هارون المكي
17-07-2014, 03:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وال محمد
من كتاب
رايات الهدى والضلال في عصر الظهورالشيخ مهدي الفتلاوي
يتناول علامات ظهور المهدي المنتظر (عجل الله فرجه)
الدولة العباسية في عصر الظهور
تحكم الدولة العباسية المجتمع العراقي باسم الاسلام، في دورها التاريخي المتجدد في آخر الزمان، و هي من اخطر دول الضلال و راياته المعادية للاسلام المحمدي الاصيل، لانها ولادة مخطط دولي تآمري على الامة، يراد منه ان تكون الكيان الاسلامي السياسي البديل، عن دولة الموطئين في بلاد ايران.
و اعتذر سلفا من القراء الكرام عن عدم التفصيل حول هذه الدولة الدينية المزيفة، لأنني افردت لها دراسة مستقلة و مفصلة، و هي في طريق الإعداد و الإخراج ان شاء الله تعالى.
رايتان للعباسيين
وردت احاديث نبوية صريحة بظهور رايتين للعباسيين، الاولى تستهدف إسقاط دولة بني اميّة، و الثانية في آخر الزمان تستهدف إسقاط دولة الموطئين. و الرايتان موصوفتان بالضلال، و هذه بعض الاحاديث الدالة عليهما:
روى ثوبان مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم انه قال: (("ان لبني العباس رايتين، اعلاها كفر و مركزها ضلالة، فان ادركتها فلا تضل"))* 1 .
و عن عبد الله الليثي قال(("تخرج لبني العباس رايتان، احداهما اولها نصر و اخرها وزر، لا ينصرونها لا نصرها الله، و الاخرى اولها وزر و اخرها نصر، لا ينصرونها لا نصرها الله"))2 .
1) مجمع الزوائد 5 / 344 كنز العمال 11 / 160 .
2 ) الفتن/ 120 .
و عن ابي امامة الباهلي قال: (("ستخرج رايتان من قبل المشرق لبني العباس، اولها مثبور و اخرها مبتور، لا تنصروهم لا نصرهم الله، فمن مشى تحت راية من راياتهم، ادخله الله تعالى يوم القيامة نار جهنم. . "))*1 .
و سأل ابن الفضيل الامام الباقر (ع) فقال له: جعلت فداك بلغنا ان لآل جعفر راية، و لآل العباس رايتين، فهل انتهى اليك من علم ذلك شيء ؟ فقال له: "اما آل جعفر فليس بشيء و لا الى شيء، و اما آل العباس فإن لهم ملكا مبطئا يقربون فيه البعيد و يباعدون فيه القريب، و سلطانهم عسر ليس فيه يسر. . "* 2 .
و هذه الاحاديث تنص بصراحة و وضوح على ظهور رايتين للعباسيين، و الواقع التاريخي للامة دليل على ظهور رايتهم الاولى التي حكمت العالم الاسلامي بعد اسقاطها للدولة الاموية، اما رايتهم الثانية فتاريخ عصر الظهور كفيل بتحديد زمن ظهورها.
عودة الحكم العباسي
لم تقتصر الاحاديث المروية عن النبي و اهل بيته عليهم السلام، على ذكر رايتين للعباسيين ستحكمان في التاريخ، بل تعرضت ايضا لتحديد تاريخ ظهور الراية الثانية في آخر الزمان ففي رواية علي بن حمزة عن الامام موسى بن جعفر (ع) قال: "ملك بني العباس مكر و خدع، يذهب حتى لم يبق منه شيء، ثم يتجدد حتى يقال ما مر به شيء"* 3 .
و في رواية ابن مسعود عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم انه قال لعمه العباس"لن تذهب الدنيا، حتى يملك من ولدك في آخر الزمان، عند انقطاع دولتهم، و هو الثامن عشر، يكون معه فتنة عمياء صماء، يقتل من كل عشرة الاف تسعة الاف و تسعمائة، لا ينجو منها الا اليسير، يكون قتالهم بموضع في العراق"قال: فبكى العباس، فقال رسول الله صلّى اللّه عليه و سلّم: "و لا يهتمون للاخرة"* 4 .
1 ) مجمع الزوائد 5 / 44 كنز العمال 11 /حديث 31035
2 ) تفسير العياشي 2 / 121 .
3 ) الغيبة للنعماني 302 .
4 ) مجمع الزوائد 5 / 188 .
و هاتان الروايتان تدلان على نهاية الدولة العباسية و سقوطها بعد دورتها الاولى، ثم عودتها من جديد الى الحكم و التاريخ. . و تختلف الرواية الاولى عن الثانية، في كونها تصرّح بذهاب الحكم العباسي بعد نهاية دورته الاولى، و عودته مرة اخرى من جديد الى الحياة، و كأنه لم يعرف من قبل، بينما الرواية الثانية تحدد تاريخ عودته مرة ثانية الى الحكم في آخر الزمان، بعد نهاية دورته الاولى بفترة طويلة من الزمن، ربما تعد بالقرون كما توحي بذلك الكلمات النبوية"حتى يملك من ولدك في آخر الزمان عند انقطاع دولتهم".
و في هذه الرواية خمس علامات للدولة العباسية المتجددة في عصر الظهور.
اولا: ان يقودها الثامن عشر من طواغيت بني العباس الكبار البارزين، الذين يحكمون من بداية دولتهم الاولى الى نهاية دولتهم الثانية.
ثانيا: ان تقع في عصره فتنة عمياء صماء تعم الامة كلها.
ثالثا: ان يقتل في هذه الفتنة من كل عشرة تسعة و لا ينجو الا اليسير.
رابعا: ان يكون مكان القتال في هذه الفتنة بموضع في العراق، و هو حسب روايات أهل البيت بين الحيرة و الكوفة.
خامسا: ان من صفات بني العباس البارزة في عصر الظهور، انهم لا شأن لهم بالدين و الاخلاق و لا يهتمون للآخرة، و ان كان حكمهم قائم على اساس ديني باسم الاسلام، و هذه هي صفة مشتركة للحكام العباسيين في دولتهم الاولى و الثانية.عودتهم من المحتومالمحتوم هو القضاء الالهي المبرم الذي لا يرد و لا يبدّل، قال الله تعالى:*"كٰانَ عَلىٰ رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا"* مريم/ 71
و استخدمت كلمة المحتوم بكثرة في روايات علامات الظهور، حتى اعتبرت من المصطلحات الخاصة بالثقافة المهدوية.
و قسم العلماء علامات الظهور الى قسمين
(العلامات البعيدة) و هي التي تقع قبل اليوم الموعود بسنين طويلة قد تمتد الى مئات القرون
(و العلامات القريبة) و هي التي تقع قبل الظهور بفترة قريبة جدا، و المحتوم من العلامات القريبة، بل كل العلامات المحتومة تقع في عصر الظهور، لعدم استخدام الروايات لكلمة المحتوم في العلامات البعيدة اطلاقا.
و من العلامات المحتومة التي تقع في سنة الظهور، الاختلاف و الصراع السياسي و الدموي على الحكم بين اركان الدولة العباسية، و هذا ما صرحت به اكثر من خمس عشرة رواية أكتفي هنا بذكر روايتين منها:عن الحلبي قال: سمعت ابا عبد الله الامام الصادق (ع) يقول: " اختلاف بني العباس من المحتوم، و النداء من المحتوم، و خروج القائم من المحتوم"* روضة الكافي/ 31 البحار 52 / 305
و عن ابي حمزة الثمالي قال: قلت لابي عبد الله (ع) ان ابا جعفر (ع) كان يقول: "ان خروج السفياني من الامر المحتوم"فقال لي:"نعم و اختلاف ولد العباس من المحتوم، و قتل النفس الزكية من المحتوم، و خروج القائم من المحتوم" كمال الدين/ 652 .
و سنقف في الموضوعات القادمة على مزيد من الروايات، فيها تفصيل و توضيح اكثر حول حقيقة الصراع العباسي على الحكم في عصر الظهور، كما تبيّن تدخل القوات السفيانية و الخراسانية لحسم الصراع العباسي على السلطة، و اصطدام جيوشهما داخل الاراضي العراقية، مما يؤكد ان هذا الاختلاف من علامات سنة الظهور، و هو غير الاختلاف التاريخي الذي وقع بين خلفاء بني العباس في دولتهم الاولى. .
صفات القادة العباسيين
نقل عن الامام علي (ع) رواية مفصلة يصف فيها اخلاق قائد الثورة العباسية في عصر الظهور هذا نصها:"((لا تقوم القيامة حتى تفقأ عين الدنيا و تظهر الحمرة في السماء، و تلك دموع حملة العرش على اهل الارض، حتى تظهر فيهم عصابة لا خلاق لهم، تظهر في سواد الكوفة، يقدمهم رجل أسود اللون و القلب، رث الدين لا خلاق له، مهجن زنيم عتلّ تداولته ايدي العواهر من الامهات. . . "))الغيبة للنعماني 147 .
و روي عن الامام الصادق (ع) أنه قال: (("كأني بالسفياني او بصاحب السفياني، قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة، فنادى مناديه: من جاء برأس شيعة علي فله الف درهم، فيثب الجار على جاره و يقول: هذا منهم، فيضرب عنقه و يأخذ الف درهم، اما ان امارتكم يومئذ لا تكون الا لأولاد البغايا، كأني انظر الى صاحب البرقع! فقالوا له: و من صاحب البرقع؟ ، قال: رجل منكم يقول بقولكم، يلبس البرقع فيحوشكم فيعرفكم و لا تعرفونه، فيغمز بكم رجلا رجلا، اما انه لا يكون الا ابن بغي")) الغيبة للطوسي/ 273 .
هذه هي حقيقة العباسيين الاخلاقية، حكام العراق في عصر الظهور، انهم من اصلاب اولاد البغايا، و ارحام العواهر من الامهات، لا يتطهر من رذائلهم حتى قائد ثورتهم، الذي يتقدمهم في القيادة و الحكم، بل هو قدوتهم في سواد قلبه و عدم اهتمامه بالاخرة، لأنه من اصل خبيث عتل زنيم رث الدين و الاخلاق تداولته ايدي العواهر من الأمهات.ان الحكم الذي تقوده جماعات من أولاد البغايا،من الطبيعي ان يكون قائما على اساس «الغش والالتباس» كما وصفه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و على «المكر و الكذب و الخداع» ، كما وصفه الامام موسى بن جعفر (ع) ، و ليس غريبا عليه ان يقود المجتمع العراقي الى الفتنة الصماء العمياء المطبقة، التي يقتل فيها من كل عشرة تسعة، ما دامت دوافعه عدوانية و اهدافه مغرضة شريرة،
ومن هذا المنطلق وصف رسول الله صلّى اللّه عليه و سلّم رايتهم و دولتهم بالضلال، محذرا الامة من موالاتهم و السير في ركاب سياساتهم، او التورط في المشاركة بمخططاتهم فقال: "فمن مشى تحت راية من راياتهم، ادخله الله تعالى يوم القيامة نار جهنم".معاركهم مع الموطئينمن الاحاديث التي يستدل بها على عودة الدولة العباسية الى العراق في آخر الزمان، دخولها في معارك طاحنة ضد دولة الموطئين في ايران، و هو ما يؤكد ايضا دورها السياسي المشبوه الموالى للغرب، و هي تواجه الصحوة الاسلامية في عصر الظهور، و بين ايدينا العديد من الروايات الصريحة بهذا الصدد اذكر هنا جملة منها:روي عن امير المؤمنين (ع) انه قال: (("ملك بني العباس عسر لا يسر فيه، لو اجتمع عليهم الترك و الديلم، و السند و الهند، و البربر و الطيلسان، لن يزيلوه و لا يزالون في غضارة من ملكهم، حتى يشذ عنهم مواليهم و اصحاب دولتهم، و يسلط الله عليهم علجا يخرج من حيث بدأ ملكهم، لا يمر بمدينة الا فتحها و لا ترفع له راية الا هدها و لا نعمة الا ازالها الويل لمن ناواه، فلا يزال كذلك حتى يظفر و يدفع بظفره الى رجل من عترتي يقول بالحق و يعمل به")) . الغيبة للنعماني 249 .
يقرر هذا الحديث صعوبة اسقاط ملك بني العباس و القضاء عليه، حتى لو اجتمعت شعوب العالم برمتها لازالته فلن يزيلوه، نعم قد يذهب فترة من الزمن، ثم يعود و يتجدد في صورة اكثر حداثة و غضارة من العيش،و لكن لن يزول من الوجود نهائيا، إلا على يد الإيرانيين، الذين على اكتافهم قامت دولتهم الأولى و منحوهم القوة و العزة و المجد منذ بداية خلافتهم، و ان سقوط دولتهم العباسية في آخر الزمان لا بد أن يكون على أيديهم أيضا،
بعد أن يمر المجتمع الإيراني عبر مراحل تاريخية ثلاثة:
الأولى: أن يكتشف الإيرانيون الحقيقة بأنفسهم و يتأكدوا أن . العباسيين ليسوا أهل البيت، الذين نزلت فيهم آية التطهير، و الذين دعا الوحي لمراعاة حقوقهم لقرابتهم من رسول الله صلّى اللّه عليه و سلّم كما يدعون، و هو ما يدفعهم للبحث عن منابع الإيمان و العلم و الدين الأصيلة بمعزل عن المذاهب العباسية، الأمر الذي ينتهي بهم إلى التخلي عنهم، و اعتناق مذهب أهل البيت، و قد أشار رسول الله صلّى اللّه عليه و سلّم إلى هذا المنعطف التاريخي من حياتهم بقوله: "لو كان العلم منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس"*
البحار 1 / 195 حديث 16 عن قرب الإسناد. .
الثانية: أن يقيم الإيرانيون المجاهدون دولة عقائدية في ضوء مبادئ أهل البيت، تحكم بلاد إيران من حيث بدا ملك بني العباس و تكون من أهدافها الدعوة إلى ولاية و إمامة أهل البيت و التمكين لدولة ولدهم المنتظر (ع) ، و هي الدولة التي بشر بها رسول الله صلّى اللّه عليه و سلّم في أحاديث الموطئين من المشرق.
الثالثة: أن تخوض دولة الموطئين معارك طاحنة، ضد دولة بني العباس المتجددة في عصر الظهور، تنتهي بسقوطها و ازالتها من الوجود نهائيا على يد قائد الموطئين الذي يظفر و ينتصر على العباسيين و يدفع بظفره و نتائج نصره إلى الإمام المنتظر (ع) .و قد أهتمت روايات عصر الظهور بتسليط الأضواء على المعارك التاريخية الحاسمة بين الموطئين و العباسيين نذكر هنا نموذجا منها:ففي رواية: (("ان القائم من ولد علي (ع) ، له غيبة كغيبة يوسف و رجعة كرجعة عيسى بن مريم، ثم يظهر بعد غيبته مع طلوع النجم الاحمر، . . و خروج السفياني و حرب ولد العباس، مع فتيان ارمينية و اذربيجان، تلك حرب يقتل فيها الوف و الوف، كل يقبض على سيف محلى، تخفق عليه رايات سود، تلك حرب يشوبها الموت الاحمر و الطاعون الاغبر"*)) الغيبة للنعماني 146
و في خطبة للامام علي (ع) جاء فيها: (("فتن كقطع الليل المظلم، لا تقوم لها قائمة و لا ترد لها راية. . تأتيكم مزمومة مرحولة، يحفزها قائدها و يجهدها راكبها، اهلها قوم شديد كلبهم قليل سلبهم، يجاهدهم في سبيل الله قوم اذلة عند المتكبرين في الارض مجهولون و في السماء معروفون، فويل لك يا بصرة عند ذلك من جيش من نقم الله، لا رهج له ولا حس و سيبتلى اهلك بالموت الاحمر و الجوع الاغبر"))نهج البلاغة 148 /خطبة 102 "صبحي الصالح"
هاتان الروايتان تخبران عن معركة واحدة، ممتدة على طول الحدود العراقية الإيرانية من الشمال إلى الجنوب، و أن هذه الجبهة على طول امتدادها يحكمها قرار عسكري واحد ذات نتائج واحدة سواء في الجنوب أو في الشمال و هو"الموت الأحمر و الطاعون الأغبر"الذي يحل بجيوش بني العباس و بئس للظالمين بدلا.
و هناك رواية ثالثة مفصلة تحاول إعطاء المعالم العامة للدولة العباسية المتجددة في عصر الظهور، منذ انطلاقتها من بلاد العراق و دخولها في الحرب العدوانية ضد دولة الموطئين، و حتى سقوطها نهائيا و استئصالها على يد الفوارس الأبطال، من شيعة أهل البيت بقيادة قائد الموطئين للمهدي و الرواية عن الإمام علي (ع) حيث قال:
(("لا تقوم الساعة حتى تفقأ عين الدنيا و تظهر الحمرة في السماء، و تلك دموع حملة العرش على اهل الارض، حتى تظهر عصابة لا خلاق لهم. . أي يوم للمخبتين بين الانبار و هيت، و ذلك يوم فيه صيلم الاكراد و الشراة، و خراب دار الفراعنة و مسكن الجبابرة، و مأوى الولاة الظلمة وام البلاء و اخت العاد [العار]، تلك و رب علي يا عمر بن سعد بغداد. . ان لبني العباس يوما كيوم الطموح، و لهم فيه صرخة كصرخة الحبلى، الويل لشيعة ولد العباس من الحرب التي تفتح بين نهاوند و الدينور، تلك حرب صعاليك شيعة علي، يقدمهم رجل من همدان اسمه على اسم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، منعوت موصوف باعتدال الخلق و حسن الخلق و نضارة اللون، له في صوته ضجاج و في اشفاره وطف، و في عنقه سطح، افرق الشعر مفلج الثنايا على فرسه كبدر تمام اذا تجلى عند الظلام، يسير بعصابة خير عصابة اوت وتقربت و دانت لله بدين تلك الابطال من العرب، الذين يلحقون حرب الكريهة، و الديرة يومئذ على الاعداء، ان للعدو يوم ذاك الصيلم و الاستئصال"))
الغيبة للنعماني/ 147
و هذا الحديث من اهم الوثائق التاريخية الدالة على عودة الدولة العباسية الى الحكم مجددا في عصر الظهور، و تكون عاصمتها بغداد دار الفراعنة و مسكن الجبابرة. . . ، و ان من علاماتها ان تقود حربا عدوانية على دولة الموطئين في إيران بين مدينة نهاوند و الدينور، حينما تكون ايران بقيادة رجال من شيعة علي عليه السلام، رجال اقوياء اشداء تدين لله تعالى بدين تلك الابطال من العرب الاوائل، يتقدمهم رجل اسمه على اسم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و من صفاته انه("افرق الشعر مفلج الثنايا على فرسه كبدر تمام اذا تجلى عند الظلام").و هذا القائد هو الثائر الحسني، المناصر للقائد الخراساني، لأن هذه الاوصاف لم تذكر في روايات الموطئين الا له، و ما جاء في نهاية الحديث يؤكد ذلك لأنه قال("و الديرة يومئذ على الاعداء، ان للعدو يوم ذاك الصيلم و الاستئصال")
و هو وصف دقيق لنهاية الدولة العباسية، على يد الثوار الموطئين بأمر القائد الخراساني و بقيادة السيد الحسني، اللذين يدخلان العراق سويا بعد سقوط الدولة العباسية، لمبايعة الامام المهدي (ع) و تسليمه راية الموطئين و قيادتهم، كما جاء النص على ذلك صريحا في الحديث النبوي: (("كأني بالحسني و الحسيني، و قد قاداها، فيسلماها، الى الحسيني فيبايعونه. . ")) الغيبة للطوسي/ 280
و الحسيني الاول هو القائد الخراساني، و الحسني هو الثائر المناصر للخراساني، و الحسيني الثاني هو الامام المنتظر (ع) ، و الضمير في قاداها يعود الى الراية الموطئة..
.يتبع
حكم العباسيين قبل السفياني
من كتاب
رايات الهدى والضلال في عصر الظهورالشيخ مهدي الفتلاوي
يتناول علامات ظهور المهدي المنتظر (عجل الله فرجه)
الدولة العباسية في عصر الظهور
تحكم الدولة العباسية المجتمع العراقي باسم الاسلام، في دورها التاريخي المتجدد في آخر الزمان، و هي من اخطر دول الضلال و راياته المعادية للاسلام المحمدي الاصيل، لانها ولادة مخطط دولي تآمري على الامة، يراد منه ان تكون الكيان الاسلامي السياسي البديل، عن دولة الموطئين في بلاد ايران.
و اعتذر سلفا من القراء الكرام عن عدم التفصيل حول هذه الدولة الدينية المزيفة، لأنني افردت لها دراسة مستقلة و مفصلة، و هي في طريق الإعداد و الإخراج ان شاء الله تعالى.
رايتان للعباسيين
وردت احاديث نبوية صريحة بظهور رايتين للعباسيين، الاولى تستهدف إسقاط دولة بني اميّة، و الثانية في آخر الزمان تستهدف إسقاط دولة الموطئين. و الرايتان موصوفتان بالضلال، و هذه بعض الاحاديث الدالة عليهما:
روى ثوبان مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم انه قال: (("ان لبني العباس رايتين، اعلاها كفر و مركزها ضلالة، فان ادركتها فلا تضل"))* 1 .
و عن عبد الله الليثي قال(("تخرج لبني العباس رايتان، احداهما اولها نصر و اخرها وزر، لا ينصرونها لا نصرها الله، و الاخرى اولها وزر و اخرها نصر، لا ينصرونها لا نصرها الله"))2 .
1) مجمع الزوائد 5 / 344 كنز العمال 11 / 160 .
2 ) الفتن/ 120 .
و عن ابي امامة الباهلي قال: (("ستخرج رايتان من قبل المشرق لبني العباس، اولها مثبور و اخرها مبتور، لا تنصروهم لا نصرهم الله، فمن مشى تحت راية من راياتهم، ادخله الله تعالى يوم القيامة نار جهنم. . "))*1 .
و سأل ابن الفضيل الامام الباقر (ع) فقال له: جعلت فداك بلغنا ان لآل جعفر راية، و لآل العباس رايتين، فهل انتهى اليك من علم ذلك شيء ؟ فقال له: "اما آل جعفر فليس بشيء و لا الى شيء، و اما آل العباس فإن لهم ملكا مبطئا يقربون فيه البعيد و يباعدون فيه القريب، و سلطانهم عسر ليس فيه يسر. . "* 2 .
و هذه الاحاديث تنص بصراحة و وضوح على ظهور رايتين للعباسيين، و الواقع التاريخي للامة دليل على ظهور رايتهم الاولى التي حكمت العالم الاسلامي بعد اسقاطها للدولة الاموية، اما رايتهم الثانية فتاريخ عصر الظهور كفيل بتحديد زمن ظهورها.
عودة الحكم العباسي
لم تقتصر الاحاديث المروية عن النبي و اهل بيته عليهم السلام، على ذكر رايتين للعباسيين ستحكمان في التاريخ، بل تعرضت ايضا لتحديد تاريخ ظهور الراية الثانية في آخر الزمان ففي رواية علي بن حمزة عن الامام موسى بن جعفر (ع) قال: "ملك بني العباس مكر و خدع، يذهب حتى لم يبق منه شيء، ثم يتجدد حتى يقال ما مر به شيء"* 3 .
و في رواية ابن مسعود عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم انه قال لعمه العباس"لن تذهب الدنيا، حتى يملك من ولدك في آخر الزمان، عند انقطاع دولتهم، و هو الثامن عشر، يكون معه فتنة عمياء صماء، يقتل من كل عشرة الاف تسعة الاف و تسعمائة، لا ينجو منها الا اليسير، يكون قتالهم بموضع في العراق"قال: فبكى العباس، فقال رسول الله صلّى اللّه عليه و سلّم: "و لا يهتمون للاخرة"* 4 .
1 ) مجمع الزوائد 5 / 44 كنز العمال 11 /حديث 31035
2 ) تفسير العياشي 2 / 121 .
3 ) الغيبة للنعماني 302 .
4 ) مجمع الزوائد 5 / 188 .
و هاتان الروايتان تدلان على نهاية الدولة العباسية و سقوطها بعد دورتها الاولى، ثم عودتها من جديد الى الحكم و التاريخ. . و تختلف الرواية الاولى عن الثانية، في كونها تصرّح بذهاب الحكم العباسي بعد نهاية دورته الاولى، و عودته مرة اخرى من جديد الى الحياة، و كأنه لم يعرف من قبل، بينما الرواية الثانية تحدد تاريخ عودته مرة ثانية الى الحكم في آخر الزمان، بعد نهاية دورته الاولى بفترة طويلة من الزمن، ربما تعد بالقرون كما توحي بذلك الكلمات النبوية"حتى يملك من ولدك في آخر الزمان عند انقطاع دولتهم".
و في هذه الرواية خمس علامات للدولة العباسية المتجددة في عصر الظهور.
اولا: ان يقودها الثامن عشر من طواغيت بني العباس الكبار البارزين، الذين يحكمون من بداية دولتهم الاولى الى نهاية دولتهم الثانية.
ثانيا: ان تقع في عصره فتنة عمياء صماء تعم الامة كلها.
ثالثا: ان يقتل في هذه الفتنة من كل عشرة تسعة و لا ينجو الا اليسير.
رابعا: ان يكون مكان القتال في هذه الفتنة بموضع في العراق، و هو حسب روايات أهل البيت بين الحيرة و الكوفة.
خامسا: ان من صفات بني العباس البارزة في عصر الظهور، انهم لا شأن لهم بالدين و الاخلاق و لا يهتمون للآخرة، و ان كان حكمهم قائم على اساس ديني باسم الاسلام، و هذه هي صفة مشتركة للحكام العباسيين في دولتهم الاولى و الثانية.عودتهم من المحتومالمحتوم هو القضاء الالهي المبرم الذي لا يرد و لا يبدّل، قال الله تعالى:*"كٰانَ عَلىٰ رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا"* مريم/ 71
و استخدمت كلمة المحتوم بكثرة في روايات علامات الظهور، حتى اعتبرت من المصطلحات الخاصة بالثقافة المهدوية.
و قسم العلماء علامات الظهور الى قسمين
(العلامات البعيدة) و هي التي تقع قبل اليوم الموعود بسنين طويلة قد تمتد الى مئات القرون
(و العلامات القريبة) و هي التي تقع قبل الظهور بفترة قريبة جدا، و المحتوم من العلامات القريبة، بل كل العلامات المحتومة تقع في عصر الظهور، لعدم استخدام الروايات لكلمة المحتوم في العلامات البعيدة اطلاقا.
و من العلامات المحتومة التي تقع في سنة الظهور، الاختلاف و الصراع السياسي و الدموي على الحكم بين اركان الدولة العباسية، و هذا ما صرحت به اكثر من خمس عشرة رواية أكتفي هنا بذكر روايتين منها:عن الحلبي قال: سمعت ابا عبد الله الامام الصادق (ع) يقول: " اختلاف بني العباس من المحتوم، و النداء من المحتوم، و خروج القائم من المحتوم"* روضة الكافي/ 31 البحار 52 / 305
و عن ابي حمزة الثمالي قال: قلت لابي عبد الله (ع) ان ابا جعفر (ع) كان يقول: "ان خروج السفياني من الامر المحتوم"فقال لي:"نعم و اختلاف ولد العباس من المحتوم، و قتل النفس الزكية من المحتوم، و خروج القائم من المحتوم" كمال الدين/ 652 .
و سنقف في الموضوعات القادمة على مزيد من الروايات، فيها تفصيل و توضيح اكثر حول حقيقة الصراع العباسي على الحكم في عصر الظهور، كما تبيّن تدخل القوات السفيانية و الخراسانية لحسم الصراع العباسي على السلطة، و اصطدام جيوشهما داخل الاراضي العراقية، مما يؤكد ان هذا الاختلاف من علامات سنة الظهور، و هو غير الاختلاف التاريخي الذي وقع بين خلفاء بني العباس في دولتهم الاولى. .
صفات القادة العباسيين
نقل عن الامام علي (ع) رواية مفصلة يصف فيها اخلاق قائد الثورة العباسية في عصر الظهور هذا نصها:"((لا تقوم القيامة حتى تفقأ عين الدنيا و تظهر الحمرة في السماء، و تلك دموع حملة العرش على اهل الارض، حتى تظهر فيهم عصابة لا خلاق لهم، تظهر في سواد الكوفة، يقدمهم رجل أسود اللون و القلب، رث الدين لا خلاق له، مهجن زنيم عتلّ تداولته ايدي العواهر من الامهات. . . "))الغيبة للنعماني 147 .
و روي عن الامام الصادق (ع) أنه قال: (("كأني بالسفياني او بصاحب السفياني، قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة، فنادى مناديه: من جاء برأس شيعة علي فله الف درهم، فيثب الجار على جاره و يقول: هذا منهم، فيضرب عنقه و يأخذ الف درهم، اما ان امارتكم يومئذ لا تكون الا لأولاد البغايا، كأني انظر الى صاحب البرقع! فقالوا له: و من صاحب البرقع؟ ، قال: رجل منكم يقول بقولكم، يلبس البرقع فيحوشكم فيعرفكم و لا تعرفونه، فيغمز بكم رجلا رجلا، اما انه لا يكون الا ابن بغي")) الغيبة للطوسي/ 273 .
هذه هي حقيقة العباسيين الاخلاقية، حكام العراق في عصر الظهور، انهم من اصلاب اولاد البغايا، و ارحام العواهر من الامهات، لا يتطهر من رذائلهم حتى قائد ثورتهم، الذي يتقدمهم في القيادة و الحكم، بل هو قدوتهم في سواد قلبه و عدم اهتمامه بالاخرة، لأنه من اصل خبيث عتل زنيم رث الدين و الاخلاق تداولته ايدي العواهر من الأمهات.ان الحكم الذي تقوده جماعات من أولاد البغايا،من الطبيعي ان يكون قائما على اساس «الغش والالتباس» كما وصفه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و على «المكر و الكذب و الخداع» ، كما وصفه الامام موسى بن جعفر (ع) ، و ليس غريبا عليه ان يقود المجتمع العراقي الى الفتنة الصماء العمياء المطبقة، التي يقتل فيها من كل عشرة تسعة، ما دامت دوافعه عدوانية و اهدافه مغرضة شريرة،
ومن هذا المنطلق وصف رسول الله صلّى اللّه عليه و سلّم رايتهم و دولتهم بالضلال، محذرا الامة من موالاتهم و السير في ركاب سياساتهم، او التورط في المشاركة بمخططاتهم فقال: "فمن مشى تحت راية من راياتهم، ادخله الله تعالى يوم القيامة نار جهنم".معاركهم مع الموطئينمن الاحاديث التي يستدل بها على عودة الدولة العباسية الى العراق في آخر الزمان، دخولها في معارك طاحنة ضد دولة الموطئين في ايران، و هو ما يؤكد ايضا دورها السياسي المشبوه الموالى للغرب، و هي تواجه الصحوة الاسلامية في عصر الظهور، و بين ايدينا العديد من الروايات الصريحة بهذا الصدد اذكر هنا جملة منها:روي عن امير المؤمنين (ع) انه قال: (("ملك بني العباس عسر لا يسر فيه، لو اجتمع عليهم الترك و الديلم، و السند و الهند، و البربر و الطيلسان، لن يزيلوه و لا يزالون في غضارة من ملكهم، حتى يشذ عنهم مواليهم و اصحاب دولتهم، و يسلط الله عليهم علجا يخرج من حيث بدأ ملكهم، لا يمر بمدينة الا فتحها و لا ترفع له راية الا هدها و لا نعمة الا ازالها الويل لمن ناواه، فلا يزال كذلك حتى يظفر و يدفع بظفره الى رجل من عترتي يقول بالحق و يعمل به")) . الغيبة للنعماني 249 .
يقرر هذا الحديث صعوبة اسقاط ملك بني العباس و القضاء عليه، حتى لو اجتمعت شعوب العالم برمتها لازالته فلن يزيلوه، نعم قد يذهب فترة من الزمن، ثم يعود و يتجدد في صورة اكثر حداثة و غضارة من العيش،و لكن لن يزول من الوجود نهائيا، إلا على يد الإيرانيين، الذين على اكتافهم قامت دولتهم الأولى و منحوهم القوة و العزة و المجد منذ بداية خلافتهم، و ان سقوط دولتهم العباسية في آخر الزمان لا بد أن يكون على أيديهم أيضا،
بعد أن يمر المجتمع الإيراني عبر مراحل تاريخية ثلاثة:
الأولى: أن يكتشف الإيرانيون الحقيقة بأنفسهم و يتأكدوا أن . العباسيين ليسوا أهل البيت، الذين نزلت فيهم آية التطهير، و الذين دعا الوحي لمراعاة حقوقهم لقرابتهم من رسول الله صلّى اللّه عليه و سلّم كما يدعون، و هو ما يدفعهم للبحث عن منابع الإيمان و العلم و الدين الأصيلة بمعزل عن المذاهب العباسية، الأمر الذي ينتهي بهم إلى التخلي عنهم، و اعتناق مذهب أهل البيت، و قد أشار رسول الله صلّى اللّه عليه و سلّم إلى هذا المنعطف التاريخي من حياتهم بقوله: "لو كان العلم منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس"*
البحار 1 / 195 حديث 16 عن قرب الإسناد. .
الثانية: أن يقيم الإيرانيون المجاهدون دولة عقائدية في ضوء مبادئ أهل البيت، تحكم بلاد إيران من حيث بدا ملك بني العباس و تكون من أهدافها الدعوة إلى ولاية و إمامة أهل البيت و التمكين لدولة ولدهم المنتظر (ع) ، و هي الدولة التي بشر بها رسول الله صلّى اللّه عليه و سلّم في أحاديث الموطئين من المشرق.
الثالثة: أن تخوض دولة الموطئين معارك طاحنة، ضد دولة بني العباس المتجددة في عصر الظهور، تنتهي بسقوطها و ازالتها من الوجود نهائيا على يد قائد الموطئين الذي يظفر و ينتصر على العباسيين و يدفع بظفره و نتائج نصره إلى الإمام المنتظر (ع) .و قد أهتمت روايات عصر الظهور بتسليط الأضواء على المعارك التاريخية الحاسمة بين الموطئين و العباسيين نذكر هنا نموذجا منها:ففي رواية: (("ان القائم من ولد علي (ع) ، له غيبة كغيبة يوسف و رجعة كرجعة عيسى بن مريم، ثم يظهر بعد غيبته مع طلوع النجم الاحمر، . . و خروج السفياني و حرب ولد العباس، مع فتيان ارمينية و اذربيجان، تلك حرب يقتل فيها الوف و الوف، كل يقبض على سيف محلى، تخفق عليه رايات سود، تلك حرب يشوبها الموت الاحمر و الطاعون الاغبر"*)) الغيبة للنعماني 146
و في خطبة للامام علي (ع) جاء فيها: (("فتن كقطع الليل المظلم، لا تقوم لها قائمة و لا ترد لها راية. . تأتيكم مزمومة مرحولة، يحفزها قائدها و يجهدها راكبها، اهلها قوم شديد كلبهم قليل سلبهم، يجاهدهم في سبيل الله قوم اذلة عند المتكبرين في الارض مجهولون و في السماء معروفون، فويل لك يا بصرة عند ذلك من جيش من نقم الله، لا رهج له ولا حس و سيبتلى اهلك بالموت الاحمر و الجوع الاغبر"))نهج البلاغة 148 /خطبة 102 "صبحي الصالح"
هاتان الروايتان تخبران عن معركة واحدة، ممتدة على طول الحدود العراقية الإيرانية من الشمال إلى الجنوب، و أن هذه الجبهة على طول امتدادها يحكمها قرار عسكري واحد ذات نتائج واحدة سواء في الجنوب أو في الشمال و هو"الموت الأحمر و الطاعون الأغبر"الذي يحل بجيوش بني العباس و بئس للظالمين بدلا.
و هناك رواية ثالثة مفصلة تحاول إعطاء المعالم العامة للدولة العباسية المتجددة في عصر الظهور، منذ انطلاقتها من بلاد العراق و دخولها في الحرب العدوانية ضد دولة الموطئين، و حتى سقوطها نهائيا و استئصالها على يد الفوارس الأبطال، من شيعة أهل البيت بقيادة قائد الموطئين للمهدي و الرواية عن الإمام علي (ع) حيث قال:
(("لا تقوم الساعة حتى تفقأ عين الدنيا و تظهر الحمرة في السماء، و تلك دموع حملة العرش على اهل الارض، حتى تظهر عصابة لا خلاق لهم. . أي يوم للمخبتين بين الانبار و هيت، و ذلك يوم فيه صيلم الاكراد و الشراة، و خراب دار الفراعنة و مسكن الجبابرة، و مأوى الولاة الظلمة وام البلاء و اخت العاد [العار]، تلك و رب علي يا عمر بن سعد بغداد. . ان لبني العباس يوما كيوم الطموح، و لهم فيه صرخة كصرخة الحبلى، الويل لشيعة ولد العباس من الحرب التي تفتح بين نهاوند و الدينور، تلك حرب صعاليك شيعة علي، يقدمهم رجل من همدان اسمه على اسم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، منعوت موصوف باعتدال الخلق و حسن الخلق و نضارة اللون، له في صوته ضجاج و في اشفاره وطف، و في عنقه سطح، افرق الشعر مفلج الثنايا على فرسه كبدر تمام اذا تجلى عند الظلام، يسير بعصابة خير عصابة اوت وتقربت و دانت لله بدين تلك الابطال من العرب، الذين يلحقون حرب الكريهة، و الديرة يومئذ على الاعداء، ان للعدو يوم ذاك الصيلم و الاستئصال"))
الغيبة للنعماني/ 147
و هذا الحديث من اهم الوثائق التاريخية الدالة على عودة الدولة العباسية الى الحكم مجددا في عصر الظهور، و تكون عاصمتها بغداد دار الفراعنة و مسكن الجبابرة. . . ، و ان من علاماتها ان تقود حربا عدوانية على دولة الموطئين في إيران بين مدينة نهاوند و الدينور، حينما تكون ايران بقيادة رجال من شيعة علي عليه السلام، رجال اقوياء اشداء تدين لله تعالى بدين تلك الابطال من العرب الاوائل، يتقدمهم رجل اسمه على اسم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و من صفاته انه("افرق الشعر مفلج الثنايا على فرسه كبدر تمام اذا تجلى عند الظلام").و هذا القائد هو الثائر الحسني، المناصر للقائد الخراساني، لأن هذه الاوصاف لم تذكر في روايات الموطئين الا له، و ما جاء في نهاية الحديث يؤكد ذلك لأنه قال("و الديرة يومئذ على الاعداء، ان للعدو يوم ذاك الصيلم و الاستئصال")
و هو وصف دقيق لنهاية الدولة العباسية، على يد الثوار الموطئين بأمر القائد الخراساني و بقيادة السيد الحسني، اللذين يدخلان العراق سويا بعد سقوط الدولة العباسية، لمبايعة الامام المهدي (ع) و تسليمه راية الموطئين و قيادتهم، كما جاء النص على ذلك صريحا في الحديث النبوي: (("كأني بالحسني و الحسيني، و قد قاداها، فيسلماها، الى الحسيني فيبايعونه. . ")) الغيبة للطوسي/ 280
و الحسيني الاول هو القائد الخراساني، و الحسني هو الثائر المناصر للخراساني، و الحسيني الثاني هو الامام المنتظر (ع) ، و الضمير في قاداها يعود الى الراية الموطئة..
.يتبع
حكم العباسيين قبل السفياني