علي فقاتل من خالفه".



النموذج (6)
قال الامام الحسن(ع):"علة مصالحتي لمعاوية علة مصالحة رسول الله لبني ضمرة وبني اشجع ولاهل مكة حين انصرف من الحديبية! اولئك كفار بالتنزيل، ومعاوية واصحابه كفار بالتأويل"، اي ان تجربة الصلح التي تجري معي تجري على مثال تجارب الصلح التي جرت مع الرسول حذو النعل بالنعل!.
اتضح من خلال هذه النماذج، كيف ان ما جرى في التاريخ الاسلامي، ما هو إلا تمثل لتجارب الاقوام والامم السالفة التي ذكرها القران، باعتبار ان السنة التي جرت على الماضين تجري على الباقين، كما اتضحت معالم منطق فكر النبي وائمة البيت النبوي والحواريين في فهم الوقائع اعتبارا، بالنظر اليها من خلال نظائرها التاريخية، باعتبار ان "تلك السنن والامثال يجري بعضها وفق بعض. فمثال التاريخ كاصل يحكم ويعلل الموقف من المثال الحاضر، كما اوضح الامام الحسن في النموذج الاخير عندما فكر وفق المنطق العبوري فاعتبر تجربته مع معاوية من خلال تأويلها بتجارب صلح النبي مع بني ضمرة وبني اشجع واهل مكة.
اذا فهمنا منطق الاعتبار هذا، الذي يرجع التجربة الراهنة كفرع متشابه الى التجربة الماضية كاصل محكم، يمكننا ان ننظر في حدث الظهور بصورة منهجية تجتاز بنا الشبهات الناتجة عن السماع والرواية وتحقق لنا اليقين المعقود بالعقل والدراية!. فيحدث الفتح بالانفتاح على آفاق جديدة ملهمة!


والى حلقة قادمة انشاء الله!

الباحث الطائي
22-06-2014, 01:52 AM
الحلقة (8)
على حافة الظهور!*
هل بعث المهدي رسولا ممهدا؟


بسم الله الرحمن الرحيم
وصل الله على محمد وآله الطاهرين




وعي الظهور:
استنادا لمنطق السنن!






بمعرفة منطق السنن هذا نمتلك مفاتيح رسم معالم الاحداث ومواقف الاطراف والفرقاء في عصر الظهور، اذ كما جرت سنن الانبياء السابقين على النبي (ص) ومن بعده على الإمام علي(ع)، فكذلك الحال مع الإمام المهدي، كما ينص الخبر عن ابي بصير قال: سمعت ابا عبدالله (ع) يقول: "إن سنن الانبياء (ع)، ما وقع عليهم ..جارية في القائم منا اهل البيت حذو النعل بالنعل". هذا النص يؤسس للدراية، لانه يخضع قضية الظهور الى منطق السنن، فينشأ مدخل لكيف فهم البيت النبوي قضية الظهور، وتنبأ بها، وكيف يمكن لنا -اليوم- ان نتصورها ونحاكم ما شككنا فيه منها والتنبؤ بما هو قادم منها؟!.


فقضية ظهور المهدي تطرد فيها سنن الماضيين الجارية في الباقين، كما يقول الإمام زين العابدين: "في القائم منا سنن الانبياء سنة من آدم، وسنة من نوح، وسنة من ابراهيم، وسنة من موسى، وسنة من عيسى، وسنة من أيوب، وسنة من محمد؛ فاما من آدم ومن نوح فطول العمر، وأما من من ابراهيم فخفاء الولادة واعتزال الناس، واما من عيسى فاختلاف الناس فيه، وأما من ايوب فالفرج بعد البلوى، وأما من محمد فالخروج بالسيف".


في هذا النص عرض لبعض أوجه سنن الاولين في جريانها على قضية المهدي، الا ان السنن المشار اليها في النص تذكر على سبيل المثال لا الحصر. ورغم ذلك، فان الخبر يوضح كيف ان السنن تهيمن على قضية المهدي بحيث تفرض عليه كل معلم من معالم شخصيته، وقس على ذلك قضية تحركه، التي ينبغي ان تكون كل خطوة فيها تخضع لثوابت السنن وتكون محكومة بها.
اذا لنعتمد خيار الدراية الذي يفسر حدث الظهور وفق منظومة السنن الثابتة التي حكمت الاولين وهي جارية في الاخرين. فهناك سلسلة من السنن التي يأخذ بعضها برقاب بعض لتمنطق الظواهر على اختلافها ..


1. سنة الاصلاح:
إن حركة الخلاص المؤسسة للظهور الكبير سوف يمهد لها المهدي بتحرك يقوم على بناء القاعدة الموالية له بمواصفات معيارية يفرضها القرآن، مما يتطلب القيام بعملية تصحيح واصلاح لتلك القاعدة المشايعة: "ان اريد الا الاصلاح ما استطعت"، ولما كان الوسط المناصر له تاريخيا وتقليديا هو الوسط الشيعي العراقي الموالي لابائه الطاهرين، فسوف تنطلق حركة التمهيد في هذا الوسط التقليدي، الذي طالما احتضن حركات الائمة وابناء الأئمة على امتداد التاريخ.


وسوف يفكر الإمام المهدي(ع) في إقامة مشروعه الإصلاحي بهدف تقويم الانحرافات وتبديل الرموز بأخرى صالحة ومنهجت التفكير وإفشاء العلم بالطريقة التي تؤدي الى ملائمة الوسط مع ظهوره، فيوفر بذلك عوامل النجاح، فيكون الوسط الشيعي بمواصفاته الجديدة قادرا على احتضان الإمام العادل والإسلام القرآني، فيسهل قيادة ذلك الوسط ليقوم بالمهمة التاريخية في تحرير الارض من أئمة حزب الشيطان.*

إن الصفة الاصلاحية لمشروع الظهور المهدوي ارساها النبي(ص) بالقول: "اذا مات علي فسد الدين ولايصلحه الا المهدي بعده". فالاصلاح هي الصفة الاولى لمشروع الحركة المهدية، واول الاصلاح سيتجلى في صورة اصلاح فكري يهدف الى اعادة المضمون للاسم والمعنى للرسم -بعد ان لم يبق من الاسلام الا اسمه ومن القران الا رسمه- قبل ان يتوسل بقوة السلاح التي معها تشرع الأبواب للظهور الكبير الفاتح للارض.


ان سنة الاصلاح تملي نفسها على الكون متظاهرة في آياته، فمثلا الجسم يصلح نفسه عندما يجرح. كما يقاوم الامراض بصورة تلقائية من خلال نظام المناعة، وقد يحتاج الى دعمه بأدوية خارجية، تعزز عملية الاصلاح التي يقوم بها جهاز المناعة.وعلى الصعيد الاجتماعي تصلح المجتمعات نفسها بخروج المصلحين والحركات الاصلاحية، وتفجر الثورات. والخلاصة، ان الاصلاح سنة من سنن الحياة.


الا ان هذه السنة كاصل تتفصل في سنن فرعية مفصلة، ولما كان للإصلاح أصوله وفروعه، فإن المهدي يعتمد التفكير العبوري فيفهم تجربة الحاضر المتشابهة من خلال ردها الى تجربة الماضي المحكمة، والتي منها تجربة جده النبي محمد(ص)، التي فصلت في سنة الاصلاح ومن أبرز تفاصيلها ما ينص عليه الحديث: "صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت أمتي، وإذا فسدا فسدت أمتي، قيل: يارسول الله! ومن هما قال: الفقهاء والأمراء".


هنا تفصيل في سنة اﻹصلاح يظهر ان إصلاح الأمة يتقوم من خلال (الدين/ والسياسة)، وبفئتين لهما النفوذ الاكبر على اﻷمة (الأمراء/والفقهاء).
واذا فسد اﻷمراء قوموا بالفقهاء، واذا فسد الفقهاء واﻷمراء تطلب القيام بحركة إصلاح في صفوف الفقهاء الذين هم أقرب الى الدين والصلاح من اﻷمراء والساسة.
ولذلك يتوقع من المهدي ان يسعى الى إصلاح المؤسسة الفقهية ورجالها، وسيكون إصلاح ذلك هو المدخل لإصلاح الأمراء بحشد الأمة ضدهم.


ولكن كيف سيبدأ مشروع الاصلاح؟!
ما هي الطريقة التي سيصلح بها الامام المهدي المؤسسة الفقهية لاسيما وهي موجودة طوال هذه القرون؟ باختصار؛ متى وكيف يبدا الاصلاح؟!
ان مشروع الاصلاح المهدوي بحاجة في البداية الى تفعيل سنتين اثنتين: سنة التغيير للنفوس، وسنة الاستنصار!


2. سنة التغيير:
معنى سنة التغيير ان هناك علاقة شرطية بين محتوى الذات والواقع الاجتماعي، فيه يؤسس الواقع الاجتماعي كبنية فوقية على الواقع النفسي كبنية تحتية، وان التحول الاجتماعي والسياسي رهين تغيير النفوس، فالامام يطاح يه في النفوس قبل ان يطاح به في الواقع الخارجي، هذا معنى قوله تعالى: "ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم".


تتولد البداية بوجود ارادة التغيير عند الامة، فمن دون وجود هذه الرغبة، فان حركات التغيير تبؤوا بالفشل ، فليس المصلحون في الاغلب الا مرشدين للراغبين في التغيير، وللباحثين عن خلاص، وللمتبرمين بالواقع الغارق في السلبية، اكثر من كونهم مولدين لهذه الرغبة.


وان ظاهرة التغيير في الامة وفي العالم اخذت بالظهور نتيجة الاحساس المتزايد بواقع الظلم الناتج عن النظم المحلية والعالمية والمتظاهر في صورة فساد عريض يصيب بشره السواد الاعظم من المؤمنين خاصة وسكان الكوكب عامة، وجراء لغياب العدالة تعالت الصرخات والحركات الاحتجاجية والتظاهرات والانتفاضات والثورات.


اننا نلمح التغير من خلال التامل في الحديث، عن ثوبان مولى رسول الله(ص) قال: قال رسول الله (ص): "يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها قال قلنا يارسول الله أمن قلة بنا يومئذ قال: أنتم يومئذ كثير، ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن! قلنا: وما الوهن قال: حب الحياة وكراهية الموت!".


فالملاحظة، ان هذا الحديث صدق فيما مضى من قرون، ولكن بدأت الامة في العقود المتاخرة تخرج من هذا الوهن وتبارز الموت، بل وتعانقه عندما يعري الشباب صدورهم امام طلقات رصاص الانظمة ابان الثورات، ويلبسون الاحزمة الناسفة في مواجهتهم قوات العدو الاسرائيلي وقوات الحلف الاطلسي، لقد تغيروا لما رأووا بالموت ولادة لارواحهم ولحياة جديدة تبعث في أمتهم!
لقد غيرت الامة الوهن في نفوسها بنبذ حب الدنيا والاقبال على الموت حبا للاخرة. فكان هذا التحول هو بشائر لولادة كوكب الارض من جديد.


3. سنة الاستنصار
ثم ان تغيير ما في الذات كمقدمة لتغيير الواقع الاجتماعي، ينزع الى عدالة الدين ويحن متشوقا إلى الأئمة الصالحين والعدول، كما يصفهم التراث الديني، ويتطلع الى المخلص العالمي، الذي له حضوره العالمي في الاديان على اختلافها، الملقب بالمهدي في الاسلام، وبيسوع في المسيحية، وبدانيال في اليهودية!


بمعنى ان التغيير في النفوس يأتي في سياق التطلع الى خلاص جذري وعدت به السماء وتوارثت هذا الوعد أجيال الأبناء عن الآباء، وعاشت على أمل تحققه، فهو خلاص ذو طابع ديني مصدره القوة العظمى الخالقة للوجود.
ويتجلى ذلك بالاستنصار بالمخلص، اي طلب النصر، من خلال نداءات تصدر عن حناجر الافراد والجماعات والشعوب في عملية استغاثة، تطلب الخلاص وتبكي مسترحمة الله عز اسمه بان يمن عليها، ومستعطفة المخلص بان يستعجل خروجه ليضع حدا لمأساتها!


ان سنة الاستنصار تمثل علاقة شرطية ينص عليها قوله تعالى:"وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر"، وتقضي ان يستجيب المستنصر به للمستنصرين الذين يستصرخونه.
فبداية الاصلاح تلوح تباشيره بوجود ارادته عند الامة، استنادا لمقتضى سنة التغيير، وذلك بالتوق الى ظهور المخلص، وهو الذي يتجلى في اخذ الوسط الشيعي بسنة الاستنصار، التي يذكرها قوله تعالى: "وان استنصروكم فعليكم النصر"، اي ان طلب النصر من الامام المهدي يفرض عليه واجب النصرة.


لقد عبر الامام علي (ع) عن سنة الاستنصار عندما وصف كيف انهال المسلمون مطالبينه بالنهوض بالأمر، بعد يوم الدار الذي قتل فيه عثمان، فلم يكن له ان يتخلف عن الاستجابة بمقتضى سنة الاستنصار، وبذلك صرح:"لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر وما اخذ الله على العلماء ألا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم لالقيت حبلها على غاربها ولسقيت اخرها بكاس اولها ولالفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز".


ثم ان سنة الاستنصار هذه مارسها ايضا اهل الكوفة تجاه الامام الحسين، حيث انهالت عليه رسائل صادرة عن افراد وجماعات اهل الكوفة تستصرخه وتستنصره وتستحثه على الثورة وترهن نفسها لنصرته:"قد اينعت الثمار واخضر الجناب وانما تقدم على جند مجنده". وبلغت الكتب المرسلة تستنصره اثني عشر ألف كتاب، وخضوعا منه لسنة الاستنصار، تحرك الامام حسين ناصرا الامة التي استنصرته.


كذلك جرت سنة الاستنصار مع الامام المهدي في العقود الاخيرة وتشابه امر الامام المهدي مع امر الامام الحسين، فكما فعَّل اهل الكوفة سنة الاستنصار عندما اكثروا من الرسائل التي تطالب الامام الحسين بالخروج وتعده بالنصر، كذلك فعَّل الشيعة في العقود الاخيرة سنة الاستنصار عندما اكثروا من رسائل الاستغاثة الموجهة للامام المهدي تطالبه بالخروج من خلال مراسيم فردية تقام يوميا تعاهده على النصرة، من خلال (دعاء العهد)، وجماعية تقام في كل جمعة تنادي: "عجل على ظهورك" وتندبه في "دعاء الندبة" وتزوره من خلال "زيار آل يس". وتدعو له بالنصر وان تحظى بنصره من خلال دعاء "اللهم ادفع عن وليك .."، وتشفع استغاثتها بالعيون النازفة دمعا.


يضاف الى هذه الاستغاثات -التي تقام بشكل يومي واسبوعي غير ما يجري في المناسبات- أشكال اخرى من الاستغاثات مثل الفقهاء الذين لقبوا انفسهم بنواب الامام المهدي، وجرت الاستغاثة عبر منابر تخطب في الجماهير باسم المهدي، وتدعو له، وبقصائد تلقى من على المنصات تستنصره، وبمواكب تزحف تستصرخه: "يا ابا صالح!".
لم يقتصر الامر على الادعية والندبة والزيارات والقاء القصائد والخطب، وتسيير المواكب، بل وبلغ الاستنصار أوجه بتشكيل كتائب وجيوش باسم الإمام المهدي في ايران والعراق ولبنان وحاربت تلك الكتائب على الجبهات في البلدان الثلاث تحت شعار (يا مهدي ادركنا!).


ترتب على تفعيل سنة الاستنصار لتبلغ أوجها ان فرضت على الامام المهدي الاستجابه، كما فعل أبواه من قبل الامام علي والامام الحسين عندما تجاوبا مع الامة لما استنصرت بهما. فمع وجود شرط الاستنصار: "فان استنصروكم"، تفرض النصرة وجوبا على الإمام: "فعليكم النصر".


الخلاصة، ان الحياة خاضعة لنظام منطقي يتكون من ثنائية (الثابت/ والمتغير)، ففي الحديث عن سنة الاصلاح التي تاخذ بالتفصل من خلال سنتي تغيير النفوس والاستنصار، فان (المتغير) في المشهد التاريخي او المعاصر هي الامة بعد يوم الدار، المستنصرة بالامام علي. واهل الكوفة بعد موت معاوية المستنصرون بالامام الحسين. والمعاصرون المستنصرون بالامام المهدي.
بينما (الثابت) في كل هذه المشاهد هو الشرط المتمثل بقيام الحجة على الامام بوجود الناصر الذي فرض النصرة عليه، فقام الامام علي مناصرا لمن استنصره، وقام اﻹمام الحسين مناصرا لمن استنصره، وهاهو اﻹمام المهدي استجابة للاستنصار يقوم مناصرا لمن استنصره!


ان (الثابت) هو نصرة الإمام للأمة المستنصرة به، وعدم جواز التخلف بحال عند قيام الحجة بوجود الناصر!.
فما هي السنة التالية التي أعقبت وترتبت على سنة التغيير وسنة الاستنصار؟!


لنتابع ذلك في الحلقة القادمة ان شاء الله!

الباحث الطائي
22-06-2014, 01:55 AM
الحلقة (9)
على حافة الظهور!
هل بعث المهدي رسولا ممهدا؟




بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين




الظهور:
استنادا لمنطق السنن (2)


عرفنا فيما سبق؛ أن حركة ظهور المخلص تخضع لمفاعيل السنن، التي تنظم بثوابتها إيقاع الأحداث، وتمثل موجهاته، ويعيد التاريخ من خلالها دورته ليكون الآتي صورة للماضي، لذلك قيل: التاريخ يعيد نفسه!.


كما عرفنا؛أن سنة الإصلاح تحيلنا على سنة تغيير النفوس، وهذه الأخيرة تفرض سنة الاستنصار. معنى ذلك، أن إصلاح الأمة يفرض تغيير نفوس أفرادها تزكيةً، وتغيير النفوس يتطلب الاستنصار الذي يتجلى بأكثر من صيغة أهمها:


الأول: الاستنصار بالله، كما يقول تعالى: "إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ". "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ". مثاله ما نراه في صورة استنصار الرسول والجماعة المؤمنة في هذا المشهد: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ ۖ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)


الثاني: الاستنصار بالإمام، وقد يكون استنصارا فرديا، فيه يستغيث الفرد بالإمام، كما في المشهد القرآني: (فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ ۚ قَالَ لَهُ مُوسَى(الإمام)ٰ إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ).
وقد يصدر الاستنصار عن الملأ، حيث الجماعة تستنجد بالإمام، كما في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ).


الثالث: الاستنصار بجماعة المؤمنين، كما في قوله: "وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ". كاستنصار الفرد بالجماعة أو جماعة بجماعة أخرى.
مثال استنصار الفرد بجماعة المؤمنين استنصار المبعوث في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ)


فالبشر أفراد أو جماعات يستنصرون بالله، والله بدوره يرسل رسول يستنصرهم لتحقيق مشروع الله فيهم، ويحدث أن يستنصر البشر أفراد وجماعات بعضهم ببعض فتلك سنة الحياة.


إن سنة النصرة يمكن التدليل عليها من خلال الاستنصارات الفردية، فكثيرة تلك التجارب التي عانى فيها الأفراد من محن أخذت منهم مأخذها، ووصلوا الى شفير مهلكة، فلما استغاثوا بالإمام المهدي في لحظة صدق وإخلاص؛ تولدت من رحم المحنة والكرب ،وجدوه حاضرا وناصرا، وهذه من مسلمات التراث الشيعي التي كثرت شواهدها، قديما وحديثا، وهنا مثالا:
http://www.youtube.com/watch?v=EafL6oSm20k&feature=youtube_gdata_player


إن عبارة المخلص في قصة الدهان: "في هذه الساعة استغاث (استنصر) بي مئات من المحبين والشيعة فأريد أن أذهب إليهم وأغيثهم"، تكشف مفعول سنة الاستنصار، التي تفرض نفسها على المخلص بصورة واجب!


4/ سنة بعث الرسل:
إن سنة إرسال الرسل تكون استجابة لاستغاثة البشر أفراد أو جماعات بالله، عز اسمه، وقد تكون الاستغاثة صريحة أو ضمنية فيستجيب الله ويبعث رسله كأدلاء هادين للخروج من دركات الشقاء: الكفر والفسوق والعصيان إلى مراقي السعادة: الإسلام والإيمان والتقوى واليقين!


عن سنة إرسال الرسل يقول تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا)، (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ، إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ).


واتباعا للسنن كنظام للكون وتخلقا بأخلاق الله، عمل النبي(ص) بسنة بعث الرسل فأرسل إلى القبائل وإلى المدن، ثم إلى الممالك حول جزيرة العرب رسله مبشرين ومنذرين بالدعوة.


كما عمل الإمام علي(ع) بسنة بعث الرسل عندما أرسل رسله بعد انقلاب السقيفة- الذي فرض عليه الإقامة الجبرية- أرسلهم الى العراق التي فتحت في عصر الانقلابيين، فبعث عمار وسلمان وحذيفة بن اليمان، وابن مسعود، فحولوا العراق إلى التشيع الذي انتقل بعد ذلك إلى بلاد فارس.


وعمل الإمام الحسين بسنة بعث الرسل عندما استنصره أهل الكوفة باثني عشر ألف كتاب يعدونه فيها بالنصر!. فبعث إليهم مسلم بن عقيل رسولا، كما بعث آخر إلى أهل البصرة!


والإمام المهدي سيعتمد سنة بعث الرسل، فيرسل من يستنصر جماعة الأمة، هنا وهناك، والأحاديث تشير إلى ذلك، كما يدل على ذلك الخبر :
"يقول القائم (ع) لأصحابه: يا قوم إن أهل مكة لا يريدونني ولكني مرسل إليهم لأحتج عليهم بما ينبغي لمثلي أن يحتج عليهم. فيدعو رجلا من أصحابه فيقول له: امض إلى أهل مكة! فقل: يا أهل مكة! أنا رسول فلان إليكم وهو يقول لكم: إنا أهل بيت الرحمة، ومعدن الرسالة والخلافة، ونحن ذرية محمد وسلالة النبيين، وإنا قد ظلمنا واضطهدنا، وقهرنا وابتز منا حقنا منذ قبض نبينا إلى يومنا هذا فنحن نستنصركم فانصرونا!".


نستنتج من هذا الخبر أن الإمام المهدي يعمل بسنة بعث الرسل، الذين يبعثهم ليستنصر بهم المجتمعات المسلمة.
كما نستنتج أن ليس هذا الرسول هو الأول والأخير، الذي سيبعثه الإمام، لاسيما إذا عرفنا أن الرسول- الذي يذكره الخبر - يقتل بمجرد تفوهه بالرسالة المرسل بها، مما يعني أنه لابد أن سبقه رسل آخرون قبله يستنصرون الأمة ويستصرخونها باسمه، ولابد أن يكون أولئك الرسل أوفر حظا- من الرسول المقتول- فيحرزوا خطوات ملموسة وينجحوا في حشد قطاع من الأمة مهم لصالح ساعة الصفر.


لكن لماذا الرسل؟!
الجواب تقدمه الأصول التاريخية المحكمة التي تنسخ تشابه تجاربنا غير المنجزة؛ حيث لما استنصر اهل الكوفة الامام الحسين عندها بعث الإمام الرسل للاستنصار العكسي بغية التوثق من صدق نصرتهم له، فبعث رسولا إلى الكوفة، وآخر إلى البصرة!
فالرسول من أدواره أن يلعب دور بالون الاختبار الكاشف عن صدق زعم الجماعة بالنصرة!. فكثير ما يكون ثمة مفارقة بين القول والحقيقة، وعن ذلك يقول تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ).


ففي هذا المشهد الذي تقصه الآية نجد أن القوم طالبوا بالقتال واستعجلوه وجادلوا فيه، ولما فرض عليهم تولوا إلا قليل منهم !!
لهذا أرسل الإمام الحسين(ع) رسوله مسلم ليتوثق من وعد القوم بالنصرة، إلا أن أهل الكوفة أعطوه بطرف اللسان وعوداً! وصفقوا على يديه بيعةً! ولما جاءت لحظة الاستحقاق، تفرقوا عنه جبنا وغدرا!.


إن ممارسة الشيعة في العقود المتأخرة الاستنصار بالإمام المهدي، رد عليه الإمام باستنصارهم من خلال رسل بعثهم فيهم: "إنا رسل المهدي إليكم: ألا من ناصر ينصرنا!". ليكون نصر أو خذلان، تصديق أو تكذيب الشيعة لأولئك الرسل هو نصر أو خذلان المهدي، ليس إلا!


نستنتج؛ ان استنصار الأمة بالإمام، قد رد عليه المهدي باستنصاره الأمة، بصورة غير مباشرة، فبدل ان يظهر المخلص كاستجابة لاستنصار الامة، تظهر رسله ممهدة ومتوثقة من صدق الامة في دعواها النصرة!


لقد أرسل النبي محمد (ص) مصعب بن عمير رسولا يمهد له الأرضية في يثرب قبل أن يظهر النبي في تلك المدينة!
ولقد أرسل الامام علي(ع) سلمان وحذيفة وعمار رسله إلى العراق ممهدين قبل أن يظهر فيها.


وعن دورهم ذاك ورد في الخبر عن سليم بن قيس: "جلست إلى سلمان وأبي ذر والمقداد فجاء رجل من أهل الكوفة فجلس إليهم مسترشدا، فقال له سلمان: عليك بكتاب الله فالزمه وعلي بن أبي طالب، فإنه مع القرآن لايفارقه، فأنا أشهد أنا سمعنا رسول الله يقول: إن عليا يدور مع الحق حيث دار، وإن عليا هو الصديق والفاروق، يفرق بين الحق والباطل، قال الكوفي: فما بال القوم يسمون أبا بكر الصديق وعمر الفاروق؟! قال: نحلهما الناس اسم غيرهما كما نحلهما خلافة رسول الله وإمرة المؤمنين! لقد أمرنا رسول الله وأمرهم معنا فسلمنا جميعا على علي بإمرة المؤمنين". هذا قبس يكشف دور أولئك الرسل في تحويل العراق- الذي فتح في عصر أئمة السقيفة- إلى التشيع قبل ان تطأه قدم علي!


وبعث الإمام الحسين رسوله مسلم إلى أهل الكوفة، ليستوثق من نصرة القوم قبل أن يقدم عليهم، ويركن إلى استنصارهم!.
لقد كانت سنة بعث الرسول الممهد من السنن التي توالى العمل بها، وكذلك فعل الإمام المهدي عندما أرسل رسله الممهدين في العقود القليلة الماضية،ليسبقوا بظهورهم ظهوره الميمون، وليوطدوا له الأرضية قبل قدومه!
هذا ما يقتضيه منطق السنن، التي لا تتحول ولاتتبدل، ومعرفة هذا المنطق يحقق 95% من نسبة الوعي الضروري لإنجاح انتظار المتتظرين للمخلص، واستيعابهم لأحداث الظهور ومقدماته، وإنجاح تجاوبهم مع الرسل وعدم مناهضتهم!


ويبقى للحديث بقية!
وإلى حلقة قادمة، إن شاء الله!

الباحث الطائي
22-06-2014, 01:56 AM
الحلقة العاشرة
على حافة الظهور
هل بعث المهدي رسولاً ممهداً؟


5/ سنة التأييد بالآيات (1)


لقد اقتضت سنن الله في بعثة الرسل، ان تكون الرسالة مؤيدة بالآيات، المبرهنة على صدق الدعوة، وهذا تسجيل للحظة اجتباء موسى كرسول وتزويده بايتين يؤيد بهما رسالته: (اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ ۖ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ).


ثم من سنن الاية ان تأتي متناسبة مع خبرة الوسط المبعوث اليهم الرسول، فعلى سبيل المثال، لغلبة السحر على زمن المبعوث موسى، بعث بالعصا المنقلبة الى ثعبان، واليد التي تخرج من جيبه بيضاء، من غير سوء، ولتفوق عصر المبعوث عيسى بالطب والحكمة بعث يشفي الاكمه والابرص ويحيي الموتي ويخلق من الطين كهيئة الطير، ولتفوق زمن الرسل محمد(ص) باللغة العربية بعث بالقرآن الكريم آية فارقة بين الحق والباطل.


ولكن لماذا يؤيد الله- جل جلاله- الرسل بالآيات التي اشتهر وتفوق به اقوامهم غالبا؟
ذلك باعتبار ان اهل ذلك الوسط سوف يكونون علماء وخبراء بدرجة عالية فيما اشتهروا وتفوقوا به، يعرفون دقائقه: (وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ). لذلك عندما يأتيهم شيء في دائرة خبرتهم سوف يتعرفون عليه بأنه أمر مؤسس على السنن، التي تحكم مجال عملهم او هو خارج عنه، ولذلك يمكن ان يكتشفوا صدق المبعوث، بتفوقه على ما خبروا!.


من جهة اخرى، فان طبيعة النفوس البشرية تستكبر على ما تستصغره وتخضع وتطيع من يكبر في نفوسها ويعظم في صدورها: "خلقا مما يكبر في صدوركم". لذلك سمي القادة بالكبراء وفرض إكبارهم في النفوس طاعتهم: "إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا".*
من ههنا ندرك ان الله يريد بالآيات التي يجريها على ايدي الرسل ان تكبرهم في نفوس اقوامهم وتعظمهم في صدور أممهم فتخضع لهم وتطيعهم: "وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله"


نستنتج؛ ان بناء كبرياء رسل الله(ع) وفرض سيادتهم، وايجاب طاعتهم على الناس، تؤسسها الآيات التي تجري على يد الرسل فتدهش الأقوام، بلحظة اثبات الصلة بين الرسول والمرسل، فيكبر الرسل في النفوس، ويعظموا في الصدور!


ان مثال لسطوة الآية في الاخضاع تتجلى في وقوع السحرة -شرار خلق الارض- ساجدين مذعنين عندما تظاهرت آية العصا بانقلابها الى ثعبان مبين: "وألق السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى"!. ولم يكن ذلك إلا لما هالهم موسى بآيته وكبر في نفوسهم، كما يكشف ذلك وصف فرعون - الذي صعق للمشهد-وصفه لموسى بالكبير عندما قال: "آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر".


ثم ننتقل الى كيف ان الاية مثلت المدخل الى إيمان السحرة -كهنة فرعون- بموسى، واذا عرفنا ان (آمنتم له) فيها الايمان يأتي من الأمان والوثوق فالاية المؤيد بها الرسول يراد منها التوثق من صدقه، وان هذا التوثق يؤدي الى الاطمئنان لصدق دعواه ..
ثم ان الله -عز اسمه- هو الذي يقدر الاية التي يؤيد بها رسوله، ويحدد كفايتها، وبالتالي هو الذي يأذن بها او بالمزيد منها، وهذا يعني ان إتيان الرسول بالآية لا يفرض كونه ذا قدرة مطلقة على الاتيان بكل شيء، وانما هو بشر محدود القدرة، ومتى أذن الله اظهر الآيات على يديه، لذلك قال تعالى موصفا اسراف تصور الاقوام لقدرة الرسل:


"ٍفَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا! وَقَالُوا: لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا!!!
أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا!!!
أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا!!!
أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا!!!
أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُف!!!
ٍأَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ!!!!
وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُه!!!!
قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا!!!".


وعن اتصاف الآيات -التي يؤيد الرسول بها ابتداء- بالكافية الوافية، يقول تعالى: "وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْه آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ! قُل:ْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ، وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ، أَوَلَمْ يَكْفِهِم!ْ".


وبناء على ذلك، فالمطلوب من القوم ان ينظروا في الايات التي يؤيد بها الرسول، (ولا يعرضوا) عنها باي حال!.
وهذا يفرض نتيجة فحواها أن الاية المؤيد بها الرسول هي الاكثر (ملاءمة) لفهم القوم والاكثر دلالة على صدق الرسول، مما يجعلها وافية كافية! لاسيما وهي تصدر من رب العالمين الذي احاط بكل شيء علما وهو احكم الحاكمين!


وان عدم اكتفاء الناس بالآيات التي ابتدأت بها الدعوة، وطلب المزيد منها تتطلب الأذن من الله، حيث كما يقول تعالى: "وما كان لرسول ان يأتي بآية إلا بإذن الله". ومثال ذلك شرط عيسى جريان اياته باذن الله: "وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).


وان عدم الاكتفاء بالايات الابتدائية وطلب المزيد منها يمكن الاستجابة له بمقدار كما يدل على ذلك تاريخ الرسالات. ولكن المطالبة بالمزيد والمزيد طغيانا في محاولة لاثبات عجز الرسول او تبرير تكذيبهم له، واجهته الرسل بامرين:


اولا: بالاعراض عن تلك الدعاوي المطالِبة بالمزيد، وعن ذلك يقول تعالى: "الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىٰ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ ۗ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).


ثانيا: الاستجابة بالاتيان بالآية المطلوبة مع التوعد بالمعاقبة عليها بالعذاب المنكر حال تكذيبها، كما قال تعالى: "قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ ۖ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ، قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ ۖ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ".


ومثال للعذاب المنكر والمستئصل الذي يعقب إنكار الآيات الخاصة النازلة استجابة لطلب القوم، ما جرى مع قوم ثمود عندما طالبوا نبيهم صالح بناقة تخرج من الصخر، ثم كفروا بها وعقروها، مما ادى الى نزول العذاب الماحق لهم:"فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخاف عقباها".


نستنتج؛ ان الايات التي تؤيد بها الرسالات كدليل صدق ينبغي ان يكون الموقف منها يراعي المعطيات التالية:


اولا: أخذ الآية على محمل الجد وعدم الاستخفاف بها ..
ثانيا: امتحان دلالتها بالتعرف على مدى تعبيرها عن علم القوم وخبرتهم.
ثالثا: البحث عن مدى وفائها بالدلالة على صدق المبعوث بها.
رابعا: عدم طلب المزيد من الآيات تأدبا وتوقيرا لله والرسول وتجنبا للتعرض الى العقاب المنكر عند التكذيب بالايات الاضافية.
خامسا: اعتبار الايات المبينة مدخلا لصدق الرسول والرسالة، وداعيا الى الركون اليها مما يفتح المجال للايمان بهما.
اذا تحولنا من هذه الرؤية حول (سنة تأييد الرسل بالآيات) للنظر في أمر الامام المهدي ورسله يمكن القول:
ان الله هو (الغيب) الذي يجتبي الرسل ليتحدث على لسانهم الى الناس ويؤيد الله رسله بالايات والحجج والبينات برهانا على صدق صلتهم به.


هذا الواقع يشبه وضع الامام المهدي الغائب، لذلك يؤول المهدي بالغيب لغيابه عن الامة، يؤكد ذلك الخبر حيث سئل الامام الصادق(ع) عن قوله تعالى: "الم ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب"، من هم المتقون وما المراد بالغيب؟! قال: المتقون شيعة علي! والغيب هو الحجة الغائب!!".


وبناء على ذلك، فان (الامام) الغائب اذا بعث رسولا، لابد ان يؤيده بالايات الدالة على صدقه! كما يفعل الله في غيبه عندما يبعث رسله الى الناس، واعتمادا لمبدأ: "تخلقوا بأخلاق الله".


استنادا لهذه السنة نتوقع ان الإمام المهدي اذا بعث رسولا أيده بالآيات، التي تدل على صدق صلته به، وبالتالي لا يمكن تصور خلو دعوة رسول المهدي الغائب من آية او اكثر تثبت وتشهد له وتدفع عنه التكذيب والطعن في شخصه ودعوته، المتوقع ان يطاله!.
وهكذا نكتشف ان سنة تأييد الرسول بالآيات هو المعطى الذي يكمل بقية السنن الضرورية لتاسيس فهم واقع حركة الظهور!


والى حلقة مقبلة ان شاء الله!

منتظر العسكري
22-06-2014, 08:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية لك اخي العزيز الباحث الطائي

شكرا لك على تقديم هذا البحث المهدوي للحوار والنقاش

ولكن لم نجد الجزء الاول الى الجزء الخامس لانك بدات من الجزء السادس كما اشرت الى ذلك مشكورا

وحتى تكتمل الصورة فنحن بحاجة الى تلك الاجزاء الباقية

ولم نعرف من هو صاحب البحث او الذي كتبه

لان ذلك مهما ايضا للقراء والمتابعين

شكرا لك اخي العزيز الطائي ووفقت لكل خير

الجزائرية
22-06-2014, 09:15 PM
احسنتم اخينا الفاضل بارك الله فيكم , موضوع رائع ولنا وقفات معه

ولكن كما ذكر الاخ العسكري , ماهو مصدر الموضوع؟!!

كذلك لطفا لا امرا كبروا خط الكتابة لتتضح الكلمات اكثر ...

وفقكم الله ومتابعين .

الباحث الطائي
23-06-2014, 12:06 AM
بسمه تعالى

الاخ الاستاذ العزيز منتظر العسكري ، وجناب اختنا الفاضلة الجزائرية رعاها الله ،
السلام عليكم

اولا: اخي منتظر العسكري ، لم اضع الاجزاء الاولى للاختصار وهي لعلها لا تغير كثيرا في الفهم وسوف ابين في النقاش تفاصيل اخرى كاسم صاحب الطرح وغيره مما يفيد للتوضيح. ولكن اريد من القارئ الذكي المنتبه ان يركز على ما كتب لا من يكتب.

ثانيا: اختي الجزائرية ، اعتذر لصغر حجم الكتابة. واحيانا اواجه مسالة فنية في التكبير عندما اكتب من غير جهاز الكومبيوتر العادي. اذا تكرمتي وبالامكان فكبريه للحجم المناسب وشكرا

وسوف ادخل في النقاش مع الطرح وكما جرى بيني وبين الكاتب انقله نصا لكم فانتظرون...

الباحث الطائي
23-06-2014, 12:50 AM
بسمه تعالى

ادخل مع الاخوة المتابعين في النقاش .
طبعا بتقديري صاحب الطرح قد قدم عملا رائع مميز قليل من نوعه في تتبع سنن القران وما جرى على خط الرسالات وربطها حتى وصل الى القضية المهدوية وبين ايضا استمرار هذه السنن حسب اسس طرحه ،

وهو لا يخفى على المتابع فيه جهد كبير ومقدرة علمية لصاحب الطرح ، ولا اعلم الاسم الحقيقي لصاحبه ولكنه يستعير اسما رمزيا هو الممهدون !!!
ويظهر لي على انه حتى الاسم المستعار رابطة بمضمون الطرح المقدم. ولا يظهر او لم اجد له عمل وطروح اخرى في القضية المهدوية !!!

ولقد كان اول ما تناولته مع صاحب الطرح ما يلي ادناه:



بسم الله الرحمن الرحيم

الاخ الكريم ممهدون - السلام عليكم

اقتبس المقطع التالي ادناه من منتصف الحلقة 9 اعلاه في هذا الطرح \ البحث :


والإمام المهدي سيعتمد سنة بعث الرسل، فيرسل من يستنصر جماعة الأمة، هنا وهناك، والأحاديث تشير إلى ذلك، كما يدل على ذلك الخبر :
"يقول القائم (ع) لأصحابه: يا قوم إن أهل مكة لا يريدونني ولكني مرسل إليهم لأحتج عليهم بما ينبغي لمثلي أن يحتج عليهم. فيدعو رجلا من أصحابه فيقول له: امض إلى أهل مكة! فقل: يا أهل مكة! أنا رسول فلان إليكم وهو يقول لكم: إنا أهل بيت الرحمة، ومعدن الرسالة والخلافة، ونحن ذرية محمد وسلالة النبيين، وإنا قد ظلمنا واضطهدنا، وقهرنا وابتز منا حقنا منذ قبض نبينا إلى يومنا هذا فنحن نستنصركم فانصرونا!".


نستنتج من هذا الخبر أن الإمام المهدي يعمل بسنة بعث الرسل، الذين يبعثهم ليستنصر بهم المجتمعات المسلمة.
كما نستنتج أن ليس هذا الرسول هو الأول والأخير، الذي سيبعثه الإمام، لاسيما إذا عرفنا أن الرسول- الذي يذكره الخبر - يقتل بمجرد تفوهه بالرسالة المرسل بها، مما يعني أنه لابد أن سبقه رسل آخرون قبله يستنصرون الأمة ويستصرخونها باسمه، ولابد أن يكون أولئك الرسل أوفر حظا- من الرسول المقتول- فيحرزوا خطوات ملموسة وينجحوا في حشد قطاع من الأمة مهم لصالح ساعة الصفر.


--------------------------


واقول : اولا - هل هذا الموضوع هو من نتاجكم الفكري في القضية المهدوية - ام هو منقول من جهة اخرى غيركم ( لو تفضلتم بذكرها مشكورين ) .

ثانيا - جهد متميز وفكر عميق لمن يطلع عليه في فهم القضية المهدوية بالعموم من ظاهر الطرح .

ثالثا - المقطع الذي اقتبسته اعلاه والذي فيه يقول صاحب الطرح : بانّ الامام الحجة ع سيعتمد سنة بعث الرسل , مع وضع الدليل الروائي في كيفية بعثه النفس الزكية لاهل مكة قبل خروجه في العاشر من محرم ب 15 يوما وان اهل مكة سوف يقتلون هذا السفير \ الرسول .*
ولحد هذا لا اشكال وهو مفهوم . . . ولكن الاستشكال يظهر عندي ( اذا صح الفهم من المقصد ) في الاستنتاج الذي بعده والذي يقول فيه ان هذا الرسول ( النفس الزكية ) ليس الاول والاخير وإنّ بقية الرُسُل اوفر حظا من المقتول ويحرزون خطوات ملموسة في حشد تاييد الامة المنتظرة .
فهل : هنا تقصدون بقية الرسل المذكورين سيكونون حسب تصوركم في هذا الطرح قبل الظهور ( 1 ) ام بعده وفي المرحلة ما بين ظهوره ع وبين خروجه في محرم .

وشكرا

-----------
( 1 ) : اقصد بالظهور هنا حادثة الصيحة الجبرائيلية في ليلة ال 23 شهر رمضان والتي يعلن بها ظهور الامام الحجة ع - وتنكسر غيبته الكبرى وتبدأ ملحمة الظهور حتى ياتي يوم خروجه \ القيام الثوري والعلني التام في شهر محرم التالي بعد يوم الظهور السابق .

*
*
*

فجائنا الجواب من الممهدون كما هو ادناه:

اخي الكريم الباحث الطائي*
عليكم السلام و رحمة الله وبركاته
اولاً
نعم انه من إنتاجي و اذا أحببتم الاطلاع على مدونتي الخاصة سأرسل لكم رسالة خاصة برابط المدونة انشاء الله*

ثانيا*


اشكر تعليقك الطيب اخي الكريم

ثالثاً ردا على سؤالكم

هناك سؤال محدد تقصد بالرسل الذين يسبقون ظهوره ... والجواب هو نعم*

نقصد بالرسل الذين يسبقون ظهوره و الذي يعتبر ظهورهم كسراً للغيبة الصغرى و دخول في الظهور الأصغر، باعتبار الرسل سيكونون نوابه فيمهدوا للظهور الاكبر كما مهد النواب السابقين للغيبة الكبرى و مثلت مرحلتهم غيبة صغرى !

اتمنى قد وضحت الفكرة، و ارحب بأي إستفسارات أخرى

*
*
*

فكان ردي على جواب الممهدون صاحب الطرح ما يلي ادناه:


بسمه تعالى

الاخ الكريم الممهدون المحترم
شكرا على جوابكم .

ولو انه اعتقد كنتم تقصدون من الرسل الممهدون لظهور الامام الحجة ع في ردكم السابق - بهم تكسر الغيبة الكبرى لا الصغرى ويتحقق بهم الظهور الاصغر قبيل الظهور الاكبر العلني التام بخروج / قيام الامام ع بثورته المباركة في العاشر من محرم .


ولكن يبقى لي بعد جوابكم السابق اشكال معين بخصوص الطرح في هذه الحيثية
وهو انّ مسالة الرسل الممهدون للظهور وإنْ يمكن لكم استخراجها كسنة قرانية وتاريخية تحققية في حياة الامم ولكن هنا في محل تطبيقها في القضية المهدوية تحتاج الى ليس فقط الاستدلال العام بل ايضا ما يمكن ان يدعمه من رواية تحدده . وكذالك مما لدينا من روايات تخصصه في ضرفيته الواقعية زمن الظهور*

وبتوضيح اكثر : نحن نعلم من الرواية أنّ الامام الحجة ع في غيبته الكبرى الان . وأنّه لا سفير / واسطة بينه وبين القاعدة الشيعية . وان هذا الامر سوف يستمر حتى وقته المعلوم الذي حدده الامام بشرطي ( خروج السفياني والصيحة ) كما ورد في اخر رسالة صدرة عنه الى سفيره الاخير

ويترتب عليه وفق هذا؛ أنّ تحقق عنوان السفارة والتي هي في محل طرحكم التي توصفوها بالرسول الممهد للظهور سيكون بعد تحقق الشرطين السابقين وهما خروج السفياني والصيحة .
وطبعا هذا يعني به انكسار الغيبة الكبرى والدخول عمليا بالظهور الاصغر . من خلال من يثبت انه له نوع اتصال بالامام ع في حينه .*

لذالك اقول هل ان طرحكم وفهمكم موافق لهذه المسالة المهمة التي عرضناها ام لا .

فاذا كانت نعم - فهذا الرسول سيكون بعد خروج السفياني والصيحة اذا كان له نوع اتصال ماباشر وياخذ من الامام ع . ولقد بينت الروايات مثاله في النفس الزكية رسول الامام لاهل مكة وهو من الحتميات المؤكدة . ولعله هناك غيره والامر مرهون بثبوته في وقته المحدد المستحصل من الروايات .

واما اذا كان لا - وان الرسول يسبق وقت خروج السفياني والصيحة . فاذا كان رسول عام من حيث تكليفه الشرعي بالاعداد للظهور من غير تلقي مباشر من الامام فلا ضير بالفكرة .
واذا كان ذالك بادعاء انه رسول من الامام ع وياخذ منه مباشرتا فهنا ندخل في اشكالية مع ما صدر من توقيت امكانية المشاهدة / السفارة .

وشكرا

*
*
*

فكان جواب الممهدون على استشكال الباحث الطائي ما يلي ادناه :

أخي الكريم الباحث الطائي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد علمنا الرسول بالقول: "العقل اصل ديني"،" كونوا نقاد الحديث".
ما تستندون اليه من توقيع ليس ثابت لا سندا ولا متنا عند اهل التحقيق.، باعتبار كيف ان اعداد العدة لتحرير الارض من كل نظمها السياسية يمكن ان يتم من دون اعداد مسبق ، منطق العقل يأبى ذلك! فلو اخذنا بالتوقيع المشار اليه فان ليس بين السفياني والصيحة الا ثلاثة اشهر من خروج الامام، فكيف يمكن الاعداد والتمهيد لتحرير الارض بثلاثة اشهر!

********

الى هنا انتهى النقاش مع صاحب الطرح الممهدون فيما يتعلق بالحلقة 6 - 10
ولقد كان رده الاخير المختصر فيه تثبيت يحول فهمنا ويؤسس لفهم وطرح جديد في فهم القضية المهدوية

مما استدعاني هذا الامر الى ان اتصل واطلب من الشيخ الهاد المساعدة في التحقق الدقيق من قضية رواية/ توقيع الامام فلحجة ع من خلال سفيره الاخير والتي هي مشهورة ومتعلقها كما جاء في بعضها " فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فكذبوه" .

الى هنا نتوقف قليلا ونعود لعله نكمل لاحقا هنا بعض المطالب او ندخل مع الممهدون في بقية الاجزاء الباقية وما جرى من نقاش يوضح الامر الذي كنا نخشاه

وللاخوة الان ان يعرضوا رايهم او استفساراتهم اذا كان هناك حاجة
وشكرا

منتظر العسكري
23-06-2014, 03:20 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية لك اخي العزيز الطائي

الرجل صاحب البحث ادعى معرفته بالتاويل اي تاويل الروايات وانه قادر على ذلك بدليل كتابة البحث على هذا الاساس وهو ما اطلق عليه الفهم بالدراية وليس بالرواية من خلال اعتماده على مبدا الثابت والمتغير في السنن
واتهم العلماء بانهم ليسوا بفقهاء بل ادعياء للفقه وانهم ليس لديهم اي فهم لقضية الامام المهدي او سواها لايجاد حلول لتلك القضايا كما جاء في قوله :


""وبفقد الفقه والفقيه غاب الاسلام الا اسمه وافتقد القران الا رسمه! لذلك لا يتوقع من ادعياء الفقه من اصحاب الرأي- في اخر الزمان- ان يقدموا فهما لقضية الظهور او سواها من قضايا!""



وهنا يتضح لنا الى ماذا يرمي اليه الكاتب من نسف علوم المراجع وسماهم بالادعياء ................

الرجل صاحب البحث ادعى بان الامام المهدي ارسل رسلا في العقود الماضية
المفترض ان يعرفنا من خلال بحثه بهؤلاء الرسل ومن هم هؤلاء رسل الامام المهدي الذين ارسلهم ونحن عنهم غافلون
كما ادعى ان الرسل لابد ان يؤيدوا بايات او على الاقل اية ليوضح لنا الكاتب ماهي الايات التي جاء بها هؤلاء الرسل الذين جزم بان الامام ارسلهم لنا في العقود الماضية حيث يقول :

""لقد كانت سنة بعث الرسول الممهد من السنن التي توالى العمل بها، وكذلك فعل الإمام المهدي عندما أرسل رسله الممهدين في العقود القليلة الماضية، ليسبقوا بظهورهم ظهوره الميمون، وليوطدوا له الأرضية قبل قدومه!""


الكاتب يجزم باننا في زمن الظهور الاصغر بدليل ارسال الرسل من قبل الامام المهدي كما يقول في بحثه او تعليقه على سؤالك الكريم

السؤال :
ما هو دليله على اننا اليوم في زمن الظهور الاصغر كما اطلق عليه الكاتب هذا الوصف.....؟



اتمنى ان يجيب على هذه الاسئلة
وشكرا

منتظر العسكري
23-06-2014, 03:39 AM
ولنا وقفة اخرى بل وقفات مع الكاتب حول بحثه الذي سار فيه وفق منهجية اكاديمية صرفة حاول ان يطعمها ببعض الاستنتاجات البسيطة
وخاصة عندما اخطأ في عنوان البحث وسماه بحافة الظهور ولكن نجده في البحث يقول نحن في زمن الظهورالاصغر بدليل ارسال الرسل في العقود الماضية
فكيف نكون في الحافة ونحن اصلا في الظهور الاصغر

وهل الظهور الاصغر هو حافة للظهور الاكبر ام هو مقدمة له لان الحافة ليست مقدمة للشيء ........؟؟

يبدو انه حاول اختيار العنوان الغريب عن المتداول ليجذب القارئ اليه من خلال هذا المصطلح الجديد المغري ولكنه وقع في الخطأ دون ان يشعر عندما جزم اننا اليوم في زمن الظهور وليس حافته كما يدعي في العنوان

منتظر العسكري
23-06-2014, 04:04 AM
سؤال الى الكاتب:

وبعد ان تحقق الظهور الاصغر , كما يدعي الكاتب في بحثه ونحن اليوم نعيش عصر الظهور الاصغر الذي يتحدث عنه
هل يستطيع ان يحدد لنا العلامات التي حصل فيها البداء والتي ذكرت في الروايات ولم تحصل لحد الان ...؟

ام ان كل العلامات قد تحققت ولم يحصل فيها البداء .....؟

سؤال اخر:

هل ان تقليد المراجع انتهى بعد ارسال الرسل من قبل الامام كما يدعي في بحثه ونحن في زمن الظهور الاصغر ......؟؟

وما هو الموقف الشرعي للمقلدين اليوم بعد ان حصل الظهور الاصغر ...............؟

ماهو موقفنا من العلماء والمراجع ونحن اليوم في زمن الظهور الاصغر .....؟

هل نقول لهم كفى...! لاتخدعونا اكثر من ذلك فقد حصل الظهور الاصغر وجاء ت لنا الرسل فهاتوا برهانكم يا مراجع ويا علماء ان كنتم صادقون ..؟؟

هل ينصحنا الكاتب بان نترك تقليد المراجع والعلماء ام نستمر عليه بعد هذه الحجة البالغة باعتبار ان الكاتب لديه علم التاويل للروايا ت الشريفة
ونحن بحاجة الى من يعلمنا ذلك لان العلم قد رفع وان ادعياء الفقه العلماء لاحول لهم ولاقوة من فهم القضية المهدوية ولا اي قضية اخرى ..؟؟

اسئلة كثيرة عندنا و انتظر الجواب من الكاتب ولدينا غيرها ان شاء الله تعالى

منتظر العسكري
23-06-2014, 04:27 AM
سؤال الى الكاتب:

لقد ابهرني الكاتب في بحثه واعجبني اسلوبه الرائع في تبسيط الافكار ولكن وقفت حائرا امام هذا المقطع من البحث:


ان تراث اهل البيت المتعلق بالظهور، ونتيجة لافتقاد منهج الاستنباط الاصيل المعنون ب (التأويل) قاد الى التعاطي مع النصوص والروايات بصورة ظاهرية، ولذلك أسيء فهمها وجهلت رمزيتها، وغابت وجوهها وتفاصيلها فافتقد الفقه الذي يقوم على تصريف الوجوه، الذي وصفه الصادق بالقول:

"انتم أفقه الناس اذا عرفتم معاريض كلامنا ان كلامنا ليتصرف على وجوه"، او "على سبعين وجها".




هل يستطيع الكاتب ان يحدد لنا من هم الذين يعرفون معاريض كلام الائمة المعصومين في زمن الغيبة ......؟

ومن هم اليوم في زمن الغيبة من لديهم علم التاويل ..........؟؟

لان الامام الصادق روحي فداه يقول :

انتم افقه الناس اذا عرفتم معاريض كلامنا

اذن لابد هناك من هو افقه الناس في زمن الغيبة يعرفون معاريض الكلام في الروايات ,

فمن هم هؤلاء المقصودون بكلام الامام الصادق عليه السلام .........؟؟

منتظر العسكري
23-06-2014, 04:40 AM
(إِنَّ اللّهَ مُبتَلِيكُم بِنَهَرٍ)

عن الصادق عليه‌السلام قال :

«إنّ أصحاب طالوت ابتلوا بالنهر .. وإنّ أصحاب
القائم عليه‌ السلام يبتلون بمثل ذلك»
....................................


سؤال الى الكاتب باعتباره يفهم رمزية الروايات الشريفة كما يدعي في بحثه :

ما هذا النهر الذي سوف يبتلي به اصحاب القائم عليه السلام.....؟

واين سوف يقع الابتلاء في ارض العراق ام في الحجاز ام في الشام ...؟

وما المقصود هنا بالنهر هل هو نهر حقيقي ام هو شي اخر يرمز به الى النهر .......؟

وماذ تعني كلمة" يبتلون بمثل ذلك" كما جاء في ذيل الرواية الشريفة .؟؟

انتظر الجواب من الاخ الكاتب لاهميته

منتظر العسكري
23-06-2014, 04:41 AM
اعتذر عن الاطالة والاسهاب في الاسئلة وقد اخذت اكثر من مساحة حصتي المقررة في التعليق والرد على الموضوع ولكن الموضوع يحتاج الى ذلك حقا

شكرا لكم وشكرا للاخ العزيز الطائي

الباحث الطائي
23-06-2014, 07:55 AM
بسمه تعالى وبحمده

اخي العزيز منتظر العسكري
السلام عليكم . شكر وتقدير كبيرين على وقفتكم العلمية الدقيقة على الطرح
وهذا الذي كنت ارجوه واتوسمه في مثل جنابكم الكريم . ولعله لو طرحت الموضوع بشكل عام منقول دون اشارة او تنبيه ولو بسيطة لمر على الكثير ومر عليه الكثير من المتابعين دون العلم بما خُفي فيه الا القليل .

وهذا بالعموم ليس نقصا او عيبا في كثير من المطالعين لان بعض الطروح المشكوك فيها او التي تنحرف عن الصواب اذا كانت من قلم مقتدر متمكن فمن الصعب تمييزها .
على كل حال نحمد الله الذي وفقنا لهذا وبقية الاخوة المؤمنون ممن يشارك في التدقيق .

ونكمل لاحق بعض الامور والباب مفتوح لبقية الاخوة لاي مشاركة هنا .

الباحث الطائي
23-06-2014, 08:19 AM
بسمه تعالى . كاشف الحق فالق الفلق

نكمل للاخوة ما يفيد النقض \ الاستشكال على طرح الممهدون

وبعد ان طعن صاحب الطرح وضعّف رواية ( فمن ادعى المشاهدة ... الخ ) والتي هي مرتكز اساسي في الفهم المهدوي وفي حيثيات مهمة اخرى متعلقة بها والتي كانت ضرورية بالنسبة لطرحه ان يلغيها من طريقه لانه اسس على خلافها ومن غير نقضها لا يتم مطلبه من الاساس .

لذالك كانت خطوتنا التالية هي ان يكون الجواب على نقضه علمي قطعي فيها . وبعد ان بين لنا الاخ الشيخ الهاد وفقه الله - في القسم المهدوي من منتديات انا شيعي العالمية تحقيقا مفصلا عن الرواية محل الذكر كما طلبنا منه .
وكان التحقيق كما ادناه :

قال الشيخ الصدوق (في كتابه كمال الدين : 516، باب التوقيعات) :
حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المكتب قال : كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ علي بن محمد السمري قدس الله روحه فحضرته قبل وفاته بأيام ، فأخرج إلى الناس توقيعا نسخته :
بسم الله الرحمن الرحيم ..
يا علي بن محمد السمري، أعظم الله أجر إخوانك فيك ؛ فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام ، فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة الثانية ، فلا ظهور إلاّ بعد إذن الله عز وجل ..؛ وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب ، وامتلاء الأرض جورا ، وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة ، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة، فهو كاذب مفتر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

السؤال : هل إسناده صحيح أم ضعيف؟!!!
الجواب : إسناده مختلف فيه ، بيان ذلك ..
اختلف علماء النقد والرجال في الحسن بن أحمد المكتب رضوان الله عليه الذي لم يوثقه أحد، على أقوال ثلاثة ..

القول الأول -وقد قال به جماعة من علمائنا- : إنّه ثقة ؛ والحجّة فيه أنّ الشيخ الصدوق ترحّم عليه ، وجهبذ جليل مثل الشيخ الصدوق لا يترحّم أو يرتضى على أحد ليس بثقة، بل في أعلى درجات الوثاقة ؛ يدل عليه أنّ الرتحم ليس عادة مطردة عند الصدوق، وإنما يفعل ذلك مع الأجلاء فقط فيما يشهد التتبع ؛ إذ جلّ من ترحم عليهم أو ترضى عنهم ثقات أجلاء .
والإسناد بناء على هذا صحيح بنفسه.

القول الثاني -وقد قال به غير واحد من علمائنا-: إنّه ممدوح مدحاً معتدا به ، والحجة فيه ترحّم الصدوق ؛ فالترحم وإن كان مدحاً معتداً به ، إلاّ أنّه لا يفيد التوثيق .
والإسناد بناء على هذا حسن بنفسه ، ليس صحيحاً ؛ أي أقل رتبة من الصحيح ، والحسن حجّة كالصحيح .

القول الثالث -وقد قال به غير واحد من علمائنا-: إنّ المكتّب مجهول الحال ، صرّح بذلك السيّد الخوئي وغير واحد ، والحجّة فيه أنّ المكتب لم يوثقه أحد ، كما أنّ الترحم أو الترضي ليس مدحاً معتداً به ، فضلاً عن دعوى إفادته الوثاقة .
والإسناد بناء على هذا، ضعيف لا تقوم به حجّة .

سؤال : هل يمكن تصحيح الإسناد بالقرائن الخارجيّة ؟!!!
الجواب : نعم ، والقرينة هي الإنجبار بالشهرة ، قال ذلك بعض علمائنا؛ فالإسناد على فرض ضعفه منجبر بعمل مشهور العلماء ، القدماء والمتأخرين ؛ فهذا المشهور عمل بالحديث واحتج به كما هو واضح لمن عنده أدنى تتبع .

الزبدة : الإسناد جيّد ، إما بنفسه وإمّا بالانجبار ، وإمّا بهما معاً ، فعلى كل الفروض هو حجّة على الأظهر الأقوى .

دلالة : من ادعى المشاهدة فكذبوه !!!
فيه قولان :
الأول -قال به بعض علمائنا وهم الأقل- : الحديث نص على كذب من ادعى مشاهدة الإمام المهدي صلوات الله عليه في الغيبة الكبرى .

القول الثاني -قال به مشهور علمائنا-: لا بدّ من تأويل الحديث ، وقد أوله مشهور العلماء ، بمن ادّعى المشاهدة والنيابة ، سواء أكانت النيابة كليّة كنيابة السفراء الأربعة رضي الله عنهم ، أو جزئيّة ، كأن يدعي المشاهد أنّ الإمام أمر بكذا ونهى عن كذا...؛ فالمشاهدة بهذا المعنى كذب ، ومدّعيها كذّاب .
أما المشاهدة المجرّدة عن النيابة بقسميهما ، فلا مانع منها شرعاً أو عقلاً ، والغرض من هذه المشاهدة التشريف والتبرك و...، خالية من أي تشريع.

لماذا اللابدّيّة في تأويل الحديث وترك ظاهره؟!!!.
أجمع العلماء سنة وشيعة على ضرورة تأويل النصوص إذا خالفت القطع واليقين ؛ وفيما نحن فيه -كما قال المشهور- قطع وجزم ويقين ، فلقد تواترت الأخبار في أنّ جماعات كثيرة من صالحي الشيعة قد رأوا الإمام عليه السلام ، وفي هذا أخبار متواترة ، يقطع العقل -عادةً- بمنع أن يكون كل هؤلاء قد تواطؤوا على هذا كذباً وزوراً ، فتعين التأويل ..

هل منكر المشاهدة ضال مبتدع ؟!!!.
قلت أنا الهاد : كلاّ ثمّ كلاّ باتفاق أصحابنا ؛ إذ المشاهدة وعدمها ، ليست من أصول عقائدنا ، وإنّما هي اجتهاديّة ، لا شيء على من أنكرها إجماعاً وقولاً واحداً ، غاية الأمر -فيما يقول أهل المشاهدة- هو خطأ في الاجتهاد .

الزبدة : إسناد حديث المشاهدة جيّد حسن على الأشهر الأظهر الأقوى، ومن قال إنّه صحيح لم يشطط، وفي المقابل هو ضعيف على بعض المباني ؛ لجهالة راويه ، والقائل بهذا المبنى قليل .
والحديث -على الأصح- مؤول عند المشهور بمن ادعى النيابة والأمر والنهي، لا مجرد المشاهدة التبركيّة التشريفيّة ، وهو الأقوى ؛ لتواتر من رآه عليه السلام

-------

اذن وكما تبين لنا ان الرواية لا يمكن نقضها وتضعيفها كما ادعى صاحب الطرح واعتبر ان السند والمتن غير ثابت وعلل ذالك بالمنطق المعترض على الفهم السائد وهذا اصلا لا علاقة له بثبوت السند والرواية من جهة - ومن جهة اخرى فان المنطق بالنسبة لبعض الامور قد لا يكون دائما ملتفتا لكل الحيثيات الممكنة فهو قرينة وليس دليل قطعي . فتامل .

الى هنا انهي ما عندي تقريبا من اعتراض على الطرح وكما بيناه للاخوة وكذالك ما اجاد به قلم وفكر الاستاذ منتظر العسكري رعاه الله .

وسوف نعرض في موضوع جديد بقية الاجزاء الباقية من طرح الممهدون وهي 11 - 16
وسيكون لنا فيها استشكال وامور جديدة
ولكن يبقى الباب لبقية الاخوة مفتوح لاي اضافة او تعليق . والسلام عليكم