المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأنتظار . . والدعاء بتعجيل الفرج . .


شذى القرآن
08-07-2014, 12:07 AM
بسمه تعالى

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

المعصومين











الصبر على البلاء وانتظار الفرج










من أهم تكاليفنا في زمان الغيبة هو انتظار الفرج وهو من أعظم العبادات كما جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام عن رسول الله أنه قال: (أفضل العبادة انتظار الفرج)




، وعنه أيضاً قال: (أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج)






ولكن ما معنى انتظار الفرج المذكور في الأحاديث الشريفة؟؟؟؟؟؟







نحن نعلم أن المرء إذا كان ينتظر قدوم ضيوف أعزاء عليه فإنه يهيأ نفسه لهم بلبس أحسن الملابس والتطيب بأفخر أنواع الطيب وغير ذلك من تنظيف البيت وتهيئة الطعام والشراب والضيافة وما ينبغي تقديمه للضيوف الأعزاء، وكذلك المزارع الذي ينوي زراعة شجر ما وينتظر الحصول منه على أفضل الثمار فإنه يهيئ الأرض بحرثها وتسميدها وما يتطلب الزراعة من أمور قبل قيامه بعملية الزرع المنشودة.





إذاً انتظار الفرج يتطلب منا عمل ما يتوجب علينا القيام به، وليس القعود في البيت فقط وانتظار خروج الإمام المهدي المنتظر عليه السلام كما يتوهم البعض، ولانتظار الفرج عدة معاني :ا






الانتظار القلبي: بمعنى تهيئة النفس لقدوم الإمام المهدي وتوقع الظهور في أي وقت وبالتالي التسليم المطلق للإمام في حال ظهوره والاستعداد الكامل لتطبيق عدل الإمام على الشخص نفسه وتجهيز النفس لنصرته والجهاد بين يديه.






المساهمة الفعالة: أي المساهمة في إيجاد شرائط الظهور (التي ذكرناها سابقاً) والعمل لأجل خروج الإمام بالتمهيد لذلك قدر الاستطاعة كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من الأعمال الصالحة.






إصلاح الشخص نفسه: أي الالتزام الكامل بتطبيق الأحكام الشرعية في سائر العلاقات والمعاملات والعبادات.





الصبر على المحن والبلاء: حيث أن عصر الغيبة الكبرى يتميز بتعاظم الجور والظلم والفساد بشكل ملحوظ.





لذلك جاء الكثير من الأحاديث التي تؤكد على مبدأ الصبر وتحث عليه وخصوصاً في زمن الغيبة وتتحدث عن عظم أجر الصابرين كما في الأحاديث التالية.





عن الرسول قال: (إن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عملكم)





وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: (وانتظار الفرج بالصبر).)





وعن الرضا عليه السلام قال: (ما أحسن الصبر وانتظار الفرج، أما سمعت قول الله عز وجل

(وارتقبوا إني معكم رقيب)

وقوله (فانتظروا إني معكم من المنتظرين)

فعليكم بالصبر فإنما يجيء الفرج على اليأس).)







فالمؤمن المترقب لفرج إمامه المنتظر يلاقي صعوبات كثيرة لتكذيب الناس له بوجود هذا الإمام المغيب، كما يلاقي صعوبات كثيرة لقيامه بواجباته الرسالية بعكس ذلك الشخص الجالس في بيته يتفرج وكأن الأمر لا يعنيه بشيء.






وعن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: (يوم ندعوا كل أناس بإمامهم)

( فقال:

(يا فضيل اعرف إمامك فإنك إذا عرفت إمامك لم يضرك تقدم هذا الأمر أو تأخر، ومن عرف إمامه ثم مات قبل أن يقوم صاحب هذا الأمر كان بمنزلة من كان قاعداً في عسكره.. لا بل بمنزلة من قعد تحت لوائه)









الدعاء للإمام المهدي عليه السلام والدعاء بتعجيل الفرج






كما أن الإمام الحجة لا ينسانا من ذكره لنا في توجهه إلى الله ويشملنا ببركة دعائه المقدس كما أسلفنا في هذا الكتاب، فلذلك ينبغي لنا نحن أيضاً في المقابل أن ندعو له عليه السلام، ويتوجب علينا أن نلجأ إلى الله تعالى ونطلب منه سبحانه أن يحفظ إمامنا المغيب من شر شياطين الجن والإنس وأن يعجل فرجه وينصره على أعدائه من الكفار والجبابرة المتكبرين وأن يسهل مخرجه ويجعلنا من أنصاره وأعوانه والمستشهدين بين يديه.






ومن ذلك الدعاء المعروف (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا).)






ولعل البعض يعترض بالقول ما فائدة دعائنا للإمام المهدي عليه السلام وهو الإمام المعصوم والمحفوظ من قبل الله، وهو بالتالي مستجاب الدعوة عكسنا نحن العصاة المذنبون المفتقدين لأهلية استجابة الدعاء؟؟؟؟؟؟؟.








والجواب: نحن مأمورون بالدعاء للإمام كما جاء ذلك في كثير من الروايات عن أهل البيت عليهم السلام و ذلك من أجل بقاء الصلة والرابطة مع الإمام ولعل لذلك أيضاً آثاراً أخرى نحن لا نعلمها.

فعن يونس بن عبد الرحمن قال: أن الرضا عليه السلام كان يأمر بالدعاء لصاحب الأمر بهذا الدعاء: (اللهم ادفع عن وليك وخليفتك وحجتك على خلقك ولسانك المعبر عنك بإذنك الناطق بحكمتك وعينك الناظرة في بريتك وشاهدك على عبادك الجحجاح المجاهد العائذ بك العابد عندك،..... الخ).)






ومن ذلك أيضاً قول الله سبحانه وتعالى: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).)





فنحن مأمورون إذاً بالدعاء للنبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته والصلاة عليهم وليس لأحد ما أن يعترض بالقول إذا كان الله تعالى مصلياً عليهم فلا فائدة لصلاتنا عليهم أو لدعائنا هذا لهم عليهم السلام.











يقول السيد ابن طاووس الحسني (رض) بهذا الخصوص:



(فإياك ثم إياك أن تقدم نفسك أو أحداً من الخلائق في الولاء والدعاء له بأبلغ الإمكان وأحضر قلبك ولسانك في الدعاء لذلك المولى العظيم الشأن، وإياك أن تعتقد أنني قلت هذا لأنه محتاج إلى دعائك هيهات هيهات..!

إن اعتقدت هذا فإنك مريض في اعتقادك وولائك، بل إنما قلت هذا لما عرفتك من حقه العظيم عليك وإحسانه الجسيم إليك، ولأنك إذا دعوت له قبل الدعاء لنفسك ولمن يعز عليك كان أقرب إلى أن يفتح الله جل جلاله أبواب الإجابة بين يديك لأن أبواب قبول الدعوات قد غلقّتها أيها العبد بأغلاق الجنايات.

فإذا دعوت لهذا المولى الخاص عند مالك الأحياء والأموات يوشك أن يفتح أبواب الإجابة لأجله فتدخل أنت في الدعاء لنفسك ولمن تدعو له في زمرة فضله وتتسع رحمة الله جل جلاله لك وكرمه عنايته بك لتعلقك في الدعاء بحبله).)














ولقد ذكر آية الله الحاج ميرزا محمد تقي الموسوي الأصفهاني بعض الفوائد الحاصلة عند الدعاء للإمام المهدي عليه السلام وهي كالتالي:):












أنه سبب للحصول على شفاعة الرسول وشفاعة صاحب الأمر إدخال السرور على الإمام الحجة عليه السلام.

أنه موجب لدعاء صاحب الأمر للداعي.

تحصيل ثواب الدعاء وثواب النصرة للإمام.

التعظيم لله بإظهار المحبة للإمام والولاء له.

أنه موجب لدفع البلاء عن الداعي في زمن غيبة الإمام.

أنه نوع من أداء حقه على المؤمنين.









ومن الواجب علينا أيضاً في زمان الغيبة هذا الذي نعيش فيه الدعاء بتعجيل فرج إمامنا المهدي عليه السلام أرواحنا فداه وأن نطلب من الله تعالى أن يجعلنا من أنصاره عليه السلام ومؤيديه كما جاء في التوقيع الشريف للإمام المهدي عليه السلام الذي خرج على يد محمد بن عثمان العمري:





(وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم).)









وجاء عن الإمام الصادق عليه السلام في حديث له عن بني إسرائيل حيث قال: (فلما طال على بني إسرائيل العذاب ضجوا وبكوا إلى الله أربعين صباحاً، فأوحى الله إلى موسى وهارون يخلصهم من فرعون فحط عنهم سبعين ومائة سنة، ثم قال عليه السلام هكذا أنتم لو فعلتم لفرج الله عنا فأما إذا لم تكونوا فإن الأمر ينتهي إلى منتهاه).)









كما ينبغي لنا الدعاء والطلب من الله الثبات على ولاية أهل البيت عليهم السلام والطلب من الله معرفة الإمام المهدي عليه السلام حق معرفته لأن هذا الأمر لا يتم لنا ولا يمكننا الحصول عليه إلا بتوفيقه ومعونته سبحانه وتعالى..

الجزائرية
08-07-2014, 02:32 AM
اللهم صلِ على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف ..

احسنتِ كثيرا اختي الفاضلة تفاصيل مهمة ودقيقة ينبغي الاطلاع عليها ..

بالتوفيق .

شذى القرآن
10-07-2014, 11:55 AM
احسن الله اليكم اختي الكريمة. .