شجون الزهراء
07-08-2014, 05:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: «كيف تهلك اُمّة أنا أوّلُها، وعيسى بنُ مريم في آخرِها، والمهديُّ من أهل بيتي في وسطِها؟!» [دلائل الإمامة / 443].
ما أسعد الإنسان وهو يعيش ساعاتٍ ولحظاتٍ يُدرك فيها ما له من مزايا وكمالات ربما تجعله من أفضل الخلق! وكيف لا يكون كذلك وقد بشّره الله سبحانه بالجنّة والرضوان ، بل في أعلى درجات الجنان وأرفعها حينما يعيش حالة الانتظار الصحيحة لقائم آل محمّد (صلوات الله عليهم أجمعين)، وهذا ما ورد في حديث الإمام الكاظم (عليه السّلام): «طوبى لشيعتِنا، المتمسّكينَ بحبلِنا في غيبةِ قائمِنا، الثابتينَ على موالاتنا والبراءةِ من أعدائنا، اُولئك منَّا ونحن منهم؛ قد رضوا بنا أئمة ورضينا بهم شيعة، فطوبى لهم، ثمَّ طوبى لهم، وهم واللهِ معنا في درجاتنا يوم القيامة» [كمال الدين وتمام النعمة / 361].
فبخروج هذا الإمام المعصوم يتمّ العدل بين الرعية، وتُقسم العطايا بالسوية، وتُملأ الأرضُ عدلاً وقسطاً بعد ما مُلئت ظلماً وجوراً، وبطاعته تتحقق طاعة الله سبحانه وتعالى، وبمعصيته تتجسّد معصية الله سبحانه وتعالى.
فهو إمامُ هدىً وصلاحٍ جمع صفات الأنبياء والأوصياء كما ورد عن الإمام الصادق (عليه السّلام) في قوله: «إنَّ الله تعالى إذا آن لقائمنا قدّر ثلاثة لثلاثة؛ قدّر مولده بمولد موسى، وغيبته بغيبة عيسى، وإبطاءه بإبطاء نوح، وجعل له بعد ذلك عمر العبد الصالح [يعني الخضر] دليلاً على عمره» [الصراط المستقيم 2 / 228].
وهو وعد الله في هذه الأرض، و{إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ}، فيخرج في سنِّ الشيوخ ومَظْهَر الشباب؛ قوياً في بدنه بحيث لو مدّ يده إلى أعظم شجرة على وجه الأرض لقلعها، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها، فينزّل الله معه تسعة آلاف وثلاثمئة وثلاثة عشر ملكاً الذين كانوا مع عيسى (عليه السّلام) لمّا رفعه الله إليه، وهم الذين وُصفوا في هذا الحديث المروي عن عالِم أهل البيت (عليهم السّلام): «إنّ الله تعالى أهبط إلى الحسينِ أربعةَ آلاف ملكٍ هم الذين هبطوا على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يوم بدر، وخُيّر بين النصر على أعدائه ولقاءِ جدِّه فاختار لقاه، فأمر الله تعالى الملائكة بالمقام عند قبره؛ فهم شُعثٌ غُبرٌ ينتظرون قيام القائم من ولده» [عيون المعجزات / 61 ـ 62].
يظهر فيواجه أشياءَ لم يواجهها الأنبياء والمرسلون من قبل ، بل لم يواجهها حتّى رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله)؛ لأنّ الرسول الأكرم ومَن سبقه من الأنبياء (عليهم السّلام) بُعثوا إلى أقوامٍ كانوا يعبدون الحجارة المنقورة من دون الله، ويسجدون للخشبة المنحوتة لتقرّبهم زلفى إلى الله، ولكن الإمام القائم (عليه السّلام) حينما يظهر يخرج عليه قوم يدّعون الإسلام ويتلون القرآن ، فيقاتلونه وما يشعرون إنّما هم يقاتلون القرآن في حقيقته وذاته.
فما أعظم شوقَنا إلى طلعته والعيش في ظلِّ دولته! تلك الدولة العظيمة التي وصف الإمام الباقر (عليه السّلام) أهلَها وساكنيها بقوله: «إذا قام (عليه السّلام) وضع الله يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولَهم وكملت به أحلامُهم» [الكافي 1 / 25].
إذاً نحن نعيش لحظات اللقاء القريب بهذا الإمام الذي ما زال يعيش بيننا ولكننا لم نره ولم نتعرف عليه بعدُ ، وننتظر بفارغ الصبر تلك العلامات التي تدلّ على قرب ظهوره وخروجه (عليه السّلام)؛ لكي يهنأ القلب، ويبرد الفؤاد، وتطمئن القلوب والأنفس. فمن تلك العلامات:
1. كسوف الشمس وخسوف القمر في شهر رمضان، حيث قال الإمام الباقر (عليه السّلام): «آيتان تكونان قبل القائم ؛ كسوف الشمس في النصف من شهر رمضان ، والقمر في آخره» [الإرشاد للشيخ المفيد 2 / 374].
وفي حديث آخر عنه (عليه السّلام) أنّه قال: «إنّ لمهدينا آيتين لم تكونا مُنذ خلق اللهُ السماواتِ والأرضَ؛ ينكسف القمر لأوّل ليلة من رمضان، وتنكسف الشمسُ في النصف منه» [عن الدار قطني في سننه].
2. تحقق العلامات الخمس التي أشار إليها الإمام أبو عبد الله الصادق (عليه السّلام) في قوله: «للقائم خمس علامات : ظهورُ السفياني ، واليماني ، والصيحةُ من السماء ، وقتلُ النفس الزكيّة ، والخسفُ بالبيداء» [كتاب الغيبة للنعماني / 261].
وهنا وبعد هذه الإطلالة الموجزة والقصيرة نحاول أن نقف عند بعض المستحبّات التي وردت عن أئمة أهل البيت (عليهم السّلام) في بيان بعض السبل التي يمكن من خلالها إدراك الإمام الغائب (عجّل الله تعالى فرجه) :
1. عن الإمام الصادق (عليه السّلام) أنّه قال: «مَن قال بعد صلاة الفجر وبعد صلاة الظهر: اللّهم صلِّ على محمّد وآلِ محمّد وعجّل فرجهم، لم يمت حتّى يُدرك القائم» [مصباح المتهجد / 368].
2. وعنه (عليه السّلام) أيضاً: «ما من عبدٍ قرأ سورة بني إسرائيل [أي الإسراء] في كلِّ ليلة جمعة لم يمت حتّى يُدرك القائم ويكون من أصحابه» [ثواب الأعمال / 107].
3. عن الإمام الباقر (عليه السّلام) أنّه قال: «مَن قرأ المسبّحات (أي ما افتتح بسبح أو يسبح) كلَّها قبل أن ينام لم يمت حتّى يُدرك القائم» [الكافي 2 / 62].
ونختم حديثنا بهذا المقطع الرائع من دعاء العهد عسى أن نُوفّق لرؤيته ولقائه ، ونفوز بنصرته وشفاعته (عليه السّلام): «اللهمَّ أرني الطلعة الرشيدة، والغُرّةَ الحميدة، واكحُل ناظري بنظرةٍ منّي إليه، وعجّل فرجه، وسهّل مخرجه، وأوسع منهجه، واسلك بي محجّته».
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسّلام على محمّد وآله الطاهرين
الشيخ عبد الجليل المكراني
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: «كيف تهلك اُمّة أنا أوّلُها، وعيسى بنُ مريم في آخرِها، والمهديُّ من أهل بيتي في وسطِها؟!» [دلائل الإمامة / 443].
ما أسعد الإنسان وهو يعيش ساعاتٍ ولحظاتٍ يُدرك فيها ما له من مزايا وكمالات ربما تجعله من أفضل الخلق! وكيف لا يكون كذلك وقد بشّره الله سبحانه بالجنّة والرضوان ، بل في أعلى درجات الجنان وأرفعها حينما يعيش حالة الانتظار الصحيحة لقائم آل محمّد (صلوات الله عليهم أجمعين)، وهذا ما ورد في حديث الإمام الكاظم (عليه السّلام): «طوبى لشيعتِنا، المتمسّكينَ بحبلِنا في غيبةِ قائمِنا، الثابتينَ على موالاتنا والبراءةِ من أعدائنا، اُولئك منَّا ونحن منهم؛ قد رضوا بنا أئمة ورضينا بهم شيعة، فطوبى لهم، ثمَّ طوبى لهم، وهم واللهِ معنا في درجاتنا يوم القيامة» [كمال الدين وتمام النعمة / 361].
فبخروج هذا الإمام المعصوم يتمّ العدل بين الرعية، وتُقسم العطايا بالسوية، وتُملأ الأرضُ عدلاً وقسطاً بعد ما مُلئت ظلماً وجوراً، وبطاعته تتحقق طاعة الله سبحانه وتعالى، وبمعصيته تتجسّد معصية الله سبحانه وتعالى.
فهو إمامُ هدىً وصلاحٍ جمع صفات الأنبياء والأوصياء كما ورد عن الإمام الصادق (عليه السّلام) في قوله: «إنَّ الله تعالى إذا آن لقائمنا قدّر ثلاثة لثلاثة؛ قدّر مولده بمولد موسى، وغيبته بغيبة عيسى، وإبطاءه بإبطاء نوح، وجعل له بعد ذلك عمر العبد الصالح [يعني الخضر] دليلاً على عمره» [الصراط المستقيم 2 / 228].
وهو وعد الله في هذه الأرض، و{إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ}، فيخرج في سنِّ الشيوخ ومَظْهَر الشباب؛ قوياً في بدنه بحيث لو مدّ يده إلى أعظم شجرة على وجه الأرض لقلعها، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها، فينزّل الله معه تسعة آلاف وثلاثمئة وثلاثة عشر ملكاً الذين كانوا مع عيسى (عليه السّلام) لمّا رفعه الله إليه، وهم الذين وُصفوا في هذا الحديث المروي عن عالِم أهل البيت (عليهم السّلام): «إنّ الله تعالى أهبط إلى الحسينِ أربعةَ آلاف ملكٍ هم الذين هبطوا على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يوم بدر، وخُيّر بين النصر على أعدائه ولقاءِ جدِّه فاختار لقاه، فأمر الله تعالى الملائكة بالمقام عند قبره؛ فهم شُعثٌ غُبرٌ ينتظرون قيام القائم من ولده» [عيون المعجزات / 61 ـ 62].
يظهر فيواجه أشياءَ لم يواجهها الأنبياء والمرسلون من قبل ، بل لم يواجهها حتّى رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله)؛ لأنّ الرسول الأكرم ومَن سبقه من الأنبياء (عليهم السّلام) بُعثوا إلى أقوامٍ كانوا يعبدون الحجارة المنقورة من دون الله، ويسجدون للخشبة المنحوتة لتقرّبهم زلفى إلى الله، ولكن الإمام القائم (عليه السّلام) حينما يظهر يخرج عليه قوم يدّعون الإسلام ويتلون القرآن ، فيقاتلونه وما يشعرون إنّما هم يقاتلون القرآن في حقيقته وذاته.
فما أعظم شوقَنا إلى طلعته والعيش في ظلِّ دولته! تلك الدولة العظيمة التي وصف الإمام الباقر (عليه السّلام) أهلَها وساكنيها بقوله: «إذا قام (عليه السّلام) وضع الله يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولَهم وكملت به أحلامُهم» [الكافي 1 / 25].
إذاً نحن نعيش لحظات اللقاء القريب بهذا الإمام الذي ما زال يعيش بيننا ولكننا لم نره ولم نتعرف عليه بعدُ ، وننتظر بفارغ الصبر تلك العلامات التي تدلّ على قرب ظهوره وخروجه (عليه السّلام)؛ لكي يهنأ القلب، ويبرد الفؤاد، وتطمئن القلوب والأنفس. فمن تلك العلامات:
1. كسوف الشمس وخسوف القمر في شهر رمضان، حيث قال الإمام الباقر (عليه السّلام): «آيتان تكونان قبل القائم ؛ كسوف الشمس في النصف من شهر رمضان ، والقمر في آخره» [الإرشاد للشيخ المفيد 2 / 374].
وفي حديث آخر عنه (عليه السّلام) أنّه قال: «إنّ لمهدينا آيتين لم تكونا مُنذ خلق اللهُ السماواتِ والأرضَ؛ ينكسف القمر لأوّل ليلة من رمضان، وتنكسف الشمسُ في النصف منه» [عن الدار قطني في سننه].
2. تحقق العلامات الخمس التي أشار إليها الإمام أبو عبد الله الصادق (عليه السّلام) في قوله: «للقائم خمس علامات : ظهورُ السفياني ، واليماني ، والصيحةُ من السماء ، وقتلُ النفس الزكيّة ، والخسفُ بالبيداء» [كتاب الغيبة للنعماني / 261].
وهنا وبعد هذه الإطلالة الموجزة والقصيرة نحاول أن نقف عند بعض المستحبّات التي وردت عن أئمة أهل البيت (عليهم السّلام) في بيان بعض السبل التي يمكن من خلالها إدراك الإمام الغائب (عجّل الله تعالى فرجه) :
1. عن الإمام الصادق (عليه السّلام) أنّه قال: «مَن قال بعد صلاة الفجر وبعد صلاة الظهر: اللّهم صلِّ على محمّد وآلِ محمّد وعجّل فرجهم، لم يمت حتّى يُدرك القائم» [مصباح المتهجد / 368].
2. وعنه (عليه السّلام) أيضاً: «ما من عبدٍ قرأ سورة بني إسرائيل [أي الإسراء] في كلِّ ليلة جمعة لم يمت حتّى يُدرك القائم ويكون من أصحابه» [ثواب الأعمال / 107].
3. عن الإمام الباقر (عليه السّلام) أنّه قال: «مَن قرأ المسبّحات (أي ما افتتح بسبح أو يسبح) كلَّها قبل أن ينام لم يمت حتّى يُدرك القائم» [الكافي 2 / 62].
ونختم حديثنا بهذا المقطع الرائع من دعاء العهد عسى أن نُوفّق لرؤيته ولقائه ، ونفوز بنصرته وشفاعته (عليه السّلام): «اللهمَّ أرني الطلعة الرشيدة، والغُرّةَ الحميدة، واكحُل ناظري بنظرةٍ منّي إليه، وعجّل فرجه، وسهّل مخرجه، وأوسع منهجه، واسلك بي محجّته».
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسّلام على محمّد وآله الطاهرين
الشيخ عبد الجليل المكراني