m-mahdi.com
16-11-2007, 03:06 PM
أصل الاعتقاد بالإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف
مقال من مجلة الانتظار الصادرة عن مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف .
سماحة العلامة
السيد محمد علي بحر العلوم
يعتبر الايمان بالامام المهدي عجل الله فرجه الشريف من أبرز القضايا المثيرة للجدل بين الشيعة والآخرين، وهذا أمر طبيعي، فكلما اختص الانسان بفكرة معينة وباعتقاد خاص وقلّ المشاركون له فيها كلما كثرت إشكالات الآخرين عليها حيث تكون هذه الفكرة هي المميزة له، فالإيمان بالله عز وجل ـ على سبيل المثال ـ اعتقاد يشترك به الموحّدون جميعاً وهم عدد لا يستهان به يشكل أكثر من ثلاثة أرباع البشر في يومنا هذا، إذ ان وجود الملحد يكاد يكون قليلاً إن لم يكن نادراً، ومن هنا لا نحتاج إلى كثير مؤنة في إثبات أصل وجوده ووحدانيته، لكن عندما نأتي إلى صفاته وأفعاله نحتاج إلى بحث أكثر حيث لا يشاركنا الكثير في كيفية صفاته تعالى وأفعاله، ولذا نحتاج إلى أدلة أكثر، وإذا ما تناولنا النبوة بالبحث يقل المشاركون لنا بهذا الاعتقاد ويزداد المخالفون الذي يشكّكون في نبوته ومعجزته وحياته وما يُوحى إليه، لكن مع مرور الزمن ذهبت اشكالاتهم هباء منثورا فقد حاول المستشرقون وهم آخر من حاول النيل من نبوة النبي الخاتم وتاريخه ولكنهم لما يأسوا ولم يأتوا بالأدلة الشافية، لا نرى احداً اليوم يناقش في النبوة ولا في صفات النبي الخاتم، بل بات من المسلمات التي يجب على الجميع الاعتراف بها واحترامها، وقد يشذ بين الفترة والأخرى بعض من بشذّ عن هذه الجادة ويتوجه بالاساءة اليه ومحاولة النيل من كرامة المسلمين من خلال رسومات كاريكاتورية يستهزأ بها بحامل راية السلام والأمن والاطمئنان للبشرية، ولا يهدف من تلكم المحاولات الا الإساءة إلى الإسلام وإلى خلق فتنة بين المسلمين والمسيحيين.
وكلما توغلنا بالاعتقادات الخاصة بالشيعة كلما ازداد الخلاف وكثر البحث، فمسائل الإمامة تَبحث أكثر من مسائل التوحيد والنبوة وإن كانت تستند عليهما، وما ذلك الا للقاعدة التي ذكرناها وهي ازدياد المخالفين كلّما اختصصنا بعقيدة عنهم، وشكراً لله أن سعى علماؤنا الذين صنفوا في مسائل الامامة وفرعوا الكثير من الفروع وأسسوا الكثير من القواعد وسهلوا على أتباع مدرسة اهل البيت الاستدلال واقامة البرهان الناصع على كل مسألة حتى تكون منظومتهم العقائدية محكمة متينة مترابطة.
فإذا ما رجعنا إلى أصل الاعتقاد وما هو الواجب على المؤمن الاعتقاد به هو: ان الامام الثاني عشر هو آخر أئمة أهل البيت عليهم السلام ، وأنه ولد وكانت له غيبتان قصيرة دامت ما يقرب من سبعين سنة، وطويلة تمتد حتى يظهره الله عز وجل ويملأ به الأرض قسطاً وعدلاً.
هذا هو الاعتقاد العام الذي يؤمن به كل إمامي اثني عشري.
وحول هذا الأمر نلاحظ عدداً من الشبهات:
أولاً: شبهات حول الأئمة الاثني عشر:
والشبهات تارة تكون حول أصل وجود الامام وضرورته، وهذا أصل مبحوث عنه فيما يسمى بالإمامة العامة، وقد استُدل عليها بالأدلة العقلية كقاعدة اللطف، وكذلك استدل عليها بالأدلة النقلية القطعية المتعددة. وتارة أخرى يتم الحديث حول العدد وهو اثني عشر، وهي مسألة نقلية تثبت من خلال الروايات المتعددة ايضاً.
أ ـ أثاروا شبهة على الدليل العقلي على إثبات وجود الامام وهو قاعدة اللطف؛ ومؤدّى هذه الشبهة أنه أي فائدة من وجوده وأي مصلحة وأي لطف في وجوده والناس لا تستفيد منه؟ وأي منفعة منه ولا أحد يعلم ما يقول ولا يعرف ما يقول؟ وانحاء هذه الكلمات التي يسطرونها للدلالة على عدم اللطف في نصب من هو غائب.
والجواب: عن هذه الشبهة بالاشارة
أولاً: إلى أن الدليل العقلي لا يُثبت أكثر من وجوب نصب الامام وضرورة وجوده الدائمي ما دامت الأرض.
ثانياً: أن قاعدة اللطف تعني أن كل فعل موجب لقرب المكلف من كماله المنشود، فإن الباري يحسن ويلطف تهيئته وإيجاده ويقبح عدم ايجاده. والإمام ـ كالنبي ـ وجوده لطف حيث لابد في كل عصر من إمامٍ هاد يقوم بهداية الناس وإرشاد الناس إلى ما فيه خير وسعادة النشأتين، ولو لم يبعث الله من يهديه إلى ذلك الغرض لزم أن يكون الله سبحانه ناقضاً لغرضه وهو محال.
ونلاحظ أنهم عندما أشكلوا على هذا الدليل لم يشكلوا على الصغرى والكبرى، بل قالوا ما الفائدة في غيبته؟ أي ان الدليل في أساسه تام ومتين، إلا أنهم لم يستطيعوا أن يتصوروا كيفية اجتماع اللطف مع كونه غائباً. وما هي فائدة غيبته؟ وهل الغيبة تتساوى مع العدم؟ وهذه تساؤلات سوف نجيب عنها إن شاء الله تعالى في العناوين القادمة. لكن النقطة المهمة هي أن الدليل لا غبار عليه ويتم به إثبات وجود الهادي، وهذا هو المقدار المطلوب منه، فما يثبته الدليل وجوب النصب وجعلهم أدلاء عليه لطفاً ورحمة بعباده، من اهتدى بهم نجا، ومن تخلّف عنهم غرق وهلك، فالهداية هنا ليست إجبارية بل هي أمر اختياري.
ثالثاً: أن الدليل العقلي المتداول على الألسن هو قاعدة اللطف، إلا أنه غير منحصر به، وذلك لأن هذا الدليل اعتمده المتكلّمون من الإمامية، إلا أنا نجد العديد من الفلاسفة استندوا إلى أدلة فلسفية أخرى أيضاً وهي عقلية تثبت ضرورة الإمامة كبرهان العناية، وبرهان الغاية، ودليل الفطرة، وغيرها من الأدلة العقلية التي تطلب في مضانها.
ب ـ شبهات حول الروايات الدالة على أن الإمامة ضرورية، وهي طوائف من الروايات: أحدها: حديث الثقلين، وحديث من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية، وحديث أن الأرض لا تخلو من حجة، وفي بعضها من قائم لله بحجة، أو قائم بحجة الله تعالى.
فبالنسبة للحديث الأول قالوا بأن النص الثابت هو <سنّتي> وليس <عترتي>، او في الاختلاف في تحديد المراد من العترة.
وحول الحديث الثاني: أن معرفة الإمام ـ الذي يخرج الانسان من الجاهلية ـ هي المعرفة التي يحصل بها طاعة وجماعة، خلاف ما كان عليه من الجاهليةفإنهم لم تكن لهم طاعة ولا جماعة تعصمهم، والله تعالى بعث لهم محمداً صلى الله عليه واله وهداهم به إلى الطاعة والجماعة، وهذا المنتظر لا تحصل به طاعة ولا جماعة.
وبالنسبة للحديث الأخير قالوا: إنه دليل ينقض نفسه بنفسه، اذ ما معنى كون الإمام الحجة وما الفائدة منه؟ أليس لهداية الناس وإدارة المجتمع وتنفيذ الأحكام الشرعية؟ فكيف يمكن للإمام الغائب على فرض وجوده أن يقوم بكل ذلك؟
والجواب:
أيضا نلاحظ هنا أن أصل الاعتقاد لا ينكرونه، بل الانكار متوجه إلى تعيينه ومن هو، فإنهم في قبال هذه الاحاديث إما ينكرونها مع أنها ثابتة في صحاحهم أو أنهم يحاولون تأويلها، وبدلاً من فهمها ومحاولة فهم الغيبة الفهم الصحيح نراهم يحملون على الشيعة في إيمانهم، فإننا عندما نتناول هذه الأدلة ونثبت صحتها نتوصّل إلى نتيجةٍ مفادها وجوب جعل الحجة والإمام على الأرض، وأنه من ضمن السنن الإلهية التي لا تتخلّف في هذا العالم، فالاشتباه في المصداق أو كون المصداق بكيفية خاصة لا يؤثر على تلك الأدلة وصحتها، فعندما نلاحظ دليلاً مثل قوله عليه السلام : (إني تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) فإن هذا يعني وجود ذوات مسماة من العترة هي التي تكون عدل القرآن الكريم وهي باقية ما دامت الأرض ولا تفترق عن القرآن حتى يردا على الحوض يوم القيامة، إن وجود هذه الأدلة العامة دليل على ثبوت مذهب الإمامية.
ونضيف إلى ذلك أن آيات الإمامة الواردة في القرآن من أول آيات إمامة إبراهيم إلى الآيات العديدة الواردة في صفات عامة لأئمة الهدى لا يكون لها تفسير على مذاهب العامة، فما هي الإمامة التي أُعطيت لإبراهيم، ولماذا أعطيت له بعد أن كان نبياً، وأنه دعا الله أن تكون لبنيه من بعده، وجاء الجواب الإلهي بأن عهد الله تعالى لا يناله الظالمون، وغيرها من آيات الإمامة، فإنه لا تجد نظرية محيطة تناسب هذا المقام للإمامة سوى ما أورده أتباع مدرسة أهل البيتk، أما المدارس الأخرى فترى نظرية الامامة مغيّبة عندهم، أو لا تتناسب مع تلك الأهمية التي وردت في القرآن.
ج ـ شبهات أثيرت حول العدد اثني عشر:
للموضوع تتمة ان شاء الله تعالى .
ملاحظة:ـ الآراء الواردة في هذا المقال تمثل راي صاحبها وليس بالظرورة تمثل رآي مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي(عليه السلام) .
مقال من مجلة الانتظار الصادرة عن مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف .
سماحة العلامة
السيد محمد علي بحر العلوم
يعتبر الايمان بالامام المهدي عجل الله فرجه الشريف من أبرز القضايا المثيرة للجدل بين الشيعة والآخرين، وهذا أمر طبيعي، فكلما اختص الانسان بفكرة معينة وباعتقاد خاص وقلّ المشاركون له فيها كلما كثرت إشكالات الآخرين عليها حيث تكون هذه الفكرة هي المميزة له، فالإيمان بالله عز وجل ـ على سبيل المثال ـ اعتقاد يشترك به الموحّدون جميعاً وهم عدد لا يستهان به يشكل أكثر من ثلاثة أرباع البشر في يومنا هذا، إذ ان وجود الملحد يكاد يكون قليلاً إن لم يكن نادراً، ومن هنا لا نحتاج إلى كثير مؤنة في إثبات أصل وجوده ووحدانيته، لكن عندما نأتي إلى صفاته وأفعاله نحتاج إلى بحث أكثر حيث لا يشاركنا الكثير في كيفية صفاته تعالى وأفعاله، ولذا نحتاج إلى أدلة أكثر، وإذا ما تناولنا النبوة بالبحث يقل المشاركون لنا بهذا الاعتقاد ويزداد المخالفون الذي يشكّكون في نبوته ومعجزته وحياته وما يُوحى إليه، لكن مع مرور الزمن ذهبت اشكالاتهم هباء منثورا فقد حاول المستشرقون وهم آخر من حاول النيل من نبوة النبي الخاتم وتاريخه ولكنهم لما يأسوا ولم يأتوا بالأدلة الشافية، لا نرى احداً اليوم يناقش في النبوة ولا في صفات النبي الخاتم، بل بات من المسلمات التي يجب على الجميع الاعتراف بها واحترامها، وقد يشذ بين الفترة والأخرى بعض من بشذّ عن هذه الجادة ويتوجه بالاساءة اليه ومحاولة النيل من كرامة المسلمين من خلال رسومات كاريكاتورية يستهزأ بها بحامل راية السلام والأمن والاطمئنان للبشرية، ولا يهدف من تلكم المحاولات الا الإساءة إلى الإسلام وإلى خلق فتنة بين المسلمين والمسيحيين.
وكلما توغلنا بالاعتقادات الخاصة بالشيعة كلما ازداد الخلاف وكثر البحث، فمسائل الإمامة تَبحث أكثر من مسائل التوحيد والنبوة وإن كانت تستند عليهما، وما ذلك الا للقاعدة التي ذكرناها وهي ازدياد المخالفين كلّما اختصصنا بعقيدة عنهم، وشكراً لله أن سعى علماؤنا الذين صنفوا في مسائل الامامة وفرعوا الكثير من الفروع وأسسوا الكثير من القواعد وسهلوا على أتباع مدرسة اهل البيت الاستدلال واقامة البرهان الناصع على كل مسألة حتى تكون منظومتهم العقائدية محكمة متينة مترابطة.
فإذا ما رجعنا إلى أصل الاعتقاد وما هو الواجب على المؤمن الاعتقاد به هو: ان الامام الثاني عشر هو آخر أئمة أهل البيت عليهم السلام ، وأنه ولد وكانت له غيبتان قصيرة دامت ما يقرب من سبعين سنة، وطويلة تمتد حتى يظهره الله عز وجل ويملأ به الأرض قسطاً وعدلاً.
هذا هو الاعتقاد العام الذي يؤمن به كل إمامي اثني عشري.
وحول هذا الأمر نلاحظ عدداً من الشبهات:
أولاً: شبهات حول الأئمة الاثني عشر:
والشبهات تارة تكون حول أصل وجود الامام وضرورته، وهذا أصل مبحوث عنه فيما يسمى بالإمامة العامة، وقد استُدل عليها بالأدلة العقلية كقاعدة اللطف، وكذلك استدل عليها بالأدلة النقلية القطعية المتعددة. وتارة أخرى يتم الحديث حول العدد وهو اثني عشر، وهي مسألة نقلية تثبت من خلال الروايات المتعددة ايضاً.
أ ـ أثاروا شبهة على الدليل العقلي على إثبات وجود الامام وهو قاعدة اللطف؛ ومؤدّى هذه الشبهة أنه أي فائدة من وجوده وأي مصلحة وأي لطف في وجوده والناس لا تستفيد منه؟ وأي منفعة منه ولا أحد يعلم ما يقول ولا يعرف ما يقول؟ وانحاء هذه الكلمات التي يسطرونها للدلالة على عدم اللطف في نصب من هو غائب.
والجواب: عن هذه الشبهة بالاشارة
أولاً: إلى أن الدليل العقلي لا يُثبت أكثر من وجوب نصب الامام وضرورة وجوده الدائمي ما دامت الأرض.
ثانياً: أن قاعدة اللطف تعني أن كل فعل موجب لقرب المكلف من كماله المنشود، فإن الباري يحسن ويلطف تهيئته وإيجاده ويقبح عدم ايجاده. والإمام ـ كالنبي ـ وجوده لطف حيث لابد في كل عصر من إمامٍ هاد يقوم بهداية الناس وإرشاد الناس إلى ما فيه خير وسعادة النشأتين، ولو لم يبعث الله من يهديه إلى ذلك الغرض لزم أن يكون الله سبحانه ناقضاً لغرضه وهو محال.
ونلاحظ أنهم عندما أشكلوا على هذا الدليل لم يشكلوا على الصغرى والكبرى، بل قالوا ما الفائدة في غيبته؟ أي ان الدليل في أساسه تام ومتين، إلا أنهم لم يستطيعوا أن يتصوروا كيفية اجتماع اللطف مع كونه غائباً. وما هي فائدة غيبته؟ وهل الغيبة تتساوى مع العدم؟ وهذه تساؤلات سوف نجيب عنها إن شاء الله تعالى في العناوين القادمة. لكن النقطة المهمة هي أن الدليل لا غبار عليه ويتم به إثبات وجود الهادي، وهذا هو المقدار المطلوب منه، فما يثبته الدليل وجوب النصب وجعلهم أدلاء عليه لطفاً ورحمة بعباده، من اهتدى بهم نجا، ومن تخلّف عنهم غرق وهلك، فالهداية هنا ليست إجبارية بل هي أمر اختياري.
ثالثاً: أن الدليل العقلي المتداول على الألسن هو قاعدة اللطف، إلا أنه غير منحصر به، وذلك لأن هذا الدليل اعتمده المتكلّمون من الإمامية، إلا أنا نجد العديد من الفلاسفة استندوا إلى أدلة فلسفية أخرى أيضاً وهي عقلية تثبت ضرورة الإمامة كبرهان العناية، وبرهان الغاية، ودليل الفطرة، وغيرها من الأدلة العقلية التي تطلب في مضانها.
ب ـ شبهات حول الروايات الدالة على أن الإمامة ضرورية، وهي طوائف من الروايات: أحدها: حديث الثقلين، وحديث من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية، وحديث أن الأرض لا تخلو من حجة، وفي بعضها من قائم لله بحجة، أو قائم بحجة الله تعالى.
فبالنسبة للحديث الأول قالوا بأن النص الثابت هو <سنّتي> وليس <عترتي>، او في الاختلاف في تحديد المراد من العترة.
وحول الحديث الثاني: أن معرفة الإمام ـ الذي يخرج الانسان من الجاهلية ـ هي المعرفة التي يحصل بها طاعة وجماعة، خلاف ما كان عليه من الجاهليةفإنهم لم تكن لهم طاعة ولا جماعة تعصمهم، والله تعالى بعث لهم محمداً صلى الله عليه واله وهداهم به إلى الطاعة والجماعة، وهذا المنتظر لا تحصل به طاعة ولا جماعة.
وبالنسبة للحديث الأخير قالوا: إنه دليل ينقض نفسه بنفسه، اذ ما معنى كون الإمام الحجة وما الفائدة منه؟ أليس لهداية الناس وإدارة المجتمع وتنفيذ الأحكام الشرعية؟ فكيف يمكن للإمام الغائب على فرض وجوده أن يقوم بكل ذلك؟
والجواب:
أيضا نلاحظ هنا أن أصل الاعتقاد لا ينكرونه، بل الانكار متوجه إلى تعيينه ومن هو، فإنهم في قبال هذه الاحاديث إما ينكرونها مع أنها ثابتة في صحاحهم أو أنهم يحاولون تأويلها، وبدلاً من فهمها ومحاولة فهم الغيبة الفهم الصحيح نراهم يحملون على الشيعة في إيمانهم، فإننا عندما نتناول هذه الأدلة ونثبت صحتها نتوصّل إلى نتيجةٍ مفادها وجوب جعل الحجة والإمام على الأرض، وأنه من ضمن السنن الإلهية التي لا تتخلّف في هذا العالم، فالاشتباه في المصداق أو كون المصداق بكيفية خاصة لا يؤثر على تلك الأدلة وصحتها، فعندما نلاحظ دليلاً مثل قوله عليه السلام : (إني تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) فإن هذا يعني وجود ذوات مسماة من العترة هي التي تكون عدل القرآن الكريم وهي باقية ما دامت الأرض ولا تفترق عن القرآن حتى يردا على الحوض يوم القيامة، إن وجود هذه الأدلة العامة دليل على ثبوت مذهب الإمامية.
ونضيف إلى ذلك أن آيات الإمامة الواردة في القرآن من أول آيات إمامة إبراهيم إلى الآيات العديدة الواردة في صفات عامة لأئمة الهدى لا يكون لها تفسير على مذاهب العامة، فما هي الإمامة التي أُعطيت لإبراهيم، ولماذا أعطيت له بعد أن كان نبياً، وأنه دعا الله أن تكون لبنيه من بعده، وجاء الجواب الإلهي بأن عهد الله تعالى لا يناله الظالمون، وغيرها من آيات الإمامة، فإنه لا تجد نظرية محيطة تناسب هذا المقام للإمامة سوى ما أورده أتباع مدرسة أهل البيتk، أما المدارس الأخرى فترى نظرية الامامة مغيّبة عندهم، أو لا تتناسب مع تلك الأهمية التي وردت في القرآن.
ج ـ شبهات أثيرت حول العدد اثني عشر:
للموضوع تتمة ان شاء الله تعالى .
ملاحظة:ـ الآراء الواردة في هذا المقال تمثل راي صاحبها وليس بالظرورة تمثل رآي مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي(عليه السلام) .