اصالة بغداد
30-06-2014, 06:31 PM
http://www.non14.net/filestorage/contentfiles/2014/06_14/300614125751_140_1.jpg
أثار تجمع مواطنين حول امرأة تبكي بالقرب من كراج النهضة ببغداد، انتباه أبو فواز المالكي من أهالي البصرة الذي جاء لاداء زيارة المقدسات بالعاصمة، وقرر معرفة سبب ذلك التجمع الغريب.
وما ان حادثها حتى اتضح ان "أم عمر" أرملة من الموصل، انقطع بها السبل حال وصولها بغداد يوم سقوط محافظتها بيد داعش، وتعجز عن العودة إلى دارها وبناتها الثلاث، وذلك لامتناع السائقين من الذهاب للموصل خشية تعرضهم للقتل على يد مسلحي التنظيم الإرهابي.
ابو فواز المالكي الذي اطرق برأسه نحو الأرض لم يتمالك نفسه واجهش بالبكاء وانهارت دموعه، وتخيل انها شقيقته التي دفع بها القدر الى هذا الموقف العصيب، وماهي الا لحظات حتى مسح دموعه ورفع رأسه ونظر إليها بعيون محمرة، ماسكاً شاربه بيده، وقال (شاربي ما أبقيه اذا ما أوصلك للموصل حتى لو اموت لكن لن تبقين تبكين بباب الكراج).
كانت تلك الكلمات، كالماء البارد على صدر "ام عمر" التي دب فيها الروح من جديد، ومن بهجتها اتصلت عبر هاتفها ببناتها الثلاث وقالت (جائني الفرج كما اخبرتكم).
ويحدث علي حطاب المالكي – ابو فواز، من اهالي قضاء القرنة، راديو المربد قائلا "اتفقت مع سائق سيارة اجرة (تكسي) شجاع على الذهاب للموصل، وعلى مبلغ الاجرة وتكفلي بدفع مبلغ السيارة كاملاً حال تعرضت الى ضرر او تسليب على يد المسلحين، كما واتفقنا ان نوكل امرنا جميعا الى الله حال تعرضنا الى القتل".
ويضيف ابو فواز، "كان الطريق الى الموصل مملوء بالمخاطر، فبعد انتهاء سيطرات الجيش أوقفتنا سيطرات مسلحين تبين انهم متطوعين من الاهالي لحماية مدنهم، وبين توقفات هناك وهناك على مشارف الموصل دامت ساعات حلّ علينا منتصف الليل في قضاء مخمور الذي يسيطر عليه قوات البيشمركة الذي تمكن السائق من التكلم معهم بلغتهم كونه من اهل كركوك".
ويتابع المالكي بالقول "اتصلت حينها بصديق لي في الموصل واحضر معه شبابا رافقونا الى منطقة (الحي العربي) الذي تسكنه "ام عمر"، وبعد ان وصلنا دارها بكل اعجوبه والتقت بناتها في موقف لايصدق، قررنا ان تترك الحي الذي يعد خطراً عليها وننتقل الى منطقة (وادي حجر) لانها أكثر أمانا، حيث بقيت هناك حتى اليوم الثاني".
ويلفت ابو فواز، ان "اقربائها وكبار عشيرتها (بني حمدان) الذين التقوني قالوا ان شخصك الشيعي وموقفك الشجاع لن ننساه لانك حميت بنتا لنا من دواعش يدعون انهم احرص على ابناء السنة من خطر الشيعة، وهو موقف يدفعنا للوقوف بوجه داعش واخراجهم من الموصل".
ويختتم قوله "لا انسى موقفي ذلك اليوم وانا استبدل ملابسي في الطريق والبس الزي الكردي تارة والملابس العربية تارة اخرى للتناسب وطبيعة المناطق التي نعبرها، لكن ذلك أسفر عن علاقة طيبه مع عشيرة الحمداني واهالي الموصل، ولا زلنا نتواصل مع بعض في علاقة طيبة نشأت من حرصنا على أعراضنا وحب الوطن وبعضنا البعض".
بدورها، ام عمر الحمداني، فتقول لراديو المربد انها "قررت الصيام الى وجه الله حتى عودة ابو فواز الى اهله سالما، وذلك لموقفه الذي ينم عن غيرة وأخوة عراقية اصيلة يحاول البعض تشوشيها بمصالح خاصة وبمسميات طائفية".
حيدر الجزائري
أثار تجمع مواطنين حول امرأة تبكي بالقرب من كراج النهضة ببغداد، انتباه أبو فواز المالكي من أهالي البصرة الذي جاء لاداء زيارة المقدسات بالعاصمة، وقرر معرفة سبب ذلك التجمع الغريب.
وما ان حادثها حتى اتضح ان "أم عمر" أرملة من الموصل، انقطع بها السبل حال وصولها بغداد يوم سقوط محافظتها بيد داعش، وتعجز عن العودة إلى دارها وبناتها الثلاث، وذلك لامتناع السائقين من الذهاب للموصل خشية تعرضهم للقتل على يد مسلحي التنظيم الإرهابي.
ابو فواز المالكي الذي اطرق برأسه نحو الأرض لم يتمالك نفسه واجهش بالبكاء وانهارت دموعه، وتخيل انها شقيقته التي دفع بها القدر الى هذا الموقف العصيب، وماهي الا لحظات حتى مسح دموعه ورفع رأسه ونظر إليها بعيون محمرة، ماسكاً شاربه بيده، وقال (شاربي ما أبقيه اذا ما أوصلك للموصل حتى لو اموت لكن لن تبقين تبكين بباب الكراج).
كانت تلك الكلمات، كالماء البارد على صدر "ام عمر" التي دب فيها الروح من جديد، ومن بهجتها اتصلت عبر هاتفها ببناتها الثلاث وقالت (جائني الفرج كما اخبرتكم).
ويحدث علي حطاب المالكي – ابو فواز، من اهالي قضاء القرنة، راديو المربد قائلا "اتفقت مع سائق سيارة اجرة (تكسي) شجاع على الذهاب للموصل، وعلى مبلغ الاجرة وتكفلي بدفع مبلغ السيارة كاملاً حال تعرضت الى ضرر او تسليب على يد المسلحين، كما واتفقنا ان نوكل امرنا جميعا الى الله حال تعرضنا الى القتل".
ويضيف ابو فواز، "كان الطريق الى الموصل مملوء بالمخاطر، فبعد انتهاء سيطرات الجيش أوقفتنا سيطرات مسلحين تبين انهم متطوعين من الاهالي لحماية مدنهم، وبين توقفات هناك وهناك على مشارف الموصل دامت ساعات حلّ علينا منتصف الليل في قضاء مخمور الذي يسيطر عليه قوات البيشمركة الذي تمكن السائق من التكلم معهم بلغتهم كونه من اهل كركوك".
ويتابع المالكي بالقول "اتصلت حينها بصديق لي في الموصل واحضر معه شبابا رافقونا الى منطقة (الحي العربي) الذي تسكنه "ام عمر"، وبعد ان وصلنا دارها بكل اعجوبه والتقت بناتها في موقف لايصدق، قررنا ان تترك الحي الذي يعد خطراً عليها وننتقل الى منطقة (وادي حجر) لانها أكثر أمانا، حيث بقيت هناك حتى اليوم الثاني".
ويلفت ابو فواز، ان "اقربائها وكبار عشيرتها (بني حمدان) الذين التقوني قالوا ان شخصك الشيعي وموقفك الشجاع لن ننساه لانك حميت بنتا لنا من دواعش يدعون انهم احرص على ابناء السنة من خطر الشيعة، وهو موقف يدفعنا للوقوف بوجه داعش واخراجهم من الموصل".
ويختتم قوله "لا انسى موقفي ذلك اليوم وانا استبدل ملابسي في الطريق والبس الزي الكردي تارة والملابس العربية تارة اخرى للتناسب وطبيعة المناطق التي نعبرها، لكن ذلك أسفر عن علاقة طيبه مع عشيرة الحمداني واهالي الموصل، ولا زلنا نتواصل مع بعض في علاقة طيبة نشأت من حرصنا على أعراضنا وحب الوطن وبعضنا البعض".
بدورها، ام عمر الحمداني، فتقول لراديو المربد انها "قررت الصيام الى وجه الله حتى عودة ابو فواز الى اهله سالما، وذلك لموقفه الذي ينم عن غيرة وأخوة عراقية اصيلة يحاول البعض تشوشيها بمصالح خاصة وبمسميات طائفية".
حيدر الجزائري