المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة من امير المؤمنين صلوات الله عليه أما بعد ، فقد بلغني عنك قول هو لك وعليك. . .


شذى القرآن
26-06-2014, 05:26 PM
بسمه تعالى

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

والعن اعدائهم الى ما بعد يوم الدين





رسالة من امير المؤمنين صلوات الله عليه أما بعد ، فقد بلغني عنك قول هو لك وعليك . .





( منقول )





( الرسالة ) صياغة فنيّة خاصة ، تُوجّه إلى شخصيّة ذات طابع مسئول ، وإن موضوعها ـ من الغالب ـ ( محدّد ) ، يخصّ نمط المسئولية التي يضطلع بها المسئول التي تُوجّه الرسالة إليه ، وقد تتسع حيناً إلى آفاق متنوِّعة تتناول مختلف الموضوعات :

على نحو ما نلحظه من رسالة

الإمام علي ( صلوات الله عليه)

إلى ( الأشتر )



مثلاً




، بالقياس إلى الرسائل التي تتناول موضوعاً محدّداً ، مثل رسالته

( صلوات الله عليه )



إلى أُمراء الجيش









، فيما تحوم على موضوعات عسكرية خاصة

والمهم أنها تتناول ( موضوعاً محدداً ) ، موجهاً إلى ( مسؤول ) ، مصوغاً بشكل فنّي. . .




من رسالة للإمام عليّ ( صلوات الله عليه ) إلى أحد عمّاله ، عندما بلغه تراخيه من حمل الناس على الجهاد







:

(أما بعد ، فقد بلغني عنك قول هو لك وعليك . فإذا قَدِم رسولي عليك فارفع ذيلك ، واشدد مئزرك ، واخرج من جُحْرِك ، واندب من معك . فإن حقّقت فانفذ ، وإنْ تَفَشَّلْت فابعد . وايّم الله لَتُوتيّن حيث أنت ، ولا تُترك حتى يُخلط زبدُك بخاثرك ، وذائبك بجامدك ، وحتى تعجل في قعدتك وتحذر من أمامك كحذرك من خلفك)






الرسالة تتناول الحث على الجهاد كما هو واضح ، وتتناول نتائجه إيجاباً أو سلباً ، من خلال لغة ( العامل ) المُرسَل إليه .




ونلاحظ بشغف الصياغة الجمالية للرسالة . فبالرغم من أنها تتناول عملية

( حثٍّ )




يتطلّب مجرّد التعبير المباشر ، أي غير المصوغ فنّيّاً ، إلاّ أنَّه

( صلوات الله عليه )



اتّجه إلى التعبير غير المباشر ، فارتكن إلى عنصر ( الصورة ) أو ( الرمز ) ، حتى ينفذ بدلالاتها إلى ما هو أكثر استثارةً للنفوس!!!




.

إننا لو وقفنا عند الصورة ( الاستمرارية ) ، أي الصورة التي تتركَّب من جملة صور متتابعة ، ونعني بها صورة




( فارفع ذيلك ، واشدد مئزرك ، واخرج من حجرك )

، ومثلها صورة

( حتى يُخلط زبدُك بخاثرك ، وذائبك بجامدك )





، للحظنا أن تينك الصورتين تتحدَّثان عن موقفين لـ ( الصراع ) ، لابدَّ أن يختار ( العامل ) أحدهما :




فإما أن ينهض إلى الجهاد

، وإمّا أن يتراخى عن ذلك






. وفي الحالتين تتّجه ( الرسالة ) إلى التعبير بـ ( الصورة ) في تجسيد الصراع المذكور ،



وترسم نتائجه من خلال كلٍّ من الحثّ أو الابتعاد عن الساحة .

ولعل أبراز ( الصراع ) ـ في أشدّ حالاته ـ جسّدته الصورةُ الاستمرارية المتصلةُ ، بخلط الزبد بالخاثر والذائب بالجامد!!!!؟




.

وأحسبُ ـ من الزاوية الفنيّة ـ أن تجسيد ( الصراع ) لا يمكن أن تبلوره ـ من حيث العمليات النفسية والشدائد التي يواجهها الشخص ـ بصورة أشدّ عمقاً ووضوحاً من ( الصورة الفنية ) التي رسمها

الإمام ( صلوات الله عليه )

في هذا الصدد .




فبالرغم من أن هذه ( الصورة ) تبدو وكأنها ( مألوفة ) زمن التشريع ، وأعني بها صورة ( اختلاط خاثر السَّمن برقيقه ) ، حيث إذا أُوقدت النار لتصفيته يحترق ، وإن تُرك بقِيَ كدِراً ...




بالرغم من أن التجربة المذكورة تخص بيئةً محدّدة ، إلاّ أنها تتجاوز ذلك إلى مطلق الزمن ، فتوحي ـ كما هو شأن الصورة الفنية الناجحة ـ بمطلق التجارب التي يخلتط فيها ما هو ( خاثر ) بما هو ( رقيق ) ، سواء أكان سَمناً أم غيره ، بخاصة أن الصورة المتقدّمة أردفها

الإمام ( صلوات الله عليه )



بصورة أُخرى هي :






( اختلاط الذائب بالجامد )





فهذه الأخيرة لم تُصَغْ لمجرّد التكرار

بل لتكملة أبعاد الصورة الأُولى :




حتى يتبلور لدى القارئ مفهوم الصورة بأوضح أطرافها :






بصفة أن كل ( ذائب ) ، مهما كان ، حينما يخلط بما هو ( جامد ) لا يأخذ سمة ( الاستقرار ) ،

ممّا يوحي بامتداد عملية

( الصراع ) النفسي الذي ألمح

امير المؤمنين ( صلوات الله عليه )

إليه.. .

am-jana
26-06-2014, 11:40 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

احسنتم -- جزاكم الله خيرا