الزينبيه-14
02-07-2014, 02:45 AM
إيران تعطي بدو الأعراب وأسيادهم درسا في العلوم السياسية
من قلم : موسى الرضا
قامت الثورة في العراق. انتشر تنظيم داعش وتمدد على مساحة ثلث البلاد. سارعت السعودية الى الشماتة بنوري المالكي معتبرة ما حصل بأنه (ثورة سنيّة). أعلنت البحرين سرورها. أبدت الكويت مخاوفها. احتفل البرزاني بقرب إعلان دولته المستقلة على أنقاض العراق الذبيح. فرح الإرهابيون وبيئاتهم الحاضنة في كل من لبنان وسوريا. صمت الأردن بانتظار توجيهات جديدة تأتي عبر الأثير من الإدارة الأمريكية. تابعت إسرائيل ما يجري بفرح مكتوم وتربص مريب. أما حماس فتلقفت التطورات العراقية بفرح معلن وسرور كبير. سبحان الله أخيرا وجدت إسرائيل مع حماس مساحة مشتركة للفرح والسرور.
في أميركا وعلى الرغم من معاهدة الدفاع المشترك بين العراق والولايات المتحدة فقد سارع الرئيس باراك أوباما إلى تحميل رئيس الوزراء نوري المالكي وزر ما يتعرض له العراق نافيا أي نية للتدخل عسكريا لمصلحة الحكومة المركزية في بغداد.
كان الانطباع الأول لدى أميركا وأذنابها أن الفخ قد اكتمل وأن الدخول الإيراني فيه بات قدرا مقدورا. لم يكن هناك من شك لدى أي من هؤلاء أن إيران لن تقف متفرجة على المالكي وهو يلاقي مصيره المحتوم بل أن التقديرات الاستخبارية التحليلية القائمة على علمي حساب الاحتمال الرياضي وردات الأفعال الشعورية والنفسية ذهبت الى أبعد من ذلك حين توقعت تورطا عسكريا إيرانيا قد يؤدي إلى حرب خليج جديدة ولكن هذه المرة بقوات مصرية وباكستانية وبدعم وتمويل من البحرين والسعودية ورعاية أميركية أوروبية.
فجأة أطل سماحة الإمام القائد السيد علي الخامنئي الحسيني دام ظلّه الوارف لكي يضع النقاط على الحروف :
لن يكون هناك تدخلا عسكريا في العراق لا من إيران ولا من غيرها
لا عودة للقوات الاميريكية الى العراق مهما كانت الذرائع
أهل العراق ومعهم مرجعية النجف الأشرف لديهم من الوعي ما يكفي لحل الأزمة وتجاوز المحنة
في اليوم التالي وخلافا للتوقعات الميدانية أو لأي ضرورات حربية انسحب الجيش العراقي من كل من عانة ومن راوة العراقيتين تاركا المجال للمجاميع التكفيرية كي تملأ الفراغ حتى الحدود السعودية – الأردنية.
صارت داعش على الأبواب. صار البغدادي بالنسبة لعبد الله الأردني وسميّه السعودي الجار الذي يدعى له قبل الدار.
انبهر السلفيون وبيئاتهم الحاضنة في الزرقاء ونجد بانجازات داعش العسكرية فبدءوا يجاهرون بولائهم لها رغم القبضة الأمنية في كل من الأردن والسعودية. انتقلت الحكومة السعودية من الشماتة الى الرهبة والخشية. شعر ملك الأردن بأن وجوده ككيان ودولة صار على فالق الزلزال العراقي المدمر. جاء كيري على عجل لحصر الأضرار ومنع الانفجار بعدما انقلب السحر على الساحر وصار الفخ الذي صنع لايران سيفا مصلتا على اميريكا وأذنابها في المنطقة.
بنقلة شطرنج واحدة ودون أن تخسر جنديا واحدا قلبت إيران المعادلات السياسية والعسكرية رأسا على عقب.
فبدلا من أن تتورط عسكريا في العراق لمكافحة داعش المجرمة و تقويض مجاميعها الارهابية وبالتالي تحقيق حلم السعودية واسرائيل في اندلاع حرب سنية - شيعية مع ما يترتب على ذلك من خسائر بشرية وإعطاء الذرائع لأميركا والمخلفين من الأعراب للتباكي عبر الفضائيات العربية المأجورة وإقامة عزاء دائم وعلى الهواء مباشرة عن حقوق أهل السنّة ومظلومية أهل السنّة وخسائر أهل السنّة على أيدي الفرس الصفويين, سحبت إيران العريقة بساطها المغزول بالصبر والدهاء من تحت خيام البدو المعسكرين وأسيادهم الأمريكيين المتربصين.
وهكذا يا سادة يا كرام تركت داعش وجها لوجه مع رعاتها وأرباب نعمتها لكي تسقيهم من بعض كؤوس المرارات التي أعدّوها لإيران ومحور المقاومة من العراق الى وسوريا ولبنان.
فانشغلت دولة البغدادي بالنهب والسلب والتقاتل مع النقشبنديين السنّة وفلول البعث البائد. وانشغلت السعودية السنية بالنار الواصلة الى أسوارها الضعيفة الرخوة. في حين حشد الأردن السني قواته بعدما استولى التكفيريون على معبر طريبيل الحدودي.
صارت الدولة الإسلامية في العراق والشام كيانا سرطانيا سنيّا يهدد مجتمعه السني ومحيطه السني ويمتد ناشرا خطره الداهم من جرابلس على الحدود التركية السورية عبر الأنبار العراقية ثم على طول الحدود الأردنية السعودية.
الآن تغيرت اللهجة الأميركية. صار من أولى أولويات أوباما وخدّامه العرب والأتراك مكافحة داعش ومجاميعها الإرهابية المتفلّتة والمنفلتة من ربقة الحسابات البدوية الأطلسية .
أحلام برزاني في دولة كردية مستقلة رد عليها كيري بتجاهل مطلق حمل في طياته نوعا من التهديد الضمني: إن لم تمشوا في حل تشكيل حكومة عراقية مركزية فنحن لا نضمن لكم بقاء كردستان العراق خارج دائرة اللهب المتدحرج.
بناء على ما تقدّم فسوف تكون المعركة قي المدى المنظور بين داعش وبيئتها ( السنية) الحاضنة في كل من العراق ومحيطه الإقليمي باستثناء الكويت المحظوظة بوجود أغلبية شيعية في الجنوب تحول بينها وبين داعش وشرورها.
وسوف يندم منظروا الدم ومشعلو العصبيات الطائفية الذين ملؤوا الفضائيات صراخا وعويلا حول مظلومية أهل السنة وحقوق أهل السنة بعد أن أدركوا بالتجربة المرّة أن السعودية قد استخدمتهم ثم رمتهم ليلاقوا مصيرهم الأسود وأن نار نوري المالكي الشيعي أفضل بما لا يقاس من جنّة أبو بكر البغدادي السني.
http://www.arabtimes.com/portal/arti...rticleID=35723
من قلم : موسى الرضا
قامت الثورة في العراق. انتشر تنظيم داعش وتمدد على مساحة ثلث البلاد. سارعت السعودية الى الشماتة بنوري المالكي معتبرة ما حصل بأنه (ثورة سنيّة). أعلنت البحرين سرورها. أبدت الكويت مخاوفها. احتفل البرزاني بقرب إعلان دولته المستقلة على أنقاض العراق الذبيح. فرح الإرهابيون وبيئاتهم الحاضنة في كل من لبنان وسوريا. صمت الأردن بانتظار توجيهات جديدة تأتي عبر الأثير من الإدارة الأمريكية. تابعت إسرائيل ما يجري بفرح مكتوم وتربص مريب. أما حماس فتلقفت التطورات العراقية بفرح معلن وسرور كبير. سبحان الله أخيرا وجدت إسرائيل مع حماس مساحة مشتركة للفرح والسرور.
في أميركا وعلى الرغم من معاهدة الدفاع المشترك بين العراق والولايات المتحدة فقد سارع الرئيس باراك أوباما إلى تحميل رئيس الوزراء نوري المالكي وزر ما يتعرض له العراق نافيا أي نية للتدخل عسكريا لمصلحة الحكومة المركزية في بغداد.
كان الانطباع الأول لدى أميركا وأذنابها أن الفخ قد اكتمل وأن الدخول الإيراني فيه بات قدرا مقدورا. لم يكن هناك من شك لدى أي من هؤلاء أن إيران لن تقف متفرجة على المالكي وهو يلاقي مصيره المحتوم بل أن التقديرات الاستخبارية التحليلية القائمة على علمي حساب الاحتمال الرياضي وردات الأفعال الشعورية والنفسية ذهبت الى أبعد من ذلك حين توقعت تورطا عسكريا إيرانيا قد يؤدي إلى حرب خليج جديدة ولكن هذه المرة بقوات مصرية وباكستانية وبدعم وتمويل من البحرين والسعودية ورعاية أميركية أوروبية.
فجأة أطل سماحة الإمام القائد السيد علي الخامنئي الحسيني دام ظلّه الوارف لكي يضع النقاط على الحروف :
لن يكون هناك تدخلا عسكريا في العراق لا من إيران ولا من غيرها
لا عودة للقوات الاميريكية الى العراق مهما كانت الذرائع
أهل العراق ومعهم مرجعية النجف الأشرف لديهم من الوعي ما يكفي لحل الأزمة وتجاوز المحنة
في اليوم التالي وخلافا للتوقعات الميدانية أو لأي ضرورات حربية انسحب الجيش العراقي من كل من عانة ومن راوة العراقيتين تاركا المجال للمجاميع التكفيرية كي تملأ الفراغ حتى الحدود السعودية – الأردنية.
صارت داعش على الأبواب. صار البغدادي بالنسبة لعبد الله الأردني وسميّه السعودي الجار الذي يدعى له قبل الدار.
انبهر السلفيون وبيئاتهم الحاضنة في الزرقاء ونجد بانجازات داعش العسكرية فبدءوا يجاهرون بولائهم لها رغم القبضة الأمنية في كل من الأردن والسعودية. انتقلت الحكومة السعودية من الشماتة الى الرهبة والخشية. شعر ملك الأردن بأن وجوده ككيان ودولة صار على فالق الزلزال العراقي المدمر. جاء كيري على عجل لحصر الأضرار ومنع الانفجار بعدما انقلب السحر على الساحر وصار الفخ الذي صنع لايران سيفا مصلتا على اميريكا وأذنابها في المنطقة.
بنقلة شطرنج واحدة ودون أن تخسر جنديا واحدا قلبت إيران المعادلات السياسية والعسكرية رأسا على عقب.
فبدلا من أن تتورط عسكريا في العراق لمكافحة داعش المجرمة و تقويض مجاميعها الارهابية وبالتالي تحقيق حلم السعودية واسرائيل في اندلاع حرب سنية - شيعية مع ما يترتب على ذلك من خسائر بشرية وإعطاء الذرائع لأميركا والمخلفين من الأعراب للتباكي عبر الفضائيات العربية المأجورة وإقامة عزاء دائم وعلى الهواء مباشرة عن حقوق أهل السنّة ومظلومية أهل السنّة وخسائر أهل السنّة على أيدي الفرس الصفويين, سحبت إيران العريقة بساطها المغزول بالصبر والدهاء من تحت خيام البدو المعسكرين وأسيادهم الأمريكيين المتربصين.
وهكذا يا سادة يا كرام تركت داعش وجها لوجه مع رعاتها وأرباب نعمتها لكي تسقيهم من بعض كؤوس المرارات التي أعدّوها لإيران ومحور المقاومة من العراق الى وسوريا ولبنان.
فانشغلت دولة البغدادي بالنهب والسلب والتقاتل مع النقشبنديين السنّة وفلول البعث البائد. وانشغلت السعودية السنية بالنار الواصلة الى أسوارها الضعيفة الرخوة. في حين حشد الأردن السني قواته بعدما استولى التكفيريون على معبر طريبيل الحدودي.
صارت الدولة الإسلامية في العراق والشام كيانا سرطانيا سنيّا يهدد مجتمعه السني ومحيطه السني ويمتد ناشرا خطره الداهم من جرابلس على الحدود التركية السورية عبر الأنبار العراقية ثم على طول الحدود الأردنية السعودية.
الآن تغيرت اللهجة الأميركية. صار من أولى أولويات أوباما وخدّامه العرب والأتراك مكافحة داعش ومجاميعها الإرهابية المتفلّتة والمنفلتة من ربقة الحسابات البدوية الأطلسية .
أحلام برزاني في دولة كردية مستقلة رد عليها كيري بتجاهل مطلق حمل في طياته نوعا من التهديد الضمني: إن لم تمشوا في حل تشكيل حكومة عراقية مركزية فنحن لا نضمن لكم بقاء كردستان العراق خارج دائرة اللهب المتدحرج.
بناء على ما تقدّم فسوف تكون المعركة قي المدى المنظور بين داعش وبيئتها ( السنية) الحاضنة في كل من العراق ومحيطه الإقليمي باستثناء الكويت المحظوظة بوجود أغلبية شيعية في الجنوب تحول بينها وبين داعش وشرورها.
وسوف يندم منظروا الدم ومشعلو العصبيات الطائفية الذين ملؤوا الفضائيات صراخا وعويلا حول مظلومية أهل السنة وحقوق أهل السنة بعد أن أدركوا بالتجربة المرّة أن السعودية قد استخدمتهم ثم رمتهم ليلاقوا مصيرهم الأسود وأن نار نوري المالكي الشيعي أفضل بما لا يقاس من جنّة أبو بكر البغدادي السني.
http://www.arabtimes.com/portal/arti...rticleID=35723