المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من أسُسِ ما نتعرَّضُ له من فِتـَن:


د. علي عبدالفتاح
21-07-2014, 09:51 PM
من أسُسِ ما نتعرَّضُ له من فِتَن:
إنَّ العربَ أمةٌ رفضت رسالةَ السماءِ وادعت أنَّ النبيَّ محمدًا (صلى اللهُ عليه وآلِه) مجنونٌ تارةً ، وساحرٌ ثانيةً ، وكاهنٌ ثالثةً ، وشاعرٌ رابعةً. ((فلم يثبتوا على شيءٍ واحدٍ)) كما يقولُ الشيخُ الطوسيُّ في (تبيانِه ج9/ص347) ). فلذلك كانوا في أمر مريج ، وهم يعلمونَ أنه الحقُّ من ربِّهم.
فلمَّا أدركت أمةُ (بني صهيون) أنَّ قريةَ النبيِّ المبعوثِ نفسَها هي من تنكَّر له ، ولرسالتِه ، ولِمن ناصرَه ، أيقنت أنَّ ثمةَ (جاسوسًا ، وعميلاً ، وبديلاً ، وشرطيًّا منقادًا طائعًا) سيقومُ بمهمةِ الإطاحةِ بمنظومةِ هذه الرسالةِ الناسخةِ للـ(اليهوديةِ) بخاصةٍ ، ولعقائدِ من يرَونَ أنهم (شعبُ الله المختار) ، وللــ(المسيحيةِ) أيضًا ، أو بمهمةِ تنغيصِ مجرياتِ التبليغِ والعمل بها بوضعِ العقباتِ والشبهاتِ في طريقِها ، وتأكَّدت منظومةُ (بني صهيون) أنَّ هذا البديلَ نَهِمٌ لإغراءِ (المالِ) ، و(المنصَب) ، وهو جاهزٌ بتلك الوسيلةِ (الحقد الأعمى على الرسالةِ ، وصاحبِها ، ومن يعتقدُ بها ، ويعتنقُها حقًّا) ، ولهذا الهدفِ (الطمع وتحقيق المكاسب الشخصية) لأن (يعارضَ ، ويُنكرَ ، ويذبحَ ، ويصلبَ ، ويحرقَ ، ويُهجِّرَ ، ويُفجِّرَ ، ويُهلِكَ الحرثَ والنسلَ) ، لمَّا أدركت هذا كلَّه وما يتفرَّعُ عنه فتحت بابَ (الأمر ، والتوجيه ، والدعم) لهذا (العميل والجاسوس البديل) ، ومثالُه بعد (بني أمية) ، (داعش) ومن (يتصلُ بها في المنهج ، وإن تصارعا) ، ليُنفذَّ مشروعَ (الإطاحةِ ، والتخريبِ ، والتعطيلِ) لهذه الرسالةِ ، وما ينتجُ عنها ، رضًا لآلِ (صهيون) الذين أكد القرآنُ عنهم للنبي (صلى اللهُ عليه وآلِه) أنْ ((ولن ترضى عنك اليهودُ ولا النصارَى حتى تتبعَ ملتَهم)) ، وأنْ (( لتجدن أشدَّ الناسِ عداوةً للذين آمنوا اليهودَ والذين أشركوا)). فهم ، أي: اليهودُ ، بمنهجِ الثأرِ - ما داموا - من الإسلامِ ، ونبيِّه ، وآلِ البيتِ ، والصحابةِ الكرامِ ، والصالحين العِظامِ ، والمعتقدين به من الخواصِّ والعوام.
ولكننا - بلسانِ المؤمنِ القويِّ - لا نقولُ لهم إلا ما قال به القرآنُ: ((قُلْ مُوتُوا بِغَيظِكُم إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)) ، ولا نألفُ إلا ما فيه الوعدُ القريبُ بالنصرِ عن قولِ تعالى: ((بَلْ نَقْذِفُ بالحَقِّ علَى الباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ولَكُمُ الوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ)) ، وعن قولِه تعالى: (( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأبَى اللهُ إِلَّا أنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَو كَرِهَ الكَافِرُون)).