خادم الشيعة
12-08-2014, 01:32 AM
البشائر بمولده
اتفقت الإمامية إلا من شذ منهم على أن ولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت في السابع عشر من شهر ربيع الأول يوم الجمعة عند طلوع الفجر في عام الفيل بمكة المعظمة في الدار المعروفة بدار محمد بن يوسف، وكان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فوهبه لعقيل بن أبي طالب فباعه أولاده محمد بن يوسف أخا الحجاج فأدخله في داره فلما كان زمن هارون أخذته الخيزران أمه فاخرجته وجعلته مسجداً فصار مكاناً معروفاً يزار ويصلى فيه ويتبرك به.
روي الشيخ الصدوق بسنده عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: كان أبليس لعنه الله يخترق السموات السبع فلما ولد عيسى عليه السلام حجب عن ثلاث سموات وكان يخترق أربع سموات فلما ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حجب عن السبع كلها ورميت الشياطين بالنجوم وقالت قريش هذا قيام الساعة التي كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه. وقال عمرو بن أمية وكان من أزجر أهل الجاهلية انظروا هذه النجوم التي يهتدى بها ويعرف بها زمان الشتاء والصيف فإن كان رمي بها فهو هلاك كل شيء وإن كانت تثبتت ورمي بغيرها فهو أمر حدث وأصبحت الأصنام كلها صبيحة ولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليس منها صنم إلا وهو منكب على وجهه وارتجس في تلك الليلة ايوان كسرى وسقطت منه أربعة عشر شرفة وغاضت بحيرة ساوة وفاض وادي السماوة وخمدت نيران فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام ورأى المرزبان في تلك الليلة في المنام إبلاً صعاباً تقود خيلاً عراباً قد قطعت دجلة وانسربت في بلادهم وانفصم طاق الملك كسرى في وسطه وانخرقت عليه دجلة وانتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز ثم استطال حتى بلغ المشرق ولم يبق سرير لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوساً والملك مخرساً لا يتكلم يومه ذلك وانتزع علم الكهنة وبطل سحر السحرة ولم تبق كاهنة في العرب إلا حجبت عن صاحبها وعظمت قريش في العرب وسموا آل الله قال أبو عبد الله عليه السلام إنما سموا آل الله لأنهم في بيت الله الحرام وقالت آمنة ان ابني والله سقط فاتقى الأرض بيده ثم رفع رأسه إلى السماء فنظر إليها ثم خرج مني نور أضاء له كل شيء وسمعت في الضوء قائلاً يقول انك قد ولدت سيد الناس فسميه محمداً واتى به عبد المطلب لينظر إليه وقد بلغه ما قالت أمه فاخذه ووضعه في حجره ثم قال:
هذا الغلام الطيب الاردان
الحمد لله الذي اعطاني
قد ساد في المهد على الغلمان
ثم عوذه بأركان الكعبة وقال فيه أشعاراً، وصاح إبليس لعنه الله في أبالسته فاجتمعوا إليه فقالوا ما الذي افزعك يا سيدنا فقال لهم ويلكم لقد انكرت السماء والأرض منذ الليلة لقد حدث في الأرض حدث عظيم ما حدث مثله منذ رفع عيسى بن مريم (عليهما السلام) فاخرجوا وانظروا ما هذا الحدث فافترقوا ثم اجتمعوا إليه فقالوا ما وجدنا شيئاً فقال إبليس لعنه الله أنا لهذا الأمر ثم انغمس في الدنيا فجالها حتى انتهى إلى الحرم فوجد الحرم محفوفاً بالملائكة فذهب ليدخل فصاحوا به فرجع ثم صار مثل الصر وهو العصفور فدخل من قبل حرا فقال له جبرئيل عليه السلام وراك لعنك الله فقال له حرف أسألك عنه يا جبرئيل ما هذا الحدث الذي حدث منذ الليلة في الأرض؟ فقال له ولد محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقال هل لي فيه نصيب؟ قال لا، قال: ففي أمته؟ قال: نعم. قال: رضيت.
وروي ابن شهر آشوب عن أمير المؤمنين عليه السلام قال لما ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القيت الأصنام في الكعبة على وجوهها فلما أمسى سمع صيحة من السماء جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا وروي أنه أضاء تلك الليلة جميع الدنيا وضحك كل حجر ومدر وشجر وسبح كل شيء في السموات والأرض لله عز وجل وانهزم الشيطان وهو يقول خير الأمم وخير الخلق واكرم العبيد وأعظم العالم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وروي الشيخ الكليني عن أبي جعفر عليه السلام قال لما ولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء رجل من أهل الكتاب إلى ملأ من قريش فيهم هشام بن المغيرة والوليد بن المغيرة والعاص بن هشام وأبو دخرة بن أبي عمرو بن أمية وعتبة بن ربيعة فقال أولد فيكم مولود الليلة فقالوا لا قال فولد إذاً بفلسطين غلام اسمه أحمد بن شامة كلون الخز الادكن ويكون هلاك أهل الكتاب واليهود على يديه قد اخطاكم والله يا معشر قريش فتفرقوا وسألوا فاخبروا انه ولد لعبد الله بن عبد المطلب غلام فطلبوا الرجل فلقوه فقالوا انه قد ولد فينا والله غلام قال قبل ان أقول لكم أو بعد ما قلت لكم قالوا قبل ان تقول لنا قال فانطلقوا بنا إليه حتى ننظر إليه فانطلقوا حتى أتوا أمه فقالوا أخرجي ابنك حتى ننظر إليه فقالت ان ابني والله لقد سقط وما سقط كما يسقط الصبيان لقد اتقى الأرض بيديه ورفع رأسه إلى السماء فنظر إليها ثم خرج منه نور حتى نظرت إلى قصور بصرى وسمعت هاتفاً في الجو يقول لقد ولدتيه سيد الأمة فقولي اعيذه بالواحد من شر كل حاسد وسميه محمداً قال الرجل فاخرجته فنظر إليه ثم قلبه ونظر إلى الشامة بين كتفيه فخر مغشياً عليه فاخذوا الغلام فادخلوه إلى أمه وقالوا بارك الله لك فيه فلما خرجوا افاق فقالوا له مالك ويلك قال ذهبت نبوة بني إسرائيل إلى يوم القيامة هذا والله من يبيرهم ففرحت قريش بذلك فلما رآهم قد خرجوا قال فرحتم أما والله ليسطون بكم سطوة يتحدث بها أهل المشرق والمغرب وكان أبو سفيان يقول يسطو بمضر.
في قوله تعالى: (ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين).
قال الطبرسي: قال ابن عباس: كان اليهود يستفتحون، أي يستنصرون على الأوس والخزرج برسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل مبعثه، فلما بعثه الله من العرب ولم يكن من بني إسرائيل كفروا به وجحدوا ما كانوا يقولونه فيه فقال لهم معاذ بن جبل وبشر بن البراء بن معرور: يا معشر اليهود اتقوا الله وأسلموا، فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد ونحن أهل الشرك وتصفونه وتذكرون أنه مبعوث فقال سلام بن مسلم أخو بني النضير: ما جاءنا بشيء نعرفه وما هو بالذي كنا نذكر لكم.. فأنزل الله تعالى هذه الآية.
في أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وجبت له النبوة وآدم بين الروح والجسد.
[صحيح الترمذي: ج 2 ص 282] روي بسنده عن أبي هريرة (قال) قالوا يا رسول الله متى وجبت لك النبوة. (قال) وآدم بين الروح والجسد.
[مستدرك الصحيحين: ج 2 ص 600] روي بسنده عن العرباض ابن سارية السلمي (قال) سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول إني عند الله في أول الكتاب لخاتم النبيين وان آدم لمنجدل في طينته.
[حلية الأولياء: ج 7 ص 122] روي بسنده عن ميسرة الفخر (قال) قلت يا رسول الله متى كتبت؟ (قال) فقال الناس مه، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دعوه كتبت نبياً وآدم بين الروح والجسد.
[تاريخ بغداد: ج 3 ص 70] روي بسنده عن أبي هريرة (قال) سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله) متى وجبت لك النبوة؟ (قال) بين خلق آدم ونفخ الروح فيه.
في صفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في التوراة والإنجيل
[مسند الإمام أحمد بن حنبل: ج 2 ص 174] روي بسنده عن عطاء بن يسار قال لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص فقلت أخبرني عن صفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في التوراة، فقال أجل والله أنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً) وحرزاً للأميين وأنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل، لست بفظ ولا غليظ، ولا صخاب بالأسواق، (قال) يونس: ولا صخاب في الأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله، فيفتح بها أعيناً عمياً، وآذاناً صماً، وقلوباً غلفاً (قال عطاء) لقيت كعباً فسألته فما اختلفا في حروف إلا أن كعباً يقول بلغته: أعيناً عمومى، وآذاناً صمومى، وقلوباً غلوفى، قال يونس غلفاً.
[حلية الأولياء: ج 5 ص 386] روي بسنده عن ابن أخي كعب (قال) قال كعب: إنا لنجد نعت النبي (صلى الله عليه وآله) في سطر من كتاب الله نجده في سطر محمد رسول الله، وأمّته الحمادون يحمدون الله على كل حال، ويكبرونه على كل شرف، رعاة الشمس، يصلون الصلوات الخمس لوقتهن ولو على كناسة، يأتزرون على أوساطهم، ويوضؤن أطرافهم، لهم في جو السماء دوي كدوي النحل، ونجده في سطر آخر محمد المختار لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر مولده بمكة، ومهاجره بطيبة وملكه بالشام.
[طبقات ابن سعد: ج 1 القسم 2 ص 89] روي بسنده عن سهل مولى عتيبة انه كان نصرانياً من أهل مريس وأنه كان يتيماً في حجر أمه وعمه وانه كان يقرأ الإنجيل (قال) فاخذت مصحفاً لعمي فقرأته حتى مرت بي ورقة فانكرت كتابتها حين مرت بي ومسستها بيدي (قال) فنظرت فإذا فصول الورقة ملصق بغراء قال ففتقتها فوجدت فيها نعت محمد (صلى الله عليه وآله) انه لا قصير ولا طويل، أبيض، ذو ضفيرتين، بين كتفيه خاتم، يكثر الاحتباء، ولا يقبل الصدقة، ويركب الحمار والبعير، ويحتلب الشاة، ويلبس قميصاً مرقوعاً ومن فعل ذلك فقد برئ من الكبر، وهو يفعل ذلك، وهو من ذرية إسماعيل اسمه أحمد (قال سهل) فلما انتهيت إلى هذا من ذكر محمد (صلى الله عليه وآله) جاء عمي فلما رأى الورقة ضربني وقال ما لَكَ وفتح هذه الورقة وقراءتها؟ فقلت فيها نعت النبي (صلى الله عليه وآله) أحمد فقال انه لم يأت بعد.
اتفقت الإمامية إلا من شذ منهم على أن ولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت في السابع عشر من شهر ربيع الأول يوم الجمعة عند طلوع الفجر في عام الفيل بمكة المعظمة في الدار المعروفة بدار محمد بن يوسف، وكان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فوهبه لعقيل بن أبي طالب فباعه أولاده محمد بن يوسف أخا الحجاج فأدخله في داره فلما كان زمن هارون أخذته الخيزران أمه فاخرجته وجعلته مسجداً فصار مكاناً معروفاً يزار ويصلى فيه ويتبرك به.
روي الشيخ الصدوق بسنده عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: كان أبليس لعنه الله يخترق السموات السبع فلما ولد عيسى عليه السلام حجب عن ثلاث سموات وكان يخترق أربع سموات فلما ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حجب عن السبع كلها ورميت الشياطين بالنجوم وقالت قريش هذا قيام الساعة التي كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه. وقال عمرو بن أمية وكان من أزجر أهل الجاهلية انظروا هذه النجوم التي يهتدى بها ويعرف بها زمان الشتاء والصيف فإن كان رمي بها فهو هلاك كل شيء وإن كانت تثبتت ورمي بغيرها فهو أمر حدث وأصبحت الأصنام كلها صبيحة ولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليس منها صنم إلا وهو منكب على وجهه وارتجس في تلك الليلة ايوان كسرى وسقطت منه أربعة عشر شرفة وغاضت بحيرة ساوة وفاض وادي السماوة وخمدت نيران فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام ورأى المرزبان في تلك الليلة في المنام إبلاً صعاباً تقود خيلاً عراباً قد قطعت دجلة وانسربت في بلادهم وانفصم طاق الملك كسرى في وسطه وانخرقت عليه دجلة وانتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز ثم استطال حتى بلغ المشرق ولم يبق سرير لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوساً والملك مخرساً لا يتكلم يومه ذلك وانتزع علم الكهنة وبطل سحر السحرة ولم تبق كاهنة في العرب إلا حجبت عن صاحبها وعظمت قريش في العرب وسموا آل الله قال أبو عبد الله عليه السلام إنما سموا آل الله لأنهم في بيت الله الحرام وقالت آمنة ان ابني والله سقط فاتقى الأرض بيده ثم رفع رأسه إلى السماء فنظر إليها ثم خرج مني نور أضاء له كل شيء وسمعت في الضوء قائلاً يقول انك قد ولدت سيد الناس فسميه محمداً واتى به عبد المطلب لينظر إليه وقد بلغه ما قالت أمه فاخذه ووضعه في حجره ثم قال:
هذا الغلام الطيب الاردان
الحمد لله الذي اعطاني
قد ساد في المهد على الغلمان
ثم عوذه بأركان الكعبة وقال فيه أشعاراً، وصاح إبليس لعنه الله في أبالسته فاجتمعوا إليه فقالوا ما الذي افزعك يا سيدنا فقال لهم ويلكم لقد انكرت السماء والأرض منذ الليلة لقد حدث في الأرض حدث عظيم ما حدث مثله منذ رفع عيسى بن مريم (عليهما السلام) فاخرجوا وانظروا ما هذا الحدث فافترقوا ثم اجتمعوا إليه فقالوا ما وجدنا شيئاً فقال إبليس لعنه الله أنا لهذا الأمر ثم انغمس في الدنيا فجالها حتى انتهى إلى الحرم فوجد الحرم محفوفاً بالملائكة فذهب ليدخل فصاحوا به فرجع ثم صار مثل الصر وهو العصفور فدخل من قبل حرا فقال له جبرئيل عليه السلام وراك لعنك الله فقال له حرف أسألك عنه يا جبرئيل ما هذا الحدث الذي حدث منذ الليلة في الأرض؟ فقال له ولد محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقال هل لي فيه نصيب؟ قال لا، قال: ففي أمته؟ قال: نعم. قال: رضيت.
وروي ابن شهر آشوب عن أمير المؤمنين عليه السلام قال لما ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القيت الأصنام في الكعبة على وجوهها فلما أمسى سمع صيحة من السماء جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا وروي أنه أضاء تلك الليلة جميع الدنيا وضحك كل حجر ومدر وشجر وسبح كل شيء في السموات والأرض لله عز وجل وانهزم الشيطان وهو يقول خير الأمم وخير الخلق واكرم العبيد وأعظم العالم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وروي الشيخ الكليني عن أبي جعفر عليه السلام قال لما ولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء رجل من أهل الكتاب إلى ملأ من قريش فيهم هشام بن المغيرة والوليد بن المغيرة والعاص بن هشام وأبو دخرة بن أبي عمرو بن أمية وعتبة بن ربيعة فقال أولد فيكم مولود الليلة فقالوا لا قال فولد إذاً بفلسطين غلام اسمه أحمد بن شامة كلون الخز الادكن ويكون هلاك أهل الكتاب واليهود على يديه قد اخطاكم والله يا معشر قريش فتفرقوا وسألوا فاخبروا انه ولد لعبد الله بن عبد المطلب غلام فطلبوا الرجل فلقوه فقالوا انه قد ولد فينا والله غلام قال قبل ان أقول لكم أو بعد ما قلت لكم قالوا قبل ان تقول لنا قال فانطلقوا بنا إليه حتى ننظر إليه فانطلقوا حتى أتوا أمه فقالوا أخرجي ابنك حتى ننظر إليه فقالت ان ابني والله لقد سقط وما سقط كما يسقط الصبيان لقد اتقى الأرض بيديه ورفع رأسه إلى السماء فنظر إليها ثم خرج منه نور حتى نظرت إلى قصور بصرى وسمعت هاتفاً في الجو يقول لقد ولدتيه سيد الأمة فقولي اعيذه بالواحد من شر كل حاسد وسميه محمداً قال الرجل فاخرجته فنظر إليه ثم قلبه ونظر إلى الشامة بين كتفيه فخر مغشياً عليه فاخذوا الغلام فادخلوه إلى أمه وقالوا بارك الله لك فيه فلما خرجوا افاق فقالوا له مالك ويلك قال ذهبت نبوة بني إسرائيل إلى يوم القيامة هذا والله من يبيرهم ففرحت قريش بذلك فلما رآهم قد خرجوا قال فرحتم أما والله ليسطون بكم سطوة يتحدث بها أهل المشرق والمغرب وكان أبو سفيان يقول يسطو بمضر.
في قوله تعالى: (ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين).
قال الطبرسي: قال ابن عباس: كان اليهود يستفتحون، أي يستنصرون على الأوس والخزرج برسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل مبعثه، فلما بعثه الله من العرب ولم يكن من بني إسرائيل كفروا به وجحدوا ما كانوا يقولونه فيه فقال لهم معاذ بن جبل وبشر بن البراء بن معرور: يا معشر اليهود اتقوا الله وأسلموا، فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد ونحن أهل الشرك وتصفونه وتذكرون أنه مبعوث فقال سلام بن مسلم أخو بني النضير: ما جاءنا بشيء نعرفه وما هو بالذي كنا نذكر لكم.. فأنزل الله تعالى هذه الآية.
في أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وجبت له النبوة وآدم بين الروح والجسد.
[صحيح الترمذي: ج 2 ص 282] روي بسنده عن أبي هريرة (قال) قالوا يا رسول الله متى وجبت لك النبوة. (قال) وآدم بين الروح والجسد.
[مستدرك الصحيحين: ج 2 ص 600] روي بسنده عن العرباض ابن سارية السلمي (قال) سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول إني عند الله في أول الكتاب لخاتم النبيين وان آدم لمنجدل في طينته.
[حلية الأولياء: ج 7 ص 122] روي بسنده عن ميسرة الفخر (قال) قلت يا رسول الله متى كتبت؟ (قال) فقال الناس مه، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دعوه كتبت نبياً وآدم بين الروح والجسد.
[تاريخ بغداد: ج 3 ص 70] روي بسنده عن أبي هريرة (قال) سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله) متى وجبت لك النبوة؟ (قال) بين خلق آدم ونفخ الروح فيه.
في صفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في التوراة والإنجيل
[مسند الإمام أحمد بن حنبل: ج 2 ص 174] روي بسنده عن عطاء بن يسار قال لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص فقلت أخبرني عن صفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في التوراة، فقال أجل والله أنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً) وحرزاً للأميين وأنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل، لست بفظ ولا غليظ، ولا صخاب بالأسواق، (قال) يونس: ولا صخاب في الأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله، فيفتح بها أعيناً عمياً، وآذاناً صماً، وقلوباً غلفاً (قال عطاء) لقيت كعباً فسألته فما اختلفا في حروف إلا أن كعباً يقول بلغته: أعيناً عمومى، وآذاناً صمومى، وقلوباً غلوفى، قال يونس غلفاً.
[حلية الأولياء: ج 5 ص 386] روي بسنده عن ابن أخي كعب (قال) قال كعب: إنا لنجد نعت النبي (صلى الله عليه وآله) في سطر من كتاب الله نجده في سطر محمد رسول الله، وأمّته الحمادون يحمدون الله على كل حال، ويكبرونه على كل شرف، رعاة الشمس، يصلون الصلوات الخمس لوقتهن ولو على كناسة، يأتزرون على أوساطهم، ويوضؤن أطرافهم، لهم في جو السماء دوي كدوي النحل، ونجده في سطر آخر محمد المختار لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر مولده بمكة، ومهاجره بطيبة وملكه بالشام.
[طبقات ابن سعد: ج 1 القسم 2 ص 89] روي بسنده عن سهل مولى عتيبة انه كان نصرانياً من أهل مريس وأنه كان يتيماً في حجر أمه وعمه وانه كان يقرأ الإنجيل (قال) فاخذت مصحفاً لعمي فقرأته حتى مرت بي ورقة فانكرت كتابتها حين مرت بي ومسستها بيدي (قال) فنظرت فإذا فصول الورقة ملصق بغراء قال ففتقتها فوجدت فيها نعت محمد (صلى الله عليه وآله) انه لا قصير ولا طويل، أبيض، ذو ضفيرتين، بين كتفيه خاتم، يكثر الاحتباء، ولا يقبل الصدقة، ويركب الحمار والبعير، ويحتلب الشاة، ويلبس قميصاً مرقوعاً ومن فعل ذلك فقد برئ من الكبر، وهو يفعل ذلك، وهو من ذرية إسماعيل اسمه أحمد (قال سهل) فلما انتهيت إلى هذا من ذكر محمد (صلى الله عليه وآله) جاء عمي فلما رأى الورقة ضربني وقال ما لَكَ وفتح هذه الورقة وقراءتها؟ فقلت فيها نعت النبي (صلى الله عليه وآله) أحمد فقال انه لم يأت بعد.